تقنية جديدة تعمل مع أجهزة الكومبيوتر ومشغّلات الموسيقى والهواتف الذكية تعلّم المشلولين كيفيّة الضغط على الأزرار والعزف.
استطاع خبراء معهد جورجيا للتكنولوجيا أن يُطوّروا قفّازاً موسيقيّاً يعمل على الطريقة اللاسلكيّة لتحسين القدرات الحسية فضلاً عن الحركيّة لدى الأشخاص المصابين بأذيّات النخاع الشوكيّ الشلليّة.
وقد أظهر القفّاز الذي يُطلق عليه اسم 'MMT' فاعليّة لدى المرضى الذين أُصيبوا بالشلل الرباعي قبل بدء الدراسة بأكثر من عام، حيث تمّ إلباسهم إيّاه بشكلٍ أساسيّ أثناء قيامهم بالأعمال اليوميّة الاعتيادية، هذا ويبدو القفّاز كغيره من قفازات العمل إلّا أنّه يحمل على ظهره صندوقاً صغيراً أبيض اللون.
ويقوم ذلك القفّاز بإرسال ذبذبات متتالية للأصابع تساعد المريض على تحديد المفاتيح الموسيقيّة الموجودة على البيانو والتي يجب عليه أن يضغطها لعزف الموسيقى، وقد أظهرت النتائج أيضاً أنّ القدرات الحسيّة للمرضى قد تحسّنت بشكل ملحوظٍ بعد استخدامه خلال عمليّة العزف.
وأنهى خبراء معهد جورجيا مؤخراً دراسةً ألقوا من خلالها الضوء على الضعف العضليّ وفقدان الحسّ الذي يواجهه مصابو النخاع الشوكيّ ولذلك توقّعوا في هذه الدراسة أن يكون للقفّاز تأثيراً إيجابيّاً بسيطاً على مرضى الشلل إلّا أنّهم أُدهشوا عندما شاهدوا مقدار التحسّن الذي اختبره المرضى بسبب ذلك القفاز إذ تقول قائدة البحث الدكتورة تانيا ماركو "استطاع بعض المشاركين أن يتحسّسوا قوام فراشهم وألبِسَتهم لأوّل مرّة بعد إصابتهم".
ويعمل 'MMT' مع أجهزة الكومبيوتر ومشغّلات الموسيقى بالإضافة إلى أجهزة الموبايل الذكيّة حيث يرتبط معها بواسطة الاتّصال اللاسلكيّ 'وايرليس' ليقوم بتعليم الشخص المشلول كيفيّة الضغط على الأزرار لعزف أغنية تمّت برمجتها مسبقاً ضمن القفّاز وذلك بالتوافق مع المفاتيح الموسيقيّة المتواجدة على البيانو، ومع استمرار العزف على البيانو يستطيع المرضى أن يخزّنوا الطريقة ويحفظوها بالإضافة إلى أنّهم يصبحون أكثر قُدرةً على تحريك أصابعهم.
وقد أراد الباحثون أن يوسّعوا معارفهم عن الدراسة حيث ألبَسُوا عدداً من المُشاركين تلك القفّازات في بيوتهم لمدةّ ساعتين في اليوم ولخمسة أيّام في الأسبوع وجعلوهم يشعرون بالاهتزازات فقط دون العزف على البيانو، وقد اكتشفوا فيما بعد أنّ أولئك الذين تمّ إلباسهم ذلك القفاز في منازلهم قد أظهروا تحسناً ملحوظاً في اختبارات الحس والحركة مقارنةً مع الذين لم يقوموا بارتداء ذلك القفاز.
وتعزي الدكتورة تانيا ماركو ذلك الدور الرائع للقفّاز والذي تجلّى بارتفاع المقدرة الحركيّة لدى المرضى إلى النشاط المُتجدّد للدماغ والذي يكون في حالة سباتٍ في الكثير من الأحيان لدى المرضى المصابين بأذيّات النخاع الشوكيّ، وتنوي الدكتورة أن توسّع دراستها بحيث تشمل تقنيّات أحدث كالتصوير الوظيفيّ باستخدام الرنين المغناطيسي آملةً أن تعطي هذه الثورة العلميّة ثمارها بين الناس.......منقول