في كثير من دول العالم بات باتت تسمح بأن تعرف مفهوم الزواج بأنه علاقة تربط بين رجل وأمرأة بالتحابب يتعاهدان فيها بالعيش سوية دون أن يخون أحدهما الأخر ..وعملية إنجاب الأولاود تتم بالرغبة بين الرجل والمرأة وهناك تشريعات في بعض الدول بأن تسمح للمرأة الحامل بأن لاتعترف من هو أب جنينها وطفلها لاحقا ..ويسمح لها القانون بالتكتم عن أب الطفل لو رغبت بذلك وتسجله فقط بإسمها ...يمكن أن يكون كلامي غريب جدا بالنسبة لكل من يقرأ كلامي هذا ولكنه واقعي وحقيقي في بعض الدول التي أنا أعرف قانونها جيدا ..ربما أن يكون هناك أستغرب من البعض ولماذا أكتب هذا الكلام الآن
الجواب بسيت جدا ..لقد كنت أقرأ في كتاب لأحد المؤلفين ويتناول فيه الحقبة التي تم فيها مهاجهمة وذبح الكثير من السريان والأرمن في شمال سوريا وجنوب تركيا في بداية الحرب العالمية الثانية على يد الأيادي الغاصبة والهمجية التي عبثت في تاريخ الكنيسة السريانية في تلك المناطق ..
وملخص قصة حياة أحدهم أن له أسم ولكن ليس أسمه الحقيقي وله أب وهو ليس الأب الحقيقي وله أم وهي ليس أمه الحقيقة ..وبعد حوالي 70 سنة من حياته المزورة يكتشف شخصيته الحقيقة ..وتتلخص القصة بأن عندما مهاجمة جنود وعساكر الأتراك بعض القرى المسيحية هناك لقتل الأرمن والسريان في مذبحة يشهد لها التاريخ ..كان هناك في إحدى القرى قائم مقام مسيحي سرياني ولكنه وللأسف كان متعاونا مع الأتراك بحكم موقعه الحكومي ولايرفض لهم طلب ..وكلمته عند الأتراك مستجاب لها.. وله ثلاثة أولاد وكانت زوجته بالحين قد ولدت الطفل الرابع ولم يعيش أكثر من أسبوع ..حيث حزنت الأم كثيرا ..وفي هذه الفترة تمت مهاجمة قرية القائم مقام من قبل الجنود الأتراك أثناء ملاحقة ناس من الأرمن والسريان ..وكان هناك زوج لأمرأة فقيرة مطلوب وملاحق من قبل الجنود وقد هرب من المنزل خوفا من القبض عليه ..وعندما كانت زوجته وطفلها الذي لم يبلغ السنتين في الشارع تحاول الهروب أيضا إلى إحدى القرى المجاورة واجهها أربعه جنود أتراك ..وكان الطفل جائعا جدا وعطشا جدا ..أستوقفوها الجنود وأخذو الولد منها ..وطلبوا منها أن تجلب لهم الدراهم وهي ليرات ذهبية عصملية لكي يعطوها الولد ..فوعدتهم أنها ستذهب للحال تستدين وتجلب لهم الليرات الذهبيبة وتسترد أبنها ..ذهب المرأة لتبحث عند أقاربها عن معين لها لكي يدينها الليرات فلم تجد ..وعندما عادت فارغة اليدين لم تجد الجنود ولم تجد طفلها فأخذت تبكي وأخذت تبحث عنه بمفردها فلم تجده طوال النهار والليل ..فرجعت تبكي لعند أهلها وأقاربها لتجد قسم كبير منهم قد تركوا البلدة في الحال ..أخذت تبكي وتصرخ وقد سمعت من أحدهم أن أهلك وبعض الأقارب قد رحلوا للتو إلى قرية مجاورة وقد سموا لها أسم القرية فلحقت بهم وتفكيرها عند طفلها الذي ضاع من بين أيديها ولم تعرف عنه أي أثر وهي خائفة جدا لأن لو أخذت تسأل الجنود أو الدرك ستقول لهم أن الطفل هو ابن فلان ..وفلان أرمني وهو هربان من وجه العساكر ..مر أكثر من شهر وهي لاتعرف عن الطفل أي خبر ولاتعرف أين ذهب زوجها أو أين مختبىء ..وبالتالي بات هناك أمل ضعيف جدا في أن يتم العثور عن الطفل أو الرجل ..وكل من وقف بجانب المرأة في القرية الجديدة التي أنتقلت إليها دعى لها بالصبر لأن في أحداث الحرب العالمية الأولى من نجى بنفسه كان حقا قد وهبه الله عمر ثاني ...وحسب ماعلم فيما بعد بأن الجنود قد مروا بالقرب من دار القائم مقام ومعهم الطفل فتركوه هناك ودخل الطفل الدار وهو يقول أنا عطشان ..أنا جوعان ..هنا جلبته إحدى العاملات في منزل القائم مقام إلى زوجته التي مالبثت أن فكرت بأنه الله قد أعاد لها طفلها الذي فقدته ..فكرت بأن تربي الطفل وتعطيه نفس أسم مولودها الذي توفى ..
وعندما عاد القائم مقام سأل زوجته عن سر الطفل فقالت له أن أمه تركته هنا وذهبت وأنها ستعود حالا ..وعندما سألها هل أنتِ متأكدين أنها ستعود فأجابت نعم ..كبر الطفل مع عائلته الجديدة الغنية بعد أن أعطوه لقب العائلة وله ثلاثة أخوة وهو لايعرف حقا مالذي حدث معه ..دارت الأيام ومرت الأيام وبات الطفل شابا وتعلم ..ثم كمل دراسته ..وبعدها هاجر إلى أوربا ..ليسمع عن ألاف القصص التي حدثت مع أهل ماردين والقرى المجاورة لها ..وليجد من يخبره بأن القائم مقام الذي أنت تعتبره والدك له ثلاثة أبناء فقط والطفل الرابع الذي ولدته زوجة القائم مقام قد توفى وبعدها الزوجة لم تنجب ..فكيف تكون أنت أصغر أبناءه ..
هذه قصة من العديد من القصص التي تحدث أثناء الحروب ويتم فيها ولادة أولاد من الصعب معرفة من هم آبائهم ..وفي العشر سنوات الأخيرة مثلات أعتذرت الحكومة النروجية من كل من ولد في فترة العالمية الثانية من أم نروجية وأب غير معلوم ..وقدمت لهم تعويضات مالية كبيرة لما عانوه من ألآلام نفسية خلال فترة حياتهم وقسم كبير من الأمهات والأبناء مازالوا على قيد الحياة .
_________________