ثلاث أصدقاء مع عائلاتهم يهاجرون الى كندا بسبب ضيق العيش في الوطن ، وبعد وصولهم المهجر وفي احدى جلسات الحنين والذكريات يذكر أحدهم أنه أخبر أهله في الوطن بعدم ذكر أي شيء عن الأوضاع في الرسائل أو الاتصالات الهاتفية لأنها قد تكون مراقبة وأنه ابتدع طريقة جهنّمية لمعرفة الأخبار عن طريق الهدايا والأغراض التي سيرسلها الأهل له .
الأصدقاء طبعا يسألون عن الطريقة الجهنّمية فيخبرهم يتوصية الأهل أن يرسلو له صور فإذا كانوا واقفين فأوضاع الوطن جيدة وينصحونه بالرجوع أما إذا كانوا جالسين فالأوضاع للأسوأ وينصحوه بالبقاء بالمهجر .
الصديق الآخر كأنك عايش بقلبي فأنا اتفقت مع أهلي على نفس الطريقة ولكن بالقهوة فإذا أرسلوا القهوة حب أخضر بدون تحميص فالأوضاع تحسنت بالوطن أما إذا أرسلوا القهوة حب محمّص فالأوضاع للأسوأ .
أما الصديق الثالث فيقول كأننا متفقين على الخطة فأنا أوصيت أهلي نفس الوصية ولكن بالجبنة فإذا أرسلوا جبنة عادية فالأوضاع ممتازة ويجب الرجوع على الفور أما إذا أرسلوا قربشة فالأوضاع للأسوأ واياك بالعودة .
وتمضي الأيام وكل أسبوع للعائلات الثلاثة جلسة مطولة بالحنين للوطن والبكاء والاشتياق وسماع الأغاني العربية ، مع الكثير من التساؤلات عن الأوضاع بالوطن والتمني بقدوم أحد المهجرين الجدد لكي يتسقبلوا الهدايا ويقرروا إما البقاء بالمهجر أو العودة ، ويلعنون الهجرة والغربة آلاف المرات ، ومافي أغلى من الوطن ووووووو ..............
أحد الأيام تزف زوجة أحدهم خبر قدوم أحد أقربائها كمهاجر جديد وسيجلب معه أغراض من أهالي الجميع ، ومن شدة الفرحة يقرروا الذهاب لاستقباله بالمطار ودعوته للعشاء عند قريبته ، وفعلا يأتي المهاجر الجديد وبعد التأهيل والترحيب به وتناول العشاء يسألوه فيما إذا جلب معه أغراض من الأهل ، وفعلا يسلم المهاجر الأغراض حسب أسماء أصحابها ويفتح الأول ظرف الصور أمام الجميع فإذا بصور أهله كلها مصورة وهم مبطوحين على بطونهم بطحاّ ، ويبدأ هو وزوجته وأولاده بالبكاء .
يأتي دور الثاني ويفتح كيس القهوة فإذا بها محمصة لدرجة الحرق ومطحونة حتى أصبحت كالبودرة وأيضاً يبدأ مع زوجته وأولاده بالبكاء والصراخ .
أما الأخير الموعود بالجبنة البيضاء البلدية الشغالة ، فبفتح العلبة فتفوح الرائحة وإذا بها شنكليش ، عندها ينفجر الجميع بكاءً وصراخاً
- الله يرحمك ياوطن – وياريتك بقيت قريشة - أمام ذهول المهاجر الجديد محاولا تهدئة الوضع دون جدوى وقرر أول مايفعله صباحاً
هو أن يوصي أهله أن يرسلوا أي شيء عدا الشنكليش لأن رائحته في المهجر تعني الوطن