دراسات امريكية حول مشروب الطاقة
بسبب استهلاك المراهقين والبالغين الشبان، بمن فيهم الرياضيين وغير الرياضيين، لمشروبات الطاقة بمعدل مزعج، فإننا نحتاج إلى تحديد ما إذا كان الاستخدام طويل الأجل لمشروبات الطاقة بواسطة هؤلاء الأفراد سوف يتحول إلى آثار ضارة خلال فترة لاحقة.
هذا ما كتبه الدكتور جون بي هيغينز وباحثون مشاركون في دورية “مايو جورنال”، وذلك بعد أن دفعت التركيبة الغريبة للمكونات الموجودة في بعض مشروبات الطاقة ثلاثة باحثين من مركز العلوم الصحية بجامعة تكساس وجامعة كوينزلاند لفحص ما هو معروف وغير معروف عن محتويات بعض مشروبات الطاقة التي تباع إلى جانب المشروبات الغازية والمشروبات الرياضية في المتاجر الكبيرة ومتاجر الأدوية ومواقف الراحة على الطرق السريعة.
وذكرت صحيفة “الشرق الأوسط” أن الباحث المشارك تروي دي توتيل حث إدارة الغذاء والدواء الأميركية على التدخل وتنظيم هذا السوق، التي تخضع حاليا للقليل من القيود على أنواع وكميات المكونات والدعاوي التي تتم بشأنها. وقد صنف المنتجون هذه المشروبات على أنها مكملات غذائية تعفيهم من التشريعات التي تحكم المشروبات الغازية والعصائر وتسمح للمنتجين بعمل دعاوي بنائية ووظيفية، مثل أن هذه المشروبات تعزز الأداء الرياضي وتزيد من حرق السعرات والذكاء العقلي.
وحسب ما وصف توتيل استراتيجية التسويق لمشروبات الطاقة، “فقد أخذت الشركات كأسا من القهوة، أو كأسين أو أكثر من القهوة، وأضافت الكثير من الأشياء البارزة وسوقتها بدفعة ساخنة وحديثة وشائعة للأشخاص الشبان الذين يرغبون في أن يلفتوا الأنظار وهم يسيرون حاملين لعلبة (ريد بول)”.
وقالت الجمعية الأميركية للمشروبات إن معظم شركات مشروبات الطاقة العادية تضع طواعية بيانات على أوعيتها، بما في ذلك تحذيرات بشأن استخدامها من قبل الأشخاص الحساسين لمادة الكافيين. وقالت المنظمة أيضا إن الكثير من أعضائها تدرج طواعية كمية الكافيين على ملصقات منتجاتها، أو أنها تقدم معلومات عن محتوى الكافيين عبر مواقعها الإلكترونية والخطوط الساخنة للعملاء.
نتائج كارثية
من جانبه قال كيفين إيه كلاوسون، أستاذ طب الصيدلة في جامعة نوفا ساوث ستريم، الذي استعرض من قبل مسائل الأمان التي تحيط بمشروبات الطاقة إن هواجسه الأساسية كانت كمية الكافيين، الذي يمكن أن تكون ضارة للأشخاص الذين يعانون من عيوب في القلب والأوعية الدموية موجودة مسبقا، وآثار هذه المشروبات عندما تجتمع مع استهلاك الكحول، وهو ما يمكن أن يترك نتائج كارثية.
ويشعر توتيل، الذي يعمل مع فرق رياضية، بالقلق إزاء تأثيرات مشروبات الطاقة على الأداء الرياضي. وقال أن الكثير من الأطفال يقبلون على مشروبات الطاقة بدلا من المشروبات الرياضية، التي تحتوي في معظمها على المياه مع كمية ضئيلة من السكر والمحليات بخلاف مشروبات الطاقة. وتحتوي مشروبات الطاقة على عدد كبير من المكونات، لم يخضع معظمها لأبحاث، خصوصا عندما تستخدم مع مكونات أخرى.
وبالنسبة لرياضي يشارك في تمارين رياضية قوية، يمكن أن تضعف الجرعات العالية من السكر في مشروبات الطاقة من امتصاص السوائل وتؤدي إلى حدوث جفاف. ويمكن أن تحتوي علبة سعتها 16 أونصة، من مشروبات الطاقة على 13 ملعقة من السكر وكمية الكافيين التي يمكن العثور عليها في أربع زجاجات مياه غازية أو أكثر.
وأشار توتيل إلى أن الكافيين، المعروف أنه يحسن من عمل العضلات والأداء، خصوصا في أنشطة التحمل، محظور في الكثير من المنافسات الرياضية. ولهذا، فإن استهلاك أحد مشروبات الطاقة مع اقتراب فعالية رياضية يمكن أن يحرم الرياضي في هذه الفعالية.
وتشمل المكونات الأخرى التي يتم العثور عليها غالبا في مشروبات الطاقة مواد تورين وغلوكورونولاكتون وفيتامينات بي، الغينسنغ وغوارانا والغينكو بيلوبا والشوك الحليبي.
كما أن إضافة الكحول إلى الخليط، كما كان يفعل بعض المستهلكين يمكن أن تكون وصفة لحدوث كارثة. وقد يعتقد الناس أنهم متزنون، تحت تحفيز مشروبات الطاقة، على الرغم من أنهم ليسوا كذلك.
وقال الدكتور كلاوسون: يتم معاملة الكافيين على أنه مادة منكهة، وليس دواء. ومن غير الوارد أن يواجه الشخص المعافى العادي الذي يستهلك كوبا واحدا من مشروبات الطاقة أي صعوبة. وأضاف أن الأشخاص الذين تزيد احتمالات تعرضهم لمشكلات هم الرياضيون الذين يتناولون مشروبات الطاقة، والذين يفرطون في استخدام هذه المشروبات والأشخاص الذين يعانون من حالة إصابة ضمنية في القلب.
خطر السرطان
وكانت دراسة أمريكية حديثة قد أكدت أن المشروبات الغازية تحمل مخاطر أكبر مما كان البعض يتصور، إذ انها إلى جانب مساهمتها في زيادة السمنة والسكري، فإن بعض مكوناتها وتحديداً المواد الملونة ، قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان.
وأظهرت الدراسة أنه من الممكن اعتبار ملونات الكراميل، التي تستخدم في أنواع شهيرة من المشروبات الغازية من المواد المسرطنة.
فيما أكدت دراسة طبية نرويجية حديثة أن تناول المراهقين كميات عالية من المشروبات الغازية المحلاة بالسكر تسبب لهم مشاكل صحية وعقلية.
ولاحظ باحثون نرويجيون أن المراهقين الذين يتناولون كميات كبيرة من المشروبات الغازية الغنية بالسكر لديهم مشاكل عقلية وصحية مثل فرط النشاط والتوتر والحزن.
وأكد الدكتور تورا هنركسين من جامعة أوسلو أن وجود مواد مثل الكافيين في المشروبات الغازية هو السبب وراء حالات فرط النشاط لدي المراهقين, إضافة إلي ضرر عنصر السكر المتوافر في المشروبات, حيث يترك آثارا سلبية علي الإنسان المراهق والمرأة الحامل والإنسان الطبيعي, فزيادة السكر في الدم تؤدي إلي ارتفاع ضغط الدم لساعات طويلة, ويتسبب بإفراز هرمونات تساعد علي زيادة الوزن, إضافة إلي الاكتئاب والتوتر العصبي.
تضر بالحوامل
ويحذر العلماء النساء أثناء الحمل من شرب المشروبات الغازية “الدايت”، لاحتوائها على المحلى الاصطناعي، حيث يعتقد العلماء بوجود علاقة تربط هذه المشروبات الغازية “الدايت” بالولادة المبكرة.
ووجدت الدراسة التي أجريت على 60 ألف حامل في الدنمارك أن النساء اللاتي شربن المشروبات الغازية المحلاة صناعياً بكمية مرة واحدة كل يوم تعرضن للولادة المبكرة في الأسبوع الـ37 بنسبة 38%، أما النساء اللاتي شربن بكمية أربع مرات في اليوم تعرضن للولادة المبكرة بنسبة 78%.
وأوضح الباحثون من معهد “ستيتنز سيروم” في كوبنهاجن أن المحليات الاصطناعية “وهى مواد تقدم حلاوة السكر من دون التعرض لإضافة السعرات الحرارية” تقوم بالانقسام في الجسم إلى مواد كيميائية مما تحدث تغييرات في الرحم.
وأكدت الدكتورة شيلي مكجواير متحدثة باسم الجمعية الأمريكية للتغذية أن نتائج هذه الدراسة مهمة جداً من ناحية منع الولادات المبكرة. ونصحت الحوامل بالتركيز على الغذاء الصحي كالحليب والفواكه والماء
وتؤثر على خصوبة الرجال
أما بخصوص الرجال فقد أظهرت دراسة دنماركية أن الذين يشربون أكثر من لتر من المشروبات الغازية يوميا ربما يعانون من مشكلات في الخصوبة.
وفحص العلماء على مدار أربعة أعوام، تأثير مادة الكافين على خصوبة الرجال، واستخدم الخبراء بيانات ما يزيد على 2500 رجل أعطوا بيانات مفصلة حول معدلات تناولهم اليومي للقهوة والمياه الغازية في إطار اختبار خاص بالجيش.
وأثبتت الدراسة أن الخصوبة تتراجع مع زيادة معدلات تناول القهوة والمياه الغازية ولكن النقص الأكبر في الخصوبة كان واضحا بشكل كبير لدى الرجال الذين يتناولون كميات كبيرة من المياه الغازية بشكل يومي.
ونفت الدراسة في الوقت نفسه أن تكون المياه الغازية تصيب الرجال بالعقم حيث أوضحت أن تراجع الخصوبة يقلل من فرص حدوث الحمل ولكنه لا يمنعه، ونصحت بإتباع نظام تغذية صحي متوازن.
ووجد الباحثون أن النسب العالية من الفوسفات تسرع عملية الشيخوخة قبل الأوان، وما قد يرافقها من متاعب صحية متصلة بالتقدم بالسن، كأمراض الكلى والقلب بالإضافة لإصابة الجلد والعضلات بالجفاف والانكماش.
...منقول...