جلست الأسرة إلى المائدة للغداء
لم تمدّ الفتاة الصغيرة، وعمرها عشرة أعوام، يدها إلى الطعام
بل ظلّت مطرقة تحدّق في صحنها. و بعد قليل قالت
ــ لديّ ما أخبركم به. فساد الصمت وأصغى الجميع. فقالت:
ــ لم أعد عذراء... وأجهشت بالبكاء.
ران الصمت مجدداً... ثم...خاطب الأب زوجته قائلاً:
ــ إنها غلطتك. أنت دائماً على آخر طراز، وتضعين المساحيق مثل مومس.
ألا تعتبرين نفسك مثالاً لابنتك؟
فتوجّهت الأم الى زوجها قائلة بدورها:
وأنت، ألست مثالاً يحتذى؟ أنت تبدد مرتبّك على الساقطات، اللواتي يأتين أحياناً فيرافقنك حتى مدخل البيت. ألست مثالاً لابنتك التي ما تزال في العاشرة ؟
فاستأنف الأب يقول:
ــ وأختها الكبرى،هذه الفاشلة. التي تلازم رفيقها و هذا الذي يتعاطى المخدرات. وهما دائماً في مشاهد خلاعية في كل ركن من المنزل. ألا تعتقدين أنه مثال يحتذى؟
وتواصلت الاتهامات على ذلك النحو...
فوضعت الجدة يديها على كتفي حفيدتها لتواسيها، وسألتها:
ــ ولكن، يا حبيبتي، قولي كيف جرى ذلك؟
فأجابت الصغيرة والعبرات تكاد تخنق صوتها:
ــ إنه الكاهن...
فصاحت الجدة: ــ ماذا؟ الكاهن؟!!!.
فردّت الصغيرة:
ــ نعم، إنه الكاهن. لقد اختار فتاة أخرى غيري،
لتقوم بدور العذراء في مغارة عيد الميلاد
..............