في منطقة جبلية كان هناك ديرا فيه من الرهبان عدد لابأس به وكانت المحبة عنوانا لحياتهم مما جعل زوار الدير يزدادون يوما بعد يوم..
ولكن وبعد فترة لاحظ رئيس الدير أن تصرفات بعد الرهبان بدأت تفقد محبتها وأن عدد زوار الدير من الناس أخذ بالتناقض
وفقد جاذبيته لاستقبال دعوات جديدة ، وتقوقع فيه الرهبان على انفسهم ، وبعضهم ترك الدير وأصبح عددهم لايتجاوز عدد الاصابع ،
وانطوى كل واحد على نفسه وصارت حياتهم لاتطاق .
لا احد يحتمل الاخر ولا يساعده ولا يخدمه وسيطرت الانانية على الجميع انتبه رئيس الدير لهذه الحالة وقرر ان يفعل شيئا لتعود المحبة الى ديره.
فقصد ناسكا جليلا يعيش في مغارة على راس الجبل .دخل رئيس الدير ووصف له وضع الدير ، وطلب منه النصيحة .
فقال له الناسك: ساطلعك على سر خطير وهو ان السيد المسيح نفسه موجود بينكم متخفيا بشكل احد رهبان الدير ويتصرف بشكل عادي
حتى لا تعرفونه وهو الذي يتلقى منكم المعاملة التى جعلت من وضع الدير في حالة يرثى لها..
رجع الرئيس الى ديره وهو يفكر بجميع الرهبان ويقول في نفسه : هل من المعقول ان يكون المسيح هو الراهب البواب الذي يستقبل الناس بخشونة ؟
او هو الراهب البستاني المنعزل؟ او الطباخ كثير الكلام؟
وهكذا فكر الرئيس بالجميع وبجميع اخطائهم ولم يرى في أي واحد ما يمكن ان يدل على انه المسيح ، ولكنه كان واثقا من صحة كلام الناسك .
وصل الدير فجمع كل الرهبان واطلعهم على السر الخطير ، وان المسيح موجود بينهم متخفيا ،
وان على الجميع ان يراعي هذه الحقيقة، ومنذ تلك اللحظة اخذ كل واحد يغير سلوكه نحو الاخر لانه كان يقول في نفسه :ربما يكون هو المسيح فيجب ان أعامله بمحبة .
وهكذا وبعد فترة قصيرة جدا عادت المحبة شيئا فشيئا الى ذلك الدير لان كل راهب حاول ان يرى يسوع في الاخر ويعتبر ان كل عمل موجه لقريبه
هو موجه ليسوع ومع عودة المحبة عاد الفرح والازدهار لذلك الدير وعادوا إليه زواره من جديد بل زاد عددهم .
فلماذا لانزرع محبة الرب يسوع فينا لنعطي محبته للأخرين ونستقبل محبتهم لتكون قصة هذا الدير عنوانا لحياتنا مع بعض .
************