قال علماء إن مادة مستخرجة من سم النحل قد تساعد على صنع أدوية جديدة
من أجل التخفيف من الآلام الناتجة عن الضمور العضلي والكآبة والخرف.
وذكرت الدراسة أن مادة " أبامين" السامة الموجودة
في سم النحل باستطاعتها سدّ نوع من القنوات الأيونية ion channels
،وهو ما يساعد على تدفق انتقائي و قوي وسريع جدا لأيونات البوتاسيوم وخروجها من الأعصاب.
وأوضح العلماء أن سدّ هذه القنوات في الدماغ وحقن المريض بمادة "أبامين"
يخفف من عوارض الألم الناتج عن الإصابة بالضمور العضلي والخرف والكآبة.
وذكرت الدراسة التي نشرت في مجلة كيمياء علم الأحياء إن الآلية
التي تعمل بها مادة "أبامين"غير معروفة بشكل كافٍ حتى الآن.
وأجرى فريقان علميان من جامعتي بريستول و ليجي في بلجيكا دراسة حول سم النحل
وأثره في التخفيف من آلام الضمور العضلي والكآبة والخرف.
وقال البروفوسور نيل ماريون من قسم علم الفيسيولوجيا وعلم الأدوية في جامعة بريستول "
إن النتائج التي توصلنا إليها في هذه الدراسة توفر مقاربة جديدة لصنع أدوية قد تساعد على علاج الكثير من الأمراض".
وأضاف "تغمرني الحماسة بعد التوصل إلى هذه النتائج في دراستنا وأعتقد أنه بعد الاستعانة
بهذه المعلومات فإن استهداف هذه القنوات بهدف تطوير أدوية في المستقبل صار أمراً أكثر سهولة".
تركيب سم النحل وخصائصه:إن التركيب الكيماوى لسم النحل معقد إلى حد بعيد, فهو يحتوى على مواد عديدة نشطة بيوكيماوياً و نشطة فارماكولوجياً وعلى الأقل فإن هذه المواد تشتمل على ما يلى:
1- الهستامين Histamine
2- الدوبامين Dopamine
3- الميليتين Melittin
وهو بروتين السم الأساسى وهو المسئول بشكل عام عن السمية فى عملية اللسع ويكون 50% من وزن سم النحل الجاف, وهو يؤثر على ما يلى:
* كرات الدم الحمراء ويحللها ويسبب خروج محتوياتها.
* كرات الدم البيضاء ويسبب خروج الإنزيمات منها.
* بعض الأنسجة مسبباً إفرازها لمكونات الهستامين.
* يؤدى إلى ارتخاء الأوعية الدموية وانخفاض ضغط الدم.
* تثبيط بعض الأنشطة الإنزيمية المرتبطة بغشاء الخلية مثل إنزيمات الأسيتيل كولين استيريزس.
* انقباض بعض العضلات الارادية.
* مناطق الشبك العصبية Synpasis.
* مناطق اتصال الأعصاب بالعضلات.
* يسبب قتل بعض أنواع البكتيريا والفطريات.
4- الايبامين Apamin
ويكون 2% من الوزن الجاف للسم, وتتلخص تأثيراته فى التأثير على الجهاز العصبى كما أنه يسبب الشلل وفشل عملية التنفس وذلك عندما تم حقنه فى الفئران الصغيرة.
5- بيبتيد تحطيم الخلايا الحلمية
Mast cell destroying-peptide (MCD peptide)
ويكون 1: 2% من الوزن الجاف للسم, وهو يشجع على افراز مادة الهستامين فى جسم الضحية.
6- المينيمين Minimine
ويكون 3% من الوزن الجاف للسم, وله تأثير مانع للتغذية Antifeedant عندما تم اختباره على بعض يرقات الحشرات.
7- إنزيم الفوسفوليبيز أ Phospholipase A
ويعمل هذا الانزيم على الفوسفوليبدات مثل اللسيثين حيث يحللها إلى جزئين الأول حامض دهنى والجزء الثانى هو الليزولسيثين Lysolcithine والذى يحلل كرات الدم الحمراء وتغيير شكل البروتوبلازم فى الخلايا فيسبب انفصال البروتين الدهنى Lipoprotien على هيئة رقائق داخل الخلايا, كما يساعد على انتشار المواد السامة داخل أنسجة جسم الضحية.
8- إنزيم الهيالورونيديز Hyaluronidase
تشترك كثير من سموم الحشرات والثعابين فى وجود هذا الإنزيم بها, ويقوم هذا الإنزيم بتحليل حامض الهيالورونيك Hyaluronic الذى يوجد فى الأنسجة الضامة والسوائل بين الخلايا, وذلك إلى وحدات بسيطة حيث وجدت علاقة بين مرض التهاب المفاصل الروماتيزمى وبين الزيادة فى حجم السوائل بين المفاصل وتركيز البروتين فيها.
وتصل نسبة الماء فى سم النحل من 80: 90%, كما يحتوى سم النحل على حوالى13مركب من الزيوت الطيارة توجد فى السم بنسبة 4: 8%. كما وجد أن سم النحل الذى تم جمعه من أماكن مختلفة ومن بلدان مختلفة وفى أوقات مختلفة من العام يحتوى على نفس المكونات البروتينية حيث يدل ذلك على أن النحل عند تخليقه لهذه المكونات لا يتأثر بمصدر حبوب اللقاح.
إن سم النحل عبارة عن سائل شفاف له طعم لاذع وحاد ورائحته عطرية وتفاعله حامضى وكثافته النوعية 1.313, كذلك فإن سم النحل يتحمل درجات الحرارة العالية والمنخفضة, وبتسخينه على درجة 100 م لمدة 10 دقائق لم يؤثر ذلك على صفاته الحيوية.
وسم النحل يجف بسرعة على درجة حرارة الغرفة, حيث يفقد من 60 :70% من وزنه الأصلى أى يصل وزنه إلى 30 : 40% من وزنه الأصلى, وقد وجد أن سم النحل أكثر سمية من سموم الدبابير
وفى حالات نادرة فإن لسعة واحدة يمكن أن تسبب موت عن طريق صدمة فرط الحساسية Anaphylactic shock للأشخاص ذوى فرط الحساسية, وهؤلاء الأشخاص يمكن أن يموتوا خلال 30 دقيقة فيما عدا لو تم إسعافهم طبياً بشكل عاجل حيث عادة ما يتكون هذا العلاج من كمادات ثلج وأدرينالين ومضاد للهستامين Antihistamine.
وفى الحالات العادية فإن الشخص الواحد قد يحتاج إلى تلقى 500 لسعة على الأقل وذلك خلال فترة قصيرة لتسبب وفاته بالتسمم المباشر.
و يتم تكوين وإفراز سم النحل فى شغالة نحل العسل من زوج من غدد السم المتحورة عن الغدد الزائدة ويتم تخزينه فى كيس السم والذى يفرغ محتوياته عند اللزوم فى قاعدة آلة اللسع.
والنحل حديث الخروج من العيون السداسية به كمية صغيرة جداً من سم النحل, ولكن بتقدم عمر الشغالة تتراكم بها كميات من السم بشكل تدريجى لتصل إلى 0.3 ملليجرام فى شغالة نحل العسل عمر 15 يوم, وعندما يصل النحل إلى عمر النحل الحـارس( 18 يوم ) لا يتم إنتاج كميات إضافية من سم النحل, وبالتالى فإن وزن سم النحل داخل كيس السم لا يتغير كما أن كيس السم لا يمكن أن يمتلئ ثانية إذا تم افراغ محتويانه.
أما فى حالة الملكات فإن الملكة بمجرد خروجها من بيت الملكة فإن السم يكون قد تكون بشكل كامل لاحتياج الملكة إليه فى قتل منافساتها, وقد وجدأن البيئة الغذائية السكرية الخالية من حبوب اللقاح تعتبر غير مناسبة لتكوين سم النحل.
......................