ربما لاتشعرين أنك في حالة إكتئاب ولكنك مصابة فيه لأنه في بداية الأمر لايبدو واضحا .
فالاكتئاب حالة نفسية يمكن أن تصيب الإنسان ترافقها أحياناً أعراض جسدية, وتؤثر في الشهية, وطريقة النوم, وانطباعات الإنسان عن نفسه وعن الآخرين وكل من حوله, وتسمى الاكتئاب.
ويعد الاكتئاب من الأمراض القاتلة حيث إن 15% من المصابين به ينتهي بهم الأمر إلى الانتحار, كما ثبت علمياً أن الاكتئاب يزيد من احتمالات الوفاة نتيجة لأمراض أخرى كالسرطان وأمراض الدورة الدموية.
وأكدت الأبحاث أنه في عام 2007 سيكون الاكتئاب المرض الأكثر انتشاراً في العالم, ويعود السبب إلى التطور التكنولوجي والمدني والضائقة المادية وغيرها من العوامل المواكبة للحياة العصرية, كما أفادت تقارير لمنظمة الصحة العالمية أن واحداً من كل أربعة أشخاص في العالم يعاني في وقت ما من حياته من الاكتئاب.
والنساء معرضات أكثر من الرجال للإصابة بالاكتئاب, وإن 20% من النساء في العالم يصبن بالاكتئاب مرة على الأقل في حياتهن, رغم أن مرض الاكتئاب لا يعتبر مرض أنثوي وليس له علاقة بجسم المرأة أو تكوينها الفيزيولوجي, لكن المرأة بشكل عام أكثر عرضة للإصابة بالأمراض النفسية, على اعتبار أنها شخص عاطفي من حيث البنية الجسدية والاجتماعية, بالإضافة إلى دور الهرمونات التي تؤدي أحياناً إلى اضطرابات مع انقطاع الحيض, أو مع الدورة الشهرية, وبعد الولادة أو الإجهاض.
والشخص الذي يصاب بالاكتئاب تظهر عليه عدة أعراض قد تكون مرتبطة بالمزاج, كالحزن والقلق وضيق الصدر وانخفاض المعنويات وفقدان الأمل والشعور بعدم الاستقرار؛ ويمكن أن ترتبط أعراض الاكتئاب بالمعرفة كصعوبة التركيز وضعف في الذاكرة وبطء في اتخاذ القرارات والتردد والأفكار السلبية كالانتحار.
وهناك أيضاً أعراض سلوكية للاكتئاب كتأخر في ردود الفعل أو زيادتها, وفقدان الشعور باللذة أو الانشراح من ممارسة الهويات والنشاطات التي كان الشخص يتمتع بها في السابق, والبكاء لأتفه الأسباب والانسحاب تدريجياً من المجتمع؛ أما الأعراض البدنية للاكتئاب فتتجلى في اضطرابات النوم, وضعف في الطاقة العامة, وزيادة أو نقصان الوزن, والاضطرابات المعوية, وأعراض عضوية متنوعة.
وحتى اليوم لم يعرف سبب رئيسي للاكتئاب, إلا أن هناك عدة اتجاهات تؤكد بأن كل شخص عنده من العوامل الجينية, والتطورات البيئية والاجتماعية والشخصية والفيزيولوجية, التي تجتمع لتجعله إما أكثر تعرضاً للاكتئاب أو لتحميه من الاكتئاب.