هل دقت أجراس الميلاد

هل دقت أجراس الميلاد ؟
منذ زمن بعید ، في إحدى البلاد البعیدة ، كانت توجد كاتدرائیة لھا منارة عالیة بھا أجراس كبیرة وجمیلة .
وكان الناس يقولون نقلاً عن أجدادھم , أن ھذه الأجراس تَدُق من تلقاء نفسھا لیلة عید المیلاد عندما يقدم
أحد أفراد الشعب أفضل ھدية لطفل المذود .
لذلك كانت الناس تتوافد من كافة الأقطار في عید المیلاد ومعھم ھدايا غالیة الثمن لیقدموھا لطفل المذود ،
لعلھم يسمعون تلك الأجراس تَدُق .
لكن ھذه الأجراس بقيت لعشرات السنین لم تُسمع .
سمع بھذه الكنیسة أخوان يقطنان قرية بعیدة عن ھذه الكاتدرائیة الجمیلة ، فقررا أن يذھبا لیحتفلا بقداس عید المیلاد فیھا .
فبدءآ رحلتھما حوالي الساعة الثالثة بعد الظھر لیصلا إلى الكنیسة في موعد القداس .
بعد فترة ، وفیما ھما سائران ، شاهدا سیدة مسنة ملقاة على قارعة الطريق وسط الزرع , ومن شدة البرد يبست أطرافھا .
فأخذا يُسعفانھا حتى فتحت عینیھا ونظرت إلیھما .
فقال الأخ الأكبر لأخیه : " أذھب أنت يا أخي لحضور القداس وأما أنا فسأرعى ھذه السیدة حتى تتعافى ثم أنقلھا إلى بیتھا " .
ھز الأخ الأصغر رأسه بشدة والدموع تسقط من عینیه قائلاً لأخيه الأكبر " لا ، لن أذھب بدونك , لقد تمنینا
أن نُصلي في ھذه الكاتدرائیة سوياً وأنا لن أتركك أبداً وأذھب وحدي " .
أصر الأخ الأكبر قائلاً : " بل يجب علیك أن تذھب وتصلي لأجلي , وعندما تعود , ستروى لي كل ما شاھدت ،
وسأكون كأني ذھبت معك , والآن خذ ھذه الخمسة قروش ، فھي كل ما معي وضعھا في صندوق الكنیسة كھدية
مني لطفل المذود " .
وھكذا ذھب الأخ الأصغر لحضور القداس تاركاً أخاه خلفه .
وصل الأخ الأصغر إلى الكنیسة فوجدھا ممتلئة بأغنیاء البلد ، إذ كان الأمیر يصلي فیھا تلك السنة .
وقف الأخ الأصغر في خشوع أثناء القداس رافعاً قلبه مسبحاً الله الذي من تَحَنُنِهِ أتى وصار إنساناً من أجل خلاص العالم .
في نھاية القداس وكما جرت العادة ، بدأ الجمیع بتقديم ھداياھم لطفل المذود ، في طريقھم للخروج من الكنیسة .
أتى الأمیر وألقى في الصندوق جواھر ثمینة وھو ينظر حوله .
ثم أتى بعده الأغنیاء يلقون بأموالھم من ذھب وفضة .
وأخیراً جاء دور الأخ الأصغر فأخرج الخمسة قروش التي أعطاه إياها أخوه الأكبر وألقاھا كهدية لطفل المذود .
وھنا دقت الأجراس بنغمات سمائیة جمیلة رائعة لم تُسمَع مِن قَبل ..!!
تَسَّمَرَ الناس في طريقھم للخروج .
فأمر الأمیر أحد الحراس أن يجري ويَستَطلع الأمر لیرى من الذي قدم ھدية أثمن منه جعلت الأجراس تدق .
وصل الحارس إلى الكنیسة فلم يرى إلا طفلاً فقیراً مبتسماً يغادرھا , فلم يفھم شیئاً مما جرى , فعاد أدراجه مُقفلاً.
فهل دقت أجراس الميلاد ..؟
هذا ما نرجوه فعلا في زمن الميلاد
ان تكون قلوبنا الصافية وعطائاتنا النقية هي اثمن هدية للطفل يسوع في عيده
لعل الاجراس تقرع فينا فرحا وسلام.
عيد ميلاد مجيد وكل عام وأنتم بخير