أصدقاء المطربة مها الجابري

مها الجابري :

واسمها الحقيقي ميسر الجابري , من مواليد حلب عام 1932. وعلى الرغم من جمال صوتها وعزفها البديع على العود، إلا أنها لم تفكر في احتراف الغناء، بل كانت تمارسه على سبيل الهواية في السهرات العائلية ومع الصديقات. حتى جاء عام 1956، فقد كان الفنان «شاكر بريخان» يعمل في الإخراج الإذاعي في إذاعة حلب. وكان يخرج برنامج (سهرة المكرفون)، يُقدِّم من خلاله المواهب الغنائية. وكان يشرف على الجانب الموسيقي في البرنامج كل من «عزيز غنام وإبراهيم جودت». ووصل إلى مسامع الثلاثة «بريخان وغنام وجودت» جمال صوت «ميسر الجابري». فزارها الثلاثة في منزلها وأقنعوها بالمشاركة في البرنامج. وبالفعل شاركت وكانت منه انطلاقتها الفنية، بعد أن أطلقوا عليها اسمها الفني «مها الجابري».
بدأت «الجابري» نشاطها في إذاعة حلب. فقدمت بعض الأغنيات من تلحين الموسيقيين الحلبيين. ومع بدء التلفزيون إرساله عام 1960، انتقلت إلى دمشق لتقدم غناءها عبر الإذاعة والتلفزيون. وكان أول لقاء لها مع الملحن «سليم سروة». ثم توالى الملحنون على صوتها. فلحن لها كبار الملحنين السوريين. فلحن لها «نجيب السراج» مجموعة من الأغنيات من أشهرها (فينا ننسى الدنيا فينا)، و«إبراهيم جودت» حققت معه شهرة واسعة بلحنه لها (شو بيصعب عليَّ) إضافة إلى ألحان أخرى، منها عدّة موشحات أجملها (أساء فزادته الإساءة حظوة) من شعر «أبي فراس الحمداني». و«محمد محسن» لحن لها العديد من الأغنيات منها ثلاثة موشحات هي (شابة البدر)، (رماه ساحر القد)، (ألا أيها البيت)). وهذه الموشحات لحنها «محمد محسن» لتغنيها ضمن مسلسل تلفزيوني. لكن رحيلها حال دون ذلك.
ومن الملحنين السوريين الذين لحنوا لها أيضاً «زهير عيساوي، عزيز غنام، فؤاد محفوظ، سمير حلمي، عبد الفتاح سكر، نزار موره لي، ياسر المالح، ياسين العاشق، عدنان أبو الشامات» وغيرهم.....
وهي المطربة السورية الوحيدة التي لحن لها كبار الملحنين المصريين، دون أن تتخلى عن هويتها الفنية السورية. فجاءت ألحانهم إعجاباً بصوتها. ويقف «سيد مكاوي» في مقدمة الملحنين المصريين الذين لحنوا لها. إذ غنت من تلحينه قصيدة (مواطن النجوم) شعر «بدوي الجبل». ولحن لها «بليغ حمدي» أغنية (ارحمني يا قلبي) كلمات «مأمون الشناوي». أما «محمد الموجي» فلحن لها (صعبان عليك) كلمات «فوزي المغربي». والملحن «عبد العظيم محمد» أكثر الملحنين المصريين تلحيناً «لمها الجابري». إذ لحن لها ثلاث أغنيات هي (الوحدة) كلمات «محمد حلاوة» عن وحدة سورية ومصر، و(أخدوه وفاتوه) كلمات «عبد الوهاب محمد»، و(من جنتي خدوك) كلمات «عبد الوهاب محمد» أيضاً.
ولحن لها عدد من الملحنين اللبنانيين. فلحن لها «شفيق أبو شقرا» (فرشوا لي الطريق أزهار) كلمات «عبد الجليل وهبة»، ولحن لها «مصطفى كريدية» (في شرع الله) كلمات «عبد الجليل وهبة» ايضاً. أما «عفيف رضوان» فلحن لها أغنيتين (مشيتوا وما طلعتوا) كلمات «أسعد سابا»، و(لا نصحني) كلمات «علياء دالاتي». والملحن الأردني «جميل العاص» لحن لها (سوف نثأر) كلمات «خضر الحمصي». والملحن الفلسطيني «رياض البندك» قدَّم لها لحن (الحلم الغريب) كلمات «مصطفى محمود» ليبلغ عدد أغنياتها مئتين وأربعاً وثلاثين أغنية.
كما غنت عدداً من الأغنيات لغيرها من المطربين والمطربات. فأدت باقتدار قصيدة (أفديه إن حفظ الهوى أو ضيَّعه) وهي في الأصل «لأبي العلا محمد»، وغنتها «أم كلثوم» وغيرها من المطربات. وأدَّت دورين هما (يا بديع الحسن) و(يا ما أنت وحشني) والثاني «لمحمد عثمان». وأدت أغنية (ح افضل وفي) التي كان «رفيق شكري» قد لحنها «لفايزة أحمد» منذ الخمسينيات من القرن العشرين. وأغنية (وين قولي) التي لحنها «عبد الغني الشيخ» «لفايزة أحمد» في نفس فترة لحن لها «رفيق شكري». كما قدمت «مها الجابري» أغنية (ليش بتستحي مني) للمطربة «نازك» وتلحين «مصطفى كريدية».
أمضت «مها الجابري» السنوات الأخيرة من حياتها وحيدة في منزلها مع آلة التسجيل، بعد الإهمال الذي تعرضت له. ورحلت في السابع عشر من آب عام 1982 عن خمسين عاماً.
وقد قامت الهيئة العامه لدار الاسد للثقافه والفنون في دمشق باصدار اسطوانة لها مؤخرا ضمن سلسلة اعلام الموسيقى والغناء في سوريا وذلك تكريما لها وتحتوي الاسطوانه على معظم الاغاني الهامة ل مها الجابري.