هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأرسل مقالالتسجيلدخول
 

 موقف الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية من عقيدة الحبل بلا دنس

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Amer-H
صديق فيروزي متميز جدا
صديق فيروزي متميز جدا
Amer-H


علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 9801
الإقامة : Sweden
العـمل : IT-computer
المزاج : Good
السٌّمعَة : 316
التسجيل : 09/02/2007

موقف الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية من عقيدة الحبل بلا دنس  Empty
مُساهمةموضوع: موقف الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية من عقيدة الحبل بلا دنس    موقف الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية من عقيدة الحبل بلا دنس  Emptyالجمعة نوفمبر 09, 2012 10:19 pm

موقف الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية من عقيدة الحبل بلا دنس  E6c48aa8893c570e71e9afed518c10fb_500

الكنيسة الكاثوليكية و"قداسة مريم العذراء وعقيدة الحبل بلا دنس :
في الفترة التي أستلم فيها بابا الفاتيكان بيوس التاسع أي من مابين عامي 1846 ـ 1878 حصلت أمور هامة جدا في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية الغربية منها أنعقاد المجمع الفاتيكاني الأول مابين عامي (1868 ـ 1870 م) والذي أقر فيه العصبة البابوية وكان قد سبق ذلك وتحديدا في 8 كانون الأوّل سنة 1854 حيث أقر البابا بيوس التاسع "قداسة مريم العذراء وعقيدة الحبل بلا دنس حيث قال:
"إنّنا نعلن ونحدد أن التعليم القائل بأن الطوباويّة مريم العذراء قد عُصمت منذ اللحظة الأولى للحبل بها من كل دنس الخطيئة الأصليّة، وذلك بنعمة وإنعام فريدين من الله القدير، ونظرًا إلى استحقاقات يسوع المسيح مخلّص الجنس البشري، هو تعليم موحى به من الله، وواجب من ثمّ على جميع المؤمنين الإيمان به إيمانًا ثابتًا لا يتزعزع".
إن الكتاب المقدس لايذكر الكثير من التفاصيل الدقيقة عن حياة السيدة العذراء إلى لحظة صعودها إلى السماء وإن أختلف سابقا رؤوساء الكنائس في المجامع المقدسة حول ألية فهم وكتابة قانون الإيمان التي تحدد الفهم اللاهوتي لطبيعة السيد المسيح الأرضية والسماوية فكان أيضا هناك أجتهادات إيمانية لاهوتية بين الشرق والغرب حول الفهم اللاهوتي للقديسة مريم العذراء وهو أن جوهر الإيمان واحد ولكن الإختلاف في ألية التعبير .
ومن الكلام الذي قاله البابا بيوس التاسع حول "قداسة مريم العذراء وعقيدة الحبل بلا دنس" هذا بالتحديد لا يعني بأن القديسة مريم العذراء قد حبلت بها أمها حنّة بقدرة الروح القدس دون مباشرة رجل، كما حبلت هي بابنها يسوع المسيح . فالقدّيسة حنّة قد حبلت بمريم كما تحبل سائر النساء. بيد أنّ العذراء ءوهذا هو مضمون العقيدةء "وإن حبلت بها أمها على طريقة البشر، فإن نفسها الشريفة كانت حاصلة على نعمة القداسة، ومن ثم خالية من كل خطيئة، منذ أن خلقها الله وأتحدها بالجسد في أحشاء حنّة. ولم تحتمل العذراء الفائقة الطهر على هذا الإنعام الفريد إلا باستحقاقات ابنها الفادي الذي فدى البشر عند موته على الصليب المقدس. ومن ثم فهي مثلنا مفتداة بدم كريم. بيد أن نعمة الفداء لم تكن لها نعمة تبرير من خطيئة تغشى نفسها الطاهرة، بل نعمة مناعة وعصمة تقي تلك النفس الكريمة من التلوّث بجريرة الأبوين الأوّلين آدم وحواء .. ولئن تكن العذراء مريم لم تعتق ولم تُعصم في الوقت نفسه بن ملحقات الخطيئة الجدية كالعذاب والموت، فما ذلك إلا لأن مصيرها كان مرتبطاً ارتباطاً صميمًا، في تصميم الله الأزلي، بمصير ابنها الإلهي: إنّها حوّاء الجديدة تسهم مع آدم الجديد في ولادة البشرية إلى حياة جديدة على أساس العذاب وإراقة الدم الزكي .
وهنا لابد من الأخذ بعين الأعتبار لرؤية كل من الفكر اللاهوتي الغربي والشرقي في الكنيسة للخطيئة الأصلية والثانوية ومفهوم العصمة المقدسة :
الخطيئة الأصليّة في الفكر اللاّهوتي الغربي :
لفهم العقيدة القائلة "إنّ مريم عُصمت منذ اللحظة الأولى للحبل بها من كلّ دنس الخطيئة الأصلية"، لا بدّ لنا من العودة إلى مفهوم الخطيئة الأصليّة في اللاّهوت الغربي. فهذه العقيدة قد أعلنتها الكنيسة الكاثو ليكيّة في إطار لاهوت خاص يعود إلى القدّيس أوغسطينوس حول الخطيئة الأصليّة ونتائجها في البشر وضرورة الخلاص بالمسيح.
والقديس أوغسطين أوغطينوس (13 نوفمبر 354 ء 28 أغسطس 430) كاتب وفيلسوف من أصل نوميديءلاتيني ولد في الجزائر مملكة نوميديا من أمه الأمازيغية القديسة مونيكا وأبيه الوثني باتريسيوس الأفريقيأللاتيني. تلقّى تعليمه في روما وتعمّد في ميلانو. مؤلفاته ء بما فيها الاعترافات، التي تعتبر أول سيرة ذاتية في الغرب ء لا تزال مقروءة في شتى أنحاء العالم. ويعد أحد أهم الشخصيات المؤثرة في المسيحية الغربية. تعتبره الكنيستان الكاثوليكية والأنغليكانية قديسا وأحد آباء الكنيسة البارزين وشفيع المسلك الرهباني الأوغسطيني. يعتبره العديد من البروتستانت، وخاصة الكالفنيون أحد المنابع اللاهوتية لتعاليم الإصلاح البروتستانتي حول النعمة والخلاص. وتعتبره بعض الكنائس الأورثوذكسية مثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية قديسا.
فالقدّيس أوغسطينوس توسّع في موضوع الخطيئة الأصليّة في معرض دفاعه عن ضرورة الخلاص بالمسيح ضدّ بيلاجيوس. ففي حين كان بيلاجيوس يدّعي أنّ الإنسان يستطيع بقواه الخاصّة الحصول على الخلاص، أكّد أوغسطينوس ضرورة الخلاص بالمسيح، مرتكزًا على فساد الطبيعة البشريّة بعد خطيئة آدم وحوّاء في الفردوس. فهذه الخطيئة تنتقل بالوراثة إلى كل إنسان يولد من نسل آدم. وينتج أنّ الإنسان يولد خاطئًا، بحيث إنّه إن لم يعتمد لا يمكنه الحصول على الخلاص. كما ينتج أيضاً من وراثة الخطيئة الأصليّة انحراف إرادة الإنسان واستعبادها للشهوة. فكلّ إنسان يولد إذن خاطئًا ومستعبَدًا للشهوة. ويضيف اغسطينوس نتيجة ثالثة هي أنّ الإنسان، بخطيئة آدم وحوّاء، صار مائتًا وفقد، مع حياة النعمة واستقامة الإرادة، الخلود (أي عدم الموت) الذي كان الله قد زيّنه به عندما خلقه.
أما رأي بيلاجيوس أنذاك : وهو راهب انجليزي ولد حوالى سنه 370 وقد أعلن تعاليمه فى روما سنه 409 التى أدينت في مجمع قرطاجة سنه 418 م وتكلم بيلاجيوس عن خطية دم انها خطية اثرت في من قام بها فقط – أي أدم – ولم تؤثر فى الجنس البشري من بعده، وكل إنسان خلق على وجه الارض بعد أدم يمنحه الله نفس حاله أدم الاصلية قبل أن يخطئ .أي أن الإنسان فى نظر بيلاجيوس يولد فى حالة البراءه مثل أدم في الجنه وبالتالى فقد أنكر مبدأ وراثة الخطية .
أمّا بشأن القديسة مريم العذراء، فيرى أوغسطينوس أن مريم العذراء قد تحررت كلّيا، بنعمة خاصّة، من الخطيئة الأصليّة، ولا سيّما من الاستعباد للشهوة والخطيئة. وقد منحها الله هذه النعمة عندما ولدت. ولا يوضح أوغسطينوس أيّ شيء بالنسبة إلى عدم الموت في تلك النعمة الخاصّة.
وهناك تساؤل هام جدا في اللاهوت الغربي وهو : "إذا كان المسيح وحده المخلّص والفادي، فكيف يكون مخلّص أمّه إن هي حُرّرت من الخطيئة الأصليّة قبل الفداء "
وكان جواب دونس سكوت (Duns Scott) "وهو فيلسوف اسكتلندي، ولاهوتي فرنسيسكاني (1260- 1308): تلقى علومه في جامعتي أكسفورد وباريس، وعلّم فيهما. تعد فلسفته طليعة انحلال الفلسفة المدرسية (الاسكولائية) بعد نهضة القرن الثالث عشر.
تأثر بالنزعة الأوغسطينية، وبالقديس بونافنتورا، وأفاد كثيراً من أرسطو. وقد اطّلع على كتابات ابن سينا كلها، وراجع أيضاً شروحات ابن رشد لأرسطو، وأشاد بصدقه وعقلانيته".
أن هناك طريقتان تحقّق بهما فداء البشر:
- الطريقة العامّة التي تشمل كلّ البشر وهو الفداء الذي قدمه السيد المسيح على الصليب المقدس
- الطريقة الاستثنائية التي تميّزت بها مريم العذراء فافتُديت أستباقًا لاستحقاقات ابنها يسوع المسيح.
وهذا التحليل اللاّهوتي هو الذي استخدّمه البابا بيوس التاسع في تحديده عقيدة الحبل بلا دنس التي تعلن أمرين متكاملين :
1- حُفظت مريم تمامًا من كلّ دنس الخطيئة الأصليّة.
2- وذلك بنعمة من الله وبفضل استحقاقات سيّدنا يسوع المسيح الذي هو وحده مخلّص الجنس البشري، ولا خلاص بغيره.

المفهوم اللاهوتي وموقف الكنيسة الأرثوذكسيّة من عقيدة الحبل بلا دنس :
إن الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية بعقيدتها اللاهوتية رفضت العقيدة التي أقرها البابا بيوس التاسع المتعلقة بمريم العذراء أي عقيدة الحبل بلا دنس. وهي أعتبرت ذلك ليس إنكارًا منها لقداسة مريم العذراء، بل لأنّ نظرتها إلى الخطيئة الأصليّة وعواقبها في الإنسان تختلف عن نظرة الكنيسة الغربيّة .
فلا وجود أولاً لعبارة "الخطيئة الأصليّة" في الكنيسة الشرقية الأرثوذكسيةالتي تتكلم فقط عن خطيئة الأبوين الأولين، عن خطيئة آدم وحواء. أما بشأن نتائج تلك الخطيئة، فترفض الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية أن يكون كلّ الناس قد خطئوا خطيئة فعلية "في آدم"، وأن يولدوا خطأة بالفعل. فآدم وحوّاء وحدهما خطئا "خطيئة فعلية"، أما نسلهما فيرث فقط حالة من الإنحطاط تستلزم خلاص المسيح والولادة الجديدة. وتلك الحالة، في نظر كنيسة الشرق، شوّهت صورة الله في الإنسان، ولكنّها لم تُزِلها. لذلك يستطيع الإنسان، وهو في حالة الإنحطاط التي ورثها من آدم وحوّاء، أن يسهم مع النعمة في خلاصه. وقد بقي له القدر الكافي من الحريّة ليقبل قبولاً شخصياً وواعيًا نعمة الله وخلاص السيد المسيح. وإلى جانب تلك الحالة، صار الإنسان مائتًا تلك هي النتيجة الثانية التي يعتبر الشرق أنّها نجمت عن خطيئة آدم وحوّاء.
وبذلك ترى الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية أنه لاضرورة لوجود عقيدة "الحبل بلا دنس" التي أقرها البابا بيوس التاسع لأنه وحسب اللاّهوت الكاثوليكي فإن العواقب الثلاث التي نتجت عن خطيئة آدم وحوّاء يمكن للكنيسة الشرقية أن تجد جوابا عليها دون اللجوء إلى عقيدة "الحبل بلا دنس " والعواقب الثلاث هي :
- العاقبة الأولى: "أن يولد كل إنسان خاطئًا بالفعل"، لا وجود لها، في نظر الكنيسة الأرثوذكسية، عند أي من البشر.
- العاقبة الثانية: "أن يرث الإنسان طبيعة مجروحة تضعف بهاء صورة الله فيه، دون إزالة حرّيته".
- العاقبة الثالثة: "أنّ الإنسان صار مائتًا"، لم تعطِ عقيدة الحبل بلا دنس جوابًا عنها. فمريم العذراء خضعت للموت كما يخضع له سائر البشر، وتحمّلت مع سائر البشر عاقبة خطيئة آدم وحوّاء.
الله قد أنعم على مريم العذراء بملء النعمة والقداسة، وقد تجاوبت مريم مع هذه النعمة، فلم تقترف أية خطيئة وبقيت "منزّهة عن كل عيب"، و"كاملة القداسة". ولكنّ هذه النعمة لا تعني، في نظر الكنيسة الأرثوذكسية، عصمة من الخطيئة الأصلية. لأن مثل هذه العصمة، قد تحرم مريم العذراء من صلتها الصميمة العميقة بالإنسانية، وتسلب الحرّية الإنسانية كلّ قيمتها، وتقطع "الاستمرارية مع قداسة العهد القديم، تلك القداسة التي تجمّعت من جيل إلى جيل لتكتمل أخيرًا بشخص مريم العذراء الكلّية الطهارة التي بطاعتها المتواضعة خطت الخطوة الأخيرة التي كان على الإنسان أن يخطوها لكي يصبح عمل خلاصنا ممكنا. فعقيدة الحبل بلا دنس، كما عبّرت عنها الكنيسة الكاثوليكية، تقطع هذه الاستمراريّة المقدّسة "لأجداد الإله الأبرار" التي تجد نهايتها في "هوذا أنا أمة الرب ".
وحتى لاتخلتط المفاهيم في المنطق اللاهوتي في التفكير فإن الكنيسة الأثوذكسية الشرقية ترى أن لاحاجة أبدا في تحديد امتياز معطى للعذراء توقعًا للاستحقاقات التي سيكتسبها ابنها فيما بعد لأن هذا يؤدي لاهوتيا إلى طمس الطابع الحقيقي لعملية الفداء بالسيد المسيح ولا يرى فيها سوى عملية "استحقاق" مبهم للسيد للمسيح، منسوب إلى كائن بشري، قبل آلام وقيامة المسيح وقبل تجسده أيضاً، وذلك بقرار خاص من الله..وبالتالي لابد من إيجاز الفكر الأرثوذكسي الشرقي بمنطقين :
ـ المنطق اللاهوتي للكنيسة الأرثوذكسية : والذي يقوم على مبدأ لقد خلق الإنسان على صورة الله. والخطيئة لم تدمّر تلك الصورة فيه. أمّا المثال فهو الدرجة التي يستطيع الإنسان أن يصل فيها إلى تحقيق الصورة الإلهيّة فيه. المسيح وحده فيه ملء الروح القدس (يو 3: 34). أمّا الإنسان، فهناك حالات يستطيع فيها، بإختيار من الله، وبمؤازرة النعمة وتجاوبه معها، الوصول إلى أعلى درجات القداسة وتحقيق صورة الله فيه على وجه شبه كامل ..
ـ المنطلق المنهجي : حيث أن في اللاّهوت كما في سائر الميادين، يجب الانطلاق ممّا نعرف وليس ممّا نجهل. فالمعطيات المعروفة هي موضوع الوحي الإلهي، وتستند إلى كلمة الله، ويثبّتها التقليد، أي خبرة الكنيسة. والحال أنّ هناك أسرارًا، ليس فقط إلهيّة، بل أيضاً إنسانيّة وطبيعيّة، نجهل طريقة تحقيقها، ومنها الحبل وما يجري في نفس الكائن البشري الذي يُحبَل به.
من هذين المنطلقين، نستنتج :
- يذكر الكتاب المقدّس حالات اختيار بعض الرسل والأنبياء "من أحشاء أمّهم"، على مثال شمشون (قض 13: 7)، إرميا (إر 1: 5)، عبد الربّ (أش 49: 1)، يوحنّا المعمدان (لو 1: 15)، بولس الرسول (غلا 1: 15). في هذه الحالات تجتمع تقوى الوالدين ونعمة الربّ التي تزيل في بعض الأحيان عقم الأمّ. والدور الكبير في معظم الحالات هو لإرادة الله
- هناك حالات خاصّة ظهرت فيها قداسة بعض المختارين منذ طفولتهم. وهذه الحالات أيضاً هي من تصميم الله.
الأستنتاج النهائي :
وهنا نخلص إلى أن إذا كانت السيدة العذراء قد تمّ اختيارها لتكون الممتلئة نعمة، أمةَ الربّ، أمّ ربي، المرأة، حوّاء الجديدة، أمّ الأحياء، فلا بدّ من أن يكون الحبل بها وولادتها من عمل العناية الإلهيّة وتصميم الخلاص. ولقد كانا دون شكّ موضوع نعمة غزيرة انسكبت فيهما. هل جعلت النعمة من مريم كائنًا منفردًا؟ لقد جعلت منها تلك التي كانت ولا تزال ممتلئة نعمة، تلك التي نالت حظوة عند الله، المباركة في النساء (لوقا 1)، لا تتميّز عن سائر النساء إلاّ من خلال أعياد 9 كانون الأوّل و8 أيلول. والتقوى الشعبيّة نسجت كتبًا منحولة. وما سوى ذلك صمت".
من هذه المقارنة بين العقيدتين الكاثوليكيّة الغربية والأرثوذكسيّة الشرقية نخلص إلى أن الخلاف بين الكنيستين ليس خلافًا على مضمون الإيمان بل على طريقة التعبير عن هذا الإيمان. فكلتا الكنيستين تؤمن بأن مريم العذراء فائقة القداسة، وبأنّ نعمة الله التي امتلأت منها لم تُزِل حريتها وتجاوبها مع النعمة، ولم تعزلها عن فداء المسيح. ولكن في حين عبرت الكنيسة الكاثوليكية عن إيمانها بقداسة مريم بعقيدة الحبل بلا دنس وبعصمة مريم من الخطيئة الأصلية، رفضت الكنيسة الأرثوذكسية هذا التحديد لأن الكتاب المقدس لا يتضمنه بوجه بيّن صريح ولأنه يخالف طريقة تعبيرها عن خطيئة آدم وحوّاء وعن عواقبها في نسلهما. إلا أنها لا تقل عن الكنيسة الكاثوليكيّة بإعلان قداسة مريم العذراء، كما فعل الآباء الشرقيون الذين أفاضوا بتعداد الألقاب التي تدل على قداسة مريم العذراء ، كما رأينا. ففي شخصها عادت "الجبلة الأولى الإلهية المقدسة"، و"التربة المنزهة عن كل لطخة"، و"التربة الطاهرة التي لم يمسّها الشيطان"، و"الشجرة غير الفاسدة"، و"المرأة البريئة كحوّاء قبل الخطيئة". وبذلك ربما لايوجد أي تناقض، بل هناك انسجام تام بين الإيمان الذي أوحى تلك التعابير والإيمان الذي عبّرت عنه الكنيسة الكاثوليكيّة، وإن من خلال لاهوت مختلف، في إعلانها عقيدة عصمة العذراء مريم من الخطيئة الأصلية.


_________________
موقف الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية من عقيدة الحبل بلا دنس  2-1410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com/contact.forum
عاشقة الروح

عاشقة الروح


الجنس : انثى
المشاركات : 742
العـمر : 34
الإقامة : لبنان موقتا
العـمل : علم
المزاج : جيد
السٌّمعَة : 10
التسجيل : 05/08/2010

موقف الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية من عقيدة الحبل بلا دنس  Empty
مُساهمةموضوع: رد: موقف الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية من عقيدة الحبل بلا دنس    موقف الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية من عقيدة الحبل بلا دنس  Emptyالأحد نوفمبر 11, 2012 5:28 pm

عندما يكون هناك ألتباس حول مفهوم الخطية الأصلية والثانوية بين المذاهب اللاهوتية الكنسية سوف يتولد كثير من الألتباس حول الكثير من القضايا الكنسية . مقال جيد يعطيك العافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com/contact.forum
 
موقف الكنيسة الكاثوليكية والكنيسة الأرثوذكسية من عقيدة الحبل بلا دنس
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب الكنيسة الكاثوليكية لديها الجواب
» الرتب الكهنويـة في الكنيسة الأرثوذكسية الأنطاكية
» الكنيسة السريانية الأرثوذكسية والحضارات السورية
» الكنيسة الأرثوذكسية بمصر تتأهب لانتخاب البطريرك
» شهر آب هو شهر العذراء في الكنيسة الأرثوذكسية “عيد رقاد العذراء”

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: 000{ القسم الديني }000 :: أصــدقاء الكنيسة والكتاب المقدس-
انتقل الى: