الجنس : المشاركات : 635 العـمر : 58 الإقامة : البيت العـمل : بيت الله المزاج : جيد السٌّمعَة : 11 التسجيل : 19/06/2010
موضوع: مولود غير مخلوق ! الثلاثاء ديسمبر 21, 2021 8:01 pm
مولود غير مخلوق ! ما معني عبارة " مولود غير مخلوق ؟ عبارة " مولود غير مخلوق " تخص اللاهوت ، الطبيعة الإلهية فالمسيح من حيث هو اله ، من حيث لاهوته ، فهو مولود من الآب قبل الأزمان ولادة لا مادية ولا حسية ، فهو نطق الله الذاتي وعقله الناطق يصدر من ذات الآب بالولادة بلا انفصال ، بولادة روحيه فوق الجنس والحس والعقل والإدراك في كامل التنزيه والتجريد والتوحيد ، يصدر من ذاته وفي ذاته ، فهو عقل الله ناطق ، الله ناطقا ، كلمه الله وقوة الله وحكمة الله ورسم جوهره . انه مولود غير مخلوق " من حيث هو كلمة الله ، وكلمة الله مولود من الآب " ، " أنت ابني أنا اليوم ولدتك " (مز7:2) ، فهو كلمة الله الذي هو الله نفسه : " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة (هو) الله " (يو1:1) . وعبارة " مولود غير مخلوق " وردت في قانون الإيمان الذي صدر عن مجمع نيقية سنه 325م ، والذي رد بها علي بدعة اريوس الذي أنكر أزلية المسيح وولادته من ذات الآب كابن الله وكلمة الله ونطقه الذاتي العاقل وقال انه مخلوق وموجود قبل الزمان وقبل العالم ومتميز عن الآب وهو حسب اعتقاد اريوس كائن متوسط بين الآب والعالم ، ورفض فكرة ولادة الابن والكلمة من ذات الله واعتبر أن الولادة لا تتفق مع روحانية الله لان الولادة تقتضي المادية كما تقتضي الشهوة الجنسية والتغير ، ورفض أن يكون الابن من جوهر الآب أو أن يكون صادرا منه وإنما قال أن الابن وجد بعملية خارجية محدودة أو بفعل صادر عن أراده الآب . وهو بهذا يتجاهل أقوال وإعلانات الكتاب المقدس عن أزلية المسيح وكونه الله ذاته ، الله الكلمة ، عقل الله ونطقه العاقل وكلمة الله المولود منه ولادة روحية لا حسية ولا مادية وانه " مساو للآب في الجوهر " لأنه صورة الله غير المنظور المساوي الله لأنه هو الله . انه ابن الله ، كلمته المولود منه بلا بداية ولا انفصال .
- " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله " (يو1:1) . - " أنا هو الألف والياء البداية والنهاية يقول الرب الإله الكائن والذي كان والذي يأتي " (رؤ8:1) . - " أنا هو الألف والياء . الأول والأخر " (رؤ11:1) . - " أنا الألف والياء الأول والأخر . البداية والنهاية " (رؤ13:22) . - " ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل " (مي5:2) . - " الكل به وله قد خلق وهو قبل كل شئ وفيه يقوم الكل " (كو17:1) . انه البدء ومبدىء الحياة ، الله ، الأزلي الأبدي ، الذي بلا بداية وبلا نهاية ، الدائم الوجود ، غير الزمني ، الذي لا يحد . ولم يكن هناك وقت لم يكن ، فهو كلمة الله الذاتي الذي لا يحد . ولم يكن هناك وقت لم يكن فيه ، فهو كلمة الله الذاتي الأزلي ولم يكن هناك وقت كان الله فيه بدون عقله وكلمته " منذ وجوده أنا هناك " (اش16:48) .
- قال القديس امبروسيوس : " الابن هو قبل الزمن وخالقه ولا يمكن أن يكون قد بدأ في الوجود بعد خليقته ". - وقال القديس اثناسيوس الرسولي : " كلمته أزلي وهو ابن الله الوحيد المولود من الآب قبل كل الدهور ، نور من نور اله حق من اله حق ، مساو للآب في الجوهر الذي به كان كل شئ ولم يكن قبل وجوده زمان ولا بدء له 000 قبل كل الدهور كلها وليس بمكون ولا كان من بعد أن لم يكن " .
وقد جاء نص قانون الإيمان النيقاوي الذي رد فيه علي إنكار اريوس لأزلية المسيح هكذا : " نؤمن برب واحد يسوع المسيح ابن الله الوحيد ، المولود من الآب قبل كل الدهور ، نور من نور اله حق من اله حق ، مولود غير مخلوق مساو للآب في الجوهر ، الذي به كان كل شئ الذي من أجلنا نحن البشر ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس " . واضح هنا انه مولود من الآب قبل كل الدهور كإله ، كالله الكلمة ، بلاهوته وان ولادته من الآب هي المقصود بها انه مولود غير مخلوق ، مولود من ذات جوهر الآب بلا انفصال وليس مخلوق كما قال أريوس ، وانه مساو للآب في الجوهر أو واحد مع الآب في الجوهر كما قال " أنا والآب واحد " (يو30:10) " كل ما للآب هو لي " (يو15:16) و " من رآني فقد رأي الآب أنا في الآب والآب فيّ " (يو9:14،10) . والملاحظ في تسلسل قانون الإيمان انه يتكلم عنه كإله أولا ، مولود من الآب قبل كل الأزمان وليس مخلوق وانه خالق كل شئ ثم يحدث عن تجسده أو ميلاده من العذراء في " ملء الزمان " تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس " . فالمسيح له ميلادان ، ميلاد أزلي من ذات الله الآب وفي ذاته بلا انفصال " الابن الوحيد الذي في حضن الآب (يو18:1) ، فهو كلمة الله ونطقه العاقل ، الله الكلمة ، الله ناطقا ، وميلاد زمني من مريم العذراء في ملء الزمان الذي هو تجسده ، ميلاد أزلي دائم وغير منفصل وهو الذي يعبر عنه قانون الإيمان بقوله : " مولود غير مخلوق " ، وميلاد زمني له بداية ، حادث ويعبر عنه قانون الإيمان بالقول : " نزل من السماء وتجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس " ، فهو أزلي زمني في آن واحد ، أزلي كإله ، باعتبار لاهوته وزمني كإنسان باعتبار ناسوته .
- قال القديس كيرلس الإسكندري : " أن المسيح الواحد هو عينه الابن الوحيد المولود من الآب . وهو ذاته البكر بين أخوه كثيرين . هو عينه أزلي كإله ، وهو ذاته مولود في الزمان جسديا . هو ذاته قدوس حسبما هو اله ، وهو ذاته تقدس معنا لما طهر أنسانا "