تحدّث البابا فرنسيس أثناء المقابلة العامة مع المؤمنين عن الإفخارستيا وأهميتها في حياتنا إذ هي مصدر وقمة إيماننا. م
ن هنا، رأينا أنه من الضروري أن نتحدّث عن مفاعيل الإفخارستيا وأهمية المشاركة في السجود للقربان المقدس بشكل متواتر
“وبينما هم يأكلون، أخذ خبزًا وبارك، ثم كسره وناولهم وقال: “خذوا، هذا هو جسدي”. ثم أخذ كأسًا وشكر وناولهم،
فشربوا منها كلّهم، وقال لهم: “هذا هو دمي، دم العهد، يراق من أجل جماعة الناس” (مرقس 14: 22 – 24).
يظنّ البعض أنّ الذهاب للمشاركة في السجود للقربان هو مضيعة للوقت أو ربما لا يدرون ما يخاطبون الله في تلك الأثناء
أو بم يفكّرون أو كيف يتأمّلون. إليكم عشرة أمور مفاجئة تحصل معكم إن ذهبتم للمشاركة في السجود للقربان بشكل متواتر
وبقلب منفتح .
1- تنمّي فيك روح الاندهاش والانذهال:
لا شيء يضاهي الصمت الذي تشعر به والخشوع أمام القربان المقدس فنحن في الواقع أمام يسوع المسيح، جسده ودمه ونفسه وألوهيته
فكلّما تبحث عن الصمت أمام القربان ستكتشف بأنّ الجواب الوحيد هو الانذهال أمام عظمة الرب.
2- ستختبر السلام في نواح أخرى من حياتك:
يقول يسوع: “سلامي أعطيكم” (يوحنا 14: 27) إنّ السلام الذي تختبرونه أمام القربان من صمت وانذهال يصل إلى أعماقه
وهذا يقود إلى سلام داخلي يؤثّر في نواح أخرى من حياتك. هذا لا يعني أنّ حياتنا ستكون كاملة وأننا لن نتألّم بل من خلال سلام المسيح
لا تزعزعنا عواصف الحياة.
3- ستختبر عمق الحياة:
قال لنا يسوع “أحبوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم” (يوحنا 13: 34) فتمضية الوقت أمام القربان يجعلنا نتصل بالعالم كله
ففي النهاية نحن نمضي وقتًا مع الخالق، خالق كل شيء! وكلما أمضينا الوقت بتسبيح وعبادة الرب فسنتخطى مخاوفنا
وسنرى حاجات الآخرين في الحياة والعالم الذي نعيش فيه!
4- ربما نشعر بالضجر:
ربما سنذهب إلى زيارة القربان المقدس عاجزين عن التسبيح وعن الشعور بأي شيء. ربما سنتلهّى وسنفكّر بأمور كثيرة
إنما هذا لا ينكر مفاعيل سر القربان فإيماننا هو أعمق من المشاعر إنما لا نفقدنّ الأمل فلو شعرنا بكل ذلك إنّ مواظبتنا
على المجيء والاعتراف بعظمة الرب ومنحه أغلى ما لدينا ألا وهو وقتنا هو أجمل هدية يمكن أن نمنحها للرب!
5- تتحمّس للمجي إلى السجود:
في كلّ مرة تأتي فيها إلى السجود ستكتشف كم أنّ الله هو إله حبّ، يحبّك ويرغب في تمضية الوقت معك، فستشعر بالرغبة الكبيرة
بالمجيء لمبادلته الشعور. يصبح السجود للقربان “إدمانًا” إن صح التعبير وهذا ليس بسبب العطايا التي نحصل عليها جراء مجيئنا
بل لأننا خُلقنا من أجل تسبيح وتمجيد الله. وكما نقول في القداس الإلهي (في الطقس اللاتيني) “ذلك حق وعدل”
علينا أن نشكر الربّ لأنّ السجود محفور في قلوبنا و”قلبنا لن يرتاح إلاّ فيك يا الله”!( القديس أغسطينوس)
6- النعمة تغمر حياتك:
إنه لأمر مذهل كيف أنّ عملاً بسيطًا وهو الالتزام بالمجيء إلى السجود يغيّر حياتنا! إنّ النعمة تغمرك في كلّ حين
حتى عندما تغادر الكنيسة بالأخص في وقت الضيق والتجارب. يسهل علينا محاربة التجارب عندما نتسلّح بالقربان!
7- ستكتشف كم أنك “شخص مُنعَم عليه”:
ربما ستجد أنه أمر بسيط أن تصعد إلى سيارتك وتتوجّه إلى أقرب كنيسة إنما ربما نسيت من يعرّضون حياتهم للخطر
بسبب الاضطهاد من أجل أن يذهبوا للمشاركة في السجود للقربان. أو ربما هناك من يعجزون عن المجيء بسبب مرضهم أ
و انشغالهم أو ربما يضطرون إلى القيادة لساعات وساعات ليصلوا إلى أقرب كنيسة ناهيك عن إذا الكاهن متوافرًا أم لا.
8- ستكتشف كم أنّ الله يملك روح الفكاهة:
كلما أمضيت الوقت مع الله وتركت الرب يخاطبك ستكتشف كم أنّ الله يتمتّع بروح الفكاهة. يحبّ أن يمازحك! ولمَ الاستغراب؟
أولا يظهر الآباء عطفهم وحنانهم لأولادهم بروح الفكاهة؟
9- سترغب بالذهاب إلى الاعتراف:
يسمح لك الاعتراف باختبار عمق غور رحمة الله لنا، تبتلع رحمته خطايانا وتنفح فينا روح الحرية من دون خوف.
في كل مرة نذهب إلى الاعتراف نفهم أكثر بأننا نرتمي بين أيدي الآب الذي يحبنا كثيرًا و”لا يتعب من مسامحتنا”.
10- ستقع في الغرام….
لا مفرّ من الوقوع في الغرام بيسوع عند المواظبة على السجود للقربان وتسبيحه وتمجيده! عندما تمضي وقتًا معه بقلب منفتح
وتدع المسيح يحبّك، ستنغرم حتمًا فيه! وستكتشف عندئذٍ أنه “أتى لتكون الحياة للناس، وتفيض فيهم” (يو 10: 10)