قصة مثل : شَمَّع الخيط وهرب
كثير مانسمع أحدهم يقول شمع الخيط وهرب ، فمن أن أتى هذا المثل !!
يقال أن صانع الأحذية قديما كان يعطي أحد صبيانه الذين يساعدونه بَكَرَة خيطان مع قطعة شمع ،
ليقوم الصبي بتشميع الخيط بغية زيادة متانته .
تبدأ عملية تشميع الخيط على نحو تكون بداية الخيط مثبتة ضمن الدكان ، بينما يقوم الصبي بمسك البكرة ويمرر خيطها
على كتلة الشمع وهو يخرج من الدكان مبتعدًا باتجاه زابوق الحارة ، وكلما كان طول خيط البكرة كبيرًا ، كلما ابتعد الصبي أكثر وأكثر ،
حتى يغيب عن ناظِرَيّ معلمه الحذّاء ( الكندرجي) ، وربما يدخل الصبي ضمن زابوق آخر من زوابيق الحارة ..
ولما كان هذا العمل مضني ومتعب للصبي الطفل ، وحتى أنه يسبب أذى لأصابعه وكفِّيه ، فلا كفوف تحمي أصابعه ولا هُمْ يحزنون .
وهنا يكتمل المشهد حين يترك الصبي بكرة الخيط وكتلة الشمع ، وَيُوَلِّي هاربًا من هذا العمل المضني الشاق ،
أو أنه على براءته الطفولية قد يهرب ليلعب مع أقرانه .
بعد حين من الوقت يرسل معلمه الحَذّاء صبيًّا آخر من شغيلته ليستفقد الصبي الأول ، نظرًا لتأخره .
يركض الصبي الآخر باتجاه زوابيق الحارة ، وعندما لا يجد زميله ، يعود مسرعًا إلى دكان معلمه ليقول له ( لاهثًا ) :
معلمي ، معلمي ، ما وجدته ، شَمَّع الخيط وهرب .
وكانت مثل تلك الحوادث تتكرر كثيرًا حتى ذهبت مثلًا .