علاقة التواضع بفهم ومعرفة الأمور الإلهية
يعلمنا من الكتاب المقدس وكلمات الرب يسوع المسيح والآباء القديسين بأن الإنسان المؤمن يجب أن يصلي لأجل أن يفهم مايقرأ ،
لأنه وبخبرة الروحانية الكنسية كل من يحاول أن يفهم الكلمة الإلهية بالاعتماد على ذاته المستقلة وعقله سيقع في فخ كبير ،
وهو أنه سيفهم مايقرأ في أكثر الأحيان بعكس ماهو مقصود من النص المكتوب لعدة اسباب :
1- إن عقل الانسان المحدود لايستطيع بمفرده أن يفهم ويعرف اللامحدود
2- من يعتمد على ذاته في معرفة الكلمة الإلهية تغيب عنه النعمة المعطاة من فوق ، ويصبح عُرضةً لحركة الأرواح النجسة حوله
وتضليله عن الحق ، وتغذية كبريائه ، كون أن ايماننا يعلمنا بأن اليقظة الروحية مطلوبة لوجود
عمل المضادين ( الشيطان واتباعه ) في هذا العالم ، وقدرتهم على التأثير بسماحٍ إلهي .
3- من يعتمد على السير بهواه ، نتيجة الثقة الزائدة بنفسه ، يقع فريسة للكبرياء ويُعطى دَفعةً من عدو الخير
لكي يؤول إلى السقوط الكبير ، ويصبح ابناً للجحيم ، ويصير في غيبوبة هائلة عن معرفة الحق.
أما من يتضع ويصلي قبل القراءة المقدسة ، يُعطى نعمة الفهم ، ويملك القدرة على السؤال عن ماهو غير مفهوم بالنسبة له ،
لأن التواضع يقربنا إلى اللـــه ، والانسان المتواضع يسعى دائما لكسب رضا اللـــه وليس لأن يُمدح من الناس .
همه أن يرتبط بالحقيقة الإلهية ليحمي مصيره الأبدي.
فكل الذين اعتمدوا على أنفسهم ، وقعوا في أحابيل الشيطان وسقطوا ...
حتى السير الرهبانية تخبرنا عن كثيرين من رهبان ونساك الذين بذرة الكبرياء اختبأت في قلوبهم ... سقطوا ...
فمنهم من تاب ونجا ، ومنهم من أُخذ بحالته الساقطة.
صلاة تقال قبل قراءة الإنجيل :
أيها السيد المحب البشر.أشرق النور الصافي نور معرفتك الالهية . وافتح أعين ذهننا لفهم تعاليم انجيلك.
ضع فينا خشية وصاياك المغبوطة حتى اذا وطئنا كل الشهوات الجسدية.نسلك سلوكا روحياً
فنفتكر بكل مايرضيك ونعمله لأنك انت إنارة نفوسنا وأجسادنا ايها المسيح الاله
ولك نرسل المجد مع ابيك الذي لابدء له وروحك الكلي قدسه.الصالح والصانع الحياة
الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين
آمين