لمحة تاريخية عن أسرار الكنيسة بقلم مثلث الرحمات البطريرك زكا الأول عيواص :
استلمت الكنيسة المقدس أسراراها السبعة من الرب يسوع المسيح، وذلك بواسطة رسله الأطهار،
وقد أجمعت الكنائس الرسولية استناداً إلى تسليم الآباء
وشهادة المجامع المقدسة على ممارسة هذه الأسرار السبعة منذ بدء المسيحية بلغاتها العديدة وطقوسها المتنوعة،
ومع اختلاف هذه الكنائس منذ القرن الخامس في أمور عقائدية كثيرة، وتباين أساليب ممارسة بعض هذه الأسرار،
فقد اتفقت على عددها وجوهرها.
وهذا برهان ساطع على أن هذه الأسرار تسليم رسولي، أخذه الرسل من الرب مباشرة وسلّموه للكنيسة.
أولاً: سر المعمودية:
وهو باب ومدخل إلى باقي الأسرار، به نولد من السماء ميلاداً ثانياً، كقول الرب:
"إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله" (يو 3: 5).
ثانياً: سر الميرون المقدس أو المسحة:
به ينال المؤمن الروح القدس فيتقوى ويزداد به النعمة الإلهية، كما حصل للرسل حين حلّ عليهم الروح القدس بحسب ما وعدهم به الرب
قبل صعوده إلى السماء حيث قال:
"وها أنا أرسل إليكم موعد أبي فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قوة من الأعالي" (لو 24: 49) و (أع 1: 8).
ثالثاً: سر القربان المقدس:
به يتغذى المؤمن بجسد المسيح ودمه فينمو بالروح يزداد قوة واتحاداً بربه كقوله تعالى:
"إن لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فليس لكم حياة فيكم" (يو 6: 53).
رابعاً: سر التوبة والاعتراف
به يشفى الإنسان من أمراض الخطيئة التي تُعرضه للموت الأبدي كقول الرب: "إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون" (لو 13: 3).
وقد منح تعالى هذا السلطان، للرسل الأطهار بقوله: "من غفرتم خطاياه تغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" (يو 20: 23).
خامساً: سر مسحة المرضى :
به ينال المؤمن الشفاء من الأمراض الجسدية والروحية كقول الرسول يعقوب: "أمريض أحد بينكم فليدع قسوق الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه
بزيت باسم الرب وصلاة الإيمان تشفي المريض، والرب يقيمه، وإن كان قد فعل خطيئة تغفر له" (يع 5: 14 – 15).
سادساً: سر الكهنوت:
بواسطته ينال بعض المؤمنين موهبة الاستحقاق لخدمة الأسرار المقدسة لبناء الكنيسة ولرعاية شعب الله، وإتمام حاجتها إلى أساقفة وكهنة
كقول الرسول بولس: "هكذا فليحسبنا الإنسان كخدام المسيح ووكلاء سرائر الله" (1كور 4: 1).
سابعاً: سر الزواج:
هو اتحاد شرعي مقدس ما بين الرجل والمرأة، الغاية منه ولادة البنين لحفظ الجنس البشري وعبادة الله كقوله تعالى:
"اثمروا واكثروا واملأوا الأرض" (تك 1: 28).