الليلة الماضية اكتملَ القمر للمرة الأولى بعد الاعتدال الربيعي الذي تمّ في ٢١ ٱذار، واليوم الأربعاء صباحاً يبدأ عيد الفطير عند اليهود، و يستمر لسبعة أيام.
و قد جاء في المجتمع المسكوني الأول أن حساب عيد الفصح (الذي يعيّدهُ المسيحيّون) يتم على قاعدتين أساسيّتين:
الأولى: أن يكون العيد في الأحد الأول بعد أن يصبح القمر بدراً لأول مرّة بعد ٢١ ٱذار (أي الإعتدال الربيعي)
الثانية: ألا يكون هذا الأحد هو من أسبوع عيد الفطير، أو الفصح، اليهودي. (لأن الفصح اليهودي كان رمزاً لفصح المسيح،
والرمز يأتي قبل المرموز إليه و ليس معه و لا بعده، فبالفصح اليهودي تذبح الحملان تقدمة للرب لغفران خطايا الشعب،
أمّا نحن فذبح إلهنا المسيح مرّة واحدة و فدانا و غفر خطايانا على الصليب، و أجازنا من الموت إلى الحياة و من الأرض إلى السماء).
الطوائف الكاثوليكية لغت القاعدة الثانية من القانون، فتُعيّد في الأحد الأول بعد الاعتدال الربيعي، بعد اكتمال البدر.
أما الكنيسة الأرثوذكسية فما زالت و الحمد لله ملتزمة بكلا القاعدتين.
لماذا العيد يكون فرق أسبوع كمثل هذا العام؟
لأن البدر قد اكتملَ في السماء للمرّة الأولى بعد ٢١ ٱذار، و لكن بما أن الأحد هو من ضمن أسبوع فصح اليهود،
فلذلك تؤجل الكنيسة الأرثوذكسية العيد أسبوعاً كاملاً لكي ينتهي الفصح اليهودي، و بالتالي يفرق العيد أسبوع.
كيف يكون العيد موحداً ؟
عندما يكتمل البدر للمرة الأولى بعد الاعتدال الربيعي، و يكون اليهود قد أنهوا أسبوع عيدهم قبل الأحد الأوّل الذي يأتي بعد اكتمال البدر،
لذلك يأتي العيد موحداً.
لماذا يفرق العيد ٥ أسابيع في بعض السنين؟
عندما يتم الإعتدال الربيعي، و يصبح القمر بدراً يعيّد الكاثوليك للفصح في الأحد الأول بعد ذلك، و لكن لا يكون اليهود قد عيّدوا
أو بدأ أسبوع عيدهم أصلاً، فتنتظر الكنيسة الأرثوذكسية ليعود القمر و يصبح بدراً مرّة ثانية، و بالتالي يكون قد مرّ عيد اليهود،
فتعيّد الفصح عندئذٍ، لذلك يفرق العيد ٥ أسابيع.
الكنيسة الأرثوذكسية بما أنها أمينة على ما تسلّمتهُ من الرسل والرب يسوع بالحرف، منذ القدم، لا تُغيّر و لا تُبدِل شيئاً من القوانين
التي تسلّمتها من الٱباء القديسين الأبرار، فلذلك ما زالت تُعيِّد الفصح على القوانين المُسَلَّمة من الٱباء.
منقول