هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأرسل مقالالتسجيلدخول
 

  تذكار القدّيس يوحنّا الدمشقيّ

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Ramona-k
صديقة فيروزية نشيطة
صديقة فيروزية نشيطة
Ramona-k


الجنس : انثى
المشاركات : 635
العـمر : 58
الإقامة : البيت
العـمل : بيت الله
المزاج : جيد
السٌّمعَة : 11
التسجيل : 19/06/2010

 تذكار القدّيس يوحنّا الدمشقيّ Empty
مُساهمةموضوع: تذكار القدّيس يوحنّا الدمشقيّ    تذكار القدّيس يوحنّا الدمشقيّ Emptyالأربعاء ديسمبر 04, 2019 7:31 pm

 تذكار القدّيس يوحنّا الدمشقيّ Jhon10

اليوم الرابع من شهر كانون الأوّل: تذكار القدّيس يوحنّا الدمشقيّ
وُلِدَ القدّيس يوحنّا وكان اسمه "منصور بن سرجيوس" حوالي عام 676 م. في دمشق، عاصمة الأمَويّين آنذاك.
وكان من عائلة عريقة غنيّة، عُرفت بحبّها للعلم، وبمكانتها السياسيّة والاجتماعيّة.
كان جدّه موظّفًا كبيرًا في الماليّة بدمشق؛ وعندما فتحها "خالد بن الوليد" عام 635 م. استبقاه العرب في إدارتهم.
وفيما بعد اعتمد معاوية ابنَه سرجيوس (أي والد القدّيس يوحنّا) في إدارة شؤون الخلافة، وكذلك "يَزيد" و"عبد الملك".
وقام "منصور" نفسُه بخدمة الإدارة الأمويّة من أواخر خلافة عبد الملك حتى أواخر عهد يزيد الثاني (720-740 م).
نال منصور منذ نعومة أظفاره ثقافةً أدبيّة وفلسفيّة ودينيّة على يدَي راهب من جزيرة صقلية الإيطاليّة من أسرى الحرب،
أَسَرَهُ المسلمون في غزوة شنّوها على شواطئ إيطاليا وساقوه مع غيره إلى دمشق. اشترى "سرجيوس" الراهب الإيطاليّ
ثمّ حرّره وعَهَدَ إليه بتعليم ابنيه منصور وقزما (ابنه بالتبنّي). أتقن منصور اليونانيّة لغة الطبقة المتعلّمة، وقد جاءت كتاباته باليونانيّة.
قام الراهب الإيطاليّ بتثقيف منصور وقزما وتعليمهما الحساب والهندسة والفلك والمنطق والفلسفة واللاهوت والموسيقى.
بعد وفاة سرجيوس، احتلّ منصور مركز أبيه بينما اختار معلّمه وأخوه بالتبنّي قزما الحياة الرهبانيّة في دير مار سابا في فلسطين.
ظهرت حركة الأيقونوكلاست أي "مقاومي الأيقونات" حوالي عام 725 م. تحارب استخدام الأيقونات المقدّسة.
أفسدت هذه الجماعة سلام الكنيسة البيزنطيّة في القرن الثامن وبداية القرن التاسع، وكان لها أثرها على الغرب أيضًا.
جاءت هذه الحركة ثمرة إساءة البعض استخدام أيقونات القدّيسين ورفاتهم. فقام بعضٌ من الأساقفة يقاومون استخدام الأيقونات،
والتفّوا حول الإمبراطور البيزنطيّ "لاون الثالث"، يطلبون منه مساندتهم. أصدر الإمبراطور منشوره عام 726 م.
بتحطيم الأيقونات بالقوّة.
قام الجنود بتحطيم صورة السيّد المسيح على الباب النحاسيّ للقصر، كما قام قائد بضرب الصليب الذي على البلاط
الإمبراطوري بالفأس، ممّا أثار الشعب، وقامت بعض النساء بسحب السلّم الذي كان القائد واقفًا عليه لتحطيم الصليب
فسقط القائد فاقدًا النطق، وأمر الإمبراطور بإعدامهنّ.
في هذه الآونة، نشر منصور (يوحنّا الدمشقيّ) ثلاث مقالات ضدّ مقاومي الأيقونات موضحًا التمييز بين تكريم الأشخاص
الممثَّلين في الأيقونة وبين السجود لله للعبادة. وانبرى يردّ على كلّ من يهاجم الأيقونات المقدّسة واصفًا إيّاه بالمُهرطِق
وبأنّه يحارب تجسّد ابن الله من العذراء، وَتَأَلُّه البشر بالنعمة الإلهيّة.
ولمّا وصل الخبر إلى الملك المُضطهِد للأيقونات، أراد أن ينتقم من القدّيس يوحنّا فلجأ إلى الغشّ والخداع.
فدعا إليه بعض الخطّاطين ليقلّدوا خطّ منصور برسالةٍ مزوّرة ملفّقة كأنّها على لسان القدّيس مُوَجَّهة للملك لاون،
وفيها يُعرب للملك بأنّه مستعدّ للتعاون معه ضدّ الخليفة الأمويّ، وأن يسلّم له مدينة دمشق. بعد ذلك أرسل الملك لاون
إلى الخليفة الأمويّ الرسالة المزوّرة مع رسالة أخرى يكشف فيها خداع وخيانة منصور له.
لمّا استلم الخليفة هاتين الرسالتين، أسرع باستدعاء منصور (يوحنّا)، فأراه الرسالة المزوّرة قائلاً له:
"أتعرف يا منصور هذا الخطّ ومن كتبه؟". فأجاب القدّيس: "أيّها الأمير، كأنّ الخطّ مشابِهٌ لخطّي، وهو ليس خطّي،
وألفاظُه ما نَطَقَتْ بها شفتاي، ولم أرَ هذه الرسالة إلّا في هذه الساعة الحاضرة". لم يصدّقه الخليفة، فأمر بقطع يده اليمنى.
تمّ تنفيذ الحكم في الحال، وعُلّقت يده في وسط مدينة دمشق.
عند المساء، أرسل منصور إلى الخليفة طالبًا منه أن يهبه يده المقطوعة. فأذِن له الخليفة بذلك. فأخذها القدّيس يوحنّا
وعاد إلى بيته. هناك صعد إلى علّيته (مكان صلاته) التي كانت فيها أيقونة العذراء مريم (أدناه). وضع كفّه على الأيقونة
وارتمى أمامها مصلّيًا بخشوع ودموع كي يكشف الله براءته من هذه التهمة ويشفي له يده كتأكيد لبراءته،
وتوجّه إلى والدة الإله بابتهال حارّ لتتشفّع من أجله. بقي على هذه الحال إلى أن تعب، فنام. وإذا بالسيّدة العذراء
تظهر له قائلةً: "قد شُفيَت يدُك التي ستكون قلم كاتبٍ سريع الكتابة". وأخذت العذراء الكفّ المبتور عن الأيقونة ووضعتها مكانها،
فعادت كما كانت، فاستيقظ القدّيس معافى اليد وأخذ يصلّي شاكرًا الله وأمّه الفائقة القداسة. وللشهادة على قطع يده بقي موضع
البتر كخيطٍ أحمر. ويُقال إنّه بعد نهوضه من النوم أنشد في الحال ترنيمة "*إنّ البرايا بأسرها تفرح بك يا ممتلئةً نعمة*" .
في الصباح، ذاع صيت هذا الشفاء العجيب في كلّ دمشق. وبلغ مسمع الخليفة. فجاء الوُشاة إليه قائلين بأنّ يوحنّا لم تُقطع يده،
بل أنّه أعطى أحد عبيده أموالًا كثيرة كي تُقطع يده عنه. فاستدعى الخليفة القدّيس ليستمع منه الدفاع، فأراه القدّيس علامة
القطع التي بقيَت كالخيط الأحمر. استغرب الخليفة، وسأله بدهشة عن الطبيب الذي أعاد له يده كما كانت.
فأجاب: "*مسيحي طبيبٌ ماهر، وهو على ما يشاء قديرٌ، ولذلك لم يعسر عليه شفائي، بل سارع في إنجاز أمري*"،
وأخبره يوحنّا عن الأعجوبة التي حدثت معه، فعرف الخليفة بالخديعة وبأنّه حَكَمَ على القدّيس ظلمًا، فطلب منه المسامحة،
وأعاد له كرامته السابقة كوزير. ولكن القدّيس الذي كان قد عاهد نفسه على ترك الحياة الدنيويّة، والتفرّغ للحياة الرهبانيّة،
طلب من الخليفة أن يأذن له بترك كلّ شيء كي يتفرّغ لربّه. فحزن الخليفة على خسارته صديقه ووزيره، لكنّه تركه يذهب.
توجّه منصور إلى بيته، وباع ما له ووزّعه على الفقراء. ثم قصد فلسطين والتحق بدير القديس سابا مع أخيه قزما ومعلّمه.
لم يحمل معه سوى أيقونة العذراء المقدّسة. وقد صاغ القدّيس معصمًا من الفضّة ووضعه عليها عربون شكرٍ منه
على شفائه العجائبيّ.
وصل منصور إلى الدير، ففرِح به رئيس الدير، لأنّه أدرك سموّه الروحيّ والأدبيّ وتخلّيه عن كرامة العالم وغناه.
ولكن إذ أراد تسليمه لأحد الرهبان الشيوخ ليتتلمذ على يده، رفض أغلب الشيوخ قبوله في الدير بحجّة أنّ علمه الغزير
ومركزه الاجتماعيّ وقدره الرفيع يعوقه عن الخضوع والطاعة. لكن أحد الشيوخ البسطاء قَبِله بشرط الطاعة الكاملة
ونسيان كل ما تعلّمه من فلسفات وعلم ومعرفة.
اتّخذ منصور اسم "يوحنّا"، فعاش في طاعة كاملة لمعلّمه، حتّى حدث أن توفّي راهبٌ شيخٌ وكان له أخ حزن عليه حزنًا شديدًا.
طلب الأخ من يوحنّا أن يكتب له ملحنة يتعزّى بها (لا زالت تترنّم بها الكنيسة البيزنطيّة في جنّاز المنتقلين)،
رفض الأب يوحنّا ذلك الطلب طاعةً لمعلّمه الذي اشترط عليه نسيان كلّ ما تعلّمه من فلسفات وعلم ومعرفة،
لكنّه تحت الإلحاح وشعوره بمرارة الأخ كتب الملحنة. سمع معلّمه بذلك فطرده من الدير.
ذهب يتوسّل إلى بعض الشيوخ لكي يشفعوا فيه لدى معلّمه، لكن المعلّم رفض شفاعتهم عنه.
وأخيرًا تحت الإلحاح طلب تأديبه بقانونٍ، وهو تنظيف المراحيض.
انصرف الشيوخ وهم في غمٍّ وخجلٍ، وإذ التقى بهم الأب يوحنّا، قالوا له في حزنٍ أنّ معلّمه رفض شفاعتهم،
وأنّه وضع قانونًا لتأديبه لم يسمعوا عنه من قبل. وإذ عرف بالقانون قام بسرعة بتنظيف المراحيض.
شاهده معلّمه ينظّف المراحيض فخجل جدًّا من طاعته وتواضعه، فأسرع إليه وأمسكه بكلتي يديه وقبّل رأسه وأعاده بفرحٍ شديد.
بعد أيّام قليلة، ظهرت السيّدة العذراء لمعلّمه في الحلم تقول له:
"*لماذا تسدّ الينبوع فلا يفيض ويجري؟ فإنّ يوحنّا عتيدٌ أن يزيّن كنيسة المسيح بأقواله، وأعياد القدّيسين بتسبيحه،
وتتنعّم جماعة المؤمنين بعذوبة ألفاظه... فإنّ الروح القدس ينطلق على لسانه*".
بالفعل قام من النوم والتقى بتلميذه يوحنّا وطلب منه ألّا يكفّ عن الكتابة معتذرًا بأنّ ما فعله كان عن غباوة وعدم معرفة.
جاء في الملحنة المذكورة ما ترجمته:
"بالحقيقة إنّ كلّ ما في العالم باطل،
والعالم أيضًا كالظلّ والمنام،
وباطلًا يضطرب كلّ ترابيّ، كما قال الكتاب.
فإذا ما نحن ربحنا العالم،
نسكن حينئذٍ القبر،
حيث الملوك والفقراء معًا،
فلذلك نَيِّحْ أيّها المسيح نفس عبدك المنتقل
بما أنّك محبٌّ للبشر".
اعتكف يوحنّا في صومعته بدير مار سابا يؤلّف مع أخيه بالتبنّي قزما التسابيح والقوانين الكنسيّة.
لا زالت الكنيسة البيزنطية تستخدم هذه التسابيح، وتدعوه "ينبوع الذهب".
توفّي يوحنّا عام 749 م. في ديره بعد أن قضى حياةً نسكيّة طويلة في الصلاة والكتابة.
وفي عام 1890 م. أعلن بابا روما "لاون الثالث عشر" أنّ القدّيس يوحنّا الدمشقيّ هو معلّم المسكونة وأبٌ من آباء الكنيسة.
صلاته معنا... آمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تذكار القدّيس يوحنّا الدمشقيّ
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تذكار إستشهاد القدّيس يوحنّا المعمدان
» ذكرى ميلاد القدّيس يوحنّا المعمدان
» عيد تذكار قطع رأس مار يوحنّا المعمدان
» أحد ولادة يوحنّا
» عيد القدّيس يوحنّا الإنجيليّ

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: 000{ القسم الديني }000 :: أصــدقاء الكنيسة والكتاب المقدس-
انتقل الى: