ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن علماء بوكالة إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) اكتشفوا مؤخرا
كميات كبيرة من غاز الميثان في الغلاف الجوي للمريخ، ويعتقدون أنها قد تكون علامة على الحياة تحت سطح الكوكب الأحمر.
وأضافت الصحيفة أن مركبة الفضاء كيوريوسيتي اكتشفت كميات كبيرة جدا من غاز الميثان الذي يمكن استخراجه
من الرواسب الجيولوجية حيث يكون مصاحبا لأنواع الوقود الهيدروكربوني الأخرى، كما يمكن الحصول
عليه من مصادر صناعية.
وتوصل العلماء إلى هذا الاكتشاف أثناء إجراء قياسات على المريخ مؤخرا، مما دفع العلماء إلى إلغاء مهمتهم،
وتخصيص مركبة الفضاء كيوريوسيتي لمهمة اكتشاف الغاز.
وبحسب نيويوك تايمز، فقد اكتشفت مركبة الفضاء 21 جزءا من مليار جزء من الميثان في أجواء المريخ،
أي ثلاثة أضعاف ما تم العثور عليه خلال قياسات 2013.
ويحظى هذا الاكتشاف بأهمية خاصة لأنه قد يشير إلى وجود حياة على سطح الكوكب الأحمر.
على الرغم من أن هذه الكمية من غاز الميثان تعد ضئيلة مقارنة بكمياته على الأرض، حيث تقدر نسبة تركزه
بحوالي 1800 جزء من مليار جزء من الميثان، إلا أن الاكتشاف سيؤدي بالتأكيد إلى إثارة فضول العلماء المكرسين
لمراقبة الكوكب الأحمر، بحثا عن علامات على الحياة.
واعترف الباحث الرئيسي في وحدة تحليل العينات في المريخ، التابعة لوكالة ناسا، بول مهافي،
بأن محدودية قدرات كيوريوسيتي جعلت من المستحيل معرفة المصدر الدقيق للميثان "فقد يكون مصدره بيولوجيا أو جيولوجيا،
أو ربما حياة قديمة أو حديثة"، ولكن يجب أن يكون انبعاثه قد حدث في عهد قريب.
والمعروف أن أشعة الشمس تعمل على تدمير الميثان بعد مئات عدة من السنين من دخوله الغلاف الجوي،
مما يشير إلى أن الكمية المكتشفة حديثا قد ترتبط بهذا الإطار الزمني، على الرغم من أن هناك احتمالا بأن يكون الغاز
قد حوصر تحت سطح المريخ لملايين أو مليارات السنين، ثم لم ينجح في الإفلات إلا مؤخرا.
وعلى الرغم من أن الاكتشافات السابقة سمحت للباحثين بتوثيق الزيادة والانخفاض المتواتر للغاز على سطح المريخ،
إلا إن الجهود المبذولة لاستخدام البيانات للكشف عن الحياة المحتملة لم تكن منسقة حتى الآن.
الجدير بالذكر أنه في حين كان الكشف الأخير هو الأكبر الذي قامت به ناسا حتى الآن، فإن وكالات الفضاء الأخرى
لم تتمكن من التوصل إلى قراءات مهمة مماثلة منذ بدأت بمراقبة الكوكب الأحمر.
_________________