شهر تأملات وإكرام قلب يسوع الأقدس - اليوم العشرون
ايها المسيحي تذكر كرامتك:
قبل تلاوة الصلاة الربية في القداس يحثنا الكاهن على ان نقف جميعا بقلوب نقية ووجوه مشرقة وبدالة،
هي دالة البنين التي منحها ايّانا يسوع بحيث نرفع صلاتنا سوية فنقول “اباناالذي في السموات”.
يا للعجب العجاب اننا نحن البشر ندعو الله “ابانا”! هذه حقيقة اكيدة علمنا اياها يسوع.
اننا بالعماد اصبحنا اخوة ليسوع وهيكلا للروح القدس، وبهذه النعمة السامية نستطيع ان ندعو الله “يا ابتا”.
فالروح الذي بيسوع ومع الاب يصبح فينا مصدر ميلاد جديد او خليقة جديدة لها كرامة ابناء الله
ولهذا وباعجاب عظيم يكتب يوحنا في رسالته الاولى: “انظروا اي محبة خصنا بها الاب لندعى ابناء الله واننا نحن كذلك”.
علينا ان ندرك سمو كرامتنا وان نحيا بمستوى ابناء الله بحيث تكون حياتنا مرآة تعكس تلك الحياة التي يريدها الله ابونا فينا.
سنكون اعضاء مقدسة في جسد مقدس هو جسد المسيح السري لاننا تقدسنا به. وعندما نرفع اكفنا بالصلاة سيكون المسيح
الذي يصلي فينا، وعندما نتألم فاننا سنكمل ما ينقص من الآم المسيح في جسده الذي هو الكنيسة،
وعندما نعمل ونقدم خدمة او رسالة فسيكون المسيح فينا ومعنا مكملا حياته البسيطة، وهكذا بامكاننا ان نردد
بكل حق قول رسول الامم: “فما انا احيا، بل المسيح يحيا فيَّ”.
تأمل في محبة قلب يسوع تحمل على محبة الأعداء :
إن شريعة موسى كانت تبيح للأنسان ان يبغض عدوهُ ويقاوم الشر بالشر. ولكن شريعة المسيح هي بخلاف ذلك،
لأنها اكمل بكثير من شريعة موسى. فقد علمنا ربنا يسوع المسيح ان نحب أعدائنا ونحن إلى من يبغضنا
ونصلي لمن يضلمنا ويطردنا لأننا إن أحببنا من يحبنا فلا فضلٌ لنا. لأن هذه المحبة طبيعية في كل انسان.
ولكننا ان احببنا من يبغضنا اي اعدائنا اذ ذاك ترتفع محبتنا الى ما فوق الطبيعة وتكون شبيهة بمحبة
ربنا يسوع نفسه الذي احب اعدائهِ واحسنَ إليهم ولم يميزهم في إحساناتهِ عن احبائه وأصدقائهِ انفسهم.
غسل قدمي يهوذا الأسخريوطي كما غسلَ أقدام رسله الأطهار ، ناولهُ جسدهُ ودمهُ الأقدسين كما ناولهما بقية رسلهِ.
ان بطرس قطع اذن عبد عظيم الكهنة الذي كان الد أعدائهِ. اما هو فلم يرضَ على بطرس فعلهِ واخذَ الأذن
واعادها الى صاحبهِ. وسمعناه على الصليب بعد ان احتملَ من اعدائه وصالبيه انواع التعييرات والأهانات
والعذابات يطلب لهم المغفرة قائلاً: با أبتِ إغفر لهم.
واليوم كذلكَ يرى الرب يسوع اكثر المسيحين يعادونه ويقاومون ارادتهُ ويخالفون وصاياه ومع ذلكَ يدعوهم
الى عبادة قلبهِ الأقدس ويكرر عليهم بلسان الرسل قائلاً لهم: “انتم احبائي” (يو 15 : 14).
ها هو ذا القلب الذي يحبكم غاية الحب. تعالوا إلي فأريحكم. توبوا عن خطاياكم فأغفرها لكم ولا اذكرها الى الأبد.
فمن لا يذهل من هذه المحبة لأناس خطاة وأعداء له؟
لا شك ان هذا المثال مثال ربنا يسوع في محبة اعدائه يفوق ضعفنا، وكثيراً ما نرى المتعبدين انفسهم والورعين
وخائفي الله يحقدون طويلاً على قريبهم إذا اساءَ إليهم ويصعب عليهم ان يسلمو عليهِ، ولكن فضيلة المحبة تقوم
على قهر الأرادة. فمن أحبَ حقاً ربنا يسوع ضحى لهُ للوقت بكل ما تهواهُ الطبيعة الفاسدة حباً لإرادتهِ المقدسة.
قال الرب ذات يوم للقديسة آنجلا دي ولينيو: “أن العلامة الأصح على المحبة المتبادلة بيني وبين خدامي
هي حبهم لكل من يهينهم”.
خبر :
ذات يوم خرج خروف من الحظيرة … ولم يعد … ماذا حدث ؟
امور كثيرة تداخلت دفعته ان يعدو سريعا … سريعا والى ابعد مكان …
عرف الراعي … حزن .. انكسر قلبه… سالت دموع غزيرة من عينيه … كان يحب خروفه …
فقرر ان يخرج ليبحث عنه … ويعود به …
بلغته الاخبار … الخروف الآن على الجانب الآخر من الوادي والطريق الى هناك … وعر … وعر …
والوحوش المفترسة بلا حصر … لم يقدر الراعي ان يقاوم الحاح قلبه … ذهب يفتش عنه غير محتسب للاخطار …
جرحت اشواك الطريق الحادة قدميه وأسالت منها الدماء … لم يتراجع … أصرّ ان يجد خروفه …
قارب ان يصل لمكانه … بيد انه لابد ان يجتاز الآن من حديقة مخيفة ثم يصعد بعدها رابية صمم ساكنوها على ان يقتلوه
لم يعبأ مرّ على جثسماني ثم صعد بعدها الى الجلجثة … ألم … اهوال … دماء … موت … ابشع موت …
ثم قام من القبر ليكمل بحثه عن الخروف !!! اخيرا وجده … فرح جدا جدا به … فكم كان يحبه…
انحنى على الارض وحمله … لم يقدر ان يطلب منه
ان يسير ورائه … لم تعد للخروف قدرة ان يرى او يسير فقد اتلفت الغربة عينيه وأوهنت عضلاته لذا حمله الراعي
رفعه من الطين على يديه القويتين … غسله من القذارة … ووضعه على منكبيه …
لم يمانع الخروف فقد ملّ الارض البعيدة … خنقته همومها واتعبته ملذّاتها … أسره حبّ الراعي له
أسره على نحو خاص آثار الجلجثة الباقيه على جسد الراعي حين عرف انها بسببه … نفذ حب الراعي الى اعماقه ,
عاد الى الحضيرة … خروفا نظيفا … خروفا يبدأ صفحة جديدة … كان ميتا فعاش …
يا صديقي هذه حقا هي قصة لقاء كل انسان تائب مع يسوع … عاش من قبل في الخطية ,
لقاء الخروف الضال مع الراعي المصلوب … ما احلى قلب هذا الراعي … قلبه متسع.
متسع بحب عجيب الى اقصى حد لكل انسان وفي كل وقت … لك انت شخصيا …
تقدمة طلبة قلب يسوع الأقدس:
سعيدٌة أنا أنك دعوتني إليك
وقبلت سيدي دعوتك الثمينة فرحا
أقبلت نحوك مفتوح القلب منشرح الفؤاد
أشبع نفسي من فيض خيرك الذي لا يعرف نهاية
وأنهل من نبع حبك الذي لا ينضب
شبعت نفسي من خيراتك وارتوت روحي من اسرارك المحيية
ها هو قلبي لك, فاملأه من حبك!
إكرام :
لاقيتَ عدوكَ في بيت، فسلم عليه حباً لقلب يسوع الأقدس الذي احبَ أعدائهِ وغفرَ
نافذة:
يا قلب يسوع الأقدس لا تعاملني بموجب إستحقاقي بل بحسب رحمتك.