القديسة فيرونيكا هى سيده كانت تسكن فى أورشليم وذات يوم كانت تقف أمام بيتهـــا والذى يقع فى طريق الجلجثة
وسمعت ضجيجــا لجمهـــور كبيــر يحيط بالجنود الرومان الذين كانوا يقودون السيد المسيح له المجد الى الجلجثة للصلب ،
فقامت مسرعة وتطلعت من فوق رؤس الجمع الغفير ورأت وجه السيد المسيح يتصبب بالعرق والدم المتساقط
من جراحات اكليــل الشوك وهو متعب جدا بحمــل الصليب الثقيـــل
وكانت النساء تبكى وتولولن ويندبن من أجل السيد المسيح شاعرين بالحزن تعاطفا مع السيد المسيح لما هو متحمله
من آلام العذابات واكليل الشوك والدماء التى تسيل من جسده ووجهه ، فأسرعت وأخذت منديل رأسهـــا وهرولت
الى الطريق غير عابسة بالشتائم ولا انتهار الجنود الذين حاولوا ابعادهــا ومسحت وجه السيد المسيح بالمنديل
الذى معهــا ولمـا نشرت المنديــل بين يديهـــا فوجدت انه طبــع لهـــا صورته على المنديل صورة كاملة الشبه
والملامح هى صورة السيد المسيح له كل المجد
وهنا قال لهم السيد المسيح
« يَابَنَاتِ أُورُشَلِيمَ، لاَ تَبْكِينَ عَلَيِّ، بَلِ ابْكِينَ عَلَى أَنْفُسِكُنَّ وَعَلَى أَوْلاَدِكُنَّ! فَهَا إِنَّ أَيَّاماً سَتَأْتِي فِيهَا يَقُولُ النَّاسُ:
طُوبَى لِلْعَوَاقِرِ اللَّوَاتِي مَا حَمَلَتْ بُطُونُهُنَّ وَلاَ أَرْضَعَتْ أَثْدَاؤُهُنَّ! عِنْدَئِذٍ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ: اسْقُطِي عَلَيْنَا، وَلِلتِّلاَلِ: غَطِّينَا!
فَإِنْ كَانُوا قَدْ فَعَلُوا هَذَا بِالْغُصْنِ الأَخْضَرِ، فَمَاذَا يَجْرِي لِلْيَابِسِ؟»
( لوقا 23 : 28 - 31 )
يقول التقليد الغربي أن فيرونيكا ذهبت إلى روما وشَفَت الإمبراطور طيباريوس بقوة المنديل الذي تحمله،
وأنها عند نياحتها تركته للبطريرك القديس إكليمنضس
بحسب التقليد في فرنسا فيرونيكا هي "زوجة زكا" (لو 19: 2-10)، خرجت هذه السيدة مع رجلها زكا العشار
الذي باع كل ما يملك وذهبا ليبشرا بالسيد المسيح حتى بلغا إلى فرنسا. بشّرا بالإنجيل ونشرا المسيحية في منطقة جنوب فرنسا.
وهناك قصص أخرى غير مؤكدة تجعل من فيرونيكا نفسها مرثا أخت لعازر، وابنة المرأة الكنعانية، والمرأة نازفة الدم
في أوائل القرن الخامس عشر تمّ تحديد منزل فيرونيكا كأحد محطات مراحل طريق الصلبوت في أورشليم،
وبعدها تدريجيًا صارت حادثة فيرونيكا -مع غيرها من الحوادث- إحدى المراحل الثابتة في هذا الطريق.
ويُقال أن المنديل مازال موجودًا في كنيسة القديس بطرس في روما، مما يشهد بصحة التقليد.