معنى اسم توما:
توما وله اكثر من 40 اشتقاق. توما( يهوذا توما ديديموس)، بالعربية توما، بالآرامية التوأم وتفسر العجيب.
يلفظ بلغات مختلفة، بالإنكليزية Thomas وللإناث " توماسينا " ، في اللغة الروسية يسمي " فوما " وفي البولندية " تومك "
وفي الصربية والكرواتية " توميسلاف " وللإناث " توميسلافا "، وفي الإسبانية توماس وللإناث " توماسا "
مولد توما:
ولد بالجليل في عائلة فقيرة من أبوين يهوديين، أبوه ديونانوس وأمه رواوس وكان يعمل في النجارة .
حياة توما قبل الدعوى :
لا يذكر لنا الإنجيل شيئا عن دعوة توما لكن ثمة قصة غير مؤكدة تخبرنا أن توما كان عبدا ً لرئيس المجمع الذي أقام يسوع له ابنته ( متى 9 ، 18 - 26 ).
فلما شاهد أن يسوع أقام الفتاة أراد أن يتبعه و طلب من سيده أن يرافق يسوع فلازمه من يومها .
هو واحد من رسل المسيح ألاثني عشر(مت10: 3) وقد ورد ذكره في قائمة أسماء الرسل في الأناجيل (متى – مرقس – لوقا) وفي سفر أعمال الرسل.
تبشير توما :
اتخذ توما من طلب السيد المسيح من تلاميذه في جبل الجليل التصريح بالبشارة من الآية
" اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس ( متى 28 : 19 ) .
بدأ كرازته ألأولى في اليهودية وأورشليم مع الرسل وحضر أول مجمع عقد في أورشليم ليضع قانون الإيمان المسيحي للأمم عام 50م ,
ثم بعد ذلك حمل عصاه وسافر إلى أقطار الأرض يحمل بشارة الإنجيل .
قسم الرسل العالم إلى ميادين تبشيرية فوقعت القرعة على توما ليمضي إلى الهند , ولقد اثبت التقليد الكنسي ذلك ,
لان الكنيسة في جنوب الهند تعرف حتى ألان بالكنيسة التوماوية نسبة إلى مؤسسها توما الرسول .
كان له ثلاث مواقف مع السيد المسيح
الموقف الأول:
حبه الكبير و حميته لأتباع الرب يسوع مهما تكن المجازفة حتى الموت و يظهر ذلك عندما أراد يسوع الصعود إلي بيت عنيا
قرب أورشليم ليقيم لعازار من بين الأموات و أعترضه الرسل بقولهم له" يا معلم، الآن كان اليهود يطلبون أن يرجموك
و تذهب أيضاً إلي هناك؟ فقال توما الذي يقال له التوأم للتلاميذ رفقائه لنذهب نحن أيضاً لكي نموت معه" (يوحنا 11: 8 -16).
الموقف الثاني:
كانت لشكه في فهم كلام السيد المسيح بالعشاء الأخير عندما كان يخبر التلاميذ بالآية "
لا تضطرب قلوبكم......... و تعلمون حيث أنا أذهب و تعلمون الطريق". أجاب توما يا سيد لسنا نعلم أين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق.
بهذا كان له الفضل بالآية التالية. قال له يسوع أنا هو الطريق و الحق و الحياة. ليس أحد يأتي إلي ألآب إلا بي" (يوحنا 14: 1-6).
الموقف الثالث:
كان شاكا بما اخبره التلاميذ عن زيارة السيد المسيح تلاميذه بعد القيامة وهم مجتمعون في العليَّة فشك بحقيقة قيامة المسيح وقال:
(إِنْ لَمْ أُبْصِرْ فِي يَدَيْهِ أَثَرَ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ إِصْبِعِي فِي أَثَرِ الْمَسَامِيرِ، وَأَضَعْ يَدِي فِي جَنْبِهِ، لاَ أُومِنْ) ،
لذلك وبعد ثمانية أيام ظهر يسوع لتلاميذه مرة أخرى وهذه المرة كان توما معهم فقال له:
ثم قال لتوما: هات إصبعك إلى هنا وأبصر يدي، وهات يدك وضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا
أجاب توما وقال له: ربي وإلهي
قال له يسوع: لأنك رأيتني يا توما آمنت طوبى للذين آمنوا ولم يروا
(يوحنا20 : 27–29).
أما آخر ظهور لتوما في إنجيل يوحنا فكان عند التقاء يسوع بمجموعة من تلاميذه عند شاطئ بحيرة طبرية.
تبشير أو وعظ مار توما بإنجيل المسيح في التقليد الكنسي برحلتين
1- بشر في الرها
2- بشر بشمال شرق سورية ودفن فيها
3- بشر في بريثا وبلاد فارس
4 - بشر في الهند و بلغ إلي الصين مدة تزيد على عشرين عاما، تمكن من عماد الكثيرين من الهنود البراهمة.
يكن مسيحيي الهند احتراما كبيرا للقديس توما ويعتبرونه شفيع بلادهم وخاصة الهنود الذين يتبعون الكنيسة السريانية
والذين يسمون أنفسهم بمسيحيي مار توما حيث أنهم يؤمنون بأن كنائسهم أسست من قبل توما الرسول مباشر.
الرحلة الأولى:
يخبرنا التقليد انه استغل عرض هافان رسول الملك غوندافور بالهند الذي جاء إلى تلك البلاد من اجل أن يدعوا بناءون ونجارون إلى الهند
لبناء اكبر قصر في البلاد. وحيث كان توما كان نجارا، فأراد الرحيل ولكنه لا يمتلك المال للرحلة لذا عرض على صاحب السفينة
أن بيعه نفسه مقابل ثمن الرحلة إلى الهند فوافق وبدأت الرحلة اتخذ طريق البحر إلى أن وصل الهند حيث كان الملك هناك
طلب مار توما منه إن يدعه يعمل كما يريد فوافق الملك وأعطاه كمية كبيرة من الذهب لينجز العمل، لكن مار توما اخذ الذهب
ووزعه على الفقراء وكرز ببشرى الخلاص بيسوع المسيح،وبعد زمن طويل أوفد الملك بطلب مار توما ليسأله عن سير العمل
أجابه انه أنجز العمل وبقى السقف الذي يحتاج إلى كمية أخرى من الذهب، فلبى الملك طلبه ولكن مار توما اخذ الذهب ووزعه على الفقراء
واستمر يكرز بالناس، وبعد سنين عندما علم الملك بالأمر زجه بالسجن، وبنفس الليلة يقول التقليد إن أخا الملك مات،
وأخذه الملاك إلى الفردوس واراه قصرا عظيما وعندما أراد ان يدخله قال له الملاك لا يجوز لك لأنه قصر اخوك الذي بناه له توما بماله
الذي وزعه على الفقراء ثم أعاد روح الميت الى جسده فقام واخبر أخيه بما حدث، فأطلق الأخير مار توما واعتمد وأعطاه المزيد
من الذهب وهكذا فعل ثلاث ملوك ولهذا انتشرت المسيحية بالهند والصين وفارس بسرعة.
وتقول احد الروايات إن توما استمر في بشارته في بلاد فارس والهند وبلغ إلى الصين . واشتغل كعبد عند أحد أصدقاء الملك
ويُدْعى ( لوقيوس ) وبعد أيام وجد لوقيوس الرسول توما يُبَشّر من القصر بالإيمان المسيحي فغضب من ذلك وعذبه كثيراً
وربطه بين أربعة أوتاد وسلخ جلده . وإذ رأى أنه شفي سريعاً بقوة إلهه آمن هو نفسه بالسيد المسيح مع أهل بيته ،
فعمّدهم الرسول باسم الثالوث الأقدس ورسم لهم كهنة وبنى كنيسة وأقام عندهم عدة شهور وهو يثبّتهم على الإيمان
ثم توجه من هناك إلى مدينة تُسمّى ( قنطورة ) فوجد فيها شيخاً يبكي بحرارة لأن الملك قتل أولاده الستة ،
فصلّى عليهم فأقامهم الرب بصلاته ، فصعب هذا على كهنة الأصنام وأرادوا رجمه ، فرفع واحد الحجر ليرجمه فيبست يده فرسم القديس
عليها علامة الصليب فعادت صحيحة فآمنوا جميعهم بالرب يسوع . ثم مضى على مدينة بركيناس وغيرها وبشّر فيها
فسمع به الملك فأودعه السجن ، لكنه بدا بتبشير المساجين.
الرحلة الثانية:
بعد اختطافه بالجسد عند موت وانتقال العذراء عاد إلى الهند وبيده زنار العذراء متخذا طريق الحرير الجنوبي من إنطاكيا ثم الأناضول
وكردستان ومابين النهرين مرورا بخراسان وتركستان الذي يؤدي إلى الهند والصين. وفى طريقه إلى الهند مضي إلى بلاد فارس
حتى التقى هناك بملوك المجوس الثلاثة الذين جاءوا إلى المسيح فى ميلاده , ثم علمهم الإيمان وعمدهم بعدما بشر هناك بملكوت السموات ,
وترك المجوس هناك ليكملوا الكرازة لأولئك البرابرة
استشهاد مار توما:
يخبرنا التقليد أن كهنة الأوثان هم الذي قتلوه لأنه استطاع أن يهدي الكثير من الناس والأمراء والأميرات إلى المسيحية.
قتلوه بأمر من الملك مسداوس إنتقاماً منه لأنه كان قد هدى زوجته تاويتانا إلي الإيمان المسيحي و عمدها هي و أولادها.
وذلك بطعنة في جنبه بالرماح في مدينة مليابور بجبل مار توما على الساحل الشرقي من الهند نهاية القرن الأول الميلادي
وكان عمره زهاء 90 عاماً . ولهذا يصور توما الرسول وهو يحمل رمحا .
تعيد له الكنيسة في 3 تموز
صلواته لرحمتنا
آمين