علم الدولة : الجنس : المشاركات : 2093 الإقامة : ! العـمل : ! المزاج : ! السٌّمعَة : 86 التسجيل : 13/11/2010
موضوع: العتابا والميجنا : الإثنين أبريل 16, 2018 8:42 am
. .
العتابا والميجنا : __________
العتابا:
وهي مشتقة من كلمة العتب، نسمعها في أغاني الحب المعبرة عن الفارق المؤلم بين المشاعر التي يكنّها المحبّ لحبيبه، والواقع الذي يجري عكس ما تشتهي السفن. فنراه تارة يعاتب الحبيب الذي نسي حبّه القديم، وطورا يعاتب القدر الذي يفرّق بين العشّاق. ونظرا لارتباطها بالحب (سواء حب الوطن او الحبيب، او الرسل)، والعذاب، والفرح، واليأس، والسهر، والشوق، والصدّ، واللهفة، دخلت العتابا أعراسنا، وسهراتنا لترافق شرب الكأس، وقطاف الزيتون…
لم يعرف مصدر هذا النوع من الغناء، هل هو عربيّ ام سريانيّ لان الزجل اللبناني، والعتابا جزء منه تأثّر في نشأته بالالحان والصلوات السريانية. بالرغم من الاعتقاد بأنه نوع من الشعر العامّي اخترعه أهل البادية، الا أنه قريب جدا من "الميمر" الذي اخترعه السريان، وذلك من حيث عدد الابيات والاشطر، وعدد الوحدات الصوتية، والجناس في الاشطر الثلاثة الاولى، الخ. والفرق بينهما ان الميمر ينتهي براء ساكنة، في حين بيت العتابا ينتهي بباء ساكنة او بألف.
أما الرأي الارجح الذي يتمسّك به معظم الموسيقيين والمؤلفين كمنصور الرحباني، وجورج جرداق، ومارون كرم، فهو ان العتابا عراقيّة المنشأ. فالعراق عرف شعرا قريبا جدا من العتابا يعرف بال"أبوذيّة" ويختلف عن العتابا بأنالشطر الرابع منه بنتهي ب"يّة" وليس بباء ساكنة او ألف. وهكذا تكون العتابا قد انتقلت الى العرب البدو من العراقيين، حتى وصلت الى لبنان.
تبدأ العتابا عادة بكلمة "أوف" تعبيرا عن الضجر او الوجع كمن يقول "أفّ" او "آخ" وبعدها البيوت الشعريّة مثل:
جبل لبنان عم بدقّ عودو على الاوطان يا غيّاب عودوا
وأرز الرب ما بيخضرّ عودو حتى تلتقي بظلّوا الحباب
عادة ما تلي هذه الابيات الميجنا. اما اللبنانيون فيفضّلون ان تسبق الميجنا العتابا.
وتروي الحكاية الشعبية عن العتابا ان فلاحا مقيم في جبل الاكراد كان متزوجا من امرأة جميلة تدعى عتابا أحبّها اقطاعي المنطقة فأخذهها من زوجهاالذي هجر المكان بعد ان فشل في استردادها، وراح ينتقل من مكان الى آخر حتى وصل الى عكار، شمالي لبنان. ولشّدة ألمه أخذ يغنّي لها: عتابا بين برمي وبين لفتي عتابا ليش لغيري ولفتي
انا ما روح للقاضي ولا افتي عتابا بالثلاث مطلقّا
الميجنا
تماما كالعتابا، يعتقد ان الميجنا متحدّرة من الأبوذيّة، وهي مرتبطة بالعتابا بما فيها من ملامة وتظلّم: " يا ميجنا يا ميجنا يا ميجنا امّك لعينة وجابتك ألعن منا"
وفي لبنان نقول "عتابا وميجنا" وذلك لأنهما توأم، فلا تذكر واحدة الا وتذكر الاخرى. فمثلا، تذكر العتابا في مطلع الميجنا او ما يسمّى بالكسرة: " حلوة العتابا بوجود حبابنا" او " غنّوا عتابا تا نسلّي بعضنا".
اما بالنسبة لمعنى كلمة ميجنا، فكثرت الآراء. يقول الكاتب اللبناني مارون عبّود ان أصل الكلمة" يا ما جانا" أي ما أكثر ما أصابنا في حين يرجع أنيس فريحة الميجنا الى أصل سرياني منحدر من "نجن" اي اللحن والغناء، ويذهب البض الى انها مشتقة من لفظة " الميجنة" بالفصحة وهي المدقّة التي يستخدمها مبيّض الثياب.
والقصة الشعبية تقول ان لأمير عربي ابنتان: عتابا و ميجنا. أحبّت عتابا شابا مات قبل ان تتزوّجه فأمضت حياتها تبكيه عاتبة على الدهر الذي تسبّب لها بالاسى. في محاولة للترفيه عن اختها، نظمت لها ميجنا بيوتا شعرية تنتهي بال"نا" التي توحي بالفرح بدلا من الباء الحزينة، الجامدة.
والميجنا التي تأتي قبل أو بعد العتابا تسمّى "الكسرة". من هنا يقال: " غنّوا العتابا واكسرولا الميجنا"، و كسّر بالعامية تعني عزّى وهوّن.
منقول
tagTag PhotopinAdd LocationpencilEdit
Lydia Goubran
الجنس : المشاركات : 13 العـمر : 32 الإقامة : فلسطين العـمل : مربية المزاج : جيد السٌّمعَة : 0 التسجيل : 17/03/2018
موضوع: رد: العتابا والميجنا : الأربعاء أبريل 18, 2018 8:52 am
معظم الذين سئلوا عن العتابا من موسيقيين ومغنيين ومؤلفين أكدوا أن "العتابا" فلسطينية المنشأ وهي معروفة في بلاد الشام وفي العراق .
يا ميجنا ويا ميجنا ويا ميجنَا
قالوا الشعب قد على مجدُه علا ومن بعدِ هذا اليُومِ بزوِّد عُلا ولولا بعزِّ عليِّ وعَ هلفِرْقة وعلى هالنّاس ما غنِّيت شطرة ميجنا .............. آووووووف دموع العين عن صحابي بداري سببها شوقي لأرضـي وداري لليش الصمت يا عرب..انداري ع لله تعود صحوة هالشبــاب
موضوع: رد: العتابا والميجنا : الخميس أبريل 19, 2018 9:27 am
يروى أن شخصا إسمه محمد العابد من قرية البعنة قضاء عكا، كان يحب فتاة من قريته، إسمها عتابا، ويقال سمي هذا النوع من الشعر الغنائي بالعتابا على إسمها؛ وكانت عتابا تقول الشعر كذلك، وكان حبهما عذريا، وذات يوم ذهبت عتابا مع بنات القريه إلى صائغ فأخرها الصائغ عن باقي الفتيات لنية سوء فذهبت عنها بنات القريه بقييت إلا هي فذهب محمد العايد لبلدة الصائغ ليتفقدها وعندما علم بنية الصائغ هم لقتله فمنعته عتابا لكي لا تفضح فرجع بها للقريه وكانا قد اتفقا على أن يرمي لها قميصه من فوق سور البيت في الليل وذلك لتغسله في اليوم التالي على العين؛ أخذت قميصه مع غسيل أسرتها إلى العين في اليوم التالي، ولم يكن هناك أحد؛ خلعت ثيابها وقبلت قميص محمد العابد، ثم لبسته؛ وفي تلك اللحظة سمعت صوتا يقول ـ بدالي من جمالك ما بدالي ـــ يا عود الحور خيم علآلي مسعد يا قميصي يا لكنت بدالي ـــ على جسم نظيف وشعر ماب فعلمت أنه محمد العايد جميله يا محمد العابد جميله ـــ علبس الثوب بتحملنا جميله محرمه داركو ان عدنا نجيلا ـــ حتى يشيب النسر ويبيض الغراب فخجل محمد العابد وندم ، وعاد نادما حاول بعد ذلك التقرب منها ومصالحتها لكن عبثا؛ كادت تنقضي سنة كاملة دون أن يحظى منها ولو بنظرة، فاضطر إلى أن يفضي بسره لأحد أصدقائه، فشار عليه ذلك الصديق بأن يتظاهر بالمرض، ففعل، فزاره كل الناس باستثناء عتابا، فمرض حقا، وطال مرضه ولم تزره عتابا؛ فشار عليه صديقه أن يتظاهر بالموت ويترك وصية ألا يغسله إلا صديقه هذا وليترك الباقي على هذا الصديق؛ ففعل، وغسله صديقه، وكفنه، ووضعه على التابوت الذي كان عبارة عن سلم خشبي عادي يوضع عليه الميت ويغطى، ويحمله أربعة من أقاربه أو أولاده؛ سارت الجنازة في حارات القرية نحو المقبرة، وعندما اقتربت من بيت عتابا صاح صديق محمد العابد بأعلى صوته ـ الفاتحة على روح محمد العابد ـ، سمعت عتابا ذلك فطار صوابها، واندفعت نحو الجنازة وهي تنشد هذه الأبيات ـ مضيت العمر أتحاور أنا وياك ـــ ما حدا يدري بمحبتنا أنا وياك أنا تمنيت هلموته أنا وياك ـــ بقلب حفرة ونشبك العشرة سوا يمن كنتو أيادي الخصم لاوين ـــ حبكو بالقلب فاتح لواوين بالله يا حاملين النعش لا وين ـــ حطو النعش تنودع هلحباب فقال صديق محمد العابد ـ يا ناس حرام عليكو، حطوا النعش خلي عتابا تودعه ـ، فوضعوا النعش على الأرض، وأبعد صديقه الناس عنه كيلا تخجل عتابا وهي تودعه، وكشف لها عن وجهه، فقبلته والدموع تنهمر من عينيها قائلة ـ سامحني يا محمد، سامحني ـ، فهب محمد العابد من نعشه وطوقها بذراعيه وقبلها، فصاح صديقه ـ الله أكبر، الميت طاب ـ فكرر أهل القرية نفس الكلام وهم مصدقون لما شاهدوا؛ وعندئذ قرر أهل محمد العابد وأهل عتابا تزويجهما، وعادت الجنازة بزفة فرح وعرس. والعتابا عادة شعر غزلي رقيق فيه عتاب وتأوّه لفراق الأحبة..