ثق بالرب إلهك! واترك وراءك تلك المخاوف وتجرأ بشجاعة على مكافحة تلك المشاعر التي لا تسمح لك بالتقدم
اليوم وأكثر من أي وقت مضى، ينبغي علينا نحن المسيحيون أن نقتنع بأنه ليس بإمكاننا أن نكون جبناء أو مذعورين.
يجب أن نحارب حتى نلفظ نفسنا الأخير. ويجب أن نكون أشخاصاً قادرين على مواجهة التجربة والتغلب عليها.
لهذا السبب، حبا الله كل واحد منا مواهب وقدرات خاصة.
يتمتع كل واحد منا بالقوة والقدرة الممنوحتين من الله للتغلب على كل الصعاب. ويتوجب علينا أن نجتهد لتذليل المشكلة
والوضع اللذين يسببان لنا الأذى. فكّر في أن كثيرين نجحوا في المضي قدماً، وبالتالي أنت أيضاً قادر على النجاح!
يكفي أن تؤمن في ما يقدر الله أن يفعله في حياتك. تولَّ زمام الأمور في حياتك في هذا الوقت، واغتنم الفرص التي أعطاك
إياها الله. تمسّك بحبّه!
كرّر الآن في هذه اللحظة:
يا رب، كُن نوراً في ذهني، وسلاماً في قلبي، وحكمة في قراراتي، وحباً في علاقاتي. أحتاج إليك أنت وحدك القادر
على تسكين أوجاعي. فيك فقط أضع رجائي، وفيك فقط سأتمكن من إيجاد مكان أحتمي فيه ولن أترك مجالاً للخوف
ولمختلف أشكال الشر.
كثيرة هي المخاوف التي تتملكني يومياً. لذلك، أعترف اليوم أمامك أنني مليء بالبؤس، وألتجئ إليك كصديقي وأخي لكي تملأني بفرحك،
وتجدد قوة الرجاء التي ترتفع من الأرض إلى جميع الذين يبحثون عن المساعدة واثقين بك.
يا ربي، أنت تعرف أن كل الفراغات في كياني تُملأ فقط من نعمتك وحضورك. وإن مخاوفي وهمومي وآلامي وحيرتي تجد لها الحلول
والشفاء فقط فيك. إنني أعلم أنني بمعونتك سأتمكن من تخطي كل تلك المخاوف التي لا تسمح لي بالتقدم. حرّكني بروحك القدوس.
أنت الذي ترافقني وتعطيني الشجاعة لمواجهة تلك الظروف التي تسبب الارتجاف في ركبتيّ. سأظل مخلصاً لك
لأنني متأكد أنك لن تردّني خائباً. خذ حياتي يا ربي، خذ عقلي وقلبي واجعلني تلميذاً أميناً لمحبتك.
أنت الذي تعطيني الثقة برجاء هادئ ومليء بالفرح عندما تقول في عدة مناسبات في إنجيلك "لا تخافوا".
من يؤمن بك، لن يخيب أمله أبداً، ولن يشعر بأي خوف يزعزع إيمانه.
أريد السماح بأن تقترب مني على الدوام فأعيش في شركة معك طوال حياتي، وبألا تفرّقني زلاتي أبداً عن حبك لأنني دوماً
أسعى إلى نيل المغفرة منك. كل خوف موجود في داخلي يتلاشى عندما أقبلك ويقول فمي بثقة: "إنني أؤمن بك يا ربي".
المس قلبي واشفه وحرره من الخوف ومن الظروف المعاكِسة التي تبعث فيه القلق. أنت قوّتي وأنا واثق أن محبتك ورحمتك
لا تبتعدان عن روحي.
إنني أثق بوعدك المخلص، أثق بكلمتك التي تعزيني. وأرغب في أن تقول لي أيضاً كلمات الرجاء التي قلتها ليشوع:
"لا ترهب ولا ترتعب لأني أنا الرب إلهك معك حيثما توجّهت" (1، 9).
انفخ يا ربي، انفخ بقوة، انفخ عليّ البركات التي تحمل معها روحك القدوس لكي يساعدني على الإيمان وتقديم شهادة حقيقية
عن حبّك للعالم، من دون أي خوف. حرّكني يا يسوع بروحك القدوس فيرافقني على الدوام في كل تحدياتي وفي لحظات الحزن
والضعف التي أشعر أحياناً بأنها تجعلني أسقط على الأرض فأصبح عاجزاً عن متابعة النضال الرامي إلى أن أكون أفضل
يوماً بعد يوم.
امنحني القوة وقدرتك لكي أتغلب على المخاوف وأتحرر من القلق. أرشد قلبي وعقلي من خلال الروح القدس،
ذاك الحضور القوي الموجود في أقانيمك الإلهية الثلاثة الذي ينير حياتنا ويجعلنا أشخاصاً ثابتين وشجعاناً في الإيمان.
أحبك يا يسوع وأثق بأنك في هذه اللحظات تحطم تلك السلاسل التي تجعلني متعلقاً باليأس، وعلى الرغم من أنني أسير
على طرقات مظلمة، لن أتردد ولن أخاف لأن قوّتك وقدرتك معي، وهما تلهمانني الثقة. آمين
ثق بالرب إلهك!
واترك وراءك تلك المخاوف وتجرأ بشجاعة على مكافحة تلك المشاعر التي ترغب في طرحك أرضاً وجعلك تشعر أنك لا تساوي شيئاً.
لا تستسلم! أنت أحد أبناء الله! وكل الجهود التي تبذلها باسم يسوع القدير ستُثمر بين وهلة وأخرى. إلهك قدير وعظيم ومملوء محبة.
وهو قادر على جعل المستحيل ممكناً. إسأل الله في هذه اللحظة أن يعمل في حياتك وفي عائلتك. إسأله أن يحوّل محنك
وصعوباتك إلى أفراح وفرص.
الصلاة التي يجب أن تكررها اليوم هي التالية: "يا رب، حين تكاثرت فيّ الهموم، أنعشت نفسي تعزيتك" (مز 94، 19).
إنني قادر على التغلب على جميع المخاوف والكروب على الدرب، لأنني أسير معك، وأتواجد معك وأعيش معك. آمين".
ليباركك الرب ويحرّرك من المخاوف والكروب.
آمين