Amer-H صديق فيروزي متميز جدا
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
| موضوع: رثاء زوجة - عبد المعين ملوحي الإثنين أبريل 14, 2014 10:36 pm | |
| الشاعر الحمصي عبد المعين ملوحي واحد من كبار الأدباء في سورية كتب قصيدته الشهيرة (رثاء زوجة) في مطلع الخمسينيات تأثرا بموت زوجته الشابة بهيرة وتيتم طفلته خزامى وقد أثارت ضجة في ذلك الوقت
رثاء زوجة ( بهيرة ) للشاعر عبد المعين الملوحي
فـرغ الإلـه وجنــده مـن قـتـل زوجـتي الـصـغيرة وتجمعوا يتضاحكون وقد ترامت في حفيرة هـذا يقـول :تركتهـا في الـقبر هامـدة وحيدة ويقـول أخر : قـد لمست الـترب أبعـث فيه دودا ويـقـول ثالـثهم : ومـاذا تبـتـغـي الـديـدان مـنهــا أنا قد أذبت عظامها وسلخت حتى الجلد عنها وأجاب رابعهم وكان اليوم نشوان انتصار ما أطيب الألحان ترسلها عروس في احتضار ويقول خامسهم : وحــزّ الـمـأتم الــدامي فـؤاده هذي السعادة ليس ترضيني سوى هذي السعادة ويقول سادسهم : وما أحلى أغـاريـد اليتـامى مـا لـذنـي إلا سـمـاع عـويـــل طـفـلـتـهـا خـزامى وأحب منـظر زوجهـا تنساب أدمـعـه الغزيرة إذ راح يلــثمــهـا وصــاح مــع السـلامة يابهيرة *** ** ** *** سجد الملائكة خشّعا والله يرمقهم بعــيدا لو شاء صّيرهم دمى أو شاء صيرهم قرودا ورآهم إبليس عن كثب فأتبعهم بنظــرة وعلى ذرى شفتيه ماتت بــسمة صفراء مـرة *** ** ** *** كم ثائر للكبرياء بكت عليه الكبرياء النقـــــــمة الحـــــــمراء تحرقه وتلـــعنه الســــــمــاء ورمى الإله إلى ســــــواد الأرض نظرته الرهيبة فإذا حبيب ســـــــاهر يرعى مريضــته الحبيـــــبة نادته والأوجاع تعصـــــــرها حنــانــك يا حبــــيبي نادته تحســــب في اســـــمه الميمون أدوية الطبيب ســـــــمـــع الإله فغاضــــه في نوبـــــة الحمى نداها نقـم الحليم وقال قد كفرت فأغضبت الإله ما بالها تــدع الكريـــم وما لها تــدعو فتــاهــا هــيا انزعوهــا من يــديــه أو انــزعــــوه من يــديهــا أنا لا أطيــــق معــاني الإخـلاص تمــــلئ مقــلتيهـــا *** ** ** *** سجد الملائكة ثم راحوا يركــبون الليل خيلا يا رب جــــرم ظنه الإصبــاح بعد الفــجر ليـلا أبهــــــــــــــيرتي هذا إله الغاب في الزمن القديم لا يرتضي لقبا ســـوى الرحمن أو لقب الرحيم أبهـــــــــــــيرتي خرف الإله ومات من زمن بعيد فعلام تعبده البهــائم بالركوع وبالـــســــــجود
*** ** ** *** لو ذاق ربـــك لوعة الســـــــــــرطان في نـوبــاتــه لو ذاق حــــرقته وقــد أعــيــّا عــلاج أســـــــــاته لو كان مســـــــــــلولا يمج دماءه عند الســـــعال ويـــرى على منديله رئتيه تنثر كالرمــــــــــال لو كان مسلولا يرى الأفعى تسير ولا يســـــير لو كان مجنونا يهيــم فلا يجـــــــــــار ولا يجــير لو ذاق أحلام الشـــــــــــــباب وذاق آمــال الصبــايا لو ذاق مصرعها الوجيع يموج في صدر الضحايا لو ذاق ربــك لــذة الدنــيـا وأفـــــــــــــراح الحــيــاة لو ذاق طعم القبلة الأولى على شــــــــــــــفتي فتاة لو كان ربك والدا يحنـــــو على الطفل الرضيع لو كان يبصــــر حمرة الخدين في الوجه البديع لو كان ربك يقرأ الأنوار في ســـفر الصباح لو كان ينشق طيب أنفاس البنفسـج والأقاحي لو كان يشعر بالوجود بكل أشكال الوجود في الشمــس في الأنغام في ترنيمة النهر البعيد لو ذاق هذا . لم يكن يرضى بقتل الكون ظلما لكنـــــــــه ما ذاقه ….. لكنه ما كان يوما *** ** ** *** أبهـــــــــــيرتي لا تزعمي أن قد عرفت الحق بعدي أنا صــــــــنته وبذلت في تعــلــيمه للنــــاس جهدي أبهـــــــــــيرتي ما الحق تحت الأرض أو بعد الممات الحق فوق الأرض في الإنســـان في هذي الحياة ما في القبور سوى التراب . سوى الظلام. سوى الصخور والبعث بعد الموت كـــــــان ولا يزال من الغرور لا ترتجي فرح النعيـــــــــم وتختشي هول الجحيم هذا وذاك أصبحا ذكــــــرى من الماضي الأليم لا تطلـــــبي إيمـــــان قــلــبي إنــــه ولى وراح قتلته كارثتي وكان مكابدا أمــس الجراح لا تزعـمي أن المــمــات ســـــــــبيل عــدل الله فــيـنــا لن أرتضـــــــــــــي غــير الحـيـاة وغـير ديـن العقـل دينا *** ** ** *** أبهـــــــــــــــــــــــيرتي العدل أن نبني الوجود كما نشاء كم يائــــــــــس نادى الســماء فهل أجابته الســماء إن كنت أخطأت الصـواب ــ وما أظـن ــ فــأخـبريني ماذا لقيت لدى الــــتراب ؟ وما حـقـيقــة كل دين ؟ قد كنت صادقة الحديث صريحة بين الصحاب ولقد ســــألــتـك فــاصدقيني يا بهــــــــيرة في الجواب ما لي أراك ســـــــــكّت عن رد الجواب ولم تجيب قد كان معنى الصمت أمس نعم ــ فهمتك يا حبيبي الصــمت أبلغ منـــــــطــق يهدي النـفـوس إلى الـحقيقة هل ضجة الأمواج تســــــــمع أنفــــسا ماتت غريقة لو كان بعد المـــــوت بعث للجـــــسوم و للنـفـوس لو كان مزقت الحياة على ضريحك يا عروسي لكنني أحــيــا على طلل الـــهــوى والذكريات وأعيش أعصر خمرة الأوهام من ســــم الممات وأعيش كي تجد ابنتي كالـنــاس في أبا وأما نامي إذا يا أم ابنتي واســــــــــــــتغرقي في القبر نوما *** ** ** *** أبهــــــــــــــــــــــيرتي لا لست لي بل أنت خائنة أثيمة حملتني عبء الــــــهـــوى وتركــت طفلتنا يتيمة ما الداء ؟ لو لم ترتمي للـــــــــــــداء خاضــــعــة إليه لم لم تهبي حين حل الــــــــــــــــــداء واثبـــــــــة عليه ؟ ما الموت ؟ ليس الموت عذرا للخيانة في الخؤون لم لم تثوري للحياة وتقطـــــعي كــــــف الــمـنـون سنة قضيت على فراشـــــــــك ساهرا برا شفيقا حين ارتميت ولــــم تر أمــــــا ولم تجـــد شـــــقيقا أســــــقيك من قلبي دما ، وجعلت دمعك لي شرابا وأرى عذابي في رعايتك الســــــعادة لا العذابا كانوا وكنت مريضة يتنافسون على ودادي واليوم باعوا ثوب عرسك يا بهــــــــــــيرة في المزاد كانوا وكنت مريضة يرجونني بهوى خزامى واليوم أضحت ابنتي نـهــــــــبا كأموال الــيـتـامى ســــــنة قضيت أريق وجهي للــصـــديق والمرابي وأموت من جــــــوع لأدفع عنك أهـــــــوال المصاب كم قلت صبرا فسوف تعيش في الدنيا سعيدا *** ** ** *** لهفي على تلك الليالي الواثبــــــات على الســــــرير ما بين تمتمة الشـــــــــــــفاه وبين عربدة الصـــــــدور لهفي على ثلج الجبال يذوب في لهب الصحارى لهفي على الوعي الذكي يمجّه هزل السكارى لهفي على العشـــــــرين يحفر قبرها زوج جريح فتانة كالفجر لو يســــــــــــــطيع قبلها الضريح يا أم أحلامي تعالي نبــــــــــــــــك أحلامــي القتيلة كم بت أسقيها فمات الزهر وانمحت الخميلة قد كنت أرجو في هواك الأمن من نوب الزمان فغدوت أنت مصيبتي الكــــــــبرى وقاتلة الأماني قد كنت أرجو أن أرى في صدرك الفواح واحة آوي إليه من الزمــــــــان وأتقي منــــه جـــــــــــراحه فغدوت والســـــــــرطان ينهشه فلا أســــــطيع مسّه يمتص نضرته وينمي فيه رغم الموت حــــســـــــه الدمع والزفرات قد جربت حـــــــــــرقتها جـميعا في مقلتيك وقلبك الواهي بنت وكرا منيــــــــعا يا صــرخة الســـــرطان تســـــمعها الجبال ولا تميد لو أنها دهــــــت الحديد لذاب كالشـــــمع الحديد كم غفوت على يد المورفين بين يدي ســـــــاعة وأراك نائمة فأخنق في فمي صوت المجـــــــــاعــة قد حال عرش الحب منذ الليلة العذراء نعشـــــــا واليوم قد أكل التراب عليه نعشا ثم عرشـــــا *** ** ** *** أبهــــــــــيرتي ذات الشعور الحمر قد طلع الصبـاح والديك صاح فكيف لم يوقظك يا بهـــــر الصباح ما بال عينك لا تفيق عروســــــــــة ترعى الحـبيبا ما بال ثغرك لا يرن بقبلة تــــــــــــــــرعى الــقــلــوبــا قومي بنا نرتع فقد طال رقادك في الســــــــــــرير قولي ألا يؤذيك لمــــــــس الترب لا مـــــــسّ الحرير ما زلت ألثم ثغرك الوضاء في الرسم الصغير قبل الأماسي والكرى لم تنسني قبل البكور قولي ، أما يفتر ثغرك في ظلام القبر فجــــــــــــــرا فتنير بســـــمته الضـــــريح وتملأ الديدان ذعـــــــرا همّ أريد له الــبقــاء ولا بقــاء لــكي أعيـشه انعيه في قلبي فيصبح في مهب الريح ريشـــــــــة لكنها الأحــــزان تـثـقــلــــه فيهوى للحـضيــض ألوان حمى ساخـــــــــــــــرات بالطبيب وبالمريض أحبيبتي لا تطلــــــبي مــــني الــــــوفـاء ولا الأمانة أصبحت شيئا ليس يدري ما الوفاء ولا الخيانة الروض والأطيار والأنهار قد علـمـت هـوانـا ومضت كما كانت تفيض من الحنان على سوانا والشمس ما زالت تغيب كما تغيب وتشرق والغصن يزهو حيث يلثمه الـــــربيع ويورق والغرفة الزرقاء في أفياء ( إهدن ) لا تبـــالي ساءلتها عنا وعن أســــــرار هاتيك الليــــــــالي فوجدتها خرساء مدت في غباء ساعديها كالمومس العمياء من تسمع تخله رنا إليها مرآتها لمعت تريد لوجــهـهـا وجهــــا جديدا وسريرها متوثب مترقب عرســــا سعيدا فتركتها أسعى وحيدا نحو أرزتنا الوحيدة فوجدتها لم ترع مفجوعا ولم تندب فـقـــــيدة أغصانها امتدت بغيض لتطردني و حزني وحفيفها غضبان يصرخ يا شقي إليك عني لولا السعادة لم أعش دهرا يحاربه الزمان أنا للهناء خلقت لم أخلق ليقتلني الهـــــــــوان فمضيت لا حجر ولا شجر ولا بشر أراه وشربت وحدي لوعتي و دفنت في قلبي أساه مشت الحياة على الممات فلا يلمها من يمـــــــوت للميت قبر بارد الجنبات يرهبه الســكوت وهناك قام على الصخور الصم زوجك كالصخور أقوى من الدنيا وأسمى من تصاريف الدهـــور جبل من الفولاذ تلطمه البحار ولا تمـــــــــــــل لا الطود منهوك ولا الأمواج من عبث تكل *** ** ** *** أحبيبتي لا البوم ناح ولا هزار الروض غنــــــى ماتت تعابير الوجود فما لها في النفـــــــــــــــس معنى قالوا العزاء فقلت قد مات العــــــــــــــــزاء مع الحبيبة ستعيش نفسي بعد أخت النفس شاردة غـــــــريبة قد كنت أرجو أن نعيش معا ونمضي في الطريق لكن طلبت الراحة الكبرى فسرت بلا رفيق *** ** ** *** أبهيـــــــــــــرتي قالوا لنا ما هكذا عرف الرثاء قولي لهــــــــــم بل أنها نار بها أحترق البكــــاء صـــــور ملونة تداعب طيفها أعماق نفــــــــــسي من ثـــــــــورة وتمـــــرد طاغ ومن ضعف ويأس
_________________ | |
|