قال رئيس الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم المسؤولة عن ترشيحات جائزة نوبل إنه لا يجب تغيير نظام اختيار الفائزين بالجائزة
العالمية رغم الضغوط نحو إجراء إصلاح على ذلك النظام.
وقال سير بول نيرس إنه لابد من الاستمرار في منح الجائزة لأفراد يجري انتقاؤهم، وليس لفرق أو منظمات.
وتتزامن هذه التصريحات مع ما تردد عن استحقاق المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية "سيرن" لجائزة نوبل في الفيزياء لهذا العام.
وكان آلاف الباحثين في مجال "مصادم الهدرونات الكبير"، وهي تقنية فيزيائية لتسريع حركة الجسيمات،
قد شاركوا في اكتشاف جسيم هيغز عام 2012.
وقال سير نيرس لبي بي سي: "عادة ما تشترك فرق كبيرة في الأبحاث، لكن تكريم الأفراد له تأثير مختلف. وأخشى أن يقلل
تكريم الفرق والمجموعات من ذلك التأثير."
وكان العالمان البريطاني، بيتر هيغز، والبلجيكي، فرانسوا إنغلرت، قد تسلما جائزتيهما في الفيزياء من ملك السويد في احتفالية كبرى
لكن أربعة علماء آخرين كانوا قد شاركوا بشكل كبير في التوصل لنظرية تثبت أن جسيمات البناء الأولية للكون لها كتلة،
وعرفت النظرية باسم آلية هيغز.
"نجم لامع" :ففي إبريل/نيسان 2013 قال كارل هاغين، أحد هؤلاء العلماء، لبي بي سي إنه وعند إعلان الاكتشاف في مختبر سيرن،
عومل هيغز وكأنه "نجم لامع بينما لم يُكرم أحد أيا منا".
وقبل إعلان أسماء الفائزين بجائزة نوبل، علق هاغين قائلا إنه لا يهتم إن لم يفز بالجائزة. لكنه أضاف:
"إلا أن منحها لجزء من الفريق سيطمس مشاركتنا الهامة نحو هذا الاكتشاف."
ويرى البعض أنه ينبغي تغيير قواعد منح جوائز نوبل، رغم أن ثوابت مؤسسة نوبل تنص على عدم منح الجائزة لأكثر من ثلاثة أفراد.
ولم يتم منح أي جائزة علمية لإحدى المنظمات، فيما يرى البعض أنه يجب إعادة النظر في ذلك أيضاً، حيث ساهم آلاف العلماء
من وحدة مصادم الهدرون الكبير بمختبر سيرن في اكتشاف جسيم هيغز، وهو ما مهد الطريق لمنح بيتر هيغز وفرانسوا إنغلرت
جائزة نوبل في الفيزياء.
ويرى آش جوغاليكار، مدون العلوم الأمريكي، أنه كان يجب على لجنة نوبل تكريم مختبر سيرن.
وقال جوغاليكار، لبي بي سي: "أعتقد أنه آن لمؤسسة نوبل أن تحدث تغييرا في نظامها. فعندما أسس ألفريد نوبل للجائزة
منذ 113 عام، كان البحث العلمي يتم بطريقة مختلفة. حيث كان فردياً، بتكلفة صغيرة جداً ويلقى دعما دوليا ضئيلا."
وتابع قائلا: "إلا أن الوضع تغير تماماً. فكل الأبحاث الكبيرة والهامة تجرى بمجهود جماعي ومن خلال فرق متخصصة
في شتى الفروع."
ويتفق سير نيرس، وهو أحد الحاصلين على هذه الجائزة، مع وجهة نظر جوغاليكار.
إلا أنه قال "عندما يقف شخص على المنصة ويصافح ملك السويد وسط الأضواء والكاميرات، سيكون من الصعب حينها تكريم
مختبر سيرن، وستذهب الشهرة للأفراد المتواجدين حتى وإن كان الفريق به 20 شخص."
تقدير الإبداع :لكن البروفيسور سير جون والكر، الحاصل على جائزة نوبل عام 1997، يرى أن الإبداع الفردي هو ما يلهم الآخرين ويدفعهم
للاكتشافات العلمية.وأضاف والكر قائلا: "كنت محاطاً بالحاصلين على نوبل في كامبريدج. أحدهم، وهو فريدريك سانغر،
كان له أثر كبير في عملي.
ناقشت معه أفكاري وشجعني على تنفيذها، وهو ما أدى إلى تغيير حياتي على مدار 35 عاماً من ذلك اللقاء."
يُذكر أن جامعة كيمبريدج تضم أكبر تجمع للحاصلين على نوبل في بريطانيا، حيث إن هناك أكثر من 50 فائزاً من الجامعة
بالجائزة في فروع العلوم الثلاثة التي تضمها لذا، فإن الكثير من الشركات العاملة في التكنولوجيا تعمل على تأسيس مقراتها هناك.