هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأرسل مقالالتسجيلدخول
 

 أهل الكهف

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
المهندس جورج فارس رباحية




علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 116
العـمر : 82
الإقامة : حمص
العـمل : مهندس زراعي متقاعد
المزاج : هادئ
السٌّمعَة : 1
التسجيل : 08/07/2011

أهل الكهف Empty
مُساهمةموضوع: أهل الكهف   أهل الكهف Emptyالسبت أكتوبر 26, 2013 9:49 am

أهَــــــلْ الكَــــهْفْ
المهندس جورج فارس رباحية
إن قصة الفتية السبعة أو أهل الكهف أو أصحاب الكهف لها شهرة ذائعة الصيت في الآداب الشرقية والغربية وموجودة في عدة ثقافات وقال العالم الكبير جون كوخ :
إن هذه القصة تعرفها عدة شعوب ويقصّها الألمان والإنكليز واليوغسلاف والهنود واليهود وأهل الصين والعرب
وإن السريان ترجموها من أرسطو الذي نسبها إلى مدينة ساردس وحوّلوها إلى مسيحية ونسبوها لمدينة أفسس .
لا يستطيع أحد أن يجزم بصحة قصة أهل الكهف بالرغم من إنها جاءت في مخطوطات أثرية مسيحية في الكنيسة اليونانية والسورية الأنطاكية والقبطية
كما ذكرها القرآن الكريم في منتصف القرن السابع الميلادي ( 653 م ـ 32 هـ ) في سورة الكهف المكية رقمها 18 وعدد آياتها 110 .
لقد ذكر الأنبا إيسيدوروس إن قصة أهل الكهف ليست صحيحة وكتب : في عصر الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني ( الصغير )
تُعْزى قيامة أهل الكهف (النيام السبعة) الذين قيل إنهم رقدوا في عصر داكيوس في مغارة ومضى على رقادهم جيلان ،
والخبر المذكور لا يسلم بصحة كل المؤرخين ولا سيما المتأخرون ويُعَلّلوه بوجود رفاتهم فقط وبعض نقود بجانبهم تدل على زمن وفاتهم فقط .
 هذه القصة التي لم يذكرها الإنجيل المقدس والتي كتبت في النصف الثاني من القرن الخامس الميلادي ، هي من قصص التراث الشعبي
كان قد قصد كاتبها تمجيد المسيحية وإظهار قوة الإيمان المسيحي ، وتعتبر قصة رمزية هدفها توضيح أن هناك موت وبعث بعد الموت .
وقد وردت هذه القصة في الكتب الدينية عند اليونانيين والسريانيين والأقباط والكلدان والروم الأرثوذكس .
 بعد هذه المقدمة التي بيّنت النفي والتأييد لصحة هذه القصة ، نذكر بالتفصيل قصة أهل الكهف كما وردت عند السريانيين :
 عندما ملك داقيوس الأثيم ( داكيوس ) على المملكة الرومانية 249ـ 251م وزار
مدينة أفسس , أصدر أمره إلى أمرائها ونبلائها بنحر ذبائح للأصنام , وأمر بقتل المسيحيين الذين لم يخضعوا لأمره , فقتل عدد كبير منهم
وألقيت بجثثهم للغربان والنسور والعقبان وسائر الجوارح , وحاول بالوعد والوعيد إقناع سبعة شبان من أبناء النبلاء , وشى بهم إليه ,
أن ينكروا مسيحيتهم , ويقدموا الذبائح للأوثان فرفضوا , فنزع من على أكتافهم شارات الحرير ( أي رتبهم في الجيش - وفصلهم من العمل في الجيش )
وطردهم من أمامه , وأعطاهم فرصة ليفكروا حتى يعدلوا عن تمسكهم بالمسيحية ويخضعون لأمره ويبخرون للأوثان .
 أنطلق داقيوس (داكيوس) الإمبراطور لزيارة مدن أخرى مجاورة على أن يعود إلى أفسس مرة ثانية ليرغم الشبان السبعة ليسجدوا للأوثان .
 أستغل الفتية السبعة هذه الفرصة للإعلان عن إيمانهم المسيحي ويقرنوه بأعمال الرحمة , فأخذوا من بيوت آبائهم ذهباً , ومالاً كثيراً ,
وتصدقوا به على الفقراء , سراً وعلناً , ولجأوا إلى كهف كبير في جبل أنكليوس Oncelos مواظبين على الصلاة
وكان يمليخا أحدهم يلبس ملابس متسوّل متخفياً ويدخل إلى المدينة ويشترى طعام لهم , ويعرف الأخبار , مستطلعا مجريات الأمور
في قصر الملك ويعود إلى رفاقه فيخبرهم عما سمع في المدينة , وما يقع من أحداث , وفى ذات يوم عاد داقيوس (داكيوس)
الملك إلى أفسس , وطلب الفتيان السبعة فلم يجدهم , وكان يمليخا في المدينة فخرج منها هلعاً ناجياً لا يلوى على شيء , ومعه قليل
من الطعام وصعد إلى الكهف حيث رفاقه , وأخبرهم عن حضور الملك إلى المدينة , وبحث عنهم في أرجائها , فتملكهم الرعب
والخوف وركعوا على الأرض ومرغوا وجوههم في التراب متضرعين إلى الرب الإله في حزن وكآبة , ثم أكلوا ما جلبه لهم يمليخا
من الطعام , وبينما كانوا يتجاذبون أطراف الحديث , استولى عليهم نعاس , وغشاهم سبات فرقدوا بهدوء رقاد الموت , ولم يشعروا بموتهم .
ولما لم يعثر عليهم الملك في المدينة أستقدم ذويهم , فأخبروه بأن الفتية السبعة قد هربوا إلى كهف في جبل ( أنكيليوس)
فأمر الملك بسد باب الكهف بالحجارة ليموتوا  فيصير الكهف قبراً لهم , غير عالم أن الرب الإله فصل أرواحهم عن جسدهم
لقصد رباني أعلن بعد سنين بأعجوبة باهرة .
  وكان أنتودورس و أريوس خادما الملك من المسيحيين الأتقياء , وقد أخفيا عقيدتهما خوفاً منه فتشاوروا معاً وكتبا صورة هؤلاء
المعترفين بصحائف من رصاص  ووضعاها في صندوق من نحاس , وختمت ووضعت في البناء عند مدخل الكهف .
وهلك داقيوس وخلفه على العرش الروماني ملوك كثيرون , حتى جلس في سدّة الحكم الملك المؤمن ثيودسيوس الصغير (408 م - 450 م)
وظهرت في عهده بدع عديدة حتى بعضهم أنكر قيامة الموتى , وتبلبلت أفكار الملك , وحزن فاتشح بالمسوح , وطلب من الرب
أن يضئ أمامه سبيل الإيمان .
 وألقى الرب في نفس أدونيس صاحب المرعى الذي يقع فيه الكهف حيث رقد المعترفون وبدأ يُشَيِّد حظيرة هناك , فأزاح العمال الحجارة
عن باب الكهف (ليستفيدوا من حجارته في بناء الحظيرة كما أزاحوا مداخل قبور أخرى بالمنطقة ) ولما انفتح الكهف , أمر الإله أن يبعث
الفتية السبعة الراقدون أحياء , فعادت أرواحهم إلى أجسادهم واستيقظوا , وسلّموا على بعضهم كعادتهم صباح كل يوم ولم تظهر
عليهم علامات الموت , ولم تتغير هيئتهم ولا ألبستهم التي كانوا يلبسونها منذ رقادهم , فظنوا وكأنما ناموا مساء واستيقظوا صباحاً .
 نهض يمليخا كعادته صباح كل يوم , وأخذ فضة (نقود) وخرج من الكهف متجهاً نحو المدينة ليشترى طعاماً , وعندما أقترب
من بابها دهش حين رأى علامة الصليب منحوتة في أعلاه , وانتقل إلى باب آخر من أبوابها فرأى نفس المنظر , ودخل المدينة
فلم يعرفها إذ شاهد فيها أبنية جديدة لم يُشاهدها من قبل , وسمع الناس تقسم باسم السيد المسيح , فسأل أحد المارين عن اسم المدينة ,
فأجابه أسمها أفسس فزاد يمليخا حيرة وقال فى نفسه : لعمري لا أعلم ماذا أصابني , ألعلي فقدت عقلي وغاب عنى صوابي ؟
الأفضل أن أسرع بالخروج من هذه المدينة قبل أن أصاب بالجنون فأهلك .
 وفيما كان يمليخا مسرعا تاركاً المدينة , تقدم بزيه كشحاذ لأحد الخبازين وأخرج دراهم من جيبه وأعطاه إياها فأخذ هذا يتأملها فرآها
كبيرة الحجم , ويختلف طابعها عن طابع الدراهم المتداولة في عصرهم , فتعجب جداً , وناولها لزملائه , فتطلعوا إلى يمليخا وقالوا:
أنه عثر على كنز قديم , فألقوا القبض عليه وأخذوا يسألونه قائلين  من أين أنت يا هذا ؟ لقد حصلت على كنز من كنوز الملوك الأولين ,
وتجمّع الناس حوله , واتهمه البعض بالجنون. فأخذوه إلى أسقف المدينة , وكان يزوره وقتئذ والي أفسس فقد شاءت العناية الإلهية الربانية
أن يجمعهما في ساعة واحدة معا ليظهر على أيديهما للشعوب كلها كنز بعث الموتى , فأصر يمليخا أمامهما بأنه رجل من أهل أفسس ,
وأنه لم يعثر على كنز , وقد اشترى بمثلها قبل يوم واحد فقط خبزاً , فقال له الوالي : أن صورة الدراهم تشير إلى إنها ضربت قبل
عهد داقيوس الملك بسنين , فهل وُجدْتَ يا هذا قبل أجيال عديدة وأنت لا تزال شاباً ؟
 فعندما سمع يملخا ذلك سجد أمامهم وقال : أجيبوني أيها السادة عن سؤال وأنا أكشف لكم عما بقلبي , أخبروني عن الملك داقيوس
الذي كان عشية أمس في هذه المدينة , أين هو الآن ؟ أجابه ألأسقف : إن الملك داقيوس مات قبل أجيال , فقال يمليخا :
أن هذا الخبر من الصعب أن يصدقه أحد من الناس , تعالوا معي إلى الكهف في جبل (أنكليوس) لأريكم رفاقي , وسنعرف منهم جميعاً
الأمر الأكيد , أما أنا فأعرف أمراً واحداً هو أننا هربنا منذ أيام من الملك داقيوس , وعشية أمس رأيت داقيوس يدخل مدينة افسس
ولا اعلم الآن إذا كانت المدينة افسس أم لا . فتعجّب الأسقف عند سماعه قول يمليخا وبعد تفكير عميق قال : إنها لرؤيا يظهرها الرب الإله
لنا اليوم على يد هذا الشاب , فهلم بنا ننطلق معه لنرى واقع الأمر : قال هذا ونهض الوالي وجمهور الناس معه , وعندما بلغوا الكهف
عثروا في الجهة اليمنى من بابه على صندوق من نحاس عليه ختمان من فضة , فتناول الأسقف , ووقف أمام مدخل الكهف ,
ودعا رجال المدينة وفى مقدمتهم الوالي , ورفع أمامهم الأختام , وفتح الصندوق , فوجد لوحين من رصاص , وقرأ ما كتب عليهما :
" لقد هرب إلى هذا الكهف من أمام وجه داقيوس الملك المعترفون مكسيمايانوس ابن الوالي ويمليخا ومرتينيانوس ويونيسيوس ,
ويؤنس , وسرافيوس , وقسطنطنوس , وأنطونيوس , وقد سُدَّ عليهم الكهف بالحجارة , وكتب أيضاً في سطور اللوحين الأخيرة
صورة إيمان المعترفين وعندما قرئت هذه الكتابة , تعجب السامعون , ودخلوا الكهف فشاهدوا المعترفين جالسين بجلال ووجوههم مشرقه
كالورد النضر , فكلموهم , وسمعوا منهم أخبار الحوادث الذي جرن على عهد داقيوس .
وأرسل فوراً للملك ثيؤدوسيوس كتاباً مضمونه أن يُسرِع ويأتى ليرى ما أظهره الرب على عهده الميمون من العجائب الباهرة ,
فقد أشرق من التراب  نور موعد الحياة وسطعت من ظلمات القبور أشعة قيامة الموتى وانبعاث أجساد القديسين الطاهرة .
ولما بلغ ثيؤدوسيوس الملك هذا النبأ , وهو في القسطنطينية , نهض عن الرماد الذي كان قد أفترشه وشكر الرب الإله ,
وجاء والأساقفة وعظماء الشعب , إلى أفسس وصعدوا جميعاً إلى الكهف الذي ضم المعترفين في جبل أنكيليوس فرآهم ,
وعانقهم الملك وحدّثهم , وجلس معهم على التراب ثم ودع المعترفون الملك , والأساقفة والشعب , وأسلموا الروح إلى يد القدير ,
فأمر الملك أن يصنع لهم توابيت من ذهب , فتركنا في كهفنا على التراب .
وأقر مجمع الأساقفة عيداً لهؤلاء المعترفين , وأطلق سراح الأساقفة المأسورين في المنفى وعاد ومعه الأساقفة إلى القسطنطينية مغمورين
بفرحة إيمان الملك ممجدين الرب على ما جرى ...
وقد ظهرت قصة أصحاب الكهف لأول مرة في الشرق في كتاب سرياني يرجع تاريخه إلى القرن الخامس، ذكرها دنيس. ووردت
عند الغربيين في كتاب تيودسيوس عن الأرض المقدسة. وأسماء الفتية في هذه المصادر أسماء يونانية لأنها تنتهي بمقاطع (وس)
التي ينتهي بها أسماء اليونانيون حتى هذا اليوم ، وليس هناك اتفاق على ما إذا كانت الرواية التي ذكرها دنيس قد نقلت عن اليونانية
أم أنها كتبت بالسريانية من أول الأمر.
تُعَيّد الطوائف المسيحية لهؤلاء الفتية السبعة :
ـــ الروم الأرثوذكس : في 4/آب/ وفي 22/تشرين الأول/ من كل عام .
ـــ الأقبــــــــــاط : 26/آب/ يصادف 20/مسرى/ من كل عام .
ـــ الكلـــــــــدان : 4/ تشرن الأول / من كل عام .
المهندس جورج فارس رباحية  1/6/2013                                      
المصادر والمــراجع :
ــ موسوعة تاريخ أقباط مصر .
ــ سلسلة دراسات سريانية : أهل الكهف في المصادر السريانية : البطريرك
 أغناطيوس زكا الأول ـ حلب ، سوريا
ــ سيرة أهل الكهف : القس يوسف تادرس الحومي ، الطبعة الثانية 1996
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أهل الكهف
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: 000{ القسم الديني }000 :: أصــدقاء الكنيسة والكتاب المقدس-
انتقل الى: