منذ قرن من الزمان اعتادت سيدة ثرية سخية مسنة أن تجمع شابات المدينة وتقدم لهم عمل محبة،
تجتمع معهم في جو روحي مرح مبهج. في إحدى الاجتماعات التقت بهن وكانت قد صارت مسنة فقالت لهن: لدى مفاجئة لكُن,
فإنني سأقدم لكل واحدة منكن هدية تذكارية لكنُ لدّي هدية فريدة ثمينة جدًا، ولها تقديرها الخاص في عينى.
إنني سأقدمها للفتاةصاحبة أجمل يدين بينكن. سأجتمع بكُن بعد ثلاثة شهور لتستعرض كل منكن يديها فأقدم هديتي لصاحبة
اليدين الجميلتين. مرت الشهور الثلاثة وكل فتاة تبذل الجهد لإبراز جمال يديها. التقى الكل بعد ثلاثة أشهر
وكانت كل منهن تأمل أن تنال الهدية الثمينة.
تقدمت الأولى وكانت قد بذلت كل جهدها لتسكب جمالًا على يديها باستخدام الكثير من الزيوت والدهون الثمينة.
أمسكت الفتاة بقليل من الماء وسكبته على يديها فبدت قطرات الماء الساقطة من يديها كأنها حبات لآلئ، وأيضا تلك التي لصقت
بيديها. أعجبت كثير من الفتيات بيديها، أما السيدة العجوز فهزت رأسها ولم تبرز أية علامات على وجهها.
تقدمت الثانية وأمسكت ببعض أنواع الزهور الثمينة وعصرتها بيديها اللينتين اعتادت أن تمسحهما كل يوم بأطياب ثمينة،
وقد فاحت رائحة الزهور وسط الحاضرين. وهزت السيدة العجوز رأسها دون تعليق من جانبها. تقدمت الثالثة أمام الجميع
وأمسكت بقبضة فراولة وعصرتها بين أصابعها، وكان عصير الفراولة يتدلى بين يديها يكسب يديها جمالا حيث حملت يداها
ذات لون الفراولة. في اعتزاز قالت: لقد كنت أغسل يدى بعصير الفراولة كل هذه الشهور الثلاثة، وكنت أحرص ألا أمارس
عملا يفقد يدى نعومتهما ويشوهانهما. هزت السيدة المسنة رأسها في صمت.
تقدمت الرابعة وأمسكت ببعض حبات العنب الحمراء وعصرتها وهي تقول لقد كنت أغسل يدي بالخمر الجميل الأحمر،
وها هو عصير العنب يبرز جمال يديّ الحمراوتان الناعمتين اللتين لم تمارسا أي عمل يفسد جمالهما. وظهرت الخامسة والسادسة
وغيرهما وقد أبرزت كل منهن جمال يديها.
ولم تبق سوى فتاة واحدة قد أخفت يديها في ثيابها. سألتها أن تتقدم وتظهر يديها، لكنها في خجل أمام كل الشابات المعجبات
بأياديهن لم تستطع أن تظهر يديها. تقدمت السيدة وأمسكت يديها ورفعتهما أمام الجميع وهي تقول:
" هاتان اليدان أجمل يدين رأيتهما كل أيام حياتي" لقد خدمت هذه الفتاة بيديها أخاها الصغير كأم له، بفرح!
مدت يديها لتخدم والديها وجديها بكل سرور! بسطت يديها لتعطى السيد المسيح مما له فسلمت أخوته من بركاته عليها!
لم تبخل بيديها في معاوني كل من يطلب منها مساعدة! هوذا أقدم لها خاتمًا مرصعًا بالحجارة الكريمة،
لا يُقدر بثمن!