الجنس : المشاركات : 723 العـمر : 35 الإقامة : سوريا ـ سويد العـمل : نعم المزاج : جيد السٌّمعَة : 1 التسجيل : 18/09/2012
موضوع: محمود درويش الجمعة أغسطس 09, 2013 1:15 pm
محمود درويش الابن الثاني لعائلة تتكون من خمسة ابناء وثلاث بنات ، ولد عام 1941 في قرية البروة ( قرية فلسطينية مدمرة ، يقوم مكانها اليوم قرية احيهود ، تقع 12.5 كم شرق ساحل سهل عكا) ، وفي عام 1948 لجأ الى لبنان وهو في السابعة من عمره وبقي هناك عام واحد ، عاد بعدها متسللا الى فلسطين وبقي في قرية دير الاسد (شمال بلدة مجد كروم في الجليل) لفترة قصيرة استقر بعدها في قرية الجديدة (شمال غرب قريته الام -البروة-).
تعليمه: اكمل تعليمه الابتدائي بعد عودته من لبنان في مدرسة دير الاسد متخفيا ، فقد كان تخشى ان يتعرض للنفي من جديد اذا كشف امر تسلله ، وعاش تلك الفترة محروما من الجنسية ، اما تعليمه الثانوي فتلقاه في قرية كفر ياسيف (2 كم شمالي الجديدة).
حياته: انضم محمود درويش الى الحزب الشيوعي في اسرائيل ، وبعد انهائه تعليمه الثانوي ، كانت حياته عبارة عن كتابة للشعر والمقالات في الجرائد مثل "الاتحاد" والمجلات مثل "الجديد" التي اصبح فيما بعد مشرفا على تحريرها ، وكلاهما تابعتان للحزب الشيوعي ، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر .
لم يسلم من مضايقات الاحتلال ، حيث اعتقل اكثر من مرّة منذ العام 1961 بتهم تتعلق باقواله ونشاطاته السياسية ، حتى عام 1972 حيث نزح الى مصر وانتقل بعدها الى لبنان حيث عمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وقد استقال محمود درويش من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الحتجاجا على اتفاق اوسلو.
شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرر في مجلة الكرمل ، واقام في باريس قبل عودته الى وطنه حيث انه دخل الى اسرائيل بتصريح لزيارة امه . وفي فترة وجوده هناك قدم بعض اعضاء الكنيست الاسرائيلي العرب واليهود اقتراحا بالسماح له بالبقاء في وطنه ، وقد سمح له بذلك.
وحصل محمود درويش على عدد من الجوائز منها: جائزة لوتس عام 1969. جائزة البحر المتوسط عام 1980. درع الثورة الفلسطينية عام 1981. لوحة اوروبا للشعر عام 1981. جائزة ابن سينا في الاتحاد السوفيتي عام 1982. جائزة لينين في الاتحاد السوفييتي عام 1983.
شعره: يُعد محمود درويش شاعر المقاومة الفلسطينة ، ومر شعره بعدة مراحل .
بعض مؤلفاته: عصافير بلا اجنحة (شعر). اوراق الزيتون (شعر). عاشق من فلسطين (شعر). آخر الليل (شعر). مطر ناعم في خريف بعيد (شعر). يوميات الحزن العادي (خواطر وقصص). يوميات جرح فلسطيني (شعر). حبيبتي تنهض من نومها (شعر). محاولة رقم 7 (شعر). احبك أو لا احبك (شعر). مديح الظل العالي (شعر). هي اغنية ... هي اغنية (شعر). لا تعتذر عما فعلت (شعر). عرائس. العصافير تموت في الجليل. تلك صوتها وهذا انتحار العاشق. حصار لمدائح البحر (شعر). شيء عن الوطن (شعر). وداعا ايها الحرب وداعا ايها السلم (مقالات).
توفي في الولايات المتحدة الأمريكية يوم السبت 9 أغسطس 2008، بعد إجراءه لعملية القلب المفتوح في المركز الطبي في هيوستن، التي دخل بعدها في غيبوبه أدت إلى وفاته بعد أن قرر الأطباء نزع أجهزة الإنعاش.
و أعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الحداد 3 أيام في كافة الأراضي الفلسطينية حزنا على وفاة الشاعر الفلسطيني، واصفا درويش "عاشق فلسطين" و"رائد المشروع الثقافي الحديث، والقائد الوطني اللامع والمعطاء" ............... اليوم 9 آب ذكرى رحيل محمود درويش الخامسة لنتذكره بجمع قصائده وكتابتاته
عدل سابقا من قبل Enas Romia في الجمعة أغسطس 09, 2013 1:26 pm عدل 1 مرات
Enas RMossa
الجنس : المشاركات : 723 العـمر : 35 الإقامة : سوريا ـ سويد العـمل : نعم المزاج : جيد السٌّمعَة : 1 التسجيل : 18/09/2012
موضوع: لاعب النرد الجمعة أغسطس 09, 2013 1:26 pm
قرأ الشاعر محمود درويش قصيدته "الجديدة" لاعب النرد في مدينة رام الله في 06/07/2008 أي قبل حوالي شهر من وفاته
وذلك بعد غيابه ثلاث سنوات عن المدينة التي أطلقت بلديتها اسمه على أحد شوارعها..
مَنْ أَنا لأقول لكمْ ما أَقول لكمْ ؟ وأَنا لم أكُنْ حجراً صَقَلَتْهُ المياهُ فأصبح وجهاً ولا قَصَباً ثقَبتْهُ الرياحُ فأصبح ناياً ... أَنا لاعب النَرْدِ ، أَربح حيناً وأَخسر حيناً أَنا مثلكمْ أَو أَقلُّ قليلاً ... وُلدتُ إلى جانب البئرِ والشجراتِ الثلاثِ الوحيدات كالراهباتْ وُلدتُ بلا زَفّةٍ وبلا قابلةْ وسُمِّيتُ باسمي مُصَادَفَةً وانتميتُ إلى عائلةْ مصادفَةً ، ووَرِثْتُ ملامحها والصفاتْ وأَمراضها : أَولاً - خَلَلاً في شرايينها وضغطَ دمٍ مرتفعْ ثانياً - خجلاً في مخاطبة الأمِّ والأَبِ والجدَّة - الشجرةْ ثالثاً - أَملاً في الشفاء من الأنفلونزا بفنجان بابونج ٍ ساخن ٍ رابعاً - كسلاً في الحديث عن الظبي والقُبَّرة خامساً - مللاً في ليالي الشتاءْ سادساً - فشلاً فادحاً في الغناءْ ...
ليس لي أَيُّ دورٍ بما كنتُ كانت مصادفةً أَن أكونْ ذَكَراً ... ومصادفةً أَن أَرى قمراً شاحباً مثل ليمونة يَتحرَّشُ بالساهرات ولم أَجتهد كي أَجدْ شامةً في أَشدّ مواضع جسميَ سِرِّيةً ! كان يمكن أن لا أكونْ كان يمكن أن لا يكون أَبي قد تزوَّج أُمي مصادفةً أَو أكونْ مثل أُختي التي صرخت ثم ماتت ولم تنتبه إلى أَنها وُلدت ساعةً واحدةْ ولم تعرف الوالدة ْ ... أَو : كَبَيْض حَمَامٍ تكسَّرَ قبل انبلاج فِراخ الحمام من الكِلْسِ / كانت مصادفة أَن أكون أنا الحيّ في حادث الباصِ حيث تأخَّرْتُ عن رحلتي المدرسيّة ْ لأني نسيتُ الوجود وأَحواله عندما كنت أَقرأ في الليل قصَّةَ حُبٍّ تَقمَّصْتُ دور المؤلف فيها ودورَ الحبيب - الضحيَّة ْ فكنتُ شهيد الهوى في الروايةِ والحيَّ في حادث السيرِ / لا دور لي في المزاح مع البحرِ لكنني وَلَدٌ طائشٌ من هُواة التسكّع في جاذبيّة ماءٍ ينادي : تعال إليّْ ! ولا دور لي في النجاة من البحرِ أَنْقَذَني نورسٌ آدميٌّ رأى الموج يصطادني ويشلُّ يديّْ كان يمكن أَلاَّ أكون مُصاباً بجنِّ المُعَلَّقة الجاهليّةِ لو أَن بوَّابة الدار كانت شماليّةً لا تطلُّ علي البحرِ لو أَن دوريّةَ الجيش لم تر نار القرى تخبز الليلَ لو أَن خمسة عشر شهيداً أَعادوا بناء المتاريسِ لو أَن ذاك المكان الزراعيَّ لم ينكسرْ رُبَّما صرتُ زيتونةً أو مُعَلِّم جغرافيا أو خبيراً بمملكة النمل أو حارساً للصدى ! مَنْ أنا لأقول لكم ما أقول لكم عند باب الكنيسةْ ولستُ سوي رمية النرد ما بين مُفْتَرِس ٍ وفريسةْ ربحت مزيداً من الصحو لا لأكون سعيداً بليلتيَ المقمرةْ بل لكي أَشهد المجزرةْ نجوتُ مصادفةً : كُنْتُ أَصغرَ من هَدَف عسكريّ وأكبرَ من نحلة تتنقل بين زهور السياجْ وخفتُ كثيراً علي إخوتي وأَبي وخفتُ على زَمَن ٍ من زجاجْ وخفتُ على قطتي وعلي أَرنبي وعلي قمر ساحر فوق مئذنة المسجد العاليةْ وخفت على عِنَبِ الداليةْ يتدلّي كأثداء كلبتنا ... ومشي الخوفُ بي ومشيت بهِ حافياً ، ناسياً ذكرياتي الصغيرة عما أُريدُ من الغد - لا وقت للغد -
ومن حسن حظّيَ أن الذئاب اختفت من هناك مُصَادفةً ، أو هروباً من الجيش ِ / لا دور لي في حياتي سوي أَنني ، عندما عَـلَّمتني تراتيلها ، قلتُ : هل من مزيد ؟ وأَوقدتُ قنديلها ثم حاولتُ تعديلها ... كان يمكن أن لا أكون سُنُونُوَّةً لو أرادت لِيَ الريحُ ذلك ، والريح حظُّ المسافرِ ... شمألتُ ، شرَّقتُ ، غَرَّبتُ أما الجنوب فكان قصياً عصيّاً عليَّ لأن الجنوب بلادي فصرتُ مجاز سُنُونُوَّةٍ لأحلِّق فوق حطامي ربيعاً خريفاً .. أُعمِّدُ ريشي بغيم البحيرةِ ثم أُطيل سلامي على الناصريِّ الذي لا يموتُ لأن به نَفَسَ الله والله حظُّ النبيّ ... ومن حسن حظّيَ أَنيَ جارُ الأُلوهةِ ... من سوء حظّيَ أَن الصليب هو السُلَّمُ الأزليُّ إلى غدنا ! مَنْ أَنا لأقول لكم ما أقولُ لكم ، مَنْ أنا ؟ كان يمكن أن لا يحالفني الوحيُ والوحي حظُّ الوحيدين إنَّ القصيدة رَمْيَةُ نَرْدٍ علي رُقْعَةٍ من ظلامْ تشعُّ ، وقد لا تشعُّ فيهوي الكلامْ كريش على الرملِ / لا دَوْرَ لي في القصيدة غيرُ امتثالي لإيقاعها : حركاتِ الأحاسيس حسّاً يعدِّل حساً وحَدْساً يُنَزِّلُ معني وغيبوبة في صدي الكلمات وصورة نفسي التي انتقلت من أَنايَ إلى غيرها واعتمادي على نَفَسِي وحنيني إلى النبعِ / لا دور لي في القصيدة إلاَّ إذا انقطع الوحيُ والوحيُ حظُّ المهارة إذ تجتهدْ كان يمكن ألاَّ أُحبّ الفتاة التي سألتني : كمِ الساعةُ الآنَ ؟ لو لم أَكن في طريقي إلى السينما ... كان يمكن ألاَّ تكون خلاسيّةً مثلما هي ، أو خاطراً غامقاً مبهما ... هكذا تولد الكلماتُ . أُدرِّبُ قلبي علي الحب كي يَسَعَ الورد والشوكَ ... صوفيَّةٌ مفرداتي . وحسِّيَّةٌ رغباتي ولستُ أنا مَنْ أنا الآن إلاَّ إذا التقتِ الاثنتان ِ : أَنا ، وأَنا الأنثويَّةُ يا حُبّ ! ما أَنت ؟ كم أنتَ أنتَ ولا أنتَ . يا حبّ ! هُبَّ علينا عواصفَ رعديّةً كي نصير إلي ما تحبّ لنا من حلول السماويِّ في الجسديّ . وذُبْ في مصبّ يفيض من الجانبين . فأنت - وإن كنت تظهر أَو تَتَبطَّنُ - لا شكل لك ونحن نحبك حين نحبُّ مصادفةً أَنت حظّ المساكين / من سوء حظّيَ أَني نجوت مراراً من الموت حبّاً ومن حُسْن حظّي أنيَ ما زلت هشاً لأدخل في التجربةْ ! يقول المحبُّ المجرِّبُ في سرِّه : هو الحبُّ كذبتنا الصادقةْ فتسمعه العاشقةْ وتقول : هو الحبّ ، يأتي ويذهبُ كالبرق والصاعقة للحياة أقول : على مهلك ، انتظريني إلى أن تجفُّ الثُمَالَةُ في قَدَحي ... في الحديقة وردٌ مشاع ، ولا يستطيع الهواءُ الفكاكَ من الوردةِ / انتظريني لئلاَّ تفرَّ العنادلُ مِنِّي فأخطئ في اللحنِ / في الساحة المنشدون يَشُدُّون أوتار آلاتهمْ لنشيد الوداع . على مَهْلِكِ اختصريني لئلاَّ يطول النشيد ، فينقطع النبرُ بين المطالع ، وَهْيَ ثنائيَّةٌ والختامِ الأُحاديّ : تحيا الحياة ! على رسلك احتضنيني لئلاَّ تبعثرني الريحُ / حتى على الريح ، لا أستطيع الفكاك من الأبجدية / لولا وقوفي على جَبَل ٍ لفرحتُ بصومعة النسر : لا ضوء أَعلى ! ولكنَّ مجداً كهذا المُتوَّجِ بالذهب الأزرق اللانهائيِّ صعبُ الزيارة : يبقى الوحيدُ هناك وحيداً ولا يستطيع النزول على قدميه فلا النسر يمشي ولا البشريُّ يطير فيا لك من قمَّة تشبه الهاوية أنت يا عزلة الجبل العالية ! ليس لي أيُّ دور بما كُنْتُ أو سأكونْ ... هو الحظُّ . والحظ لا اسم لَهُ قد نُسَمِّيه حدَّادَ أَقدارنا أو نُسَمِّيه ساعي بريد السماء نُسَمِّيه نجَّارَ تَخْتِ الوليد ونعشِ الفقيد نسمّيه خادم آلهة في أساطيرَ نحن الذين كتبنا النصوص لهم واختبأنا وراء الأوليمب ... فصدَّقهم باعةُ الخزف الجائعون وكَذَّبَنا سادةُ الذهب المتخمون ومن سوء حظ المؤلف أن الخيال هو الواقعيُّ على خشبات المسارح ِ / خلف الكواليس يختلف الأَمرُ ليس السؤال : متى ؟ بل : لماذا ؟ وكيف ؟ وَمَنْ مَنْ أنا لأقول لكم ما أقول لكم ؟ كان يمكن أن لا أكون وأن تقع القافلةْ في كمين ، وأن تنقص العائلةْ ولداً ، هو هذا الذي يكتب الآن هذي القصيدةَ حرفاً فحرفاً ، ونزفاً ونزفاً على هذه الكنبةْ بدمٍ أسود اللون ، لا هو حبر الغراب ولا صوتُهُ ، بل هو الليل مُعْتَصراً كُلّه قطرةً قطرةً ، بيد الحظِّ والموهبةْ كان يمكن أن يربح الشعرُ أكثرَ لو لم يكن هو ، لا غيره ، هُدْهُداً فوق فُوَهَّة الهاويةْ ربما قال : لو كنتُ غيري لصرتُ أنا، مرَّةً ثانيةْ هكذا أَتحايل : نرسيس ليس جميلاً كما ظنّ . لكن صُنَّاعَهُ ورَّطوهُ بمرآته . فأطال تأمُّلَهُ في الهواء المقَطَّر بالماء ... لو كان في وسعه أن يرى غيره لأحبَّ فتاةً تحملق فيه ، وتنسي الأيائل تركض بين الزنابق والأقحوان ... ولو كان أَذكى قليلاً لحطَّم مرآتَهُ ورأى كم هو الآخرون ... ولو كان حُرّاً لما صار أُسطورةً ... والسرابُ كتابُ المسافر في البيد ... لولاه ، لولا السراب ، لما واصل السيرَ بحثاً عن الماء . هذا سحاب - يقول ويحمل إبريق آماله بِيَدٍ وبأخرى يشدُّ على خصره . ويدقُّ خطاه على الرمل ِ كي يجمع الغيم في حُفْرةٍ . والسراب يناديه يُغْويه ، يخدعه ، ثم يرفعه فوق : اقرأ إذا ما استطعتَ القراءةَ . واكتبْ إذا ما استطعت الكتابة . يقرأ : ماء ، وماء ، وماء . ويكتب سطراً على الرمل : لولا السراب لما كنت حيّاً إلى الآن / من حسن حظِّ المسافر أن الأملْ توأمُ اليأس ، أو شعرُهُ المرتجل حين تبدو السماءُ رماديّةً وأَري وردة نَتَأَتْ فجأةً من شقوق جدارْ لا أقول : السماء رماديّةٌ بل أطيل التفرُّس في وردةٍ وأَقول لها : يا له من نهارْ ! ولاثنين من أصدقائي أقول علي مدخل الليل : إن كان لا بُدَّ من حُلُم ، فليكُنْ مثلنا ... وبسيطاً كأنْ : نتعشّى معاً بعد يَوْمَيْنِ نحن الثلاثة ، مُحْتَفلين بصدق النبوءة في حُلْمنا وبأنَّ الثلاثة لم ينقصوا واحداً منذ يومين ، فلنحتفل بسوناتا القمرْ وتسامُحِ موت رآنا معاً سعداء فغضَّ النظرْ ! لا أَقول : الحياة بعيداً هناك حقيقيَّةٌ وخياليَّةُ الأمكنةْ بل أقول : الحياة ، هنا ، ممكنةْ ومصادفةً ، صارت الأرض أرضاً مُقَدَّسَةً لا لأنَّ بحيراتها ورباها وأشجارها نسخةٌ عن فراديس علويَّةٍ بل لأن نبيّاً تمشَّي هناك وصلَّى على صخرة فبكتْ وهوى التلُّ من خشية الله مُغْمًى عليه ومصادفةً ، صار منحدر الحقل في بَلَدٍ متحفاً للهباء ... لأن ألوفاً من الجند ماتت هناك من الجانبين ، دفاعاً عن القائِدَيْنِ اللذين يقولان : هيّا . وينتظران الغنائمَ في خيمتين حريرَيتَين من الجهتين ... يموت الجنود مراراً ولا يعلمون إلى الآن مَنْ كان منتصراً ! ومصادفةً ، عاش بعض الرواة وقالوا : لو انتصر الآخرون على الآخرين لكانت لتاريخنا البشريّ عناوينُ أُخرى أُحبك خضراءَ . يا أرضُ خضراءَ . تُفَّاحَةً تتموَّج في الضوء والماء . خضراء . ليلُكِ أَخضر . فجرك أَخضر . فلتزرعيني برفق... برفق ِ يَدِ الأم ، في حفنة من هواء . أَنا بذرة من بذورك خضراء ... / تلك القصيدة ليس لها شاعر واحدٌ كان يمكن ألا تكون غنائيَّةَ ... من أنا لأقول لكم ما أَقول لكم ؟ كان يمكن أَلاَّ أكون أَنا مَنْ أَنا كان يمكن أَلاَّ أكون هنا ... كان يمكن أَن تسقط الطائرةْ بي صباحاً ، ومن حسن حظّيَ أَني نَؤُوم الضحى فتأخَّرْتُ عن موعد الطائرةْ كان يمكن أَلاَّ أرى الشام والقاهرةْ ولا متحف اللوفر ، والمدن الساحرةْ كان يمكن ، لو كنت أَبطأَ في المشي ، أَن تقطع البندقيّةُ ظلِّي عن الأرزة الساهرةْ كان يمكن ، لو كنتُ أَسرع في المشي ، أَن أَتشظّى وأصبح خاطرةً عابرةْ كان يمكن ، لو كُنْتُ أَسرف في الحلم ، أَن أَفقد الذاكرة . ومن حسن حظِّيَ أَني أنام وحيداً فأصغي إلى جسدي وأُصدِّقُ موهبتي في اكتشاف الألمْ فأنادي الطبيب، قُبَيل الوفاة، بعشر دقائق عشر دقائق تكفي لأحيا مُصَادَفَةً وأُخيِّب ظنّ العدم مَنْ أَنا لأخيِّب ظنَّ العدم ؟ مَنْ أنا ؟ مَنْ أنا ؟
Amer-H صديق فيروزي متميز جدا
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
موضوع: قصيده القربان / بصوت المرحوم محمود درويش الجمعة أغسطس 09, 2013 6:23 pm
قصيده القربان / بصوت المرحوم محمود درويش
هيّا.. تقدّمْ أنتَ وَحْدَكَ، أنتَ وَحدَكَ حولكَ الكُهّانُ ينتظرون أمرَ اللهِ، فاصعَدْ أيُّها القربانُ نحو المذبحِ الحجري، يا كبشَ الفداء – فدائنا… واصعَدْ قويّا لَكَ حُبُّنا، وغناؤنا المبحوحُ في الصحراء: هاتِ الماءَ من غبش السراب وأيقظ الموتى ! ففي دمكَ الجوابُ، ونحن لم نقتلْكَ… لم نقْتُلْ نبيّا إلا لنمتحن القيامة، فامتحنا أنتَ في هذا الهباءِ المعدني، ومت لنعرفَ كم نُحبك.. كم نُحبك! مُت لنعرفَ كيف يسقطُ قلبُكَ الملآن، فوق دعائنا رُطباَ جنيّا لكَ صورةُ المعنى. فلا ترجع إلى أعضاء جسمك، واترك اسمكَ في الصدى صفة لشيء ما، وكُن أيقونةَ للحائرين وزينةً للساهرين، وكُنْ شهيداً شاهداً طلق المُحيّا
فبأيّ آلاء نكذّب؟ من يُطَهّرُنا سواك؟ ومن يحررنا سواك؟ وقد ولُدتَ نيابة عنا هناك. ولُدْت من نور ومن نار. وكنا نحن نجّارين مَوْهوبينَ في صُنْع الصليبِ، فَخُذْ صليبَكَ وارتفعْ فوق الثُريّا سنقولُ: لم تُخطئْ، ولم نُخطئْ، إذا لم يهطِل المَطَرُ انتظرناهُ، وضحينا بجسمكَ مرةً أخرى فلا قربانَ غيرك، يا حبيب الله، يا ابن شقائق النعمان، كمْ منْ مرّةٍ ستعودُ حيّا! هيّا، تقدّمْ أنت وَحدَك، يا استعارتَنا الوحيدة فوق هاوية الغنائييّن، نحن الفارغين النائمين على ظهور الخيل.. نسألكَ الوفاء، فكُنْ وفيّاً للسلالة والرسالة، كُنْ وفيّا للأساطير الجميلة، كُن وفيّا! وبأي آلاء نكذّب؟ والكواكبُ في يديك، فكن إشارتنا الأخيرة، كُنْ عبارتنا الأخيرةَ في حُطام الأبجدية "لم نزَلْ نحيا، ولَوْ موتى" على دَمكَ اتكلنا دلّنا، وأضئ لنا دَمَك الزكيَا! لم يعتذر أحدٌ لجرحِك، كُلُّنا قُلْنا لروما "لم نكن مَعَهُ" وأسْلمناك للجلاّد، فاصفح عن خيانتنا الصغيرة، يا أخانا في الرضاعة، لم نكن ندري بما يجري، فكُنْ سمحاً رضيّا. سنُصدّقُ الرؤيا ونؤمنُ بالزواجِ الفذّ بين الروح والجسدَ المقدّس كلّ ورد الأرض لا يكفي لعرشك، حفّت الأرضُ، استدارتْ، ثم طارتْ، كالحمامة في سمائكَ، يا ذبيحتنا الأنيقة، فاحترقْ، لتضيئنا، ولتنبثقْ نجماً قصياً أعلى وأعلى. لَسْتَ منا إن نزلتَ وقُلتَ: "لي جَسدٌ يُعذّبني على خشب الصليب" فإن نَطقتَ… أفقْتَ، وانكشفَتْ حقيقتُنا، فكُنْ حُلُماً، لا تكنْ بشراً ولا شجراً، وكُنْ لُغزاً عصيّا كُنْ هَمْزةَ الوَصْلِ الخفيفة بين آلهة السماء وبيننا، قد تمطر السُحُبُ العقيمةُ مَنْ نوافذِ حَرْفك العالي، وكن نور البشارة، واكتبْ الرؤيا على باب المغارةِ. وأهْدِنا درباً سويّا.
كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة وجدنا غريبين يوما و كانت سماء الربيع تؤلف نجما ... و نجما وكنت أؤلف فقرة حب.. لعينيك.. غنيتها! أتعلم عيناك أني انتظرت طويلا كما انتظر الصيف طائر ونمت.. كنوم المهاجر فعين تنام لتصحو عين.. طويلا وتبكي على أختها ، حبيبان نحن، إلى أن ينام القمر ونعلم أن العناق، و أن القبل طعام ليالي الغزل وأن الصباح ينادي خطاي لكي تستمرّ على الدرب يوما جديداً ! صديقان نحن، فسيري بقربي كفا بكف معا نصنع الخبر والأغنيات لماذا نسائل هذا الطريق .. لأي مصير يسير بنا ؟ ومن أين لملم أقدامنا ؟ فحسبي، و حسبك أنا نسير... معا، للأبد لماذا نفتش عن أغنيات البكاء بديوان شعر قديم ؟ ونسأل يا حبنا ! هل تدوم ؟ أحبك حب القوافل واحة عشب و ماء وحب الفقير الرغيف ! كما ينبت العشب بين مفاصل صخرة وجدنا غريبين يوما ونبقى رفيقين دوما
Bassel-a صديق فيروزي
الجنس : المشاركات : 665 العـمر : 35 الإقامة : سوريا العـمل : طالب علم المزاج : رواق السٌّمعَة : 6 التسجيل : 26/02/2007
موضوع: رد: محمود درويش السبت أغسطس 10, 2013 2:05 pm
تأملات سريعة في مدينة قديمة وجميل على ساحل البحر الابيض المتوسط
لتكنْ أُمَّا لهذا البحرِ , أوْ صرختَهُ الأولى على هذا المكانِ ....وليكُنْ أَنَّ الذي شَيَّدها من موجةٍ أقوى من الماضي ومن ألف حصانِ ....وليكُنْ أن التي نامتْ على وردتها الأولى فتاةٌ من بلاد الشام .... ما شأني , وما شأنُ زماني بهواءٍ لم يُجَفِّف دَمِيَ العاري, وما شأني أنا بسماء لا تُغَطِّيني بطير أو دخانِ؟ ما الذي يجعلني أقفزُ من هذا الأذانِ لأُصلِّي للَّذي عَلِّمها أسماءَهُ ثُمَّ رماني للأغاني . ... فلتكُنْ هذي المدينةْ أُمَّ هذا البحر , أو صَرْخَتَهُ الأُولى علينا أن نُغَنِّي لانكسار البحر فينا أو لقتلانا على مرأى من نمضي إلى كُلِّ المواني قبل أن يَمتَصَّنا النسيانُ, لا شيء يُعيدُ الروحَ في هذا المكان نَحْنُ أوراقُ الشَّجَرْ, كلماتُ الزمنِ المكسورِ ’ نَحْنُ النايُ إذ يبتعدُ البيتُ عن الناي . ونَحْنُ الحقلُ إذ يمتدُّ في اللوحةِ ... نحنُ نحن سوناتا على ضوء القمرْ نحن لا نطلب من مرآتنا غيرَ ما يُشبهنا, نحن لا نطلب من أرض البشَرْ موطئاً للروحِ , نحن الماءُ في الصوت الذي سوف ينادينا فلا نسمعُ . نحن الضفة الأخرى لنهرٍ بين صوت وحَجَرْ نحن ما تنتجُهُ الأرضُ التي ليستْ لنا نحن ما نُنتجُ في الأرض التي كانت لنا نجن ما نترك في المنفى وفينا من أثَرْ نحن أعشابُ الإناءِ المنكسِرْ نحن ما نحن وَمَنْ نحنُ ’ فما جدوى المكان ؟ وعلينا أن ندور الآن حول الكُرَةِ الأرضيَّةِ الحبلى بمن يُشبهها , وبمن يُسقطها عن عرشها العالي لكي نُدْفَنَ في أيِّ مكانِ ألِفّ . باءُ . وباءْ كيف كُنَّا نقضم الأرضَ كما يقضمُ طفلٌ حَبَّة الخوخِ ونرميها كما يُرمى المساءْ في ثياب الزانيهْ ! ألِفٌ . جيمٌ . وياءْ كيف كنا ندخُلُ الضوءَ كما يدخُلُ في القمح الغناءْ ونَعُدُّ الشهداءْ مثلما كنا نُعُدُّ الماشيهْ ! ألِفٌ . دالٌ. وياءْ قد دخلنا الهاويهْ دون أنْ نهوي ’ لأَنَّ السنبلهْ تسند العُشَّاق إن مالوا .... تَمَهَّلْ يا نشيدي ريثما يَتَّحِدُ القلبُ بحدِّ المقصلهْ ريثما أكْسر قُفْلَ الهاويهْ ! أيُّ شيء يخمشُ الروحَ هنا أيُّ شيء يخمش الروحَ؟ وما شأن ..أنا بيدٍ تفتَحُ بابَ الفجرِ للقهوةِ؟ ما شأني أنَا؟ نارنجةٌ تَضحكُ كي تضحكَ... شمسٌ تفتح الوردة كي تفتحها... لا شيء ’ لا شيء ’ بياضْ... وبياض آخرٌ يُولد من هذا البياضْ... رأس هانيبال ’ أو خاتَمُ انطونيو, وسروال الأميرةْ حَجَرٌ يشهد أنَّ الناس مَرُّوا من هنا حَجَرٌ ’ أو نصفهُ , يشهد أنَّ الناس ماتوا حَجَرٌ يشهد أني ذكرياتٌ كلماتٌ ذكرياتُ قَمَرٌ ’ أَو نصفُهُ ’ يتبع أنثاهُ... سُفُوحٌ تشربُ البَحْرَ . قَطَاةُ قطَطٌ بيضاءُ. دِفلى رفعتها الأُغنياتُ ثابتُ هذا الزوالْ’ زائلٌ هذا الثباتُ ((والذي أعرفه أجهلُهُ)) ((والذي أجهله أعرفه )) بعد الأوانِ وفتاةٌ تقسمُ الفجر بساقيها سريرينِ ولا تدخل إلا الغامضَ الغامضَ ....لا شيء يُثير الروحَ في هذا المكانِ ساحِلٌ كالأفعى على أجراس خصر الراقصةْ وملوكٌ تَوَّجوا البحر بإكليل الزَبَدْ أَيُّ شيء ينتهي في هذه اللحظةِ, في هذا الجَسَدْ؟ أَي شيء يبتدئْ؟ قد أكلنا البحرَ في رحلة صيدٍ يائسهْ أيُّ شيء ينتهي أي شيء يبتدئْ بَلَدٌ يُولَدُ من قبر بَلَدْ ولصوصٌ يعبدون الله كي يعبدهم شَعْبٌ... ملوكٌ للأبدْ وعبيدٌ للأبدْ لا أحدْ يسأل القصير : ما شأني أنا بَوَليِّ العهدِ ’ أوْ هَذا البلدْ ؟ آه , ما شأني ..أنا ما دامتِ الروحُ هنا فحمة في موقد السلطانِ... لا شيء يهزُّ الروح في هذا المكانِ ألفُ شُبَّاك على البحرِ الذي قد أغرَقَ الإغريقَ كي يُغرقنا الرومانُ بيضاءُ هي الجدرانُ زرقاءُ هي الموجةُ سوداءُ هي البهجةُ والفكرةُ مرآةُ الدماء الطائشهْ فلتُحَاكَمْ عائشهْ ولتُبَرَّأْ عائشهْ آه ’ لا شيء يثير الروح في هذا المكانِ ... ولتكُنْ هذي المدينةْ جَدَّةَ الدنيا وما شاءَتْ وما شاءتْ فما شأني أنا ؟ كلُّ صباحٍ لم يجئني أوَّلاً ليس صباحي ! لا... وما شأني أنا ؟ كلُّ رياحٍ لم تُكَسِّرْني مَدَى ليستْ رياحي ! لا... وما شأني أنَا ؟ كلُّ جراحٍ لم تَلِدْ فيَّ إلهاً طَازجاً ليست جراحي ! لا... وما شأني أنَا؟ أيُّ سلاح في يدي لا يُرْجِعُ الخبزَ إلى حنطته ليس سلاحي ! .. وليكُنْ أنَّ الذي شيَّد هذا السورَ جَدِّي أو عَدُوِّي. ...وليَكُنْ أنَّ الذي سمَّى المدينهْ فارسٌ أو عاشقٌ أو لا أحدْ ...وليَكُنْ أنَّ عيون الياسمينهْ تَحْفَظُ الأسرار منذ انبجستْ حَوَّاءُ... ما شأني أنا الضائع ما بين سماءٍ وَحَجَرْ بقضاءِ لم أُطَّيرْ فيه أسراب حمامي , لم أُدخِّنْ فيه أحلامي’ ولم أصطدْ قَمَرْ... كُلُّ غُصْنٍ لم يُقَلِّدْ لعبتي الأُولى , ولم يجرح يدي ليس شَجَرْ وليَكُنْ ما كان , لا شيء يهزُّ الروح في هذا المكانِ المكانُ الرائحةْ قهوةٌ تفتح شُبَّاكاً غُموضُ المرأة الأولى أبٌ عَلَّق بحراً فوق حائطْ المكانُ الشَهَواتُ الجارحةْ خطوتي الأولى إلى أول ساقين أضاءا جسدي فتعرَّفْتُ إليه وإلى النرجس فيّ المكان المَرَضُ الأوَّلُ.... أُمٌّ تعصُرُ الغيمةَ كي تغسل ثوباً . والمكانْ هو ما كان وما يمنعني الآن من اللهوِ المكانُ الفاتحةْ, المكانُ السَنَةُ الأولى . ضجيجُ الدمعة الأُولى التفاتُ الماء نحو الفتيات . الوَجَعُ الجنسيُّ في أوَّلِهِ, والعَسَلُ المُرُّ هُبوبُ الريح من أُغنيَّةٍ . صخرةُ أجدادي وأُمِّي الواضحةْ المكانُ الشيءُ في رحلته منِّي إليَّ المكانُ الأرضُ والتاريخُ فيَّ المكانُ الشّيء إنْ دَلَّ عليَّ آهِ , لا شيءَ يضيءُ الاسم في هذا المكانِ .... وسلاماً أيها البحرُ المريضْ أيها البحر الذي أَبْحَرَ من صور إلى إسبانيا فوق السُفُنْ أيها البحر الذي يسقط مِنَّا كالمُدُنْ ! ألفُ شُبَّاك على تابوتك الكحليِّ مفتوحٌ ولا أبصر فيها شاعراً تسندُهُ الفكرةُ , أو ترفعُهُ المرأةُ.... يا بحر البدايات , إلى أين تعودْ أيها البحر المحاصرْ بين إسبانيا وصورْ ها هي الأرض تدورْ فلماذا لا تعود الآن من حيث أتيتْ؟ آه ,مَنْ يُنْقِذُ هذا البحرَ دَقَّتْ ساعة البحرِ تراخي البحرُ من يُنْقِذُنَا من سَرَطَان البحرِ مَنْ يُعْلِنُ أنَّ البحرَ مَيِّتْ؟! ....وسلاماً أيها البحر القديمُ, أيها البحر الذي أَنْقَذَنا من وحشة الغاباتِ يا بحرَ البدايات...[يغيبُ البحرُ] يا جُثًّتَنا الزرقاءَ , يا غبطتنا , يا روحنا الهامدَ من يافا إلى قرطاج , يا إبريقنا المكسور , يا لوح الكتابات التي ضاعت بَحَثْنَا عن أساطيرِ الحضارات فلم نُبْصِرْ سوى جمجمة الإنسان قرب البحرِ.... يا غبطتنا الأولى ويا دهشتنا – هل يموتُ البحرُ كالإنسان في الإنسان أمْ فِي البحرِ؟ لا شيء يثير البحرَ في هذا المكانِ حين نعتادُ الرحيلْ مَرَّةً تصبح كُلُّ الأمكنهْ زَبَداً نطفو عَلَيهْ ونميلْ كلما مالَت بنا الريحُ ونعتادُ بُكاء الأحصنهْ حين نعتاد الرحيلْ مَرَّةً تصبح كُلُّ الأزمنهْ لحظةً للقتل كم مُتنا وكم مُتنا, وكان الكَهَنَهْ خَدَماً للسيف منذ المعبد الأوَّلِ حتى آخر الثورات’ والعاشقُ عَبْدَ السوسنهْ ....وسلاماً يَتُها الأرضُ الأسيرةْ يا التي كانت عقابَ الله فينا ثم صارت جَنَّةَ الله الصغيرةْ.... من سيحتاجُ ضحيَّه ليرى البحر أمَامَهْ؟ من سيحتاج يمامهْ ليُرَبِّي طفلَهُ في البندقيةْ؟ من سيحتاج الضحيّةْ ليكون السيِّد الأوحد في روما الأخيرةْ؟ من سيحتاج القيامةْ ليرى قاتلَهُ – التوأمَ مجهولَ الهويّةْ؟ مَنْ سيَحتاجُ البقيةْ مَنْ سيحتاجُ البقيَّةْ؟ ها هي الأرضُ بما فيها وَمَنْ يمشي عليها بندقيَّةْ ها هي الأرض لروما ولروما دَقَّتِ الساعةُ دَقَّتْ كُلُّ يومٍ آخرُ الأيامِ , والأحلامُ نارٌ معدنيَّةْ فسلاماً يَتُهَا الأرض / الضحيَّةْ ! كُلُّ مَنْ يَرْحَلُ في الليل إلى الليل – أنا كُلُّ مناي قَسَمَ الحقلَ إلى اثنين : مُنادٍ ومنادَّى لا يناديه – أنا كُلُّ ما يُعجبني يحتلُّهُ الظلُّ هنا كُلُّ مَنْ تَطلُبُ منَّي قُبلةً عابرةً تسرق روحي... وخُطاي كُلُّ طَيرٍ عابرٍ يأكُلُ خبزي من جروحي ويُغني لسواي كُلُّ مَنْ يضربه الحبُّ يناديني لكي يزداد أعدائي ... فراشةْ كُلُّ مَنْ تلمس نهديها لكي يخمش عصفوران قلبي... تتلاشى كُلُّ جدعٍ لَمَستْهُ راحتي طار سحابهْ كُلُّ غيمٍ حطَّ في أُغنيتي صار كآبهْ كُلُّ أرض أتمنَّاها سريراً تتدلّى مشنقهْ ....وأُحبَّ إذ يبتعد الحبُّ, أُحبُّ الزنبقهْ عندما تذوي على كفِّي وتنمو في نشيدي فانتظرني يا نشيدي رُبَّما نحفر في هذا المكانِ موطئاً للروح من أجل غريبين يمرَّانِ على الأرض ولا يلتقيانِ آه ’ من هذا المكانِ آه ’ لا شيء يهزُّ القلب في هذا المكانِ نَحْنُ ما نحن عَلَيهْ, نحن جيل المجزرةْ أُمَّةُ تَقْطَعُ ثَدْيَيْ أُمِّهَا. أُمِّةٌ تَقتلُ راعي حُلْمها في الليالي المقمرةْ دون أن تبكي عليهْ أيْن ظلُّ الشجرةْ؟ نحن ما نحن عليهْ نحن مَنْ كُنَّا لنا نحن مَنْ صرنا .... لِمَنْ؟ فارسٌ يُغمد في صدر أَخِيِه خنجراً باسم الوطنْ ويُصَلِّي لينال المغفرةْ أين شَكْلُ الشجرةْ؟ نحن ما نحن عليه الآن , ماتوا لأُغنِّي أَم ليبنوا خيمةً من أجل نايْ؟! كلما سارتْ خطايَ خلفهم , قبل خطايَ أنفتحتْ صحراءُ من أجلي , وماتتْ قُبِّرةْ أين جذعُ الشجرةْ؟ نحن ما نحن عليهْ قاتِلّ مَنْ شهد القَتْلَ ولم يشهد عليهْ غَيَّروا اسماءَهُ واستبدلوا شارةَ نصري يدمي فوق يديهْ وضعوا عينيِّ كي أشهد أني لم أرَهْ أيْنَ ... أيْنَ الشجرةْ؟ نَحْنَ ما نَحْنُ عليهِ, موتُنا لا موتَ فيه الآن لا يبتدئ النهرُ من السرجِ ولا لا يشرئبُّ الشَبَقُ العالي ليخفي جبلاً في ساعدٍ لا يتدلَّى من نشيدي شَفَقُ الدين النحاسيِّ ولا يصطفُّ شعبٌ في جحيم اللذة الكبرى... ((أسأنا لك يا شعبي )) أسأنا للنباتات التي تخفيكَ عنا موتُنا لا موت فيه الآن لا إيقاعَ للصخرة لا صخرةَ في حادثنا المائيِّ فلنذهبْ إلى ما ليس فينا كي نرى ما ليس فينا ليس فينا دعوةٌ للناس من مذبحةٍ نمشي إلى لكي نهتفَ: مرحى ! ها هي الوردةُ .... فلنسجدْ ((أسأنا لَكَ يا شعبي )) يا شعبَ نشيدي , منذ جاءَ الربُّ من فكرته مَشْياً إلى القدس , ولا صخرةَ نبني فوقها أصواتنا أو صلواتٍ تطلب الغفرانَ.... نحن الآن ما نحن عليهِ كُلَّمَا قَامَ نبيُّ من ضحايانا ذبحناه بأيدينا بأيدينا , ولي حُرِّية القولِ وللكاهن حَقُّ القتل لي حقُّ العصافير وللقاضي حُدُودُ الأُّفق الوارفِ لي شرعيَّةُ الحُلْمِ وللجلاَّدِ أن يسمعني أو يفتح الباب لكي تهرب أحلامي ولي حُرَّيتي حريتي أن أكتب الحاء كما شئتَ وأن أقفز من حرف إلى حرفٍ وأن أقطع كفّي كي أُسمِّي زمني لا موتَ في الموت الذي يتبعني كالظلِّ, أو ينزلقُ الآن على جسمي كأنثى حرمتني لذّة الحرمانِ, لاَ يَخْرُجُ مِني حُلُمٌ إلاّ لكي يُضْحِكَني
أو يُضْحِكَ الناس علَى شخص يَجُرُّ الحُلْمَ كالنَّاقَةِ في سوق الغواني ليس هذا الموت موتاً لا ولا أَعرفُ شيئاً عن بداياتي لهذا أتمني أن أُحاذي النهر حتى أصبحَ النهرَ ولا لا أستطيعُ الموت في الموتِ الذي لا موت فيهِ حَجَرٌ روحي , وأُنثايَ وَحُلْمي حَجَرٌ لا أشتهي أن اشتهيهِ حَجَرٌ لا لونَ فِيه حَجَرٌ ليلي , وظلِّي حَجَرٌ يندسُّ ما بيني وبيني حَجَرٌ خبزي نبيذي حَجَرٌ لا أستطيعُ الموتَ في الموت الذي لا موت فيه الآن.... لا شيء يثير الموتَ في هذا المكانِ . تأملات سريعة في مدينة قديمة وجميلة على ساحل البحر الأبيض المتوسط لتكنْ أُمَّا لهذا البحرِ , أوْ صرختَهُ الأولى على هذا المكانِ ....وليكُنْ أَنَّ الذي شَيَّدها من موجةٍ أقوى من الماضي ومن ألف حصانِ ....وليكُنْ أن التي نامتْ على وردتها الأولى فتاةٌ من بلاد الشام .... ما شأني , وما شأنُ زماني بهواءٍ لم يُجَفِّف دَمِيَ العاري, وما شأني أنا بسماء لا تُغَطِّيني بطير أو دخانِ؟ ما الذي يجعلني أقفزُ من هذا الأذانِ لأُصلِّي للَّذي عَلِّمها أسماءَهُ ثُمَّ رماني للأغاني . ... فلتكُنْ هذي المدينةْ أُمَّ هذا البحر , أو صَرْخَتَهُ الأُولى علينا أن نُغَنِّي لانكسار البحر فينا أو لقتلانا على مرأى من نمضي إلى كُلِّ المواني قبل أن يَمتَصَّنا النسيانُ, لا شيء يُعيدُ الروحَ في هذا المكان نَحْنُ أوراقُ الشَّجَرْ, كلماتُ الزمنِ المكسورِ ’ نَحْنُ النايُ إذ يبتعدُ البيتُ عن الناي . ونَحْنُ الحقلُ إذ يمتدُّ في اللوحةِ ... نحنُ نحن سوناتا على ضوء القمرْ نحن لا نطلب من مرآتنا غيرَ ما يُشبهنا, نحن لا نطلب من أرض البشَرْ موطئاً للروحِ , نحن الماءُ في الصوت الذي سوف ينادينا فلا نسمعُ . نحن الضفة الأخرى لنهرٍ بين صوت وحَجَرْ نحن ما تنتجُهُ الأرضُ التي ليستْ لنا نحن ما نُنتجُ في الأرض التي كانت لنا نجن ما نترك في المنفى وفينا من أثَرْ نحن أعشابُ الإناءِ المنكسِرْ نحن ما نحن وَمَنْ نحنُ ’ فما جدوى المكان ؟ وعلينا أن ندور الآن حول الكُرَةِ الأرضيَّةِ الحبلى بمن يُشبهها , وبمن يُسقطها عن عرشها العالي لكي نُدْفَنَ في أيِّ مكانِ ألِفّ . باءُ . وباءْ كيف كُنَّا نقضم الأرضَ كما يقضمُ طفلٌ حَبَّة الخوخِ ونرميها كما يُرمى المساءْ في ثياب الزانيهْ ! ألِفٌ . جيمٌ . وياءْ كيف كنا ندخُلُ الضوءَ كما يدخُلُ في القمح الغناءْ ونَعُدُّ الشهداءْ مثلما كنا نُعُدُّ الماشيهْ ! ألِفٌ . دالٌ. وياءْ قد دخلنا الهاويهْ دون أنْ نهوي ’ لأَنَّ السنبلهْ تسند العُشَّاق إن مالوا .... تَمَهَّلْ يا نشيدي ريثما يَتَّحِدُ القلبُ بحدِّ المقصلهْ ريثما أكْسر قُفْلَ الهاويهْ ! أيُّ شيء يخمشُ الروحَ هنا أيُّ شيء يخمش الروحَ؟ وما شأني..أنا ؟ بيدٍ تفتَحُ بابَ الفجرِ للقهوةِ؟ ما شأني.. أنَا؟ نارنجةٌ تَضحكُ كي تضحكَ... شمسٌ تفتح الوردة كي تفتحها... لا شيء ’ لا شيء ’ بياضْ... وبياض آخرٌ يُولد من هذا البياضْ... رأس هانيبال ’ أو خاتَمُ انطونيو, وسروال الأميرةْ حَجَرٌ يشهد أنَّ الناس مَرُّوا من هنا حَجَرٌ ’ أو نصفهُ , يشهد أنَّ الناس ماتوا حَجَرٌ يشهد أني ذكرياتٌ كلماتٌ ذكرياتُ قَمَرٌ ’ أَو نصفُهُ ’ يتبع أنثاهُ... سُفُوحٌ تشربُ البَحْرَ . قَطَاةُ قطَطٌ بيضاءُ. دِفلى رفعتها الأُغنياتُ ثابتُ هذا الزوالْ’ زائلٌ هذا الثباتُ ((والذي أعرفه أجهلُهُ)) ((والذي أجهله أعرفه )) بعد الأوانِ وفتاةٌ تقسمُ الفجر بساقيها سريرينِ ولا تدخل إلا الغامضَ الغامضَ ....لا شيء يُثير الروحَ في هذا المكانِ ساحِلٌ كالأفعى على أجراس خصر الراقصةْ وملوكٌ تَوَّجوا البحر بإكليل الزَبَدْ أَيُّ شيء ينتهي في هذه اللحظةِ, في هذا الجَسَدْ؟ أَي شيء يبتدئْ؟ قد أكلنا البحرَ في رحلة صيدٍ يائسهْ أيُّ شيء ينتهي أي شيء يبتدئْ بَلَدٌ يُولَدُ من قبر بَلَدْ ولصوصٌ يعبدون الله كي يعبدهم شَعْبٌ... ملوكٌ للأبدْ وعبيدٌ للأبدْ لا أحدْ يسأل القصير : ما شأني أنا بَوَليِّ العهدِ ’ أوْ هَذا البلدْ ؟ آه , ما شأني..أنا ما دامتِ الروحُ هنا فحمة في موقد السلطانِ... لا شيء يهزُّ الروح في هذا المكانِ ألفُ شُبَّاك على البحرِ الذي قد أغرَقَ الإغريقَ كي يُغرقنا الرومانُ بيضاءُ هي الجدرانُ زرقاءُ هي الموجةُ سوداءُ هي البهجةُ والفكرةُ مرآةُ الدماء الطائشهْ فلتُحَاكَمْ عائشهْ ولتُبَرَّأْ عائشهْ آه ’ لا شيء يثير الروح في هذا المكانِ ... ولتكُنْ هذي المدينةْ جَدَّةَ الدنيا وما شاءَتْ وما شاءتْ فما شأني أنا ؟ كلُّ صباحٍ لم يجئني أوَّلاً ليس صباحي ! لا... وما شأني أنا ؟ كلُّ رياحٍ لم تُكَسِّرْني مَدَى ليستْ رياحي ! لا... وما شأني أنَا ؟ كلُّ جراحٍ لم تَلِدْ فيَّ إلهاً طَازجاً ليست جراحي ! لا... وما شأني أنَا؟ أيُّ سلاح في يدي لا يُرْجِعُ الخبزَ إلى حنطته ليس سلاحي ! .. وليكُنْ أنَّ الذي شيَّد هذا السورَ جَدِّي أو عَدُوِّي. ...وليَكُنْ أنَّ الذي سمَّى المدينهْ فارسٌ أو عاشقٌ أو لا أحدْ ...وليَكُنْ أنَّ عيون الياسمينهْ تَحْفَظُ الأسرار منذ انبجستْ حَوَّاءُ... ما شأني أنا الضائع ما بين سماءٍ وَحَجَرْ بقضاءِ لم أُطَّيرْ فيه أسراب حمامي لم أُدخِّنْ فيه أحلامي’ ولم أصطدْ قَمَرْ... كُلُّ غُصْنٍ لم يُقَلِّدْ لعبتي الأُولى , ولم يجرح يدي ليس شَجَرْ وليَكُنْ ما كان , لا شيء يهزُّ الروح في هذا المكانِ المكانُ الرائحةْ قهوةٌ تفتح شُبَّاكاً غُموضُ المرأة الأولى أبٌ عَلَّق بحراً فوق حائطْ المكانُ الشَهَواتُ الجارحةْ خطوتي الأولى إلى أول ساقين أضاءا جسدي فتعرَّفْتُ إليه وإلى النرجس فيّ المكان المَرَضُ الأوَّلُ.... أُمٌّ تعصُرُ الغيمةَ كي تغسل ثوباً . والمكانْ هو ما كان وما يمنعني الآن من اللهوِ المكانُ الفاتحةْ, المكانُ السَنَةُ الأولى . ضجيجُ الدمعة الأُولى التفاتُ الماء نحو الفتيات . الوَجَعُ الجنسيُّ في أوَّلِهِ, والعَسَلُ المُرُّ هُبوبُ الريح من أُغنيَّةٍ . صخرةُ أجدادي وأُمِّي الواضحةْ المكانُ الشيءُ في رحلته منِّي إليَّ المكانُ الأرضُ والتاريخُ فيَّ المكانُ الشّيء إنْ دَلَّ عليَّ آهِ , لا شيءَ يضيءُ الاسم في هذا المكانِ ..... وسلاماً أيها البحرُ المريضْ أيها البحر الذي أَبْحَرَ من صور إلى إسبانيا فوق السُفُنْ أيها البحر الذي يسقط مِنَّا كالمُدُنْ ! ألفُ شُبَّاك على تابوتك الكحليِّ مفتوحٌ ولا أبصر فيها شاعراً تسندُهُ الفكرةُ , أو ترفعُهُ المرأةُ.... يا بحر البدايات , إلى أين تعودْ أيها البحر المحاصرْ بين إسبانيا وصورْ ها هي الأرض تدورْ فلماذا لا تعود الآن من حيث أتيتْ؟ آه ,مَنْ يُنْقِذُ هذا البحرَ دَقَّتْ ساعة البحرِ تراخي البحرُ من يُنْقِذُنَا من سَرَطَان البحرِ مَنْ يُعْلِنُ أنَّ البحرَ مَيِّتْ؟! ....وسلاماً أيها البحر القديمُ, أيها البحر الذي أَنْقَذَنا من وحشة الغاباتِ يا بحرَ البدايات...[يغيبُ البحرُ] يا جُثًّتَنا الزرقاءَ , يا غبطتنا , يا روحنا الهامدَ من يافا إلى قرطاج , يا إبريقنا المكسور , يا لوح الكتابات التي ضاعت بَحَثْنَا عن أساطيرِ الحضارات فلم نُبْصِرْ سوى جمجمة الإنسان قرب البحرِ.... يا غبطتنا الأولى ويا دهشتنا – هل يموتُ البحرُ كالإنسان في الإنسان أمْ فِي البحرِ؟ لا شيء يثير البحرَ في هذا المكانِ حين نعتادُ الرحيلْ مَرَّةً تصبح كُلُّ الأمكنهْ زَبَداً نطفو عَلَيهْ ونميلْ كلما مالَت بنا الريحُ ونعتادُ بُكاء الأحصنهْ حين نعتاد الرحيلْ مَرَّةً تصبح كُلُّ الأزمنهْ لحظةً للقتل كم مُتنا وكم مُتنا, وكان الكَهَنَهْ خَدَماً للسيف منذ المعبد الأوَّلِ حتى آخر الثورات’ والعاشقُ عَبْدَ السوسنهْ ....وسلاماً يَتُها الأرضُ الأسيرةْ يا التي كانت عقابَ الله فينا ثم صارت جَنَّةَ الله الصغيرةْ.... من سيحتاجُ ضحيَّه ليرى البحر أمَامَهْ؟ من سيحتاج يمامهْ ليُرَبِّي طفلَهُ في البندقيةْ؟ من سيحتاج الضحيّةْ ليكون السيِّد الأوحد في روما الأخيرةْ؟ من سيحتاج القيامةْ ليرى قاتلَهُ – التوأمَ مجهولَ الهويّةْ؟ مَنْ سيَحتاجُ البقيةْ مَنْ سيحتاجُ البقيَّةْ؟ ها هي الأرضُ بما فيها وَمَنْ يمشي عليها بندقيَّةْ ها هي الأرض لروما ولروما دَقَّتِ الساعةُ دَقَّتْ كُلُّ يومٍ آخرُ الأيامِ , والأحلامُ نارٌ معدنيَّةْ .....فسلاماً يَتُهَا الأرض / الضحيَّةْ ! كُلُّ مَنْ يَرْحَلُ في الليل إلى الليل – أنا كُلُّ مناي قَسَمَ الحقلَ إلى اثنين : مُنادٍ ومنادَّى لا يناديه – أنا كُلُّ ما يُعجبني يحتلُّهُ الظلُّ هنا كُلُّ مَنْ تَطلُبُ منَّي قُبلةً عابرةً تسرق روحي... وخُطاي كُلُّ طَيرٍ عابرٍ يأكُلُ خبزي من جروحي ويُغني لسواي كُلُّ مَنْ يضربه الحبُّ يناديني لكي يزداد أعدائي ... فراشةْ كُلُّ مَنْ تلمس نهديها لكي يخمش عصفوران قلبي... تتلاشى كُلُّ جدعٍ لَمَستْهُ راحتي طار سحابهْ كُلُّ غيمٍ حطَّ في أُغنيتي صار كآبهْ كُلُّ أرض أتمنَّاها سريراً تتدلّى مشنقهْ ....وأُحبَّ إذ يبتعد الحبُّ, أُحبُّ الزنبقهْ عندما تذوي على كفِّي وتنمو في نشيدي فانتظرني يا نشيدي رُبَّما نحفر في هذا المكانِ موطئاً للروح من أجل غريبين يمرَّانِ على الأرض ولا يلتقيانِ آه ’ من هذا المكانِ آه ’ لا شيء يهزُّ القلب في هذا المكانِ نَحْنُ ما نحن عَلَيهْ, نحن جيل المجزرةْ أُمَّةُ تَقْطَعُ ثَدْيَيْ أُمِّهَا. أُمِّةٌ تَقتلُ راعي حُلْمها في الليالي المقمرةْ دون أن تبكي عليهْ أيْن ظلُّ الشجرةْ؟ نحن ما نحن علي نحن مَنْ كُنَّا لنا نحن مَنْ صرنا .... لِمَنْ؟ فارسٌ يُغمد في صدر أَخِيِه خنجراً باسم الوطنْ ويُصَلِّي لينال المغفرةْ أين شَكْلُ الشجرةْ؟ نحن ما نحن عليه الآن , ماتوا لأُغنِّي أَم ليبنوا خيمةً من أجل نايْ؟! كلما سارتْ خطايَ خلفهم , قبل خطايَ انفتحتْ صحراءُ من أجلي , وماتتْ قُبِّرةْ أين جذعُ الشجرةْ؟ نحن ما نحن عليهْ قاتِلّ مَنْ شهد القَتْلَ ولم يشهد عليهْ غَيَّروا اسماءَهُ واستبدلوا شارةَ نصري يدمي فوق يديهْ وضعوا عينيِّ كي أشهد أني لم أرَهْ أيْنَ ... أيْنَ الشجرةْ؟ نَحْنَ ما نَحْنُ عليهِ, موتُنا لا موتَ فيه الآن لا يبتدئ النهرُ من السرجِ ولا لا يشرئبُّ الشَبَقُ العالي ليخفي جبلاً في ساعدٍ لا يتدلَّى من نشيدي شَفَقُ الدين النحاسيِّ ولا يصطفُّ شعبٌ في جحيم اللذة الكبرى... ((أسأنا لك يا شعبي )) أسأنا للنباتات التي تخفيكَ عنا موتُنا لا موت فيه الآن لا إيقاعَ للصخرة لا صخرةَ في حادثنا المائيِّ فلنذهبْ إلى ما ليس فينا كي نرى ما ليس فينا ليس فينا دعوةٌ للناس من مذبحةٍ نمشي إلى لكي نهتفَ: مرحى ! ها هي الوردةُ .... فلنسجدْ ((أسأنا لَكَ يا شعبي )) يا شعبَ نشيدي , منذ جاءَ الربُّ من فكرته مَشْياً إلى القدس , ولا صخرةَ نبني فوقها أصواتنا أو صلواتٍ تطلب الغفرانَ.... نحن الآن ما نحن عليهِ كُلَّمَا قَامَ نبيُّ من ضحايانا ذبحناه بأيدينا بأيدينا , ولي حُرِّية القولِ وللكاهن حَقُّ القتل لي حقُّ العصافير وللقاضي حُدُودُ الأُّفق الوارفِ لي شرعيَّةُ الحُلْمِ وللجلاَّدِ أن يسمعني أو يفتح الباب لكي تهرب أحلامي ولي حُرَّيتي حريتي أن أكتب الحاء كما شئتَ وأن أقفز من حرف إلى حرفٍ وأن أقطع كفّي كي أُسمِّي زمني لا موتَ في الموت الذي يتبعني كالظلِّ, أو ينزلقُ الآن على جسمي كأنثى حرمتني لذّة الحرمانِ, لاَ يَخْرُجُ مِني حُلُمٌ إلاّ لكي يُضْحِكَني أو يُضْحِكَ الناس علَى شخص يَجُرُّ الحُلْمَ كالنَّاقَةِ في سوق الغواني ليس هذا الموت موتاً لا ولا أَعرفُ شيئاً عن بداياتي لهذا أتمني أن أُحاذي النهر حتى أصبحَ النهرَ ولا لا أستطيعُ الموت في الموتِ الذي لا موت فيهِ حَجَرٌ روحي , وأُنثايَ وَحُلْمي حَجَرٌ لا أشتهي أن اشتهيهِ حَجَرٌ لا لونَ فِيه حَجَرٌ ليلي , وظلِّي حَجَرٌ يندسُّ ما بيني وبيني حَجَرٌ خبزي نبيذي حَجَرٌ لا أستطيعُ الموتَ في الموت الذي لا موت فيه الآن.... لا شيء يثير الموتَ في هذا المكانِ .
Dima Ibrahim صديقة فيروزية متميزة
الجنس : المشاركات : 893 العـمر : 39 الإقامة : Syria-Sweden العـمل : well المزاج : bra السٌّمعَة : 10 التسجيل : 20/02/2007
موضوع: رسالة من المنفى السبت أغسطس 10, 2013 3:09 pm
رسالة من المنفى -1-
تحيّة ... و قبلة و ليس عندي ما أقول بعد من أين أبتدي ؟ .. و أين أنتهي ؟ ودورة الزمان دون حد وكل ما في غربتي زوادة ، فيها رغيف يابس ، ووجد ودفتر يحمل عني بعض ما حملت بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد من أين أبتدي ؟ وكل ما قيل و ما يقال بعد غد لا ينتهي بضمة.. أو لمسة من يد لا يرجع الغريب للديار لا ينزل الأمطار لا ينبت الريش على جناح طير ضائع .. منهد من أين أبتدي تحيّة .. وقبلة.. و بعد .. أقول للمذياع ... قل لها أنا بخير أقول للعصفور إن صادفتها يا طير لا تنسني ، وقل : بخير أنا بخير أنا بخير ما زال في عيني بصر ! ما زال في السما قمر ! وثوبي العتيق ، حتى الآن ، ما اندثر تمزقت أطرافه لكنني رتقته... و لم يزل بخير وصرت شابا جاور العشرين تصوّريني ... صرت في العشرين وصرت كالشباب يا أماه أواجه الحياه وأحمل العبء كما الرجال يحملون وأشتغل في مطعم ... و أغسل الصحون وأصنع القهوة للزبون وألصق البسمات فوق وجهي الحزين ليفرح الزبون
-3- قد صرت في العشرين وصرت كالشباب يا أماه أدخن التبغ ، وأتكي على الجدار أقول للحلوة : آه كما يقول الآخرون " يا أخوتي ؛ ما أطيب البنات ، تصوروا كم مرة هي الحياة بدونهن ... مرة هي الحياة " . وقال صاحبي : "هل عندكم رغيف ؟ يا إخوتي ؛ ما قيمة الإنسان إن نام كل ليلة ... جوعان ؟ " أنا بخير أنا بخير عندي رغيف أسمر وسلة صغيرة من الخضار
-4- سمعت في المذياع قال الجميع : كلنا بخير لا أحد حزين ؛ فكيف حال والدي ألم يزل كعهده ، يحب ذكر الله والأبناء .. و التراب .. و الزيتون ؟ وكيف حال إخوتي هل أصبحوا موظفين ؟ سمعت يوما والدي يقول : سيصبحون كلهم معلمين ... سمعته يقول ( أجوع حتى أشتري لهم كتاب ) لا أحد في قريتي يفك حرفا في خطاب وكيف حال أختنا هل كبرت .. و جاءها خطّاب ؟ وكيف حال جدّتي ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب ؟ تدعو لنا بالخير ... و الشباب ... و الثواب ! وكيف حال بيتنا والعتبة الملساء ... والوجاق ... و الأبواب ! سمعت في المذياع رسائل المشردين ... للمشردين جميعهم بخير ! لكنني حزين ... تكاد أن تأكلني الظنون لم يحمل المذياع عنكم خبرا ... ولو حزين ولو حزين
-5- الليل - يا أمّاه - ذئب جائع سفاح يطارد الغريب أينما مضى .. ماذا جنينا نحن يا أماه ؟ حتى نموت مرتين فمرة نموت في الحياة ومرة نموت عند الموت! هل تعلمين ما الذي يملأني بكاء ؟ هبي مرضت ليلة ... وهد جسمي الداء ! هل يذكر المساء مهاجرا أتى هنا... و لم يعد إلى الوطن ؟ هل يذكر المساء مهاجرا مات بلا كفن ؟ يا غابة الصفصاف ! هل ستذكرين أن الذي رموه تحت ظلك الحزين - كأي شيء ميت - إنسان ؟ هل تذكرين أنني إنسان وتحفظين جثتني من سطوه الغربان ؟ أماه يا أماه لمن كتبت هذه الأوراق أي بريد ذاهب يحملها ؟ سدّت طريق البر و البحار و الآفاق ... وأنت يا أماه ووالدي ، و إخوتي ، و الأهل ، و الرفاق ... لعلّكم أحياء لعلّكم أموات لعلّكم مثلي بلا عنوان ما قيمة الإنسان بلا وطن بلا علم ودونما عنوان ما قيمة الإنسان ما قيمة الإنسان بلا وطن بلا علم ودونما عنوان ما قيمة الإنسان
Elias Boutros
الجنس : المشاركات : 25 العـمر : 41 الإقامة : ايطاليا العـمل : عامل المزاج : جيد السٌّمعَة : 0 التسجيل : 13/04/2013
موضوع: النهر غريب و أنت حبيبي الأحد أغسطس 11, 2013 9:41 pm
الغريب النهر_ قالت و استعدّت للغناء لم نحاول لغة الحبّ ،و لم نذهب إلى النهر سدى و أتاني الليل من مناديلها لم يأت ليل مثل هذا الليل من قبل فقدمت دمي للأنبياء ليموتوا بدلا منا.. ونبقى ساعة فوق رصيف الغرباء واستعدت للغناء . وحدنا في لحظة العشّاق أزهار على الماء و أقدام على الماء إلى أين سنذهب للغزال الريح والرمح. أنا السكّين والجرح. إلى أين سنذهب ؟ ها هي الحريّة الحسناء في شرياني المقطوع. عيناك و بلدان على النافذة الصغرى ويا عصفورة النار ،إلى أين سنذهب؟ للغزال الريح و الرمح ، وللشاعر يأتي زمن أعلى من الماء، و أدنى من حبال الشّنق.
يا عصفورة المنفى ! إلى أين سنذهب؟ لم أودعك، فقد ودعت سطح الكرة الأرضيّة الآن.. معي أنت لقاء دائم بين وداع ووداع . ها أنا أشهد أن الحب مثل الموت يأتي حين لا ننتظر الحبّ، ، فلا تنتظريني .. الغريب النهر_ قالت واستعدت للسفر، الجهات الست لا تعرف عن" جانا" سوى أن المطر لم يبللها. ولا تعرف عنها غير أني قد تغيّرت تغيرّت تصببت بروقا و شجر وأسرت السندباد والغريب النهر_ قالت ها هو الشيء الذي نسكت قد صار بلاد هل هي الأرض التي نسكن قد صارت سفر والغريب النهر_ قالت واستعدّت للسفر وحدنا لا ندخل الليل لماذا يتمنّى جسمك الشّعر وزهر اللوتس الأبعد من قبري لماذا تحملين بمزيد من عيون الشهداء؟ اقتربي مني يزيدوا واحدا "خبزي كفاف البرهة الأولى ".. و أمضي نحو وقتي و صليب الآخرين. وحدنا لا ندخل الليل سدى، يا أيّها الجسم الذي يختصر الأرض، و يا أيتها الأرض التي تأخذ شكل الجسد الروحي كوني لأكون . حاولي أن ترسميني قمرا ينحدر الليل إلى الغابات خيلا حاولي أن ترسميني حجرا تمضي المسافات إلى بيتي خيلا فلماذا تحملين بمزيد من وجوه الشهداء، ابتعدي عني يصيروا أمّة في واحد .. هل تحرقين الريح في خاصرتي أم تمتشقين الشمس؟ أم تنتحرين؟ علّمتني هذه الدنيا لغات و بلادا غير ما ترسمه عيناك . لا أفهم شيئا منك ."لا أفهمني جانا" فلا تنتظريني!.. الغريب النهر_ قالت واستعدّت للبكاء. لم تكن أجمل من خادمة المقهى ولا أقرب من أمّي ولكنّ المساء كان قطا بين كفّيها وكان الأفق الواسع يأتي من زجاج النافذة لاجئا في ظلّ عينيها وكان الغرباء يملأون الظلّ لن أمضي إلى النهر سدى. إذهبي في الحلم يا جانا! بكت جانا! وكان الوقت يرميني على ساعة ماء إذهبي في الوقت يا جانا ! بكت جانا وكان الحلم ذرات هواء إذهبي في الفرح الأول يا جانا بكت جانا وكان الجرح ورد الشهداء ..؟ آه، جانا لم تكوني مدني أو وطني أو زمني كي أوقف النهر الذي يجرفني فلماذا تدخلين الآن جسمي لتصيري النهر أو سيّدة النهر لماذا تخرجين الآن من جسمي ومن أجلك جدّدت الإقامة فوق هذي الأرض.. جدّدت الإقامة إذهبي في الحلم يا جانا! بكت جانا و صار النهر زنّارا على خاصرتي واختفى شكل السماء..
Enas RMossa
الجنس : المشاركات : 723 العـمر : 35 الإقامة : سوريا ـ سويد العـمل : نعم المزاج : جيد السٌّمعَة : 1 التسجيل : 18/09/2012
موضوع: شهيد الأغنية الإثنين أغسطس 12, 2013 5:16 pm
شهيد الأغنية
نصبوا الصليب على الجدار فكّوا السلاسل عن يدي. و السوط مروحة.و دقات النعال لحن يصفر: سيدي! و يقول للموتى: حذار ! _يا أنت ! قال نباح وحش: أعطيك دربك لو سجدت أمام عرشي سجدتين ! و لثمت كفي، في حياء، مرتين أو .. تعتلي خشب الصليب شهيدأغنية.. و شمس! ما كنت أول حامل إكليل شوك لأقول للسمراء: إبكي! يا من أحبك، مثل إيماني ، ولاسمك في فمي المغموس بالعطش المعفر بالغبار طعم النبيذ إذا تعتق في الجرار! ما كنت أول حامل إكليل شوك لأقول: إبكي! فعسى صليبي صهوة، و الشوك فوق جبيني المنقوش بالدم و الندى إكليل غار! و عساي آخر من يقول: أنا تشهيت الردى !
موضوع: عاشق من فلسطين الثلاثاء أغسطس 20, 2013 7:55 am
عاشق من فلسطين
عيونك شوكة في القلب توجعني ..وأعبدها وأحميها من الريح وأغمدها وراء الليل و الأوجاع.. أغمدها فيشعل جرحها ضوء المصابيح ويجعل حاضري غدها أعزّ عليّ من روحي وأنسى، بعد حين، في لقاء العين بالعين بأنّا مرة كنّا وراء، الباب ،إثنين! كلامك كان أغنية وكنت أحاول الإنشاد ولكن الشقاء أحاط بالشفقة الربيعيّة كلامك ..كالسنونو طار من بيتي فهاجر باب منزلنا ، وعتبتنا الخريفيّة وراءك، حيث شاء الشوق.. وانكسرت مرايانا فصار الحزن ألفين ولملمنا شظايا الصوت! لم نتقن سوى مرثية الوطن سننزعها معا في صدر جيتار وفق سطوح نكبتنا، سنعزفها لأقمار مشوهّة ..وأحجار ولكنيّ نسيت.. نسيت يا مجهولة الصوت: رحيلك أصدأ الجيتار.. أم صمتي؟! رأيتك أمس في الميناء مسافرة بلا أهل .. بلا زاد ركضت إليك كالأيتام، أسأل حكمة الأجداد : لماذا تسحب البيّارة الخضراء إلى سجن، إلى منفى، إلى ميناء وتبقى رغم رحلتها ورغم روائح الأملاح و الأشواق ، تبقى دائما خضراء؟ وأكتب في مفكرتي: أحبّ البرتقال. و أكره الميناء وأردف في مفكرتي : على الميناء وقفت .وكانت الدنيا عيون الشتاء وقشرةالبرتقال لنا. و خلفي كانت الصحراء ! رأيتك في جبال الشوك راعية بلا أغنام مطاردة، وفي الأطلال.. وكنت حديقتي، و أنا غريب الدّار أدقّ الباب يا قلبي على قلبي.. يقوم الباب والشبّاك و الإسمنت والأحجار ! رأيتك في خوابي الماء والقمح محطّمة .رأيتك في مقاهي الليل خادمة رأيتك في شعاع الدمع والجرح. وأنت الرئة الأخرى بصدري .. أنت أنت الصوت في شفتي .. وأنت الماء، أنت النار! رأيتك عند باب الكهف.. عند الدار معلّقة على حبل الغسيل ثياب أيتامك رأيتك في المواقد.. في الشوارع.. في الزرائب.. في دم الشمس رأيتك في أغاني اليتم والبؤس ! رأيتك ملء ملح البحر والرمل وكنت جميلة كالأرض.. كالأطفال.. كالفلّ وأقسم: من رموش العين سوف أخيط منديلا وأنقش فوقه لعينيك وإسما حين أسقيه فؤادا ذاب ترتيلا يمدّ عرائش الأيك .. سأكتب جملة أغلى من الشهداء و القبّل: "فلسطينية كانت.. و لم تزل!" فتحت الباب والشباك في ليل الأعاصير على قمر تصلّب في ليالينا وقلت لليلتي: دوري! وراء الليل و السور.. فلي وعد مع الكلمات و النور.. وأنت حديقتي العذراء.. ما دامت أغانينا سيوفا حين نشرعها وأنت وفية كالقمح .. ما دامت أغانينا سمادا حين نزرعها وأنت كنخلة في البال، ما انكسرت لعاصفة وحطّاب وما جزّت ضفائرها وحوش البيد و الغاب.. ولكني أنا المنفيّ خلف السور والباب خذني تحت عينيك خذيني، أينما كنت خذيني ،كيفما كنت أردّ إلي لون الوجه والبدن وضوء القلب والعين وملح الخبز واللحن وطعم الأرض والوطن! خذيني تحت عينيك خذيني لوحة زيتّية في كوخ حسرات خذيني آية من سفر مأساتي خذيني لعبة.. حجرا من البيت ليذكر جيلنا الآتي مساربه إلى البيت! فلسطينية العينين والوشم فلسطينية الإسم فلسطينية الأحلام والهم فلسطينية المنديل و القدمين والجسم فلسطينية الكلمات والصمت فلسطينية الصوت فلسطينية الميلاد والموت حملتك في دفاتري القديمة نار أشعاري حملتك زاد أسفاري وباسمك صحت في الوديان: خيول الروم! أعرفها وإن يتبدل الميدان! خذوا حذّرا.. من البرق الذي صكّته أغنيتي على الصوّان أنا زين الشباب ،وفارس الفرسان أنا. و محطّم الأوثان. حدود الشام أزرعها قصائد تطلق العقبان! وباسمك، صحت بالأعداء: كلى لحمي إذا ما نمت يا ديدان فبيض النمل لا يلد النسور.. وبيضة الأفعى .. يخبىء قشرها ثعبان! خيول الروم.. أعرفها وأعرف قبلها أني أنا زين الشباب، وفارس الفرسان
موضوع: يطيرُ الحمامُ الخميس أغسطس 22, 2013 5:04 pm
(1) يطيرُ الحمامُ يَحُطّ الحمامُ
أعدِّي ليَ الأرضَ كي أستريحَ فإني أُحبُّكِ حتى التَعَبْ... صباحك فاكهةٌ للأغاني وهذا المساءُ ذَهَبْ ونحن لنا حين يدخل ظِلُّ إلى ظِلُّه في الرخام وأُشْبِهُ نَفْسِيَ حين أُعلِّقُ نفسي على عُنُقٍ لا تُعَانِقُ غَيرَ الغَمامِ وأنتِ الهواءُ الذي يتعرَّى أمامي كدمع العِنَبْ وأنت بدايةُ عائلة الموج حين تَشَبَّثَ بالبِّر حين اغتربْ وإني أُحبُّكِ , أنتِ بدايةُ روحي , وأنت الختامُ
يطير الحمامُ يَحُطُّ الحمامُ
أنا وحبيبيَ صوتان في شَفَةٍ واحدهْ أنا لحبيبي أنا ,وحبيبي لنجمته الشاردهْ وندخل في الحُلْمِ , لكنَّهُ يَتَبَاطَأُ كي لا نراهُ وحين ينامُ حبيبي أصحو لكي أحرس الحُلْمَ مما يراهُ .. وأطردُ عنه الليالي التي عبرتْ قبل أن نلتقي وأختارُ أيَّامنا بيديّ كما اختار لي وردةَ المائدهْ فَنَمْ يا حبيبي
(2) ليصعد صوتُ البحار إلى ركبتيّ وَنَمْ يا حبيبي لأهبط فيك وأُنقذَ حُلْمَكَ من شوكةٍ حامدهْ وَنَمْ يا حبيبي .. عليكَ ضَفائر شعري , عليك السلامُ.
يطيرُ الحمامُ يَحُطُّ الحمامُ
رأيت على البحر إبريلَ قلتُ: نسيتِ انتباه يديكِ نسيتِ التراتيلَ فوق جروحي فَكَمْ مَرَّةً تستطيعين أَن تُولَدي في منامي وَكَمْ مَرَّةً تستطيعين أن تقتليني لأصْرُخَ :
أني أحبُّكِ .. كي تستريحي ؟ أناديكِ قبل الكلامِ أطير بخصركِ قبل وصولي إليكِ فكم مَرَّةً تستطيعين أن تَضَعِي في مناقير هذا الحمامِ ..عناوينَ روحي
يطيرُ الحمامُ يَحُطُّ الحمامُ
إلى أين تأخذني يا حبيبيَ من والديّ ومن شجري , ومن سريري الصغير ومن ضجري,,,
(3) من مرايايَ من قمري ,, من خزانة عمري ومن سهري .. من ثيابي ومن خَفَري ؟ إلى أين تأخذني يا حبيبي إلى أين تُشعل في أُذنيَّ البراري , تُحَمَلَّني موجتين وتكسر ضلعين , تشربني ثم توقدني , ثم تتركني في طريق الهواء إليكِ حرامٌ ... حرامٌ
يطيرُ الحمامُ يَحُطُّ الحمامُ
لأني أحبك خاصرتي نازفهْ وأركضُّ من وَجَعي في ليالٍ يُوَسِّعها الخوفُ مما أخافُ.. تعالي كثيراً , وغيبي قليلاً تعالي قليلاً , وغيبي كثيراً تعالي تعالي ولا تقفي ,آه من خطوةٍ واقفهْ أحبُّكِ إذْ أشتهيكِ . أُحبُّك إذْ أشتهيك وأحضُنُ هذا الشُعاعَ المطَّوق بالنحل والوردة الخاطفهْ .. أحبك يا لعنة العاطفهْ أخاف على القلب منك , أخاف على شهوتي أن تَصِلْ... أُحبُّكِ إذْ أشتهيكِ أحبك يا جسداً يخلق الذكريات ويقتلها قبل أن تكتملْ .. أُحبُّكِ إذْ أشتهيكِ
(4) أُطوِّع روحي على هيئة القدمين –على هيئة الجنَّتين... أحكُّ جروحي بأطراف صمتك ..والعاصفهْ أموتُ ليجلس فوق يديكِ الكلامُ
يطيرُ الحمامُ يَحُطُّ الحمامُ
لأني أُحبُّك " يجرحني الماءُ" والطرقاتُ إلى البحر تجرحني والفراشةُ تجرحني وأذانُ النهار على ضوء زنديك يجرحني يا حبيبي , أُناديكَ طيلة نومي ,,, أخاف انتباه الكلام أخاف انتباه الكلام إلى نحلة بين فخذيَّ تبكي لأني أحبُّك يجرحني الظلُّ تحت المصابيح, يجرحني.. طائرٌ في السماء البعيدة , عِطْرُ البنفسج يجرحني.. أوَل البحر يجرحني آخِرُ البحر يجرحني ليتني لا أُحبُّك يا ليتني لا أُحبُّ ليشفى الرخامُ أراكِ فأنجوا من الموت .جسمُكِ مرفأْ بعشرِ زنابقَ بيضاء , عشر أناملَ تمضي السماءُ إلى أزرقٍ ضاع منها
(5) وأُمْسِكُ هذا البهاء الرخاميّ , وأُمْسِكُ رائحةً للحليب المُخبَّأْ.. في خوختين على مرمر, ثُم أعبد مَنْ يمنح البرَّ - والبحر ملجأْ .. على ضفَّة الملح والعسل الأوَّلين , سأشرب خَرُّوبَ لَيْلِكِ... ثم أنامُ على حنطةٍ تكسر الحقل , تكسر حتى الشهيق - فيصدأْ.. أراك فأنجو من الموت . جسمك مرفأْ فكيف تُشَرِّدني الأرضُ في الأرض كيف ينامُ المنامُ
يطيرُ الحمامُ يَحُطُّ الحمامُ
حبيبي أخَافُ سكوتَ يديكْ فَحُكَّ دمي كي تنام الفرسْ حبيبي , تطيرُ إناثُ الطيور إليكْ فخذني أنا زوجةً أو نَفَسْ حبيبي , سأبقى ليكبر فُستُقُ صدري لديكْ ويجتثِّني مِنْ خُطََاك الحَرَسْ حبيبي , سأبكي عليكَ عليكَ عليكْ لأنك سطحُ سمائي وجسميَ أرضُكَ في الأرضِ جسمي مقَامُ
يطيرُ الحمامُ يَحُطُّ الحمامُ
( 6 ) رأيتُ على جسر أندلُسَ الحب والحاسَّة ----- السادسهْ .. على وردة يابسهْ أعاد لها قلبَها وقال : يكلفني الحُبُّ ما لا أُحبُّ يكلفني حُبَّها ونام القمرْ على ختام ينكسرْ وطار الحمامُ
رأيتُ على الجسر أندلُسَ الحب والحاسَّة ----- السادسهْ .. على دمعةٍ يائسهْ أعادتْ له قلبَهُ وقالت : يكلفني الحُبُّ ما لا أُحبُّ يكلفني حُبَّهُ ونام القمرْ على ختام ينكسرْ وطار الحمامُ وحطَّ على الجسر والعاشِقْينِ الظلامُ
يطيرُ الحمامُ
Amer-H صديق فيروزي متميز جدا
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
موضوع: حوار مع الشاعر المرحوم محمود درويش الجمعة أغسطس 23, 2013 10:54 pm
آخر حوار مع الشاعر المرحوم محمود درويش أجراه معه التلفزيون السوري قبل رحيله بأسابيع
_________________
Enas RMossa
الجنس : المشاركات : 723 العـمر : 35 الإقامة : سوريا ـ سويد العـمل : نعم المزاج : جيد السٌّمعَة : 1 التسجيل : 18/09/2012
موضوع: إلهي أعدني إلى وطني عندليب الإثنين أغسطس 26, 2013 3:24 pm
إلهي أعدني إلى وطني عندليب على جنح غيمة على ضوء نجمة أعدني فلّة ترف على صدري نبع وتلّة إلهي أعدني إلى وطني عندليب عندما كنت صغيراً وجميلاً كانت الوردة داري والينابيع بحاري صارت الوردة جرحاً والينابيع ضمأ هل تغيرت كثيراً؟ ما تغيرت كثيراً عندما نرجع كالريح الى منزلنا حدّقي في جبهتي تجدي الورد نخيلاً والينابيع عرق تجديني مثلما كنت صغيراً وجميلا
عاشقة الروح
الجنس : المشاركات : 742 العـمر : 34 الإقامة : لبنان موقتا العـمل : علم المزاج : جيد السٌّمعَة : 10 التسجيل : 05/08/2010
موضوع: طوبى لشيء لم يصل الثلاثاء أغسطس 27, 2013 3:41 pm
طوبى لشيء لم يصل هذا هو العرس الذي لا ينتهي في ساحة لا تنتهي في ليلة لا تنتهي هذا هو العرس الفلسطينيّ لا يصل الحبيب إلى الحبيب إلاّ شهيدا أو شريدا دمهم أمامي .. يسكن اليوم المجاور _ صار جسمي وردة في موتهم .. وذبلت في اليوم الذي سبق الرصاصة وازدهرت غداة أكملت الرصاصة جثّتي وجمعت صوتي كلّه لأكون أهدأ من دم غطّى دمي.. دمهم أمامي يسكن المدن التي اقتربت كأنّ جراحهم سفن الرجوع ووحدهم لا يرجعون دمهم أمامي .. لا أراه كأنه وطني أمامي.. لا أراه كأنه طرقات يافا لا أراه كأنه قرميد حيفا لا أراه كأنّ كل نوافذ الوطن اختفت في اللحم وحدهم يرون وحاسة يرون وحاسّة الدم أينعت فيهم وقادتهم إلى عشرين عاما ضائعا والآن ،تأخذ شكلها الآتي حبيبتهم .. وترجعهم إلى شريانها دمهم أمامي.. لا أراه كأنّ كل شوارع الوطن اختفت في اللحم وحدهم يرون لأنهم يتحررون الآن من جلد الهزيمة والمرايا ها هم يتطايرون على سطوحهم القديمة كالسنونو والشظايا ها هم يتحررون.. طوبى لشيء غامض طوبى لشيء لم يصل فكّوا طلاسمه ومزقهم فأرّخت البداية من خطاهم ( ها هي الأشجار تزهر في قيودي ) وانتميت إلى رؤاهم ( ها هي الميناء تظهر في حدودي ) والحلم أصدق دائما، لا فرق بين الحلم والوطن المرابط خلفه.. الحلم أصدق دائما. لا فرق بين الحلم والجسد المخبّأ في شظية والحلم أكثر واقعيّة السفح أكبر من سواعدهم ولكن.. حاولوا أن يصعدوا والبحر أبعد من مراحلهم ولكن.. حاولوا أن يعبروا والنجم أقرب من منازلهم ولكن حاولوا أن يفرحوا والأرض أضيق من تصورهم ولكن.. حاولوا أن يحملوا طوبى لشيء غامض طوبى لشيء لم يصل فكوا طلاسمه ومزقهم فأرخت البداية من خطاهم وانتميت إلى رؤاهم آه.. يا أشياء! كوني مبهمه لنكون أوضح منك أفلست الحواس وأصبحت قيدا على أحلامنا وعلى حدود القدس ، أفلست الحواسّ ،و حاسّة الدم أينعت فيهم و قادتهم إلى الوجه البعيد هربت حبيبتهم إلى أسوارها و غزاتها فتمرّدوا وتوحدوا في رمشها المسروق من أجفانهم وتسلّقوا جدران هذا العصر دقوا حائط المنفى أقاموا من سلاسلهم سلالم ليقبّلوا أقدامها فاكتظ شعب في أصابعهم خواتم هذا هو العرس الذي لا ينتهي في ساحة لا تنتهي هذا هو العرس الفلسطيني لا يصل الحبيب إلى الحبيب إلا شهيدا..أو شريدا _من أي عام جاء هذا الحزن؟ _من سنة فلسطينية لا تنتهي وتشابهت كل الشهور، تشابه الموتى
وما حملوا خرائط أو رسوما أو أغاني للوطن حملوا مقابرهم .. وساروا في مهمتهم وسرنا في جنازتهم وكان العالم العربي أضيف من توابيت الرجوع أنراك يا وطني لأن عيونهم رسمتك رؤيا.. لا قضيه!
أنراك يا وطني لأن صدورهم مأوى عصافير الجليل و ماء وجه المجدليه! أنراك يا وطني لأن أصابع الشهداء تحملنا إلى صفد صلاة ..أو هويّة ماذا تريد الآن منّا ماذا تريد ؟ خذهم بلا أجر ووزّعهم على بيارة جاعت لعل الخضرة انقرضت هناك ..
الشيء.. أم هم ؟ إن جثة حارس صمام هاوية التردي (هكذا صار الشعار، و هكذا قالوا ) ومرحلة بأكملها أفاقت_ ذات حلم_ من تدحرجها على بطن الهزيمة ،( هكذا ماتوا ) وهذا الشيء.. هذا الشيء بين البحر والمدن اللقيطة ساحل لم يتسع إلا لموتانا ومروا فيه كالغرباء ( ننساهم على مهل وهذا الشيء.. هذا الشيء بين البحر والمدن اللقيطة حارس تعبت يداه من الإشاره لم يصل أحد ومروا من يديه الآن فاتسعت يداه كلّ شيء ينتهي من أجل هذا العرس مرحلى بأكملها أفاقت_ ذات موت_ من تدحرجها على بطن الهزيمة .. الشيء.. أم هم؟ يدخلون الآن في ذرات بعضهم، يصير الشيء أجسادا، وهم يتناثرون الآن بين البحر و المدن اللقيطة ساحلا أو برتقالا _ كلّ شيء ينتهي من أجل هذا العرس .. مرحلة بأكملها.. زمان ينتهي هذا هو العرس الفلسطينيّ لا يصل الحبيب إلى الحبيب إلأّ شهيدا أو شريدا .
Bassel-a صديق فيروزي
الجنس : المشاركات : 665 العـمر : 35 الإقامة : سوريا العـمل : طالب علم المزاج : رواق السٌّمعَة : 6 التسجيل : 26/02/2007
موضوع: أغنية حب على الصليب الجمعة أغسطس 30, 2013 2:06 pm
أغنية حب على الصليب
يغنيها الحبيب ولا أحد غير الحبيب مدينة كل الجروح الصغيره يناجي جرحي تلك الاميرة ألاتخمدين يدي؟ ونار تحتل بعدي ألاتبعثين غزالا إليّ؟ وترتلي تنهدات صلاتك علي وعن جبهتي تنفضين الدخان.. وعن رئتيّ ؟! وبقايا النبيذ الاحمر من شهوتي حنيني إليك ..أغتراب وحبي إليك....عقوق أبن يطال السحاب ولقياك.. منفى وجرحي أبى أن يشفى أدقّ على كل باب.. وأفتح سرداب تلو سرداب أنادي، وأسأل، كيف تصير النجوم تراب؟ والولادة كرشفة قهوة لحظة من غير عذاب والفقير سيد قوم يها ب والغني وحيد من غير أحباب أحبك، كوني صليبي وثورة بين ضلوعي وسيفاً مهيب وكوني، كما شئت، برج حمام وعرس العذارى هناك يُقام أذا ذوبتني يدلك ملأت الصحارى غمام وحرب غرامي اليك لأتنشد السلام لحبك يا كلّ حبي، مذاق الزبيب ياحلوة القد وشعر الأطفال لمرأك يشيب وطعم الدم وشهد الفم على جبهتي قمر لا يغيب وجواب لسؤال ابى ان يصيب ونار وقيثارة في فمي! إذا متّ حبا فلا تدفنيني هناك بين نهديكي خليني يلفحني شبق الغرام ويحييني وخلي ضريحي رموش الرياح أو شهوة تلف فخديكي كسحب الوشاح وقولي لهم هذا حبيبي وهذا هو المحرم المباح لأزرع صوتك في كل طين ياخضرة الزيتون ياعسل التين و أشهر سيفك كل ساح وأدندن عشقك بمساء لايتلوه صباح أحبك، كوني صليبي و ما شئت كوني مليكة مدينة من غير دروبي و كالشمس ذوبي بقلبي ..ولا ترحميني ولاتدفنني وظلي أذكريني وظلي أذكريني
Enas RMossa
الجنس : المشاركات : 723 العـمر : 35 الإقامة : سوريا ـ سويد العـمل : نعم المزاج : جيد السٌّمعَة : 1 التسجيل : 18/09/2012
موضوع: عيون الموتى على الأبواب الأربعاء سبتمبر 04, 2013 5:50 pm
عيون الموتى على الأبواب
مروا على صحراء قلبي، حاملين ذراع نخلة مرّوا على زهر القرنفل، تاركين أزير نحلة وعلى شبابيك القرى رسموا، بأعينهم أهله وتبادلوا بعض الكلام عن المحبة والمذّلة ماذا حملت لعشر شمعات أضاءت كفر قاسم غير المزيد، من النشيد ،عن الحمائم.. والجماجم..؟ هي لا تريد.. ولا تعيد رثاءنا.. هي لا تساوم فوصية الدم تستغيث بأن تقاوم في الليل دقوا كا باب.. كل باب.. كل باب وتوسلوا ألا نهيل على الدم الغالي التراب قالت عيونهم التي انطفأت لتشعلنا عتاب: لا تدفنونا بالنشيد، و خلدونا بالصمود إنّا نسمّد لبراعم الضوء الجديد يا كفر قاسم! من توابيت الضحايا سوف يعلو علم يقول: قفوا! قفوا! واستوقفوا! لا :لا تذلوا ! دين العواصف أنت قد سدّدته وأنهار ظلّ يا كفر قاسم! لن ننام.. و فيك مقبرة و ليل ووصية الدم لا تساوم ووصية الدم تستغيث بأن نقاوم أن نقاوم..