بوسطن - القلوب الشائخة يمكن إعادتها إلى شبابها وحيويتها الدافقة مرة أخرى وفقا لبحث علمي أميركي جديد، أجري على الفئران. وتتشابه قلوب الفئران مع قلب الإنسان عند شيخوختها، إذ تصبح جدرانها أكثر سماكة وتتحول إلى أعضاء متصلبة ما يؤدي إلى الإصابة بعجز القلب، الذي لا يوجد عقار محدد لعلاجه.
ووفقا لما أوردته «رسالة هارفارد للقلب» في أحدث إصداراتها في مدينة بوسطن بولاية ماساتشوسيتس، فقد ظهر أن مادة طبيعية توجد في الجسم الحي أمكنها من منع شيخوخة القلب فعلا وإعادة الحيوية إلى القلوب الشائخة المتصلبة. ونشر باحثون بقيادة الدكتور ريتشارد لي رئيس التحرير المشاركة لـ«رسالة هارفارد للقلب» وباحثين في جامعة هارفارد نتائج دراستهم في مجلة «سيل» المتخصصة بعلوم الخلية.
وقال فريق الباحثين إنه يعتقد بوجود تلك المادة الطبيعية في الدم، وذلك بعد أن أجرى توصيلا بين الدورتين الدمويتين التابعتين لفئران شائخة وفئران شابة. ونتيجة لهذا التوصيل فقد جرى نفس الدم في شرايين وأوردة فأر هرم وفأر شاب معا. وبعد عدة أسابيع من التشارك بنفس الدم أخذت عضلة القلب للفئران الهرمة بالتحول بصورة عكسية، إذ قلت سماكة جدرانها وأصبحت مماثلة تقريبا لسماكة جدران عضلة القلب لدى الفئران الشابة.
وعندما كرر العلماء التجربة على عدد من كل زوج من الفئران الهرمة والشابة حصلوا على نفس النتائج، الأمر الذي يشير إلى أن مادة طبيعية في الدماء الشابة هي التي أعادت الحيوية إلى القلوب الشائخة. ويبدو أن تلك المادة الطبيعية كانت موجودة في أجسام الفئران الشائخة أثناء فترة شبابها، إلا أنها انحسرت مع تقدم العمر.
وتعرف الفريق العلمي على المادة التي سميت «عامل التمايز 11» (GDF)، الموجود بتركيز أكبر لدى الشباب. ولكي يثبتوا أن تلك المادة هي التي تعيد الحيوية فقد توجه الباحثون نحو زيادة تركيزها لدى بعض الفئران الشائخة كي تصل إلى مستوياتها لدى الفئران الشابة، وظهر أيضا أن سماكة عضلة القلوب الشائخة قد قلت أيضا.
وقال العلماء إن نتائج دراستهم قد تقود يوما ما إلى إيجاد علاج فعال لمنع حدوث حالات عجز القلب لدى الإنسان