هي القديسة فيرونيكا زوجة زكا العشار )
في بشارة القديس والطبيب لوقا ( لو 8 ) ( لو 23 ) وتبعه جمهور كثير من الشعب والنساء اللاتي كن يلطمن أيصاً وينحن عليه ، فالتفت اليهن يسوع
وقال يا بنات اورشليم لا تبكين على بل على أنفسكن وعلى أولادكن وتقدمت هذه المرأة ( فيرونيكا ) وأخرجت منديلها ومسحت وجه يسوع المسيح
له المجد من العرق الذي كان يتصبب منه وعندما عادت الى منزلها وجدت ان صورة الرب يسوع المسيح قد ظهرت في هذا المنديل
وقد صنع هذا المنديل معجزات كثيرة وخاصة عندما استمع طيباريوس قيصر عنها وانها تحمل منديل معجزة وكان قد احتار فيه الاطباء
ولم يستطيعوا أن يشفوه وبمجرد أن لمس القماش المقدس حصل على الشفاء وبرأفي الحال ،
وكثيراً من كتب التقليد الشريف والتاريخ تعتقد أن القديسة فيرونيكا هي المرأة نازفة الدم التي وردت ذكرها في الكتاب المقدس
وقد كتب عنها وأمرأة بنزف دم منذ اثني عشر سنة وقد أنفقت كل معيشتها على الأطباء ولم تقدر أن تشفى من أحد جاءت ولمست هدب ثوبه
ففي الحال وقف نزف دمها فشعر المسيح بقوة خرجت منه فلما رأت المرأة أنها لم تختف جاءت مرتعدة وخرت له وأخبرته أمام جميع الشعب
لأي سبب لمسته وكيف برأت في الحال فقال لها ثقي يا ابنة ايمانك قد شفاك اذهبي بسلام .
لقد شفاها السيد المسيح من مرض ظل سنين طويلة دون أن تجد له علاج وأن الشفاء لم يكلفها شيء بالمرة بعد أن أنفقت كل شيء تمتلكه على الأطباء ،
ويقول القديس مرقس أنها ( سمعت بيسوع ) مما يشير بأنها لم تكن قد رأته من قبل ، فلماذا سمعت عنه ؟ ،
لقد سمعت انه الطبيب الذي لا يعصى عليه داء فالحمى والبرص والعمى والشلل والموت ، لا تقف في طريقه ، وهو يمد يده للعون والمساعدة والأحسان ،
كما أدركت أنه صديق المنبوذ والضائع والمسكين والبائس وأن لمسة واحدة لثوبه كافية لأن تغير كل شيء وتعطي كل شيء بدون ارهاق أو تعب أو ثمن .
لقد عاشت طوال حياتها تحغظ هذا المنديل لتذكر ذاك الذي بلمسته أعطاها الحياة الصحيحة الخالية من كل سقم ومنحها أيضاً بصليبه الحياة الأبدية ،
بعد أن أوقف نزف الروح والنفس مع الجسد سواء بسواء .
وفي حوالي 320 م فان اسقف قيصرية وأحد المؤرخين الموثوق بهم يكتب قائلاً انه عندما زار قيصرية فيلبس سمع أن المرأة التي شفيت
من نزيف الدم قد أقامت اعترافاً بفضل شفائها تمثالين نحاسيين عند باب بيتها أحدهما يمثل المرأة وهي تنحني على ركبتها بخشوع والاخر مصمم
على هيئة يسوع وهو يمد يده ليساعدها ويضيف يوسابيوس هذه العبارة الواضحة فيما يتعلق بهذين التمثالين ( كانا موجودين حتى في عصرنا ،
ورأيناهما بأعيننا عندما كنا نقيم في المدينة )
بحسب التقليد في فرنسا فيرونيكا هي "زوجة زكا" (لو 19: 2-10)، خرجت هذه السيدة مع رجلها زكا العشار الذي باع كل ما يملك وذهبا ليبشرا
بالسيد المسيح حتى بلغا إلى فرنسا. بشّرا بالإنجيل ونشرا المسيحية في منطقة جنوب فرنسا. وهناك بشرت بالمسيح له المجد وقيامته من بين الأموات
وصنعت معجزات كثيرة بواسطة المنديل يقول التقليد الغربي أن فيرونيكا ذهبت إلى روما وشَفَت الإمبراطور طيباريوس بقوة المنديل الذي تحمله ،
وأنها عند نياحتها تركته للبطريرك القديس إكليمنضس .ويُقال أن المنديل مازال موجودًا في كنيسة القديس بطرس في روما ضمن الاّثار المقدسة
النادرة، مما يشهد بصحة التقليد . ويوجد بالقدس كنيسة بأسم القديسة فرونيكا
في أوائل القرن الخامس عشر تمّ تحديد منزل فيرونيكا كأحد محطات مراحل طريق الصليب في أورشليم ، وبعدها تدريجيًا صارت حادثة فيرونيكا
- مع غيرها من الحوادث - إحدى المراحل الثابتة في هذا الطريق .
صلوات وشفاعة القديسة فيرونيكا تكون معنا في هذه الأيام المباركة وكل الأيام وإلى الأبد
أمين