هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأرسل مقالالتسجيلدخول
 

 الشاعر أبو القاسم الشابي

اذهب الى الأسفل 
+2
Rania
Amer-H
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Amer-H
صديق فيروزي متميز جدا
صديق فيروزي متميز جدا
Amer-H


علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 9804
الإقامة : Sweden
العـمل : IT-computer
المزاج : Good
السٌّمعَة : 316
التسجيل : 09/02/2007

الشاعر أبو القاسم الشابي  Empty
مُساهمةموضوع: الشاعر أبو القاسم الشابي    الشاعر أبو القاسم الشابي  Emptyالجمعة يونيو 21, 2013 6:50 pm


الشاعر أبو القاسم الشابي  Sha10

أبو القاسم الشابي الملقب بشاعر الخضراء (24 فبراير 1909 - 9 أكتوبر 1934م) شاعر تونسي من العصر الحديث

ولد في بلدة الشابة التابعة لولاية توزر.

حياته:

ولد أبو القاسم الشابي في يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من فبراير عام 1909م وذلك في مدينة توزر في تونس.

 قضى الشيخ محمد الشابي حياته الوظيفية في القضاء بمختلف المدن التونسية حيث تمتع الشابي بجمالها الطبيعي الخلاب،

 ففي سنة  1910م عين قاضيا في سليانة ثم في قفصة في العام التالي ثم في قابس سنة 1914م ثم في جبال تالة سنة 1917م

 ثم في مجاز الباب سنة 1918م ثم في رأس الجبل سنة 1924م ثم انه نقل إلى بلدة زغوان سنة 1927م.

ومن المنتظر أن يكون الشيخ محمد نقل أسرته معه وفيها ابنه البكر أبو القاسم وهو يتنقل بين هذه البلدان،

ويبدو أن الشابي الكبير قد بقي في زغوان إلى آخر تموز 1929 حينما مرض مرضه الأخير.

ورغب في العودة إلى توزر، ولم يعش الشيخ محمد الشابي طويلاً بعد رجوعه إلى توزر فقد توفي في الثامن من أيلول 1929

كان الشيخ محمد الشابي رجلاً صالحاً تقياً يقضي يومه بين المسجد والمحكمة والمنزل وفي هذا الجو نشأ أبو القاسم الشابي

ومن المعروف أن للشابي ثلاثة أخوة هم محمد الأمين وعبد الله وعبد الحميد أما محمد الأمين فقد ولد في عام 1917 في قابس

ثم مات عنه أبوه وهو في الحادية عشر من عمره ولكنه أتم تعليمه في المدرسة الصادقية أقدم المدارس في القطر التونسي لتعليم

العلوم العصرية واللغات الأجنبية وقد أصبح الأمين مدير فرع خزنة دار المدرسة الصادقية نفسها وكان الأمين الشابي أول

وزير للتعليم في الوزارة الدستورية الأولى في عهد الاستقلال فتولى المنصب من عام 1956 إلى عام 1958م.

يبدو بوضوح أن الشابي كان يعلم على أثر تخرجه في جامع الزيتونة اعرق الجامعات العربية أو قبلها بقليل أن

قلبه مريض ولكن أعراض الداء لم تظهر عليه واضحة إلا في عام 1929 وكان والده يريده أن يتزوج فلم يجد

أبو القاسم الشابي للتوفيق بين رغبة والده وبين مقتضيات حالته الصحية بداً من أن يستشير طبيباً في ذلك

وذهب الشابي برفقة صديقة زين العابدين السنوسي لاستشارة الدكتور محمود الماطري وهو من نطس الأطباء،

ولم يكن قد مضى على ممارسته الطب يومذاك سوى عامين وبسط الدكتور الماطري للشابي حالة مرضه وحقيقة أمر ذلك

 المرض غير أن الدكتور الماطري حذر الشابي على أية حال من عواقب الإجهاد الفكري والبدني وبناء

على رأي الدكتور الماطري وامتثالاً لرغبة والده عزم الشابي على الزواج وعقد قرانه.

يبدو أن الشابي كان مصاباً بالقلب منذ نشأته وأنه كان يشكو انتفاخاً وتفتحاً في قلبه ولكن حالته ازدادت

سوءاً فيما بعد بعوامل متعددة منها التطور الطبيعي للمرض بعامل الزمن والشابي كان في الأصل ضعيف البنية

ومنها أحوال الحياة التي تقلّب فيها طفلاً ومنها الأحوال السيئة التي كانت تحيط بالطلاب عامة في مدارس السكنى

التابعة للزيتونة. ومنها الصدمة التي تلقاها بموت محبوبته الصغيرة ومنها فوق ذلك إهماله لنصيحة الأطباء

في الاعتدال في حياته البدنية والفكرية ومنها أيضاً زواجه فيما بعد.لم يأتمر الشابي من نصيحة الأطباء

إلا بترك الجري والقفز وتسلق الجبال والسياحة ولعل الألم النفساني الذي كان يدخل عليه من الإضراب عن ذلك

كان أشد عليه مما لو مارس بعض أنواع الرياضة باعتدال. يقول بإحدى يومياته الخميس 16-1-1930

وقد مر ببعض الضواحي: " ها هنا صبية يلعبون بين الحقول وهناك طائفة من الشباب الزيتوني والمدرسي

يرتاضون في الهواء الطلق والسهل الجميل ومن لي بأن أكون مثلهم ؟ ولكن أنى لي ذلك والطبيب يحذر علي ذلك

لأن بقلبي ضعفاً ! آه يا قلبي ! أنت مبعث آلامي ومستودع أحزاني وأنت ظلمة الأسى التي تطغى على حياتي

المعنوية والخارجية ".

وقد وصف الدكتور محمد فريد غازي مرض الشابي فقال: " إن صدقنا أطباؤه وخاصة الحكيم الماطري قلنا

إن الشابي كان يألم من ضيق الأذنية القلبية أي أن دوران دمه الرئوي لم يكن كافياً وضيق الأذنية القلبية

هو ضيق أو تعب يصيب مدخل الأذنية فيجعل سيلان الدم من الشرايين من الأذنية اليسرى نحو البطينة اليسرى

سيلاناً صعباً أو أمراً معترضاً (سبيله) وضيق القلب هذا كثيرا ما يكون وراثياً وكثيراً ما ينشأ عن برد

ويصيب الأعصاب والمفاصل وهو يظهر في الأغلب عند الأطفال والشباب ما بين العاشرة والثلاثين وخاصة عند

الأحداث على وشك البلوغ ". وقد عالج الشابي الكثير من الأطباء منهم الطبيب التونسي الدكتور محمود

الماطري ومنهم الطبيب الفرنسي الدكتور كالو والظاهر من حياة الشابي أن الأطباء كانوا يصفون له

الإقامة في الأماكن المعتدلة المناخ. قضى الشابي صيف عام 1932 في عين دراهم مستشفياً وكان يصحبه أخوه

محمد الأمين ويظهر أنه زار في ذلك الحين بلدة طبرقة برغم ما كان يعانيه من الألم، ثم أنه عاد بعد ذلك إلى

توزر وفي العام التالي اصطاف في المشروحة إحدى ضواحي قسنطينة من أرض القطر الجزائري وهي منطقة مرتفعة

عن سطح البحر تشرف على مساحات مترامية وفيها من المناظر الخلابة ومن البساتين ما يجعلها متعة الحياة

الدنيا وقد شهد الشابي بنفسه بذلك ومع مجيء الخريف عاد الشابي إلى تونس الحاضرة ليأخذ طريقة منها

إلى توزر لقضاء الشتاء فيها. غير أن هذا التنقل بين المصايف والمشاتي لم يجد الشابي نفعاً فقد ساءت حاله

في آخر عام 1933 واشتدت عليه الآلام فاضطر إلى ملازمة الفراش مدة. حتى إذا مر الشتاء ببرده وجاء الربيع

ذهب الشابي إلى الحمّة أو الحامه (حامة توزر) طالباً الراحة والشفاء من مرضه المجهول وحجز الأطباء

الاشتغال بالكتابة والمطالعة. وأخيراً أعيا الداء على التمريض المنزلي في الآفاق فغادر الشابي توزر

 إلى العاصمة في 26-8-1934 وبعد أن مكث بضعة أيام في أحد فنادقها وزار حمام الأنف، أحد أماكن الاستجمام

 شرق مدينة تونس نصح له الأطباء بأن يذهب إلى أريانة وكان ذلك في أيلول واريانة ضاحية تقع على

نحو خمس كيلومترات إلى الشمال الشرقي من مدينة تونس وهي موصوفة بجفاف الهواء. ولكن حال الشابي ظلت تسوء

 وظل مرضه عند سواد الناس مجهولاً أو كالمجهول وكان الناس لا يزالون يتساءلون عن مرضه هذا:

 أداء السل هو أم مرض القلب؟.

ثم أعيا مرض الشابي على عناية وتدبير فرديين فدخل مستشفى الطليان في العاصمة التونسية في اليوم الثالث

من شهر أكتوبر قبل وفاته بستة أيام ويظهر من سجل المستشفى أن أبا القاسم الشابي كان مصاباً بمرض القلب أو القلاب.

توفي أبو القاسم الشابي في المستشفى في الساعة الرابعة من صباح يوم الأثنين في التاسع من أكتوبر من عام 1934 

نقل جثمان الشابي في أصيل اليوم الذي توفي فيه إلى توزر ودفن فيها، وقد نال الشابي بعد موته عناية كبيرة

ففي عام 1946 تألفت في تونس لجنة لإقامة ضريح له نقل إليه باحتفال جرى يوم الجمعة في السادس عشر من جماد

الثانية عام 1365 هـ. ويعبر الشابي أجمل تعبير عن أنوار تونس والمغرب العربي التي استفادت منها بلاد المشرق

 كما هي الحال مع ابن خلدون والحصري القيرواني وابن رشيق وغيرهم المعبرين أنصع تعبير عن خصوصية المدرسة

المغاربية أو مدرسة الغرب الإسلامي الذي تؤهله جغرافيته أن يكون الجسر بين الغرب والشرق والذي ظل مدافعا

عن الثغور ولم يمح رغم الداء والأعداء كما يقول الشابي.

ويذكره الشاعر العراقي المعروف فالح الحجية في كتابه (شعراء النهضة العربية) فيقول فيه (فهو شاعر وجداني

وهو برغم صغر سنه شاعر مجيد مكثر يمتاز شعره بالرومانسية فهو صاحب لفظة سهلة قريبة من القلوب وعبارة

بلاغية رائعة يصوغها بأسلوب أو قالب شعري جميل فهو بطبيعته يرنو إلى النفس الإنسانية وخوالجها الفياضة

من خلال توسيعه لدائرة الشعر وتوليد ومسايرة نفسيته الشبابية في شعر جميل وابتكار أفضل للمواضيع المختلفة

 بحيث جاءت قصيدته ناضجة مؤثرة في النفس خارجة من قلب معني بها ملهما إياها كل معاني التأثر النفسي

بما حوله من حالة طبيعية مستنتجا النزعة الإنسانية العالية لذا جاء شعره متأثرا بالعالمين النفسي والخارجي).




قصائده المغناة:

  -  جزء من قصيد إرادة الحياة في النشيد الوطني لـتونس

  -  إرادة الحياة غناء وإنشاد عدد كبير من المغنين والمنشدين العرب

  -  إلى طغاة العالم غناء لطيفة

  -  اسكني يا جراح غناء أمينة فاخت وأبو بكر سالم بلفقيه

  -  عذبةٌ أنت - غناء المطرب محمد عبده



الشاعر أبو القاسم الشابي  Fiy9

_________________
الشاعر أبو القاسم الشابي  2-1410


عدل سابقا من قبل Amer-H في الأربعاء سبتمبر 04, 2019 9:20 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com/contact.forum
Amer-H
صديق فيروزي متميز جدا
صديق فيروزي متميز جدا
Amer-H


علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 9804
الإقامة : Sweden
العـمل : IT-computer
المزاج : Good
السٌّمعَة : 316
التسجيل : 09/02/2007

الشاعر أبو القاسم الشابي  Empty
مُساهمةموضوع: إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ    الشاعر أبو القاسم الشابي  Emptyالجمعة يونيو 21, 2013 7:35 pm



 إذا الشّعْبُ  يَوْمَاً  أرَادَ   الْحَيَـاةَ
 إذا الشّعْبُ  يَوْمَاً  أرَادَ   الْحَيَـاةَ  ....     فَلا  بُدَّ  أنْ  يَسْتَجِيبَ   القَـدَر
وَلا بُـدَّ  لِلَّيـْلِ أنْ  يَنْجَلِــي   ....     وَلا  بُدَّ  للقَيْدِ  أَنْ   يَـنْكَسِـر
وَمَنْ  لَمْ  يُعَانِقْهُ  شَوْقُ  الْحَيَـاةِ    ...    تَبَخَّـرَ  في  جَوِّهَـا   وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ  لِمَنْ  لَمْ   تَشُقْـهُ   الْحَيَاةُ   ....     مِنْ   صَفْعَـةِ  العَـدَم  المُنْتَصِر
كَذلِكَ  قَالَـتْ  لِـيَ  الكَائِنَاتُ   ...     وَحَدّثَنـي  رُوحُـهَا    المُسْتَتِر
وَدَمدَمَتِ   الرِّيحُ   بَيْنَ   الفِجَاجِ   ....     وَفَوْقَ  الجِبَال  وَتَحْتَ   الشَّجَر
إذَا مَا  طَمَحْـتُ  إلِـى  غَـايَةٍ   ....    رَكِبْتُ   الْمُنَى  وَنَسِيتُ   الحَذَر
وَلَمْ  أَتَجَنَّبْ  وُعُـورَ  الشِّعَـابِ   ....    وَلا كُبَّـةَ  اللَّهَـبِ   المُسْتَعِـر
وَمَنْ  لا  يُحِبّ  صُعُودَ  الجِبَـالِ    ....    يَعِشْ  أَبَدَ  الدَّهْرِ  بَيْنَ   الحُفَـر
فَعَجَّتْ  بِقَلْبِي   دِمَاءُ   الشَّبَـابِ    ....    وَضَجَّتْ  بِصَدْرِي  رِيَاحٌ   أُخَر
وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ  الرُّعُودِ   ....     وَعَزْفِ  الرِّيَاح  وَوَقْعِ  المَطَـر
وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا  سَأَلْتُ :   ....    " أَيَـا أُمُّ  هَلْ تَكْرَهِينَ  البَشَر؟"
"أُبَارِكُ  في  النَّاسِ  أَهْلَ  الطُّمُوحِ   ....    وَمَنْ  يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ  الخَطَـر
وأَلْعَنُ  مَنْ  لا  يُمَاشِي  الزَّمَـانَ   ....     وَيَقْنَعُ  بِالعَيْـشِ  عَيْشِ  الحَجَر
هُوَ الكَوْنُ  حَيٌّ ، يُحِـبُّ  الحَيَاةَ   ....     وَيَحْتَقِرُ  الْمَيْتَ  مَهْمَا  كَـبُر
فَلا  الأُفْقُ  يَحْضُنُ  مَيْتَ  الطُّيُورِ   ....     وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر
وَلَـوْلا   أُمُومَةُ    قَلْبِي   الرَّؤُوم  ....      لَمَا ضَمَّتِ  المَيْتَ تِلْكَ  الحُفَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ  لَمْ  تَشُقْـهُ   الحَيَـاةُ   ....     مِنْ   لَعْنَةِ   العَـدَمِ   المُنْتَصِـر!"
وفي   لَيْلَةٍ   مِنْ   لَيَالِي  الخَرِيفِ    ....    مُثَقَّلَـةٍ  بِالأََسَـى   وَالضَّجَـر
سَكِرْتُ  بِهَا  مِنْ  ضِياءِ   النُّجُومِ   ....     وَغَنَّيْتُ  لِلْحُزْنِ   حَتَّى  سَكِـر
سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ  تُعِيدُ   الْحَيَاةُ   ....     لِمَا   أَذْبَلَتْـهُ   رَبِيعَ    العُمُـر؟
فَلَمْ   تَتَكَلَّمْ     شِفَـاهُ    الظَّلامِ   ....     وَلَمْ  تَتَرَنَّـمْ  عَذَارَى   السَّحَر
وَقَالَ  لِيَ  الْغَـابُ   في   رِقَّـةٍ    ....    مُحَبَّبـَةٍ  مِثْلَ  خَفْـقِ  الْوَتَـر
يَجِيءُ  الشِّتَاءُ  ،  شِتَاءُ   الضَّبَابِ   ....     شِتَاءُ  الثُّلُوجِ  ، شِتَاءُ  الْمَطَـر  
فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ  الغُصُونِ   ....     وَسِحْرُ  الزُّهُورِ   وَسِحْرُ  الثَّمَر  
وَسِحْرُ  الْمَسَاءِ  الشَّجِيِّ   الوَدِيعِ    ....    وَسِحْرُ  الْمُرُوجِ  الشَّهِيّ  العَطِر
وَتَهْوِي    الْغُصُونُ     وَأَوْرَاقُـهَا   ....    وَأَزْهَـارُ  عَهْدٍ  حَبِيبٍ  نَضِـر
وَتَلْهُو  بِهَا  الرِّيحُ  في   كُلِّ   وَادٍ  ....     وَيَدْفنُـهَا  السَّيْـلُ  أنَّى  عَـبَر
وَيَفْنَى   الجَمِيعُ   كَحُلْمٍ   بَدِيـعٍ  ....      تَأَلَّـقَ  في  مُهْجَـةٍ   وَانْدَثَـر
وَتَبْقَى  البُـذُورُ  التي   حُمِّلَـتْ  ....     ذَخِيـرَةَ  عُمْرٍ  جَمِـيلٍ  غَـبَر
وَذِكْرَى  فُصُول ٍ ،  وَرُؤْيَا   حَيَاةٍ   ....    وَأَشْبَاح   دُنْيَا   تَلاشَتْ   زُمَـر
مُعَانِقَـةً  وَهْيَ  تَحْـتَ الضَّبَابِ   ....     وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ  الْمَدَر
لَطِيفَ  الحَيَـاةِ الذي  لا  يُمَـلُّ    ....    وَقَلْبَ  الرَّبِيعِ   الشَّذِيِّ   الخَضِر
وَحَالِمَـةً  بِأَغَـانِـي  الطُّيُـورِ   ....     وَعِطْرِ  الزُّهُورِ  وَطَعْمِ   الثَّمَـر
وَمَا  هُـوَ  إِلاَّ  كَخَفْـقِ  الجَنَاحِ    ....   حَتَّـى  نَمَا شَوْقُـهَا  وَانْتَصَـر
فصدّعت  الأرض  من    فوقـها  ....      وأبصرت الكون  عذب  الصور
وجـاءَ    الربيـعُ      بأنغامـه  ....      وأحلامـهِ  وصِبـاهُ   العطِـر
وقبلّـها   قبـلاً   في   الشفـاه   ....     تعيد  الشباب الذي  قد   غبـر
وقالَ  لَهَا : قد  مُنحـتِ   الحياةَ    ....    وخُلّدتِ  في  نسلكِ  الْمُدّخـر
وباركـكِ  النـورُ   فاستقبـلي    ....    شبابَ  الحياةِ  وخصبَ   العُمر
ومن  تعبـدُ  النـورَ   أحلامـهُ     ....   يباركهُ   النـورُ   أنّـى   ظَهر
إليك  الفضاء  ،  إليك  الضيـاء    ....    إليك  الثرى   الحالِمِ   الْمُزْدَهِر
إليك  الجمال  الذي   لا   يبيـد    ....    إليك  الوجود  الرحيب  النضر
فميدي كما  شئتِ  فوق  الحقول   ...     بِحلو  الثمار  وغـض الزهـر
وناجي  النسيم  وناجي  الغيـوم   ....     وناجي النجوم  وناجي  القمـر
وناجـي   الحيـاة   وأشواقـها    ....    وفتنـة هذا الوجـود  الأغـر
وشف  الدجى  عن  جمال عميقٍ    ...    يشب  الخيـال ويذكي   الفكر
ومُدَّ  عَلَى  الْكَوْنِ  سِحْرٌ  غَرِيبٌ   ....     يُصَـرِّفُهُ  سَـاحِـرٌ  مُقْـتَدِر
وَضَاءَتْ  شُمُوعُ النُّجُومِ  الوِضَاء   ....    وَضَاعَ  البَخُورُ  ، بَخُورُ   الزَّهَر
وَرَفْرَفَ   رُوحٌ   غَرِيبُ   الجَمَالِ   ....    بِأَجْنِحَـةٍ  مِنْ  ضِيَاءِ   الْقَمَـر
وَرَنَّ  نَشِيدُ   الْحَيَاةِ    الْمُقَـدَّسِ   ....    في  هَيْكَـلٍ حَالِمٍ  قَدْ  سُـحِر
وَأَعْلَنَ  في  الْكَوْنِ  أَنَّ   الطُّمُوحَ   ....     لَهِيبُ الْحَيَـاةِ  وَرُوحُ الظَّفَـر
إِذَا   طَمَحَتْ   لِلْحَيَاةِ    النُّفُوسُ  ....      فَلا  بُدَّ  أَنْ  يَسْتَجِيبَ  الْقَـدَرْ


_________________
الشاعر أبو القاسم الشابي  2-1410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com/contact.forum
Amer-H
صديق فيروزي متميز جدا
صديق فيروزي متميز جدا
Amer-H


علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 9804
الإقامة : Sweden
العـمل : IT-computer
المزاج : Good
السٌّمعَة : 316
التسجيل : 09/02/2007

الشاعر أبو القاسم الشابي  Empty
مُساهمةموضوع: صلوات في هيكل الحب    الشاعر أبو القاسم الشابي  Emptyالجمعة يونيو 21, 2013 7:49 pm


صلوات في هيكل الحب

عذبةٌ  أنتِ  كالطفولة  كالأحلام   كاللحنِ   كالصباحِ    الجديدِ
كالسماء  الضحوكِ  كالليلةِ   القمراءِ   كالوردِ  كابتسامِ   الوليدِ
يا   لها    من    وداعـةٍ    وجَمالٍ     وشبابٍ    منعّمٍ    أملودِ
يا لَهَا من  طهارةٍ   تبعثُ  التقديسَ   في   مهجة   الشقيّ   العنيد


يا  لها  من  رقّةٍ  تكاد  يرفّ  الوردُ  منها  في  الصخرة   الجلمود
أيّ  شيء تراك هل أنت  فينيس  تَهادت  بين  الورى  من  جديد
لتعيد   الشبابَ  والفرحَ   المعسـولَ   للعالَمِ   التعيس   العميـد
أم  ملاك  الفردوس جاء  إلى الأرضِ  ليحيي روح السلام   العهيد

أنتِ .. ما  أنتِ ؟  رسمٌ  جَميلٌ  عبقريٌّ  من  فنّ   هذا  الوجود
فيك  ما   فيه   من   غموضٍ   وعمقٍ   وجمالٍ    مقدّسٍ   معبود
أنتِ ما أنتِ؟  أنت  فجرٌ  من  السحر   تَجلّى   لقلبِي    المعمود
فأراه   الحياةَ   في   مونق   الحُسن   وجلّى   له    خفايا   الخلود
 
أنت  روح   الربيع   تختال   في   الدنيا   فتهتز   رائعاتُ  الورود
تهب  الحياة   سكرى   من   العطر   ويدوّي   الوجود   بالتغريد
كلما    أبصرتك   عيناي   تَمشين    بخطو     موقّع     كالنشيد
خفق  القلبُ  للحياة  ورفّ  الزهرُ  في  حقل  عمري   الْمجرود

وانتشت   روحي   الكئيبة   بالحبّ    وغنّت    كالبلبلِ    الغرّيد
أنت  تحيين  في  فؤادي  ما  قد  مات  في  أمسي  السعيد   الفقيد
وتشيدين  في  خرائب روحي ما   تلاشى  في   عهدي   الْمجدود
من  طموحٍ  إلى  الجمالِ   إلى  الفنِّ   إلى  ذلك   الفضاءِ   البعيد


وتبثين  رقّة   الأشواق  والأحلام   والشدو   والهوى   في  نشيدي
بعد  أن   عانقت   كآبة   أيامي   فؤادي    وألْجمت    تغريدي
أنت   أنشودة    الأناشيد   غنّاك    إلهُ   الغناء    ربّ    القصيد
فيك شبّ الشباب وشّحَهُ السحرُ  وشدو  الهوى   وعطر   الورود

وتبثين  رقّة  الأشواق   والأحلام   والشدو   والهوى   في  نشيدي
بعد  أن   عانقت   كآبة    أيامي    فؤادي    وألجمت   تغريدي
أنت   أنشودة    الأناشيد   غنّاك    إلهُ    الغناء    ربّ   القصيد
فيك شبّ الشباب وشّحَهُ  السحرُ  وشدو  الهوى  وعطر   الورود


وقوام    يكاد    ينطق     بالألحان    في    كل    وقفة    وقعود
كل  شيء   موقع   فيك   حتى   لفتة   الجيد   واهتزاز    النهود
أنت..أنت  الحياة في  قدسها السامي وفي سحرها  الشجيّ  الفريد
أنت.. أنت  الحياة  في  رقة   الفجرِ   وفي  رونق   الربيع   الوليد

أنت ..  أنت  الحياة  كل  أوان   في   رواء   من  الشباب  جديد
أنت.. أنت  الحياة   فيكِ   وفي  عينيك  آيات  سحرها   الممدود
أنت   دنيا    الأناشيد    والأحلام   والسحر    والخيال    المديد
أنت فوق  الخيال  والشعر  والفن  وفوق  النهى   وفوق   الحدود

 

أنت  قدسي   ومعبدي   وصباحي   وربيعي   ونشوتي  وخلودي
يا  ابنة  النور  إنني   أنا  وحدي  من  رأى  فيك  روعك  المعبود
فدعيني  أعيش  في  ظلك  العذب  وفي  قرب   حُسنك   المشهود
عيشة  للجمال   والفن   والإلهام   والطهر   والسنَى    والسجود
 

عيشة  الناسك  البتول  يناجي  الرب في  نشوة  الذهول   الشديد
وامنحيني  السلام  والفرح  الروحي  يا   ضوء   فجري   المنشود
وارحميني  فقد  تَهدمت   في  كون  من   اليأس   والظلام   مشيد
أنقذيني  من الأسى  فلقد   أمسيت  لا  أستطيع   حَمل  وجودي

في  شعب  الزمان  والموت  أمشي  تحت  عبء  الحياة جم القيود
وأماشي   الورى   ونفسي   كالقبر   وقلبي     كالعالم    المهدود
ظلمة  ما  لَها   ختام   وهول    شائع    في   سكونِها    الممدود
وإذا  ما  استخفى   عبث   الناس   تبسمت   في  أسى   وجُمود

 

بسمة    مرة    كأني    أستلّ   من   الشوك     ذابلات   الورود
وانفخي  في  مشاعري  مرح  الدنيا  وشدّي  من   عزمي المجهود
وابعثي  في  دمي  الحرارة   علّي   أتغنى   مع   المنَى  من   جديد
وأبثّ     الوجود     أنغام     قلب     بلبليّ     مكبلٍ   بالحديد

 

فالصباح   الجميل    ينعش    بالدفء    حياة   المحطم    المكدود
أنقذيني   فقد   سئمت   ظلامي  أنقذيني   فقد   مللت   ركودي
آه يا زهرتي  الجميلة   لو  تدرين  ما  جدّ   في   فؤادي  الموحود
في فؤادي  الغريب تُخلق  أكوانٌ  من السحر  ذات  حسن  فريد

وشُمُوس    وضاءة    ونجوم    تنثر   النـور   في   فضاء   مديد
وربيع   كأنه  حلم    الشاعر    في   سكرة    الشباب    السعيد
ورياض  لا تعرف   الحلك   الداجي   ولا  ثورة   الخريف العتيد
وطيـور      سحرية     تتناغى    بأناشيد    حلـوة     التغريد

وقصور  كأنها   الشفق    المخضوب  أو   طلعة   الصباح  الوليد
وغيوم    رقيقة     تتهادى     كأباديد     من    نُثـار   الورود
وحياة    شعرية   هي  عندي  صورة  من   حياة   أهل   الخلود
كل  هذا   يشيده    سحر    عينيك   وإلهام    حسنك    المعبود

وحرام  عليك  أن  تهدمي  ما شاده  الحسن  في   الفؤاد   العميد
وحرام  عليك   أن  تسحقي  آمال  نفس   تصبو   لعيش   رغيد
منك  ترجو  سعادة لم  تجدها  في  حياة  الورى  وسحر  الوجود
فالإله  العظيم   لا  يرجم  العبد   إذا  كان  في  جلال   السجود

_________________
الشاعر أبو القاسم الشابي  2-1410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com/contact.forum
Rania
صديقة فيروزية متميزة
صديقة فيروزية متميزة
Rania


علم الدولة : Syria
الجنس : انثى
المشاركات : 487
العـمر : 39
الإقامة : سوريا
العـمل : مقبول
المزاج : رومانسي
السٌّمعَة : 8
التسجيل : 10/02/2007

الشاعر أبو القاسم الشابي  Empty
مُساهمةموضوع: أَلا أَيُّها الظَّالمُ المستبدُّ   الشاعر أبو القاسم الشابي  Emptyالخميس يوليو 04, 2013 12:50 pm

أَلا    أَيُّها    الظَّالمُ      المستبدُّ        حَبيبُ   الظَّلامِ   عَدوُّ      الحيَاهْ
سَخرْتَ  بأَنَّاتِ  شَعْبٍ    ضَعيفٍ        وكَفُّكَ   مخضوبَةٌ   من      دمَاهْ
وسِرْتَ  تُشَوِّهُ   سِحْرَ     الوُجُودِ        وتبذُرُ  شوكَ  الأَسى  في    رُبَاهْ
رُوَيْدَكَ   لا   يخدعنْك     الرَّبيعُ        وصحوُ الفضاءِ وضوءُ   الصَّباحْ
ففي الأُفُق الرَّحْبِ هولُ    الظَّلامِ        وقصفُ الرُّعُودِ وعَصْفُ الرَّياحْ
حَذارِ  فَتَحْتَ   الرَّمادِ     اللَّهيبُ        ومَنْ يبذُرِ الشَّوكَ يَجْنِ    الجراحْ
تأَمَّلْ   هنالِكَ   أَنَّى      حَصَدْتَ        رؤوسَ  الوَرَى  وزهورَ    الأَملْ
وَرَوَّيْتَ   بالدَّمِ   قَلْبَ     التُّرابِ        وأَشْربتَهُ   الدَّمعَ   حتَّى      ثَمِلْ
سيجرُفُكَ  السَّيْلُ  سَيْلُ     الدِّماءِ        ويأْكُلُكَ    العَاصِفُ      المشتَعِلْ



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جورج شماس
صديق فيروزي
صديق فيروزي



الجنس : ذكر
المشاركات : 86
العـمر : 39
الإقامة : سوري ـ حمصي- صدي
العـمل : على باب الله
المزاج : ممتاز
السٌّمعَة : 1
التسجيل : 13/03/2008

الشاعر أبو القاسم الشابي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر أبو القاسم الشابي    الشاعر أبو القاسم الشابي  Emptyالخميس أغسطس 08, 2013 3:04 pm


يا ليلُ! ما تصنعُ النفسُ التي سكنتْ
يا ليلُ! ما تصنعُ النفسُ التي سكنتْ ---- هذا الوجودَ، ومِنْ أعدائها القَدَرُ؟
ترضى وَتَسْكُتُ؟ هذا غيرُ محتَمَلٍ! ---- إذاً، فهل ترفضُ الدنيا، وتنتحرُ؟
وذا جنونٌ، لَعَمْري، كلُّه جَزَعٌ ---- باكٍ، ورأيٌ مريضٌ، كُلُّه خَوَرُ!
فإنما الموتُ ضَرْبٌ من حَبائِله ---- لا يُفلتُ الخلقُ ما عاشوا، فما النَّظرُ؟
هذا هو اللّغْزُ، عَمَّاهُ وعَقَّدَهُ ---- على الخليقة ِ، وحْشٌ، فاتكٌ حذِرُ
قد كَبَّلَ القدرُ الضّاري فرائسَه ---- فما استطاعُو له دفْعاً، ولا حَزَروا
وخاطَ أعينَهم، كي لا تُشَاهِدَهُ ---- عينٌ، فتعلمَ ما يأتي وما يذرُ
وَحَاطَهُمْ بفنونٍ من حَبَائِلِهِ ---- فما لَهُمْ أبداً مِنْ بطشِه وَزرُ
لا الموتُ يُنقذُهم من هَوْل صولَتهِ ---- ولا الحياة ُ، تَسَاوَى النّاسُ والحَجَرُ!
حَارَ المساكينُ، وارتاعُوا، وأَعْجَزَهم ---- أن يحذروهُ، وهَلْ يُجْديهمُ الحذرُ
وَهُمْ يعيشونَ في دنيا مشيَّدة ٍ ---- منَ الخطوب، وكونٍ كلَّه خَطرُ؟
وكيف يحذرُ أعمَى ، مُدْلِجٌ، تَعِبٌ ---- هولَ الظَّلامِ، ولا عَزمٌ ولا بَصَرُ؟
قد أيقنوا أنه لا شيءَ يُنقذهُم ---- فاستسلموا لِسُكُونِ الرُّعْبِ، وانتظروا..
ولو رأوه لسَارتْ كي تحارِبَه ---- مِنَ الورى زُمَرٌ، في إثرِهَا زُمَرُ
وثارت الجنّ، والأملاك ناقمة ً ---- والبحرُ، والبَرُّ، والأفلاكُ، والعُصُر
لكنه قوَّة ٌ تُملي إرادتها سِرَّا---- فَنَعْنو لها قهراً، ونأتمرُ
حقيقة مُرَّة ، يا ليلُ، مُبْغَضَة ٌ ---- كالموت، لكنْ إليها الوِرْدُ والصَّدَرُ
تَنَهَّدَ اللَّيْلُ، حتَّى قلتُ: «قد نُثِرَتْ ---- تلك النجومُ، ومات الجنُّ والبشرُ
وَعَاد للصّمتِ..، يُصغي في كآبته ---- كالفيلسوف-إلى الدنيا، ويفتكرُ..
وقَهْقَهَ القَدرُ الجبّارُ، سخرية ً ---- بالكائنات. تَضَاحَكْ أيّها القدرُ!
تمشي إلى العَدَمِ المحتومِ، باكية ً ---- طوائفُ الخلق، والأشكالُ والصورُ
وأنتَ فوقَ الأسى والموت، مبتسمٌ ---- ترنو إلى الكون، يُبْنَى ، ثمّ يندَثِرُ
 
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Iyad Daoud




الجنس : ذكر
المشاركات : 744
العـمر : 49
الإقامة : قطر
العـمل : موظف
المزاج : so so
السٌّمعَة : 4
التسجيل : 13/03/2013

الشاعر أبو القاسم الشابي  Empty
مُساهمةموضوع: أقبل الصبح يغني للحياة الناعسة   الشاعر أبو القاسم الشابي  Emptyالثلاثاء يوليو 08, 2014 6:55 am

وهذه من قصائده المغناة وبصوت السيدة فيروز

أقبل الصبح يغني للحياة الناعسة
والربى تحلم في ظل الغصون المائسة
والصّبا ترقص اوراق الزهوراليابسة
وتهادى النور في تلك الفجاج الدامسة

***
أقبل الصبح جميلا يملأ الأفق بهاه
فتمطى الزهر والطير, وامواج المياه
قد أفاق العالم الحي ، وغنى للحياه
فأفيقي ياخرافي ، وهلمي يا شياه

***
واتبعيني يا شياهي ,بين أسراب الطيور
املئي الوادي ثغاء ، ومراحا وحبور
واسمعي همس السواقي ، وانشقي عطر الزهور
وانظري الوادي ، يغشيه الضباب المستنير

***
واقطفي من كلإ الأرض ومرعاها الجديد
واسمعي شّبابتي تشدو ، بمعسول النشيد
نغم يصعد من قلبي ، كأنفاس الورود
ثم يسمو طائرا ، كالبلبل الشادي السعيد

***
وإذا جئنا إلى الغاب ، وغطانا الشجر
فاقطفي ما شئت من عشب، وزهر, وثمر
أرضعته الشمس بالضوء , وغذاه القمر
وارتوى من قطرات الطل، في وقت السحر

***
وامرحي ما شئت في الوديان، أو فوق التلال
واربضي في ظلها الوارف, إن خفت الكلال
وامضغي الاعشاب ، والأفكار في صمت الظلال
واسمعي الريح تغني ، في شماريخ الجبال

***
إن في الغاب أزاهيرا ، وأعشابا عذاب
ينشد النحل حواليها ، أهازيجا طراب
لم تدنس عطرها الطاهر أنفاس الذئاب
لا, ولاطاف بها الثعلبُ في بعض الصحاب

***
وشذاً حلوا , وسحرا وسلاما ، وظلال
ونسيما ساحرالخطوة ، موفور الدلال
وغصونا يرقص النور عليها ، والجمال
واخضرارا ابديا ،ليس تمحوه الليال

***
لن تملي ياخرافي ، في حمى الغاب الظليل
فزمان الغاب طفلٌ لاعب عذب جميل
وزمان الناس شيخ عابسُ الوجه ثقيل
يتمشى في ملال فوق هاتيك السهول

***
لك في الغابات مرعاك ومسعاك الجميل
ولي الانشاد والعزف إلى وقت الاصيل
فإذا طالت ظلا الكلإ الغض الضئيل
فهلمي نرجع المسعى إلى الحي النبيل …

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المهندس جورج فارس رباحية




علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 116
العـمر : 82
الإقامة : حمص
العـمل : مهندس زراعي متقاعد
المزاج : هادئ
السٌّمعَة : 1
التسجيل : 08/07/2011

الشاعر أبو القاسم الشابي  Empty
مُساهمةموضوع: رد: الشاعر أبو القاسم الشابي    الشاعر أبو القاسم الشابي  Emptyالأربعاء مارس 11, 2015 4:37 pm

الشكر الجزيل لمروركم على الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Dima Ibrahim
صديقة فيروزية متميزة
صديقة فيروزية متميزة
Dima Ibrahim


الجنس : انثى
المشاركات : 893
العـمر : 39
الإقامة : Syria-Sweden
العـمل : well
المزاج : bra
السٌّمعَة : 10
التسجيل : 20/02/2007

الشاعر أبو القاسم الشابي  Empty
مُساهمةموضوع: يا عَذارى  الجمال  والحُبِّ  والأحلامِ    الشاعر أبو القاسم الشابي  Emptyالخميس مارس 12, 2015 3:16 pm


يا عَذارى  الجمال  والحُبِّ  والأحلامِ

يا عَذارى  الجمال  والحُبِّ  والأحلامِ    ....    بَلْ    يا    بَهاءَ     هذا       الوُجودِ
قَدْ    رأيْنا     الشُّعورَ       مُنْسَدِلاتٍ    ....    كلّلَتْ    حُسْنَها    صباحُ       الورودِ
ورَأينا   الجفونَ   تَبْسِمُ   أو      تَحْلُمُ    ....    بالنُّورِ        بالهوى           بالنّشيدِ
ورَأينا   الخُدودَ   ضرّجَها      السِّحْرُ  ....      فآهاً   من    سِحْرِ    تِلْكَ      الخُدودِ
ورأينا   الشِّفاهَ   تَبْسِمُ    عن    دنْيا    ....    من     الوَردِ      غَضّةٍ        أُمْلودِ
ورأينا   النُّهودَ    تَهْتَزُّ      كالأزهارِ    ....    في     نَشْوَة     الشَّبابِ        السَّعيدِ
فتنةٌ     توقِظُ     الغَرامَ        وتُذْكيهِ  ....      ولكنْ     ماذا      وراءَ        النُّهودِ
مَا الَّذي خَلْفَ سِحْرِها الحالمِ السَّكرانِ   ....     في      ذلك      القرار         البعيدِ
أنُفوسٌ    جميلةٌ    كطيورِ      الغابِ    ....    تَشْدو         بِساحِرِ           التَغْريدِ
طاهراتٌ   كأنَّها    أرَجُ      الأزهارِ   ....     في     مَوْلدِ      الرَّبيعِ        الجَديدِ
وقلوبٌ    مضيئةٌ    كنُجومِ       اللّيلِ   ...     ضَوّاعَةٌ        كَغَضِّ          الوُرودِ
أو    ظَلامٌ    كأنَّهُ    قِطَعُ       اللّيلِ    ....    وهَوْلٌ     يُشيبُ     قلبَ        الوليدِ
وخِضَمُّ    يَموج    بالإثمِ       والنَّكْرِ    ....   والشَّرِّ        والظِّلالِ           المَديدِ
لستُ   أدري   فرُبَّ   زهرٍ     شديِّ     ....   قاتلٌ     رُغْمَ     حُسْنِهِ       المَشْهودِ
صانَكُنَّ  الإلهُ   من   ظُلْمةِ     الرُّوحِ    ....    ومن    ضَلّة     الضّميرِ       المُريدِ
إنَّ    لَيلَ    النُّفوسِ    ليلٌ      مريعٌ   ....     سَرْمَديُّ    الأسى    شنيعُ      الخُلودِ
يرزَحُ   القَلْبُ   فيه    بالألَم    المرّ    ....    ويَشقى        بعيشِهِ           المَنْكودِ
ورَبيعُ    الشَّبابِ     يُذبِلُهُ     الدّهْرُ     ....   ويمضي       بِحُسِنهِ          المَعْبودِ
غيرُ  باقٍ  في   الكونِ   إلاَّ     جمالُ    ....    الرُّوح  غضًّا  على  الزَّمانِ     الأبيدِ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com/contact.forum
Amer-H
صديق فيروزي متميز جدا
صديق فيروزي متميز جدا
Amer-H


علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 9804
الإقامة : Sweden
العـمل : IT-computer
المزاج : Good
السٌّمعَة : 316
التسجيل : 09/02/2007

الشاعر أبو القاسم الشابي  Empty
مُساهمةموضوع: نشيد الجبار أو هكذا غنى بروميثيوس   الشاعر أبو القاسم الشابي  Emptyالأربعاء سبتمبر 04, 2019 8:59 am


سَـــأعيشُ رَغْمَ الدَّاءِ والأَعــــــداءِ     ــ    كالنَّسْر فوقَ القِمَّةِ الشَّــــــــــمَّاءِ
أرْنُو إلى الشَّــــــمْسِ المُضِيئةِ هازِئاً  ـــــــ    بالسُّـــــــحْبِ والأَمطارِ والأَنواءِ
لا أرْمـــــــقُ الظِّلَّ الكـئيبَ ولا أرَى    ــــــ مَا في قَرارِ الهُوَّةِ السَّــــــــــوداءِ
وأَســــــيرُ في دُنيـــا المَشَاعرِ حالِماً ـــــــــ غَرِداً وتلكَ سَـــــــــعادةُ الشعَراءِ
أُصْغي لمُـوســــــيقى الحَياةِ وَوَحْيِها ـــــــــ وأذيبُ روحَ الكَوْنِ في إنْشَــــائي
وأُصيــــــخُ للصَّــــوتِ الإِلهيِّ الَّذي ـــــــــ يُحْيي بقـــــــــــلبي مَيِّتَ الأَصْداءِ
وأقــولُ للقَــــــدَرِ الَّــــــذي لا ينثني ـــــــــ عَنْ حَرْبِ آمـــــــــــالي بكلِّ بَلاءِ
لا يُطْفِئُ اللَّهـــــبَ المؤجَّجَ في دمي ـــــــــ موجُ الأســى وعواصفُ الأرزاء
فـــاهدمْ فؤادي ما اســــــتطعتَ فإنَّهُ ـــــــــ ســــــيكون مثلَ الصَّخرة الصَّمَّاءِ
لا يعـرفُ الشَّــــــكوى الذليلَة والبكا ـــــــــ وضراعَة الأَطفـــــــالِ والضّعفاءِ
ويعيــــــشُ جبّـــــــــَاراً يحدِّق دائماً ـــــــــ بالفجر، بالفجرِ الجميــــــــلِ النَّائي
إِمـــــلأْ طريقي بالمخـاوفِ والدُّجى ـــــــــ وزوابعِ الأَشــــــــواكِ والحصباءِ
وانْشـــــر عـــليه الرُّعب وأثر فوقه ـــــــــ رُجُمَ الرَّدى وصواعقَ البأســــاءِ
سَــــأَظلُّ أمشــي رغمَ ذلك عـــازفاً ـــــــــ قيثــــــــــــــــارتي مترنِّماً بغنائي
أَمشــــــــي بروحٍ حـــــــالمٍ متَوَهِّجٍ ـــــــــ في ظُـــــــــــــلمةِ الآلامِ والأَدواءِ
النُّــــــور في قلبي وبيـــنَ جوانحي ـــــــــ  فَعَلامَ أخشى السَّــــيرَ في الظلماءِ
إنِّي أنـــــــــا النَّايُ الَّـــذي لا تنتهي ـــــــــ أنغامُـــــــــــــهُ ما دام في الأَحياءِ
وأنــــا الخِضَمُّ الرحْبُ ليـــس تزيدُهُ ـــــــــ إلاَّ حياةً سَــــــــــــــــطْوةُ الأَنواءِ
أمَّـــــا إِذا خمـــدت حياتي وانقضى ـــــــــ عُمُري وأخرسَـــــــتِ المنيَّةُ نائي
وخبـــــا لهيبُ الكون في قلبي الَّذي ـــــــــ قد عاش مِثْلَ الشُّـــــــعْلَةِ الحمراءِ
فأنا السَّــــــــعيد بأنَّني مُتحــــــــوِّلٌ ـــــــ  عن عــــــــــــالمِ الآثامِ والبغضاءِ
لأذوبَ في فجر الجمال الســرمديِّ  ـــــــ وأرتـــوي من مَنْهَـــــــلِ الأَضواءِ
وأَقـــــولُ للجَمْعِ الَّذين تجشَّــــــموا ـــــــــ هَــــدْمي وودّوا لو يخرُّ بنـــــــائي
ورأوْا على الأَشــــواكِ ظلِّيَ هامِداً ـــــــــ فتخيَّــــــلوا أَنِّي قضيْتُ ذمَـــــــائي
وغدوْا يَشُـــــــــبُّون اللَّهيبَ بكلِّ ما ـــــــــ وجدوا ليشــــــوُوا فوقَهُ أشـــــلائي
ومضَــــوْا يَمُدُّونَ الخُـــوَانَ ليأكلوا ـــــــــ لحمي ويرتشــــــــــفوا عليه دِمائي
إنِّي أقـــــولُ لهمْ ووجهي مُشـــرقٌ ـــــــــ وعلى شـــــفاهي بَسْمَةُ اســـــتهزاءِ
إنَّ المَعــــاوِلَ لا تَهُـــــــــدُّ مناكبي ــــــ والنَّــــــــــارُّ لا تأتي على أعضائي
فارموا إلى النَّار الحشـائشَ والعبوا ـــــــــ يا مَعْشَـــــــرَ الأَطفالِ تحتَ سَمائي
وإذا تمرَّدتِ العَواصـــــفُ وانتشى ـــــــــ بالهـــــــــــــــولِ قلْبُ القبَّةِ الزَّرقاءِ
ورأيتمـــوني طـــــــــــائراً مترنِّماً ـــــــــ فـــــوقَ الزَّوابعِ في الفَضــاءِ النَّائي
فارموا على ظلِّي الحجارةَ واختفوا ـــــــــ خَــــوْفَ الرِّيـــــاحِ الْهُوجِ والأَنواءِ
وهناكَ في أمنِ البيــــوتِ تطارحوا ـــــــــ غَثَّ الحـــــــــــديثِ وميِّتَ الآراءِ
وترنَّمـــوا ما شــــــئتمُ بِشَـــــتَائمي ـــــــــ وتجـــــــــاهَروا ما شـــــئتمُ بعِدائي
أمَّــــــا أنـــــــــا فأُجيبكمْ مِنْ فوقكمْ ـــــــــ والشَّـــمسُ والشَّــــفقُ الجميل إزائي
مَنْ جَـــــــاشَ بالوحي المقدَّسِ قلبُهــــــــ لم يحتفــــــــل بحِجَــــــــــارةِ الفَلتاءِ

_________________
الشاعر أبو القاسم الشابي  2-1410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com/contact.forum
 
الشاعر أبو القاسم الشابي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سميح القاسم يدعو الى الحفاظ على "شعر المقاومة"
» الشاعر سعيد عقل
» الشاعر حنا الأسعد
» الشاعر مظفر النواب
» الشاعر الأندلسي ابن زيدون

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: 000{ القسم الأدبي والشعري }000 :: أصدقاء الشخصيات الأدبية-
انتقل الى: