!!!
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 2093 الإقامة : ! العـمل : ! المزاج : ! السٌّمعَة : 86 التسجيل : 13/11/2010
| موضوع: ذكرى حزيران الأربعاء يونيو 05, 2013 12:44 pm | |
| من قلم : عبدالوهاب القطب خاص بعرب تايمز 5 حزيران 2013
أمِنْ تذكُّرِ يوْمٍ فِي حُزَيْرانِ قدْ هاجَ حُزنُكَ، أمْ مِنْ فقْدِ خِلَّانِ
وَغَصَّةٌ عَرَضٌ فِي الحَلْقِ أمْ شَرَقٌ أمْ حَشْرَجَتْ رُوحُكَ الظَّمْآى لِبِيسَانِ
فَرُحْتَ تُهْرِقُ دَمْعَا سَالَ مُتَّئِداً كَمَاءِ نَارٍ هَوَى مِنْ قَلْبِ بُرْكانِ
مَا دَمْعَةٌ ذَرَفَتْهَا عَيْنُ مُرْضِعَةٍ ـ بَكَتْ وَحِيدَاً، عَلَيْهِ مَرَّ عَامَانِ
ضّمَّتْهُ جَازِعةً والمَوْتُ يَجْذِبُهُ إلى أَنِ اسْتَسْلَمَتْ مِنْهَا الذِّرَاعَانِ
يَوْمَاً ـ بِأصْدَقَ مِنْ عَيْنَيَّ ذرَّفَتَا دَمْعاً بِيَوْميَ هذا مِنْ حُزَيْرَانِ
يَكادُ لَوْلا رَجَائي الشَّوْقُ يَذبَحُنِي وَتُحْرِقُ القَلْبَ مِنْ ذِكْرَاهُ نِيرانِي
لِحَارَةٍ أهْلُهَا أهْلِي وَهَمُّهُمُو هَمِّي وَأحْزانُهُمْ مَا عِشْتُ أحْزَانِي
كَمْ جُبْتُ زَاوِيَةً فِيها وزَاوِيَةً كُلُّ الزَّوَايَا بِذاكَ الرَّبْعِ عُنْوانِي
وَهَا أنَا اليوْمَ مِثلَ الأمْسِ أذكُرُهُم فِي كُلِّ عَامٍ وَطَيْفُ الحُزْنِ يَغْشَانِي
كَأنَّ قُنْبُلَةً مَوْقُوتَةً بِدَمِي فِي وَقتِها انْفَجَرَتْ ذِكْرى لإيذانِي
تَكادُ تُسْكِتُ قَلْبِي مِنْ ضَرَاوَتِهَا وَالقَلْبُ مِنْ فَرْطِ وَجْدِي جِدُّ وَهْنَانِ
يَا وَيْحَ نَفسِكَ وَالأهْلِينَ قدْ خرَجُوا أمَامَ عَيْنَيْكَ عَصْرَاً فِي حُزَيْرَانِ
لَوْلا وُقوفُكَ بينَ النَّاسِ مُنْتبِهاً لَخِلْتَ ذلكَ حَشْرَ الإنْسِ وَالجَانِ
مَا زِلْتُ أذكُرُهُمْ لِلشَّرْقِ وِجْهَتُهُمْ بِكُلِّ مَا عَزَّ سَارُوا نَحْوَ عَمَّانِ
وَاللهِ قدْ رُحْتُ أمْشِي خَلْفَ وَالِدَتِي تَكادُ لا تَحْمِلُ الأحْمَالَ رِجْلانِ
تَمْشِي وِأسْألُهَا عَنْ إخوَةٍ سَبَقَوُا وَليْسَ مِنْ خَبَرٍ عَنْ حَالِ إخْوَانِي
فَلَمْ تُجِبْ وَيَدِي تَنْشَدُّ فِي يَدِهَا شَدّاً، وَفِي يَدِهَا الأخرَى أخِي الثانِي
أدَرْتُ طَرْفِي وَمَا فِي البَيْتِ مِنْ أحَدٍ كَأنَّ بَيْتِيَ نادَانِي فَأبْكَانِي
حَتَّى الحِجَارَةُ أنّتْ عِنْدَمَا خَرَجُوا أللحِجَارَةِ مِثلِي قَلبُ إنْسَانِ ؟
وَجَارَةٍ شَللٌ فِي الجِسْمِ أَقعَدَهَا قَدْ وَدَّعَتْنَا وَدَاعَ الرَّاحِلِ الفَانِي
وَجارَةٌ تَاهَ مِنْ أوْلادِهَا وَلَدٌ جَرَتْ وَرَاهُ بِلا وَعْيٍ وَحُسْبَانِ
وَخَلْفِيَ امْرأةٌ صَاحَتْ ـ نَمُوتُ مَعَا ـ قِفْ يا ابْنَ عَمِّي فإنَّ الحِمْلَ أعْيَانِي
يَوْمٌ عَصِيبٌ مَضَى يَدْوِي بِذَاكِرَتِي مَا أقْرَبَ اليَوْمَ مِنْ سَمْعِي وَآذانِي
آه فِلِسْطِينُ بُعْدِي عَنْكِ بَرَّحَ بِي وَالوَجْدُ أنْهَكَنِي والشَّوقُ أرْدَانِي
وَالبَيْنُ كَسَّرَ قَلْبِي فِي طُفولتِهِ وَشِبْتُ وَالقلبُ مَكسُورٌ إلى الآنِ
وَيَا فِلِسْطِينُ أنْتِ الرُّوحُ مِنْ جَسَدِي تَفْنَى الجُسُومُ وَحُبِّي ليْسَ بِالفَانِي
آهٍ لِحُبُّكِ لا شَيْبٌ وَلا هَرَمٌ كأنَّهُ كَائِنٌ مِنْ عالَمٍ ثَانِ
لَكِنَّنِي يَائِسٌ واليَأسُ فِي رِئَتِي يَا لَيْتَهُ مَرَّةً في العَامِ يَنسَانِي
وَزَادَهُ مَا بِأرْضِ الشَّامِ قدْ فَعَلَوا وَخلفَهم بَلدِي تذوي بِكِتمانِ
قدْ أصْبَحَ الأمْرِكَانِي مؤمِناً وَأخَاً إذا بِلِحْيَتِهِ طَلَّ الأمِرْكانِي
قَدِ أشبَعوها دَمَاراً مِنْ عمَالَتِهمْ وَهَمَّشُوا القُدْسَ وَالأقْصَى كَبِيسَانِ
وَرُحْتُ أصْرُخُ كَالبَاقِينَ ، قُدْسُكُمُ فِي الأسْرِ تَشقى وَتَدْمَى مُنْذُ أزْمَانِ
أصْرُخْ فَلنْ تُسْمِعَ المَوْتَى، فَكُلهُمُو مَاتوا وَوُورُوا بِلا غُسْلٍ وَأكفَانِ
بَلْ هُؤلاءِ نِفَايَاتٌ بِهَا قَذَفَتْ يَدُ اليَهُودِ مِنَ ـ الدُّونْمَا ـ لِمَرْخَانِ
هذا ابنُ سَلجوقَ صُهيونٌ يخادِعُنا كآلِ مَرْخانَ في أثْوابِ إخوانِ
تَوَحَّدُوا وَيَدُ الأنْذالِ وَاحِدَةٌ لِيَذبَحُوا كُلَّ سُورِيٍّ وَلبْنَانِي
مِنْ أيْنَ يَأتِيكَ نَصْرُ العُرْبِ يَا وَطَنِي وَخِنْجَرُ العُرْبِ فِي ظَهْرِي ووِجْدَانِي
ضَاعَتْ فِلِسْطِينُ مُذ ضَاعَتْ كَرَامَتُهمْ حَسْبُ اليَهُودِ انْتِصَارَا ذُلُّ عُرْبانِي
تثاءبَ الكُفرُ يَا مُفتُونُ فوْقَكُمُ وَمَلَّ مِنْ كلِّ كَذابٍ وَخوَّانِ
كأنَّ راتِبَهُ أضْحَى عُمُولَتَهُ فصَارَ يُفتِي كَسِمْسَارٍ بِدُكَّانِ
أصْبَحْتَ أعْظَمَ كُفرَاً مِنْ أبي لَهَبٍ إذا رَفَضْتَهُمو،فارْفُضْ بِعِصْيانِ
وَالنَّارُ مَثوَاهُمو وَالقتلُ وَاجِبُنا إذا تَمَكَّنْتَهُمْ فَافْلقْ كَصَوَّانِ
فَمَنْ أحَلَّ بِفتوى وَطْءَ مُسْلِمَةٍ دَمُهُ حَلالٌ كَدَمِّ الوَاطِئِ الزّانِي
*** أعودُ ثانِيَةً أشكو لكم وطني قدْ ضَيَّعوهُ عليْنَا مُنْذ أزمانِ
أرَى بِأنِّيَ لَنْ ألقاكَ يَا وَطَنِي وَسَوْفَ أقبَعُ في المَنْفىً بِحِرْمَانِي
لِذلكَ انْكَسَرَتْ قِيثارَتِي بِيَدِي فَلَمْ تَعُدْ عَوْدَتِي لَحْنٌ مِنَ الْحَانِي
وَهَذِهِ سَنَدَاتُ الأرْضِ أحْرِقُهَا فَلَنْ أعُودَ إلَى حَقْلِي وَبُسْتانِي
أمّا المَفاتيحُ،في الأعناقِ قد صَدَأتْ فَخُذْ مَفاتِيحَ داري وَارْثِ أوْطَانِي
إنِّي احْتَسَبْتُكَ عِنْدَ اللهِ يَا وَطَنِي ما لي عَزاءٌ سِوى في كأسِ نِسْيانِي | |
|