عيد العنصرة عيد حلول الروح القدس
هو عيد عظيم يحوى في ذاته أسرار عظيمة من العهدين وقد كان من أعياد اليهود الثلاثة الكبيرة (الفصح والحصاد والمظال) ....
كان هذا العيد فى العهد القديم رمزا لما صنعه السيد للجنس البشرى ، والكنيسة تحتفل به تذكارا لتلك الاعجوبة العظيمة
التى قدست العالم وفتحت طريق الايمان وقدست الرسل بنوع خاص وهى حلول الروح القدس على جمهور التلاميذ بشبه
السنة نار منقسمة استقرت على كل واحد منهم بينما كانوا مجتمعين للصلاة بنفس واحدة في العلية في يوم الخمسين
" ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة. وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة
وملا كل البيت حيث كانوا جالسين. وظهرت لهم السنة منقسمة كانها من نار واستقرت على كل واحد منهم.
وامتلا الجميع من الروح القدس وابتداوا يتكلمون بالسنة اخرى كما اعطاهم الروح ان ينطقوا " (أع 2: 1 – 4).
أن أصل وضع هذا العيد في الكنيسة يرجع إلى الرسل أنفسهم وتدل شهادات الكتاب وأقوال الاباء والتاريخ على أن
الرسل وضعوه واحتفلوا به .
صلوات السجدة:
كانت العادة قديما في عهد الرسل أن يقرأ المصلون صلوات السجدة وهم وقوف ويقال أن السبب في اتخاذ السجود عند قراءتها
كما هو متبع الان يرجع إلى ما حدث مرة من أنه بينما كان الانبا مكاريوس البطريرك الانطاكى يتلو الطلبات اذ هبت ريح عاتية
كما حدث في علية صهيون يوم عيد الخمسين ، فخر المصلون ساجدين وتكرر هبوب الريح وسجود المصلين 3 مرات
فأخذت الكنيسة هذه العادة إلى يومنا هذا.. وعلى هذا الرسم تستقبل الكنيسة فعل الروح القدس وهى ساجدة.
وتشير ايضا أنه في صلوات السجدة تحرق البخور وهذا لأنه في يوم الخمسين انتشرت رائحة الروح القدس الذكية بين التلاميذ
وملأت العالم كله بواسطة عملهم الكرازى.. والروح القدس هو الله، والبخور اشارة على وجود الله في المكان وفى صلوات
السجدة تطلب الكنيسة راحة ونياحا لأنفس الراقدين رافعة صلوات مزدوجة لانها لا تغفل في عيدها هذا أن تصلى مع الكنيسة
المنتصرة التى في السماء فترفع في هذا اليوم بخورا كثيرا جدا مع صلوات متواترة على ارواح المنتقلين كنوع من الشركة
المتصلة وتبادل الشفاعة لانها ترى في ذلك كمال التعبير.
آما السجدات الثلاثة فتحدثنا عن موضوع الروح القدس :
ففى السجدة الاولى : نرى فى صلاة السيد المسيح الشفاعية من أجل التلاميذ والمؤمنين به مجد الروح القدس فيقول الرب
(يكونون معى حيث اكون أنا لينظروا مجدى) (يو 17: 24).
أما في السجدة الثانية : نلمس وعد الله لنا بارسال الروح القدس بقوله (وها أنا أرسل لكم موعد أبى) (لو 24: 49)
والسجدة الثالثة : ترى فيها بركات الروح القدس المشبهة بالماء الذى يعطيه الرب يسوع يطلب فينبع فيه ويجرى من بطنه
أنهار ماء حى (يو 4: 14).
ونرى ايضا اشارة صريحة لطقس السجدة (ولكن تأتى ساعة وهى الان حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للاب بالروح والحق..
الله روح والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغى أن يسجدوا) (يو 4: 24).
ومن أقول القديسين الجميلة عن السجود قال القديس باسيليوس الكبير:
(كل مرة نسجد فيها إلى الارض نشير إلى كيف احدرتنا الخطية إلى الارض وحينما نقوم منتصبين نعترف بنعمة الله ورحمته
التى رفعتنا من الارض وجعلت لنا نصيبا في السماء)
وقال الشيخ الروحاني وهو القديس يوحنا الدلياثي:
(محبة دوام لا سجود أمام الله في الصلاة دلالة على موت النفس عن العالم وادراكها سر الحياة الجسدية).
الروح القدس المعطي :
الروح القدس هو دائم العطاء ، منذ بدء الخليقة ... ولا يزال يعطي باستمرار
+ الله يعطينا روحه القدوس ليسكن فينا. وروح الله يعطينا كل شئ...
+ الروح القدس بمسحة الميرون المقدس، يقدس الكنائس والمذابح، يدشنها. ويمنح القداسة لآوانى الخدمة المقدسة،
وللمعموديات والايقونات... وكل ما ندهنه بزيت الميرون المقدس.
+ والروح القدس يمنح الميلاد الجديد في سر المعمودية .
+ أننا لا نستطيع أن نحصى كل ما يعطيه روح الله: فكل عطية صالحة، وكل موهبة تامة، هي نازلة من عنده...
"وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ ، الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ" [ أفسس 4 : 30 ] .
كل عام وأنتم بخير