شكرا أخ جورج على الصورة والرحمة السماوية لأرواحهم الطاهرة +++++++++++++
من ذكرياتي عن الشراكة في الألات الزراعية في فيروزة أتذكر قصة مشد أبو شعلان السمعان
في أول سنة من شراكة الحصادات ألف أبو شعلان السمعان مشد غنائي طويل كان يغنيه في معظم الأعراس
التي تمت في خريف ذلك العالم وللأسف لست متذكر أي بيت منه و لكن مطلعه على ما أتذكر :
طلعت ضجة بالضيعة ...على بو بدر وقبوعة والمقصود بو بدر المرحوم خالي أبو بدر العبدالنور وقبوعة : يقصد عائلة الأكارم بيت حصرون ..
وفي المشد يصور واقع عدد من العائلات في فيروزة عما حدث معهم في صيفية ذلك العالم والقصة تتلخص كما يلي :
كان هناك عديد كبير من العمال في فيروزة ومنهم والدي والمرحوم أبو ماجد والمرحوم أبو بدر والمرحوم أبو عيد القصاص
والمرحوم عكاب الشاليش وجرجس السمعان ونعمة السمعان وأبو شعلان ومجموعة كبيرة من العمال كانوا يعملون عند
أهل محردة وصقيلبية في سهل الغاب وفي الجزيرة السورية كسائقين جرارات وحصادات وجرافات ..
في ذلك العام أتفق مجموعة من أهالي القرية بأن يشتروا حصادات بالمشاركة والمحاصصة مع بعض السائقين بحيث
يشغلوا الحصادات في سهل الغاب وفي الجزيرة السورية ، طبعا السائقين لديهم خبرة في تلك المناطق أما من دخل
معهم بالشراكة ليس لديهم الخبرة الكبيرة كأهل محردة في إدارة المشاريع في الجزيرة أو التعامل مع الفلاحين
في تلك المناطق .
في تلك السنة تم الشراكة بين المرحوم أبو بدر العبدالنور وبيت حصرون وأشتروا حصادة
وكذلك تمت الشراكة بين بيت فليح وبيت الشيخ جرجس المخول وأشتروا حصادة ويقودها فاضل ابن الشيخ جرجس،
وكذلك بيت نبهة " بيت نكود" أشتروا حصادة ، وبيت ميدع أشتروا حصادة ، وأبو شعلان وأخوته تشاركوا مع بيت خوالي
بيت عبدالنور وأشتروا حصادة ويمكن نسيت بعض الأسماء وعذرا منهم ..
طبعا ثمن الحصادات قسم منها دين والقسم الأخر نقدي ..
تمت صيانة الحصادات والسائقين جاهزين وأنطلقوا بإتجاه الجزيرة ..
طبعا في ذلك الوقت معظم السائقين ممن كانوا يعملوا عند أهل محردة تركوا في ذلك الموسم من الصيف
وتعاقدوا مع أصحاب الحصادات السابقة . أهل محردة كشفوا الموضوع وشعروا أن هناك شي غير عادي.
وصلت الحصادات إلى الجزيرة مع السائقين فوجدوا بأن معظم حصادات أهل محردة هناك ، والسائقين بيعرفوا بعض
وموسم القمح في ذلك الصيف لم يكن على مايرام . بدأت مضاربة الأسعار وأستلموا أهل محردة معظم مشاريع
الحصاد هناك ولم يبقى سوى القليل لحصادات أهل فيروزة .
حاولوا السائقين بسبب معرفتهم لأهل محردة أن يستملوا منهم بعض الحقول للحصاد ولكن بأجار أرخص مما هم
تعاقدوا مع أصحاب الحقول . بما معناه صار أهل محردة يربحوا من حصادات أهل فيروزة .. المهم صارت عدة حوادث
مع الحصادات وفي ذلك الموسم والدي كسرت رجله وكان يعمل مع حصادة بيت فليح ..
بعد أنتهاء فترة الحصاد رجعوا السائقين مع الحصادات وأصحاب الحصادات .أجتمعوا السائقين مع أصحاب الحصادات
من راتبهم وأتعابهم وبعد جمع وطرح بالكاد ماحصلوا عليه يكفي أن يسدد أجرة السائقين والخياطين الذين كانوا
مع الحصادات..أبو شعلان طبعا كان له حصة في إحدى الحصادات وكان في نفس الوقت سائق وهو يعرف أوضاع
جميع السائقين بما فيه أوضاع الحسادات في ذلك الموسم فقام وكتب المشد وأخذ يعنيه .
وكلمات المشد تصور حالة كل سائق وكل حصادة كيف كانت تمنياتهم قبل شراء الحصادات وكيف أصبح بعد أن
رجعوا من الحصاد .
أخر بيت في المشد يقول فيه :
بنجي لجميل عردوش ...قال المصاري بدو يحوش
وبهالموسم طلع فاشوس ... وخابت خطته الموضوعة...............
الرحمة السماوية لأرواح كل من فقدناهم والرحمة الإلهية لأرواح الأحياء
هكذا هي الحياة ألم يقل الشاعر
ماكل مايتمنى المرء يدركه... تجري الرياح بما لاتشتهي السفن