البشر يقسمون البشرية إلى عدة أقسام وعدة أصناف وعدة فئات وعدة طبقات، منها الأبيض والأسود ، المُتعلِّم والأمّي ،
العاقل والجاهل ، الغني والفقير ، الشرقي والغربي ...
لكن الله يقسم البشرية الى فئتين فقط لا ثالث لهما وهما: المتجدد وغير المتجدد, أي المولود مرة والمولود مرتين .
لقد شدد الرب المسيح على ضرورة الولادة الجديدة هذه في يوحنا الإصحاح الثالث عندما قال : " ينبغي ان تولدوا ثانية
من فوق لأن المولد من الجسد جسد هو والمولود من الروح هو روح" وهذا يتوافق مع قول النبي داود " قلباً نقياً اخلق فيَّ يا الله ،
وروحاً مستقيماً جدد في داخلي" مزمور 10:51 .
وإذ يعلّل المسيح المبارك السبب الموجب للولادة الثانية يقول:
"ان كان احد لا يولد ثانية – من فوق – لا يقدر ان يدخل ملكوت الله" . يوحنا 3:3.
ما هي غاية الولادة الجديدة :
انها عملية يقوم بها الله وحده في قلب الإنسان ، عندما يعترف انه خاطئ ، ويتوب الى الله ويؤمن بإبنه يسوع المسيح ،
الذي مات على الصليب وسفك دمه ليكفّر عن خطيئة الإنسان . حينئذ يحلّ الروح القدس في قلب هذا الإنسان التائب ،
ويُنير جنباته المظلمة , فيحصل على حياة جديدة يصفها الرسول بولس أنها "خليقة جديدة" (2كورنثوس17:5) فتنقلب مفاهيمه
الدنيوية في الحياة ، وتصبح نظرته للأمور مؤسسة على وجهة النظر المسيحية – وفق ارادة الله- ناهيك عن نضوج الشخصية ،
وسلامة الحياة النفسية – راحة الضمير وسلام القلب – (والإطمئنان عند اجتياز الضيقات والصعوبات) في عالم يعيش على أعصابه،
تحت تأثير المادة والأنانية.
فالتجديد هو نقطة تبدل وانطلاق من حياة تسودها الخطية الى حياة التحرر والعلاقة الحميمة مع الله .
وهكذا يتم قول الكتاب : " الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل صار جديداً . (2كورنثوس17:5).
ما هي غاية الولادة الجديدة :
يتكلم الرسول بطرس عن هذا الإختبار العجيب فيقول : "مبارك الله ابو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية
لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات ، لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحلّ محفوظ في السموات لأجلكم" (1بطرس1 :3-4) .
وهنا نرى أن الولادة الجديدة هي بمثابة تأشيرة دخول الى السماء – الى المجد الأبدي والفرح الذي لا ينتهي مع الله .
وكل محاولة أخرى للدخول الى السماء ، والحصول على الحياة الأبدية ، بغير هذا الطريق هي محاولة باطلة وفاشلة
لأن المسيح يقول: "أنا هو الطريق والحق والحياة ، ليس أحد يأتي الى الآب إلا بي" (يوحنا6:14).
هذه الحياة الجديدة مقدمة لك مجاناً من الرب يسوع المسيح ، وذلك بواسطة آلامه وموته وقيامته ، وليس عليك سوى التوبة ،
والإيمان به ، والسير بموجب ارادته المدوّنة في الإنجيل ، لان الكتاب المقدس يقول: "لا بأعمال في برٍّ عملناها نحن ، بل بمقتضى
رحمته خلصنا . بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" (تيطس5:3) فهل تطلب هذه الحياة الجديدة الآن؟
وتذكَّر قول الرب يسوع:
"ان كان احد لا يولد ثانية – من فوق – لا يقدر ان يرى ملكوت الله" (يوحنا3:3) .