هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأرسل مقالالتسجيلدخول
 

 حكاية دافئة فـي يومٍ بارد

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
!!!




علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 2093
الإقامة : !
العـمل : !
المزاج : !
السٌّمعَة : 86
التسجيل : 13/11/2010

حكاية دافئة فـي يومٍ بارد Empty
مُساهمةموضوع: حكاية دافئة فـي يومٍ بارد   حكاية دافئة فـي يومٍ بارد Emptyالأحد يناير 27, 2013 1:14 pm

حكاية دافئة فـي يومٍ بارد
بقلم مريم شهاب - مجلة صدى الوطن ـ ديترويت
الجمعة, 01.25.2013,

يقتضي العمل أن أذهب إلى مدنٍ عديدة حول ديربورن (مدينه في ولاية مشغن)، وفي يوم من الأسبوع الماضي، توقفت بي السيارة في حي في مدينة كانتون. كان البرد قارساً والرؤية عسيرة وليس معي تلفون. فتجرأت وطرقت أول باب منزلٍ فيه ضوء. فتحت لي صبية لطيفة، إعتذرت لها بشدة وطلبت منها السماح لي بـ«الإتصال بصديق» يساعدني في تبديل دولاب السيارة الذي حلا له النوم الإسترخاء في هذا الطقس البارد القارس.

قالت لي أهلاً وسهلاً بالعربية، طالبة مني الدخول. كانت صبية عربية، رقيقة ورشيقة.. فيما كنت أكرر إعتذاري وأسفي لإزعاجها..

شعرت بالخجل منها لكن ذوقها وإصرارها على أن أشرب معهم اليانسون مع القرفة والزنجبيل والنعناع جعلني أقول لها: لقد ذكّرتِني بالضيعة!! فكيف بصبية صغيرة جميلة مثلك لازالت تتبع «الأسلوب القديم» في تحضير شراب ساخن وصحي في البيت؟ فأجابتني أن زوجها يشكو من الرشح الخفيف وهي تدّلله بعمل هذا الشراب الساخن، لتشعره بحبها وعنايتها به.

قلت لها: من أين لك كل هذه الشطارة والنضارة واللمسات البسيطة الجميلة التي تفتقد لها معظم السيدات الصغيرات من جيلك؟؟

قالت: أنا تعلمت ذلك من جدتي، كانت تقوم بكل شيء لجدي، تنهض في الصباح الباكر لتحضر له الفطور، وبعد ذهابه للعمل تحضّر له الغداء، الذي كان يتناوله في البيت أيضاً. وفي المساء، عندما يجلس على كرسيه وراء طاولة الأكل تقدم له العشاء الساخن باللحم الطري الذي وفرته له. بعد ذلك يجلس على كنبته المخصصة يشاهد نشرات الأخبار التي لم تكن جدتي تهتم بها أبداً، ولم تسأله يوماً أن يبدّل المحطة لبرنامج آخر، وفوق ذلك كانت تعلّق له الثياب التي سوف يلبسها صباحاً وطبعاً مع القميص النظيف المكوي بيديها.

تابعت الصبية: كزائرة مستديمة لبيت جدي، كنت ألاحظ أنه لا يهتم لكل ما تقوم به من أجله. وأتساءل لماذا لا يقدّر الجهد الذي تبذله لعمل كل ما يرضيه ويريحه؟؟ وكنت أقول لنفسي: مستحيل أن أفعل ما تفعله جدتي!! هي تقوم بكل الأعمال بدون حمدٍ ولا شكر منه أو حتى إلتفاتة تقدير.

لكن عندما مرضت جدتي بمرض الخرف والنسيان ولم تعد تفرِّق بين الملح والسكر. ونسيَت أبسط مبادئ الطبخ والأعمال المنزلية، لم يتذمر جدي منها.. بل بالعكس، صار يطبخ أحياناً، وأحياناً يخرج وإياها للأكل وأحياناً يجلب الأكل جاهزاً. لكنها كانت تكره ذلك الأكل لأنه ببساطة لا طعم له ولا نكهة، كما كانت تقول.

.. أخذ جدي يقوم بالأعمال المنزلية كلّها، يكنس ويغسل الصحون وينظف الحمامات، ويغسل لها الثياب ويكويها أيضاً. وكان يوقظها بكل لطف في الصباح ويقدّم لها القهوة وهي مرتاحة على كنبتها المفضلة تشاهد البرامج التي تحّبها. ولم يعد جدي يهتم بمتابعة نشرات الأخبار... وفوق ذلك، بات من الصعب على جدتي التركيز في المحادثة، فهي لم تعد تتذكر أشياء وأحداثاً كثيرة، وتعيد وتكرر نفس السؤال ونفس القصة مرات عديدة.. مما أدى إلى إبتعاد حتى أقرب المقربين في العائلة عنها، ولم يبق لها إلاّ جدي يعتني بها ويستمع لها، رغم اعتلال صحته وكبر سنه.. سألتَه في إحدى المرات: كيف تستطيع يا جدي إحتمال كل ذلك والقيام به؟؟

لن أنسى عندما نظر إليّ قائلاً: كيف طاوعك قلبكِ أن تسأليني هذا السؤال؟؟ هل نسيت ما قدمته لي جدتك طوال حياتي معها؟؟ هذا أقل شيء يمكن أن أقدمه لها نظير محبتها لي وتفانيها كل تلك السنوات. عندها إقتنعت إن جدي أخيراً كان يرى ويقدر دون أن يفصح عن ذلك بكلمة شكر لجدتي.

والآن، أنا عندما أرى زوجي، لا يتفوّه لي بكلمة شكر وتقدير كلما أنهض باكراً، وأحضرّ طعام الفطور له وللأولاد، ثم آخذ الأولاد إلى المدرسة، وأذهب إلى العمل أحياناً لساعات طويلة، وفي طريقي أذهب إلى السوق فأشتري ما أحتاجه ثم أمرّ على الحضانة فأحمل الصغيرة وأعود إلى البيت، لتحضير العشاء وجلي الصحون وتنظيف المنزل... في أمسيات عديدة أشعر بالإحباط لقلة إكتراث زوجي وعدم إنتباهه لي عندما أقوم بغسل البرادي والشبابيك، وترتيب الكاراج والعناية بالحديقة إلى جانب العناية به وبالأولاد، خاصةً في مثل هذه الأيام الباردة.. حيث لا أتذمر ولا أشكو من الصقيع والبرد، بل أقوم بما يجب أن أقوم به وفي يقيني أنه يوماً ما عندما سأحتاجه سوف أجده بقربي مثل جدي.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ginwa
صديقة فيروزية نشيطة
صديقة فيروزية نشيطة
Ginwa


الجنس : انثى
المشاركات : 1347
العـمر : 54
الإقامة : لبنان
العـمل : عمل مكتبي
المزاج : ماشي الحال
السٌّمعَة : 4
التسجيل : 06/04/2007

حكاية دافئة فـي يومٍ بارد Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكاية دافئة فـي يومٍ بارد   حكاية دافئة فـي يومٍ بارد Emptyالثلاثاء يناير 29, 2013 11:35 am

واضح بأن القصة من الخيال وفيها عدم ترابط واقعي .ولو أنها كانت تتكلم عن البيئة اللبنانية وتعاون كبار السن مع بعضهم .
الكاتبة تقول "مما أدى إلى إبتعاد حتى أقرب المقربين في العائلة عنها"
وكيف يمكن لعائلة في الكون كله أن تتخلى عن جدة وهي في تلك الظروف.
واين كانت تلك الفتاة وأهلها عندما أصيبت الجدة بذلك المرض .تناقض واضح في تصرف الفتاة في القصة .
يعطيك العافية

:tack
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Maria
صديقة فيروزية نشيطة
صديقة فيروزية نشيطة
Maria


الجنس : انثى
المشاركات : 614
الإقامة : !!
العـمل : !!
المزاج : !!
السٌّمعَة : 76
التسجيل : 13/01/2011

حكاية دافئة فـي يومٍ بارد Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكاية دافئة فـي يومٍ بارد   حكاية دافئة فـي يومٍ بارد Emptyالثلاثاء يناير 29, 2013 3:39 pm

شكرا أخ جورج على المقالة واسمح لي بالمشاركة...أنا لم أقرأ للكاتبة أي مواضيع من قبل إلا حين بدأت أن تنشر مقالتها. والحقيقة أعجبتني كتباتها لسلاستها ولعمقها في مناقشة المواضيع الإجتماعية. حتى وأني دمعت وأنا أقرأ موضوعها هذا ربما لأنني إسترجعت بعض الذكريات والعلاقات الأسرية الجميلة التي كنا نعيشها أنا و غيري كثير من الناس ...كانت الحياة في غاية البساطة بالرغم من عدم توفر كل التقدم والتكنولوجيا الموجودة حاليا إلا أنني أرغب في بعض الأحيان سرقة جزء من تلك الذكريات الجميلة لأعيشها الآن ولو لفترة قصيرة.
ورواية الجد والجده تعكس بساطة الناس سابقا وصدقهم والأهم وفائهم لبعضهم البعض، وهنا لا أقول بأن الوفاء لم يعد موجودا في زمننا الحالي إنما لم يعد يحمل نفس القيم السامية التي كانت موجودة في العلاقات الزوجية والأسرية سابقا , ربما لمشاغل الحياة وسيطرة المادة في العلاقات الأسرية وأيضا لإهتمام الكثير من الرجال والنساء بالمظاهر الخارجية وللمناصب في العمل والمجتمع مما أثر على علاقتهم ببعض

في رواية الفتاة الجد كان إنسانا عاديا لم يكن يجيد المجاملات ولا كلام الغزل والزوجة كانت تؤدي واجبها تجاه زوجها بكل تفان وإخلاص دون أن تنتظر منه أي كلمة شكر. إلى أن أصيبت الزوجة بالخرف، عندها إنقلبت الأدوار وصار الزوج يخدم الزوجة ويعتني بها في الوقت الذي إبتعد عنها أقرب المقربين إليها. كم هي عظيمة العلاقة بينهما! فكما وعدا أمام الرب عندما تزوجا بأن يخلصا لبعض البعض في السراء والضراء ، فإنهما صدقا بوعدهما وبقيا معا رغم كل الصعوبات فهما يكملان بعضهما البعض كجسد واحد وإن تأثر جزء من هذا الجسد يسنده جزء آخر.

أنا شاهدت على أرض الواقع قصص شبيهة جدا بهذه القصة ورأيت بأم عيني كيف يتململ الأبناء من تحمل مسؤولية أبائهم حين يصيبهم المرض أو الخرف بل حتى يصرخون بهم في حال سمعوا قصصهم المتكررة أو حتى قصصهم الخيالية......الرجل حين يخدم زوجته أو العكس فهذا لشعورهما بالأمان فقط مع بعضهما البعض وحين يحدث مكروه لواحد منهما أو رحيل أحدها فالآخر كذلك يتأثر ويفقد الشعور بالأمان بل حتى يفقد كل معنى للحياة...

شكرا مرة آخرى لنقلك المقالة ويعطيك آلف عافية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حكاية دافئة فـي يومٍ بارد
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كلمات دافئة
» حكاية عودين
» عيونك فيهم حكاية وعد
» حكاية الاسوارة - فيروز
» قديم فيروز

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: 000{ القسم العام }000 :: أصدقاء الحوارات والكتابات الحرة-
انتقل الى: