هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأرسل مقالالتسجيلدخول
 

 جئت لألقي نارا على الارض

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Amer-H
صديق فيروزي متميز جدا
صديق فيروزي متميز جدا
Amer-H


علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 9804
الإقامة : Sweden
العـمل : IT-computer
المزاج : Good
السٌّمعَة : 316
التسجيل : 09/02/2007

جئت لألقي نارا على الارض Empty
مُساهمةموضوع: جئت لألقي نارا على الارض   جئت لألقي نارا على الارض Emptyالإثنين يناير 21, 2013 6:56 pm

قرأت في أنجيل لوقا في الإصحاح 12: 49 ـ 53 الأيات التالية: :

49 جئت لالقي نارا على الارض.فماذا اريد لو اضطرمت.
50 ولي صبغة اصطبغها وكيف انحصر حتى تكمل.
51 اتظنون اني جئت لاعطي سلاما على الارض.كلا اقول لكم.بل انقساما.
52 لانه يكون من الان خمسة في بيت واحد منقسمين ثلثة على اثنين واثنان على ثلثة.
53 ينقسم الاب على الابن والابن على الاب.والام على البنت والبنت على الام.
والحماة على كنتها والكنة على حماتها

فعن أية نار تكلم السيد المسيح وعن أي أنقسام تحدث !!!


طبعا هذا هو الإصحاح الثاني عشر بكامله
1 وفي اثناء ذلك اذ اجتمع ربوات الشعب حتى كان
بعضهم يدوس بعضا ابتدا يقول لتلاميذه اولا تحرزوا لانفسكم من خمير
الفريسيين الذي هو الرياء.
2 فليس مكتوم لن يستعلن ولا خفي لن يعرف.
3 لذلك كل ما قلتموه في الظلمة يسمع في النور وما كلمتم به الاذن في المخادع ينادى به على السطوح.
4 ولكن اقول لكم يا احبائي لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون اكثر.
5 بل اريكم ممن تخافون.خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان ان يلقي في جهنم.نعم اقول لكم من هذا خافوا.
6 اليست خمسة عصافير تباع بفلسين.وواحد منها ليس منسيا امام الله.
7 بل شعور رؤوسكم ايضا جميعها محصاة.فلا تخافوا انتم افضل من عصافير كثيرة.
8 واقول لكم كل من اعترف بي قدام الناس يعترف به ابن الانسان قدام ملائكة الله.
9 ومن انكرني قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله.
10 وكل من قال كلمة على ابن الانسان يغفر له.واما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له.
11 ومتى قدموكم الى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف او بما تحتجون او بما تقولون.
12 لان الروح القدس يعلمكم في تلك الساعة ما يجب ان تقولوه
13 وقال له واحد من الجمع يا معلم قل لاخي ان يقاسمني الميراث.
14 فقال له يا انسان من اقامني عليكما قاضيا او مقسما.
15 وقال لهم انظروا وتحفظوا من الطمع.فانه متى كان لاحد كثير فليست حياته من امواله.
16 وضرب لهم مثلا قائلا.انسان غني اخصبت كورته.
17 ففكر في نفسه قائلا ماذا اعمل لان ليس لي موضع اجمع فيه اثماري.
18 وقال اعمل هذا.اهدم مخازني وابني اعظم واجمع هناك جميع غلاتي وخيراتي.
19 واقول لنفسي يا نفس لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة.استريحي وكلي واشربي وافرحي.
20 فقال له الله يا غبي هذه الليلة تطلب نفسك منك.فهذه التي اعددتها لمن تكون.
21 هكذا الذي يكنز لنفسه وليس هو غنيا لله
22 وقال لتلاميذه.من اجل هذا اقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تاكلون ولا للجسد بما تلبسون.
23 الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس.
24 تاملوا الغربان.انها لا تزرع ولا تحصد وليس لها مخدع ولا مخزن والله يقيتها.كم انتم بالحري افضل من الطيور.
25 ومن منكم اذا اهتم يقدر ان يزيد على قامته ذراعا واحدة.
26 فان كنتم لا تقدرون ولا على الاصغر فلماذا تهتمون بالبواقي.
27 تاملوا الزنابق كيف تنمو.لا تتعب ولا تغزل.ولكن اقول لكم انه ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها.
28 فان كان العشب الذي يوجد اليوم في الحقل ويطرح غدا في التنور يلبسه الله هكذا فكم بالحري يلبسكم انتم يا قليلي الايمان.
29 فلا تطلبوا انتم ما تاكلون وما تشربون ولا تقلقوا.
30 فان هذه كلها تطلبها امم العالم.واما انتم فابوكم يعلم انكم تحتاجون الى هذه.
31 بل اطلبوا ملكوت الله وهذه كلها تزاد لكم
32 لا تخف ايها القطيع الصغير لان اباكم قد سر ان يعطيكم الملكوت.
33 بيعوا مالكم واعطوا صدقة.اعملوا لكم اكياسا لا تفنى وكنزا لا ينفد في السموات حيث لا يقرب سارق ولا يبلي سوس.
34 لانه حيث يكون كنزكم هناك يكون قلبكم ايضا.
35 لتكن احقاؤكم ممنطقة وسرجكم موقدة.
36 وانتم مثل اناس ينتظرون سيدهم متى يرجع من العرس حتى اذا جاء وقرع يفتحون له للوقت.
37 طوبى لاولئك العبيد الذين اذا جاء سيدهم يجدهم ساهرين.الحق اقول لكم انه يتمنطق ويتكئهم ويتقدم ويخدمهم.
38 وان اتى في الهزيع الثاني او اتى في الهزيع الثالث ووجدهم هكذا فطوبى لاولئك العبيد.
39 وانما اعلموا هذا انه لو عرف رب البيت في اي ساعة ياتي السارق لسهر ولم يدع بيته ينقب.
40 فكونوا انتم اذا مستعدين لانه في ساعة لا تظنون ياتي ابن الانسان
41 فقال له بطرس يا رب النا تقول هذا المثل ام للجميع ايضا.
42 فقال الرب فمن هو الوكيل الامين الحكيم الذي يقيمه سيده على خدمه ليعطيهم العلوفة في حينها.
43 طوبى لذلك العبد الذي اذا جاء سيده يجده يفعل هكذا.
44 بالحق اقول لكم انه يقيمه على جميع امواله.
45 ولكن ان قال ذلك العبد في قلبه سيدي يبطئ قدومه.فيبتدئ يضرب الغلمان والجواري وياكل ويشرب ويسكر.
46 ياتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره وفي ساعة لا يعرفها فيقطعه ويجعل نصيبه مع الخائنين.
47 واما ذلك العبد الذي يعلم ارادة سيده ولا يستعد ولا يفعل بحسب ارادته فيضرب كثيرا.
48 ولكن الذي لا يعلم ويفعل ما يستحق ضربات يضرب قليلا.فكل من اعطي كثيرا يطلب منه كثير ومن يودعونه كثيرا يطالبونه باكثر
49 جئت لالقي نارا على الارض.فماذا اريد لو اضطرمت.
50 ولي صبغة اصطبغها وكيف انحصر حتى تكمل.
51 اتظنون اني جئت لاعطي سلاما على الارض.كلا اقول لكم.بل انقساما.
52 لانه يكون من الان خمسة في بيت واحد منقسمين ثلثة على اثنين واثنان على ثلثة.
53 ينقسم الاب على الابن والابن على الاب.والام على البنت والبنت على الام.والحماة على كنتها والكنة على حماتها
54 ثم قال ايضا للجموع.اذا رايتم السحاب تطلع من المغارب فللوقت تقولون انه ياتي مطر.فيكون هكذا.
55 واذا رايتم ريح الجنوب تهب تقولون انه سيكون حر.فيكون.
56 يا مراؤون تعرفون ان تميزوا وجه الارض والسماء واما هذا الزمان فكيف لا تميزونه.
57 ولماذا لا تحكمون بالحق من قبل نفوسكم.
58 حينما تذهب مع خصمك الى الحاكم ابذل الجهد وانت في الطريق لتتخلص
منه.لئلا يجرك الى القاضي ويسلمك القاضي الى الحاكم فيلقيك الحاكم في السجن
59 اقول لك لا تخرج من هناك حتى توفي الفلس الاخير

_________________
جئت لألقي نارا على الارض 2-1410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com/contact.forum
!!!




علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 2093
الإقامة : !
العـمل : !
المزاج : !
السٌّمعَة : 86
التسجيل : 13/11/2010

جئت لألقي نارا على الارض Empty
مُساهمةموضوع: رد: جئت لألقي نارا على الارض   جئت لألقي نارا على الارض Emptyالثلاثاء يناير 22, 2013 12:33 am


معنى آية: ما جئت لأعطي سلامًا بل سيفًا ونارًا..

سؤال: ما معنى قول السيد المسيح: "اتظنون اني جئت لاعطي سلاما على الارض كلا اقول لكم بل انقساما" (لو51:12)؟!
وكيف يقول المسيح هذا الكلام؟!
السؤال بصيغة أخرى من الأديب توفيق الحكيم إلى البابا شنوده:

قرأت في دفترى عبارة افزعتنى, وسجلتها لأسال فيها حتى يطمئن قلبي.. عبارة في الاصحاح الثانى عشر من أنجيل لوقا قال فيها السيد المسيح: "جئت لألقي نارًا على الأرض.. أتظنون أنى جئت لأعطى سلامًا على الأرض، كلا أقول لكم بل انقسامًا.. فكيف والمسيح ابن مريم كلمة من الله، جاء ليلقى نارًا على الأرض...

فكيف يكون الله تعالى هو الكريم، وأنه كتب على نفسه الرحمة، ويقول في قرآنه أن المسيح كلمة منه..
والمسيح يقول في أنجيل لوقا أنه جاء ليلقي نارًا على الأرض؟... وغمرتنى الدهشة وقلت لابد لذلك من تفسير...

فمن يفسر لى حتى يطمئن قلبى؟.. وصرت أسأل من أعرف من أخواتنا المسيحيين المثقفين، فلم أجد عندهم ما يريح نفسي...

أما فيما يخص بالمسيحيين فمن أسال غير كبيرهم الذي أحمل له التقدير الكبير لعلمه الواسع وإيمانه العميق.. البابا شنوده..
فهل المسيحي العادى يفطن لأول وهلة إلى المعنى الحقيقي لقول السيد المسيح...

الإجابة:

رد الخطاب من قداسة البابا شنوده الثالث:

عميد الأدب في أيامنا: الأستاذ الكبير توفيق الحكيم.

تحية طيبة، ودعاء لكم بالصحة، من قلب يكن لكم كل الحب. فأنا قارئ لكم، معجب بكتاباتكم،
احتفظ بكل كتبكم في البطريركية وفي الدير...

وقد قرأت مقالكم الذي نشر في الأهرام يوم الاثنين 2/12/85، الذي قدمتم فيه أسئلة حول بعض الآيات التي وردت في الإنجيل (إنجيل لوقا 12). وعرضتموها في رقة زائدة وفي أسلوب كريم، يليقان بالأستاذ توفيق الحكيم.

وإذا أشكر ثقتكم، أرسل لكم إجابة حاولت اختصارها على قدر ما أستطيع. وأكون شكرًا إن أمكن نشرها كاملة كما هى. لأن تساؤلكم في مقالكم، أثار تساؤلات عند كثيرين، وهم ينتظرون هذا الرد. وختامًا لكم كامل محبتي.

أمضاء: البابا شنوده الثالث

مقدمة:

حينما نتحدث عن آية من الكتاب. لا نستطيع أن نفصلها عن روح الكتاب كله، لأننا قد لا نفهمها مستقلة عنه.

فلنضع أمامنا روح الإنجيل، ورسالة المسيح التي ثبتت في أذهان الناس. ثم نفهم تفسير الآية في ظل المفهوم العام الراسخ في قلوبنا.

رسالة السيد المسيح هي رسالة حب وسلام: سلام مع الله، وسلام مع الناس: أحباء وأعداء. وسلام داخل نفوسنا بين الجسد والعقل والروح.

في ميلاد المسيح غنت الملائكة قائلة "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة" (لو2: 14). وقد دعي السيد المسيح "رئيس السلام" (أش9: 6). وقد قال لنا "سلامي أترك لكم، سلامي أعطيكم.. لا تضطرب قلوبكم ولا تجزع" (يو14: 27)، وقال "أي بيت دخلتموه، فقولوا سلام لأهل هذا البيت" (لو10: 6). وذكر السلام كأحد ثمار الروح في القلب. فقيل "ثمر الروح: محبة فرح سلام" (غل5: 22). وفى مقدمة عظة السيد المسيح على الجبل "طوبي لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون" (مت5: 9).

كما ورد في الإنجيل أيضًا "أطلب إليكم.. أن تسلكوا كما يليق بالدعوة التي دعيتم لها، بكل تواضع القلب والوداعة وطول الأناة، محتملين بعضكم بعضًا بالمحبة، مسرعين إلى حفظ وحدانية الروح برباط السلام. ولكي تكونوا جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا" (أف4: 1-4). ودعا السيد المسيح إلى السلام، حتى مع الأعداء والمقاومين، فقال "لا تقاوموا الشر. بل من لطمك على خدك الأيمن، فحول له الآخر أيضًا. ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك، فاترك له الرداء أيضًا. ومن سخرك ميلًا، فاذهب معه اثنين، ومن سألك فأعطه" (مت5: 39-42).

بل قال أكثر من هذا "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم.. لأنه إن أحببتم الذين يحبونكم فأي أجر لكم.. وإن سلمتم على أخوتكم فقط، فأن فضل تصنعون" (مت5: 44-47).

ولست مستطيعًا أن أذكر كل ما ورد في الإنجيل عن رسالة السلام في تعليم السيد المسيح، إنما اكتفى بهذا الآن، وعلى أساسه نفهم الآيات التي هي موضع السؤال:. مصدر المقال: موقع الأنبا تكلا.

وكمقدمة ينبغي أن أقول إن الإنجيل يحوي الكثير من الرمز، ومن المجاز. ومن الاستعارات والكنايات، من الأساليب الأدبية المعروفة.

جئت لألقى نارًا:

وهى قول السيد المسيح "جئت لألقى نارًا على الأرض. فماذا أريد لو اضطرمت" (لو12: 49).

1- إن النار ليست في ذاتها شرًا. وإلا ما كان الله قد خلقها. وليست بصدد الحديث عن منافع النار، ولا عما قيل عنها من كلام طيب في الأدب العربي. وإنما أقول هنا إن النار لها معان رمزية كثيرة في الكتاب المقدس:

2- فالنار ترمز إلى عمل الروح القدس في قلب الإنسان.

وقد قال يوحنا المعمدان عن السيد المسيح "هو يعمدكم بالروح القدس ونار" ( لو3: 16).

وقد حل الروح القدس على تلاميذ المسيح على هيئة ألسنة كأنها من نار. (أع2: 3).

وكان هذا إشارة إلى أن روح الله ألهبهم بالغيرة المقدسة للخدمة. وهذه الغيرة يشار إليها في الكتاب المقدس بالنار.

وهى النار التي أعطت قوة لتطهير الأرض من الوثنية وعبادة الأصنام. وهذه النار هي مصدر الحرارة الروحية. وقد طلب منا في الإنجيل أن نكون "حارين في الروح" ( رو12: 11). وقيل أيضًا "لا تطفئوا الروح" ( اتس5: 129).

3- والنار ترمز أيضًا في الكتاب إلى المحبة:

وقيل في ذلك "مياه كثيرة لا تستطيع أن تطفئ المحبة" ( نش 8: 7). وقيل أيضًا "لكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين" (مت 24: 14).

4- والنار قد ترمز أيضًا إلى كلمة الله:

كما قيل في الكتاب "أليست كلمتي هذه كنار، يقول الرب" ( ار23: 29). وقد قال ارمياء النبي عن كلام الرب إليه "فكان في قلبي كنار محروقة" ( أر20: 9). لذلك لم يستطع أن يصمت. على الرغم من الإيذاء الذي أصابه من اليهود حينما أنذرهم بالكلمة.

5- والنار في الكتاب ترمز أحيانًا إلى التطهير:

كما قيل عن إشعياء النبي إن واحدًا من الملائكة طهر شفتيه بجمرة من النار. ( أش 6: 6, 7).

وإن كانت النار تحرق القش، إلا أنها تنقي الذهب من الأدران، وتقوى الطوب الطين وتجعله صلبًا. وكانت تستخدم في العلاج الطبي (بالكي).

فالذي كان يقصده السيد المسيح: إنني سألقى النار المقدسة في القلوب. فتطهرها، وتشعلها بالغيرة المقدسة لبناء ملكوت الله، على الأرض، لذلك قال: "ماذا أريد لو اضطرمت".

هذه النار قابلتها نار أخري من أعداء الإيمان تحاول إبادته. وهكذا اشتعلت الأرض نارًا، كانت نتيجتها إبادة الوثنية، بعد اضطهادات تحملها المسيحيون.

هناك إذن نار اشتعلت في قلوب المؤمنين، ونار أخرى اشتعلت من حولهم. وكانت الأولى من الله، والثانية من أعدائه.

والسيد المسيح نفسه تعرض لهذه النار المعادية، لذلك قال بعد هذه الآية مباشرة، يشير إلى آلامه المستقبلية، "وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا، وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟" (إنجيل لوقا 12: 50). وبنفس الأسلوب تحدث عن صبغة آلامه في (مت20: 22؛ مر10: 38

بقي أن نتحدث عن النقطة التالية:

ما جئت لألقى سلامًا بل سيفًا:

وهى قول السيد المسيح بعد الإشارة إلى آلامه مباشرة. "أتظنون أنى جئت لألقي سلامًا على الأرض؟ كلا، أقول لكم بل انقسامًا" ( لو12: 51).

إنه جاء ينشر عبادة الله في العالم كله، بكل وثنيته، ولذلك قال لتلاميذه "اذهبوا إلى العالم أجمع. واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها" (مر16: 15).

تضاف إلى هذا: المبادئ الروحية الجديدة التي جاء بها المسيح. وهي تختلف عن سلوكيات وطقوس العبادات القديمة.

وكان أول من انقسم على المسيح، ثم على تلاميذه: اليهود وقادتهم. ليس بسبب المسيح، إنما بسبب تمسك اليهود بملك أرضي، وبسبب فهمهم الحرفي للكتاب. لدرجة أنهم تآمروا عليه ليقتلوه، لأنه شفى مريضًا في سبت (مت 12: 49).

وتضايق منه اليهود، لأنه كان يبشر الأمم الأخرى بالإيمان. وهو يردون أن يكونوا وحدهم شعب الله المختار. لذلك لما قال بولس الرسول أن السيد المسيح أرسله لهداية الأمم، صرخ اليهود طالبين قتله (أع22: 21, 22). (ستجد النص الكامل للكتاب المقدس هنا في موقع الأنبا تكلا) بل أن القديس بولس لما تحدث عن القيامة، حدث انشقاق وانقسام بين طائفتين من اليهود هما الفريسيون والصدوقيون، لأن الصدوقيين ما كانوا يؤمنون بالقيامة ولا بالروح (أع23: 6, 9).

وانقسم اليهود على المسيح، لأنهم كانوا يريدون ملكًا أرضيًا ينقذهم من حكم الرومان. أما هو فقال لهم "مملكتي ليست من هذا العالم (يو18: 36). فلم يعجبهم حديثه عن ملكوت الله، ولا قوله "أعطوا ما لقيصر لقيصر.." (مت22: 21).

وهكذا قام ضد المسيح كهنة اليهود وشيوخهم والكتبة والفريسيون والصدوقيون. هذا المقال منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا.

أكان يمكن للمسيح أن يمنع هذا الانقسام، بأن يجامل اليهود في عقيدتهم عن الشعب المختار، ورفضهم لإيمان الأمم الأخرى. ورغبتهم في الملك الأرضي، وحرفيتهم في تفسير وصايا الله؟ أم كان لابد أن ينشر الحق. و لا يبالى بالانقسام؟

كذلك واجه السيد المسيح العبادات القديمة بكل تعددها وتعدد آلهتها: آلهة الرومان الكثيرة تحت قيادة جوبتر Jupiter، والآلهة اليونانية الكثيرة تحت قيادة زيوس Zeus، والآلهة المصرية الكثيرة تحت قيادة رع Ra وأمون Amun، وباقي العبادات وكذلك الفلسفات الوثنية المتعددة. وكان لابد من صراع بين عبادة الله والعبادات الأخرى.

أكان المسيح يترك رسالته لا ينادى بها خوفًا من الانقسام، تاركًا الوثنيين في عبادة الأصنام، لكي يحيا في سلام معهم؟! ألا يكون هذا سلامًا باطلًا؟!

أم كان لابد أن ينادى لهم بالإيمان السليم. و لا خوف من الانقسام، لأنه ظاهرة طبيعية فطبيعي أن ينقسم الكفر على الإيمان. وطبيعي أن النور لا يتحد مع الظلام.

لم يكن الانقسام صادرًا من السيد المسيح، بل كان صادرًا من رفض الوثنية للإيمان الذي نادى به المسيح. وهكذا أنذر السيد المسيح تلاميذه، بأن انقسامًا لابد سيحدث. وأنهم في حملهم لرسالته، لا يدعوهم إلى الرفاهية، بل إلى الصدام مع الانقسام.

لذلك قال لهم "في العالم سيكون لكم ضيق" ( يو16: 33) "تأتى ساعة يظن فيها كل من يقتلكم أنه يقدم خدمة لله" (يو16: 2) "إن كان العالم يبغضكم، فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم" (يو15: 18-20).

لقد وقف السيف ضد المسيحية. لم يكن منها، وإنما عليها.

وعندما رفع بطرس سيفه ليدافع عن المسيح وقت القبض عليه، انتهره ومنعه قائلًا "اردد سيفك إلى غمده. لأن كل الذين يأخذون بالسيف، بالسيف يهلكون" ( مت26: 52).

وكانت نتيجة السيف الذي تحمله المسيحيون، ونتيجة انقسام الوثنيين واليهود عليهم, مجموعة ضخمة من الشهداء.

ومع الصمود في الإيمان، انتشر الإيمان وبادت الوثنية. في وقت من الأوقات.

ظن تلاميذ المسيح -كيهود- إن المسيح سيملك لذلك اشتهى بعضهم أن يجلس عن يمينه وعن شماله في ملكه. فشرح لهم السيد أن حملهم لبشارته سوف لا يجلب لهم سلامًا ورفاهية، وإنما انقسامًا من أعداء الإيمان. بل سيحدث هذا حتى في مجال الأسرة في البيت الواحد: إذ قد يؤمن ابن بالله، فيثور عليه أبوه الوثني، ويجبره على العودة إلى وثنيته أو يقتله. وهكذا مع باقي أفراد الأسرة التي تنقسم بسبب الإيمان.

فهل يرفض هؤلاء الإيمان، حرصًا على عدم الانقسام؟

كلا. فالانقسام هنا ليس شرًا، وإنما ظاهرة طبيعية. وكل ديانة انتشرت على الأرض، واجهت مثل هذا الانقسام في بادئ الأمر. إلى أن استقرت الأمور.

هل يفطن المؤمن العادي؟

وهى عبارة "هل المؤمن العادي يفطن لأول وهلة إلى المعنى الحقيقي لقول السيد المسيح؟"

تكلم المسيح عن الانقسام في مجال نشر الإيمان. أما في الحياة العادية، فإنه دعا إلى الحب بكل أعماقه. وورد في الإنجيل إن "الله محبة" (1يو4: 8). كما قيل فيه أيضًا "لتصر كل أموركم في محبة" (1كو16: 14).

أجيب أنه من أجل هذا، وجد في كل دين وعاظ ومعلمون ومفسرون، وكتب للتفسير.

كما أن علم التفسير يدرس في كل الكليات الدينية بشتى مذاهبها. فمن يريد عمقًا في فهم آية، أمامه الكتب، أو سؤال المتخصصين.

وختامًا أشكركم كثيرًا. لأنكم أتحتم لي هذه الفرصة الحديث معكم ومع قرائكم الكرام. دامت محبتكم.

منقول عن موقع :
http://www.st-takla.org

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Ramona-k
صديقة فيروزية نشيطة
صديقة فيروزية نشيطة
Ramona-k


الجنس : انثى
المشاركات : 635
العـمر : 58
الإقامة : البيت
العـمل : بيت الله
المزاج : جيد
السٌّمعَة : 11
التسجيل : 19/06/2010

جئت لألقي نارا على الارض Empty
مُساهمةموضوع: رد: جئت لألقي نارا على الارض   جئت لألقي نارا على الارض Emptyالأربعاء يناير 23, 2013 5:08 pm

النار في العهد الجديد تعنى روحيا التطهير من الخطية
الانقسام : هو الفصل مابين المؤمن الحقيقي وغير المؤمن بالسيد المسيح
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
جئت لألقي نارا على الارض
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حقيقة علمية: عقب السجارة لا يضرم نارا
» فيروز
» اكتشاف اقدم عنصر على وجه الارض

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: 000{ القسم الديني }000 :: أصــدقاء الكنيسة والكتاب المقدس-
انتقل الى: