عندما خلق الله الإنسان خلقه على صورته ومثاله لكن بالمعصية لكلمة الله ووصيته تشوهت صورة الله فيه وصار في حالة غربة
عن خالقه خاضعاً لقبضة الموت وسلطان الشر من حيث الأمراض القيود واللعنات.
هذا كان حال البشرية قبل مجيء يسوع إذ ظل الانسان يعاني من روح التعاسة والحرمان من أبوة الله ورعايته وحمايته
يحيا حياة يائسه يخيم عليها سحابة من السأم والعجز والفراغ الداخلي وكأن الموت الروحي متسيداً على حياته
يئن تحت نير الحاجة إلى مخلص.
وفي ملء الزمان ارسل الله ابنه وقد ولد من امرأة وكان خاضعاً للشريعة ليحرر بالفداء اولئك الخاضعين للشريعة
وهكذا جاء المخلص وفادي البشرية طالباً لكي يخلص ما قد هلك، جاء ليكون حاملاً خطية العالم وساحقاً رأس الحية
ليكون مصدر خلاص أبدي لكل من يؤمن به ويسير وراءه (غل 4).
جاء يسوع نوراً للعالم وهدى للأرض نوراً خارقاً للعادة بمقدوره ان ينفذ الى اعماق القلب فيهدم اركان الظلمة
ويبدد غشاوة الخطية نوراً كفيلاً بتجدد ذهن الانسان واعلان الانتصار الدائم للروح.
جاء يسوع شاهداً للحق ليعرف الناس انه الطريق الوحيد والحق المطلق والحياة الحقيقية ولكي تكون الحياة
الروحية للمؤمنين به ذات أساس متين مبني على حق الهي حتى لا ينخدعوا بأباطيل العالم ولا ينحازوا الى ضلالات العدو.
جاء يسوع ليلقي نار الروح في أراضي القلوب الفاتره لكي تحتر بحرارة الحب الحقيقي لله والناس ولكيما
يجعل لمن يؤمن به شركة حقيقية مع الروح المحيي.
جاء يسوع مملوء اتضاعاً ووداعة ليكون خادم البشرية ليعالج كبرياء الانسان وعجرفة بني البشر ويعطي
المثل الأعلى في الخدمة الوديعة المحبة الباذلة لأجل خلاص الجميع.
جاء يسوع ليكمل الناموس الذي عجز الانسان عن تكميله بالطاعة جاء بطاعته الكامله للأب يعيد بنيان الحياة
الداخلية للإنسان وتشكيلها من جديد لتكون خاضعه لمشيئة الله وناموس بره الإلهي.
جاء يسوع لتكون الحياة لكل نفس هائمة في وادي ظل الموت وخضم الحياة الى أبد الدهور. أمين.
جاء يسوع ليهب الانسان عطية الحياة الابدية مصدر الحياة. جاء المسيح وجاءت معه الحياة، فإن الحياة اظهرت
وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا الذي رأيناه وسمعناه ونخبركم به
لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع إبنه يسوع المسيح (1 يو 1).
جاء يسوع والكلمة صارت جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوء نعمة وحقاً (يو 1).
جاء يسوع لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية (يو 3).
نعم هذا هو الشيء المثير في مجيء يسوع ان الله أصبح اقنوماً بشرياً ان الله دخل هذه الحياة التي نحياها
إن الأبدية أمكنها أن تظهر في هذا الزمان ان الخالق استطاع ان يظهر في الخليقة بطريقة ما لنرنم هذه الأنشودة الآن:-
اصبحت السماء والارض اليوم متحدتين لأن يسوع قد ولد، الله نزل اليوم الى الأرض والانسان صعد الى السماء
ذاك الذي بطبيعته لا يرى أصبح اليوم يُرى في الجسد من أجل الإنسان.
لأنك أنت يا من لا ينطق به أيها الخالق الغير مخلوق قبل كل الدهور يا من يفوق الوصف قد نزلت الى الأرض
ولبست صورة العبد وجئت في شبه انسان لأنه بسبب كثرة رحمتك ايها السيد لم تقدر ان ترى البشرية مسحوقة
تحت قبضة الشيطان جئت وخلصتنا.
نعلن رحمتك نعترف برحمتك ولا تخفى اعمال رأفتك لقد انقذت جيل طبيعتنا المائته كل الخليقة تمجدك
يا من قد أظهرت نفسك يا الهنا كشفت ذاتك على الأرض وحللت بين البشر.
ومن ثم تغلبت على الموت وصعدت إلى السماء وجلست عن يمين الآب الى أبد الدهور. أمين.