لندن - لا تستطيع التوقف عن التدخين؟ أظهر بحث جديد بأن التوقف التدريجي عن التدخين أفضل من الانقطاع المفاجئ والمباشر. فالتوقف عن التدخين يمكن أن يقلل من مخاطر الاصابة بالعديد من الأمراض، كما يزيد من العمر المتوقع، ويحسن من نوعية الحياة الصحية. ولكن، العادات القديمة يصعب التخلي عنها بسهولة، والتوقف عن التدخين لن يكون بالأمر السهل. ويقول الباحثون الآن بأن التوقف التدريجي أفضل من التوقف الفوري، ربما لأن التدرج في التوقف يحضر الجسم والعقل لمرحلة التوقف النهائية ويساعد ببطئ ولكن بثبات على التوقف تماماً عن اشتهاء السجائر.
هذا ووجد الباحثون بأن التوقف التدريجي عن التدخين يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 22 بالمئة، خاصة للأشخاص الذين يدخنون بشراهة مقارنة مع الأشخاص الذين لم يتوقفوا عن التدخين. وقالت الباحثة الرئيسة بأن هذه النتائج تظهر أن التدخين بكمية اقل هو طريقة فعالة في تقليل المخاطر الصحية وهي استراتيجية ناجحة للتوقف لاحقاً عن التدخين. وأضافت بأن المدخنين السابقين استفادوا كثيراً على المستوى الصحي بعد التوقف عن التدخين.
وحلل الفريق بيانات 4,633 رجل بالغ ما بين الخمسين وسن التقاعد. وقاموا بعمل مقابلات معهم حول عادات التدخين في عام 1963، ثم مرة أخرى عام 1965. ثم تابعوهم لمدة 40 عاماً. وخلال المقابلات الاولى، تم وضع المشاركين في فئات بالإستناد الى استهلاكهم اليومي من السجائر، بما في ذلك أولئك الذين لم يدخنوا، والذين دخنوا من 1-10 سجائر، والذين دخنوا من 11 الى 20 سيجارة، والذين دخنوا أكثر من 21 سيجارة. في المقابلة الثانية، دون الباحثون ملاحظات حول تغير عادات التدخين، هل زاد عدد السجائر، بقيت ثابتة أو انخفض عددها أو توقف المشارك عن التدخين بعد سنتين من المقابلة الأولى.
فوجدوا بأن الأشخاص الذين توقفوا عن التدخين كانوا الأفضل صحة في المجموعة، حيث تراجعت نسبة الوفاة المبكرة بنسبة 22 بالمئة. أما أولئك الذين خفضوا عدد السجائر حصلو على تحسن بنسبة 15 بالمئة في مستوى الحياة المتوقع، وتراجع بنسبة 23 بالمئة في خطر الإصابة بالأمراض القلبية الخطرة. وقام الباحثون بتحديد العمر المتوقع بسن 80 عاماً، حيث لاحظوا ارتفاعا في مستوى النجاة بنسبة 33 بالمئة للذين توقفوا عن التدخين، و22 بالمئة للأشخاص الذين قللوا من عدد السجائر. وأظهرت الدراسة بأن تقليل عدد الاستهلاك اليومي من السجائر أفضل من عدم القيام بأي شيء، وبأن تقليل السجائر يساهم في تحسين الصحة وتقليل التأثيرات الضارة الناجمة عنها.
وتقترح الدراسة، التي نشرت في مجلة «أبيديميولوجي» (علم الأوبئة) بأن لا يفقد المدخن الأمل ويقوم بأي شيء في سبيل تقليل عدد السجائر لما في ذلك من تأثيرات إيجابية على الصحة.