التقاليد والعادات الشعبية, هي من الميزات المتوارثة من الاجداد إلى الأبناء , فإما أن يحافظوا عليها أو يتناسوا قسم منها , أو ربما يتم تعديل وتطوير جزء منها حتى تتلائم مع تتطورات العصر, ومن عاداتنا المتوارثة فنجان القهوة العربية.. أو القهوة المرة ..وهي عادة مازال جزء كبير من المشايخ عند القبائل البدوية والحضرية ملتزم بها..ولكن للأسف عند الكثير من سكان المدن فقدت هذه العادة معانيها..لان هذه القهوة فقدت لذتها وطعمها لأن الكثيرون لم يتعلموا طريقة تحضيرها لانهم بالأصل لم يتعلموا معاني فناجين القهوة الخمسة, فما هي هده المعاني:
الفنجـان الأول ( الهـيف ) :
وهو الفنجان الذي يحتسيه المعزب أو المضيف قبل مايمد القهـوة لضيوفه..
قديما : كانت تسري هذه العادة عند العرب ليأمن ضيفهم من أن تكون القهوة مسمومة..
حديثا : جرت هذه العادة ليختبر المعزب جودة وصلاحية القهوة قبل تقديمها إلى الضيوف خوفا من أن تكون "صايدة" فيلحقه ( حق ) كبير يقدمه لضيوفه، وإلا فيلحق به العـار ويصبح مثارا للسخرية عند الآخرين..
القهوة الصـايدة:هي القهوة التي لحقها الأذى من طعم غريب أو جسم غريب أو كأن يعملها شخص على نجاسة.....
وقد كان البدو الأولين يعرفون ويميزون القهوة الصايـدة، وقلـة من الأشخاص في وقتنا الحالي كذلك..
الفنجـان الثاني ( الضـيف ) :
وهو الفنجـان الأول الذي يقدم للضيف وهو واجب الضيافـة، وقد كان الضيف قديما في البادية مجـبرا على شربه إلا في حالـة العداوة أوأن يكون للضيف طلب صعب وقوي عند المضيف فكان لايشربه إلا بعد وعـد من المضيف أو المعزب بالتلبية..وقد كان من عظائم الأمـور أن يأتي إنسان إلى بيتك ولايشرب فنجانك إلا بعد تلبية طلبه..
فأنت حتما مجـبر على التلبيـة وإلا لحق بك العـار عند النـاس..
الفنجـان الثالث ( الكـيف ) :
وهو الفنجـان الثاني الذي يقدم للضيف، وهو ليس مجـبر على شربه ولايضير المضيف إن لم يشربه الضيف..
إنما هو مجـرد تعديل كيف ومزاج الضيف، وهو أقل فناجين القهـوة قـوة في سلوم (عادات) العرب..
الفنجـان الرابـع ( السـيف ) :
وهو الفنجـان الثالث الذي يقدم للضيف، وهذا الفنجـان غالبـا ما يتركـه الضيف ولايحتسـيه لأنه أقـوى فنجـان قهـوة لدى عرب الباديـة..
إذا أنه يعـني أن من يحتسـيه فهـو مع المضيف في السـراء والضـراء، ومجـبر على الدفـاع عنه بحـد السـيف، وشريكه في الحـرب والسلم يعادي من يعاديه ويتحالف مع حلفـاؤه، حتى وإن كان من بين حلفائه من هم أعداء له في الأصل ( أعداء للضيف )..
فقد كان هذا الفنجـان عبارة عن عقد تحـالف عسكري ومدني وميثاق أمني مابين الضيف والمضيف، وقد كان هذا الوضـع يحمل النـاس أمورا شداد ويواجهون الموت والدمـار بسببه، فلذلك كانوا يتحاشـونه ويحترصون منه أشـد الحـرص، أما شرب أكثر من ثلاث فناجين فعادة يعملها أهل وذوي صاحب القهوة وأفراد قبيلته وأنسبائه وذوو الدم..
الفنجـان الخامس (الثأر) :
وهو فنجان يرفع عاليا عندما يطلب شخص ما بدم أو ثأر أو ماشابه إن كان شيخ القبيلة أو كبير في السن أو إمرأة يع شباب القبيلة وفريسها وصب القهوة في الفنجان ويرفعه عاليا على رؤوس الأشهاد وأمام الجميع ويقـول : هــذا فنجـان فـلان بن فـلان من يشربـه؟؟؟
أي من يأخذ حقنا أو ثأرنا أو دمنا منه؟..
فيقوم أحد فريس القبيلة ويقـول: أن له ويأخذ الفنجـان ويشربـه، ويذهب في طلب هذا الشخص، ولايعـود إلى قبيلته إلا بعد إحضـار البينة على أنه انتقم لصاحب الفنجـان من الشخص المطلوب..
وإلا فله أحد خيارين :
إما أن يجلي من قبيلته ولايعـود لها أبد لما لحقه من ذل وعار وصم بها جبينه..
وإما أن يعود محملا بالخزي والعار، ويصبح مدعاة لسخرية أفراد القبيلة صغيرها وكبيرها.. رجالا ونساءً ولايتزوج منها ولا يخرج للحرب مع فرسانها.
وبالرغم من أن هذا الفنجان قد نسي من زمن بعيد إلا أن الثأر وللأسف لم ينسى,ويحدث تحت مسميات عدة !!!
_________________