أن نصلي طالبين التواضع شيء وأن نعيشه شيء آخر تماماً. وقد تدفعنا رغبتنا في التواضع إلى أعمال خدمة تعتبر وضيعة في الغالب، كالعناية بالأطفال فيما أهلهم غائبون ولو أزعجنا ذلك، أو تأدية بعض الخدمات لأشخاص يعجزون عنها، وما إلى ذلك. ولكن تصرفاً من هذا النوع يمكن أن يتحول سريعاً إلى كبرياء.
عندما تغدو خدمة الآخرين سجية طبيعية فينا، نكون عاملين بمقتضى المثال الذي رسمه لنا الرب يسوع في متّى 23. فبعدما أشار المسيح إلى كون الكتبة والفريسيين ينشدون المركز والسلطة، قال: «من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع».
وقد ضرب احدهم مثلاً عملياً على روح الخدمة التي يسر بها المسيح. فقد اعتاد حضور الاجتماع الأسبوعي لدرس الكتاب المقدس في كنيسة يرتادها في العاصمة، حيث يحضر أيضاً سياسيون وموظفون كبار آخرون. وحالما ينتهي الاجتماع، كان معظم الحضور يندفعون خارجاً لمزاولة أعمالهم. ولكن ذلك الشخص كان يتأخر عادة لتكديس الكراسي، مع أنه أعلى رجال السياسة مقاماً بين جميع الحضور!
عندما تطلع خدمة الآخرين من داخل القلب إلى الخارج، كعمل حقيقي من أعمال المحبة، نكون نامين في التواضع. غير أننا نحن لا ننتبه إلى الأمر، إذ نكون قائمين به بصورة طبيعية. ذلك هو نوع التواضع الحق!