علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
موضوع: كل أحد شعانين مجيد وأنتم بألف خير السبت مارس 31, 2012 8:22 pm
هوشعنا هوشعنا هوشعنا في الأعالي مبارك الآتي، الآتي بإسم الرب مجدك ملأ السماء والأرض هوشعنا في الأعالي مجداً مجداً مجداً للملك يسوع مبارك الآتي الآتي بإسم الرب مجدك ملأ السماء والأرض هوشعنا في الأعالي .......................... لما قربوا من أورشليم الى بيت فاجي وبيت عنيا عند جبل الزيتون، أرسل يسوع أثنين من تلاميذه الى القرية التي أمامهما، ليحضرا له جحشا، وكان الجحش في العهد القديم يرمز الى السلام والتواضع والوداعة، ويذكر مرقس ولوقا أن الجحش لم يركب عليه اي انسان من قبل، مما يدل على قدسية ذلك الاختيار، لان القدماء اعتقدوا ان كل حيوان أستعمل لأغراض دنيوية لا يعود يصلح لوظيفة مقدسة كما جاء في سفر العدد، كما أن ذلك كان تتمة لنبؤة زكريا عن تواضع المسيح عندما قال "أبتهجي يا أبنة صهيون وأحتفي يا أبنة اورشليم ها أن ملكك ياتيك صديقا مخلصا وديعا راكبا على اتان، جحش ابن اتان". نعم جاء المسيح الى اورشليم بكل تواضع على جحش الودعاء، لا على حصان الغزاة، وليس كالفرسان المحاربين الذين سفكوا الدماء، وكان موكبه هو موكب العيون الروحية النقية، وليس موكب القادة والسلاطين الذين لهم المركبات الحربية العنيفة، وهنا يكمن سرعظمته في التواضع، وتتألق أنسانيته في بساطة المظهر، مقرنا أقواله بالافعال وهو القائل: "تعلموا مني أنا الوديع المتواضع القلب". جاء صديقا وديعا مخلصا، ودخل مدينته كي يعيد اليها السلام مع الله، والسلام كما يريده، والسلام الذي يتمجد فيه الله، مدركا أن ثمن هذا السلام الحقيقي، سيدفعه من دمه الغالي. دخل يسوع أورشليم هذه المرة دخول الملك المنتصر، ونرى الجماهير وقد فرشت له ثيابها، وحملت له أغصان الزيتون هاتفة وطالبة الخلاص، نعم دخل يسوع أورشليم دون أن يهرب من الموكب أو يمنع الجموع من دعوته ملكا، دخل كملك دائم وملكه لا يزول الى الابد، ولا يكون لملكه أنقضاء، دخل يسوع أورشليم ملكا، وهو الذي رفض مرات عديدة أن يعلن نفسه ملكا بعد كل أعجوبة، أو كلما حاول الشعب تتويجه ملكا، لكن هذه المرة أراد ان يثبت أنه ملك كما تنبأ الانبياء، وأنه ملك من سلالة ملوك، وأنه الملك الخالق، وأنه الملك الفادي، لكن مملكته ليست من هذا العالم، وهي ليست مملكة زمنية، وأنما هي مملكة روحية. دخل الرب يسوع مدينة القدس، وقد خرجت الجماهير لاستقباله حاملة سعف النخيل، وأغصان الزيتون، وهي تصرخ وتقول: "هوشعنا مبارك الأتي باسم الرب"، وهذه الصرخة التي اطلقتها الجماهير ترحيبا بيسوع تعني الله مخلصنا، وكانت الهتافات متناغمة مع كلمات رئيس الملائكة يوم الحبل بالسيد المسيح حين قال يعطيه الرب الأله كرسي داؤد أبيه ويملك على بيت يعقوب الى الأبد ولا يكون لملكه نهاية. خرج اليهود للقاء يسوع وفي ظنهم أنه المسيا المنتظر منذ زمن بعيد، أو لعله النبي الاّتي لخلاص الشعب، أو لعله الملك الذي سيقود الشعب اليهودي في حرب التحرير من ظلم النير الروماني. خرج كثيرون لمشاهدة رجل العجائب الذي اقام اليعازر من القبر، وأما اليونانيون فقد خرجوا من أجل رؤية يسوع وهم الذين قالوا لفيلبس يا سيد نريد أن نرى يسوع. الأنجيل وصف الزحف البشري الهائل الذي خرج لأستقبال يسوع، فالشعب كله خرج لأستقبال يسوع وأن المدينة كلها ارتجت لأهمية هذا اللقاء ولضوضائه، وكثرة المشاركين فيه، مما دفع بالفريسيون للقول ها أن العالم قد تبعه... لقد أختلفت وجهات النظر نحو هذا الموكب الفريد: - تطلع اليه السيد المسيح على أنه موكب المجد خلال الصليب فقد أتت الساعة ليتمجد أبن الأنسان. - تطلع اليه رجال العهد القديم ليروا تحقيق الرموز والنبوات وقد حانت الساعة التي طالما ترقبوها بشوق عظيم. - تطلع التلاميذ الى الموكب ولم يفهموا شيئا فدخلوا في حالة أرتباك شديد. - تطلع رؤساء الكهنة والفريسيون الى الموكب على انه دمار تام لمراكزهم ومصالحهم الشخصية. تطلعت الجموع الى الموكب على انه دخول الى عصر جديد حيث جاء من يخلصهم من الاستعمار الروماني. - تطلع السمائيون الى الموكب وهم يدهشون أمام تواضع كلمة الله المتجسد وهو ملك السماء والأرض يجلس على جحش ويزفه بشر ضعفاء بكل تواضع وحب للبشر. أمام هذا الحدث العظيم بدخول الرب إلى أورشليم، إلا يجدر بنا أن نخرج الى لقاء الرب بقلوب تملأها المحبة لله وللقريب ؟ فهو لا يريد منا هتافات ولا أن نكرمه بشفاهنا، وأنما يريد منا محبتنا وخدمتنا وتسامحنا ومساعدتنا للفقراء، وأن لا نقسي قلوبنا اذا سمعنا صوته. في هذا اليوم العظيم علينا أن نذهب الى المسيح، وعنده كلام الحياة، وأن نجعله مركز الايمان في حياتنا، لا أن ننقلب عليه كما أنقلبت عليه نفس الجماهير، التي أستعاضت عن هتافات هوشعنا بهتافات أصلبه أصلبه. أيها المسيح، يا ملك الكون نصلي اليوم من أجل أن تكون حاضرا في عائلاتنا وبيوتنا، وأن تعلمنا كيف نفرش لك قلوبنا وحياتنا حتى تدخلها وتطهرها كما طهرت هيكل القدس من الباعة والتدنيس، وأن تعلمنا كيف نكون لك شهودا، هاتفين من أعماق قلوبنا هوشعنا بالأعالي مبارك الأتي باسم الرب. كل أحد شعانين مجيد وأنتم بألف خير