هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأرسل مقالالتسجيلدخول
 

 أنا عندي حنين.. بس بعرف لمين!

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
!!!




علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 2093
الإقامة : !
العـمل : !
المزاج : !
السٌّمعَة : 86
التسجيل : 13/11/2010

أنا عندي حنين.. بس بعرف لمين! Empty
مُساهمةموضوع: أنا عندي حنين.. بس بعرف لمين!   أنا عندي حنين.. بس بعرف لمين! Emptyالخميس يناير 19, 2012 4:59 pm

قرأت هذا المقال في مجلة صدى الوطن في دترويت فأعجبني جدا واحببت أن أنقله الى اصدقائي في الموقع وبالاخص الساكنين خارج الوطن حيث اننا دائما نشعر بالحنين لبلدنا مهما طالت السنين!!

عندي حنين.. بس بعرف لمين!
مريم شهاب
الاحد, 12.25.2011,

عندما أشاهد نشرات الأخبار والبرامج التافهة على قنوات التلفزيون، أو عندما أسمع برامج الدعايات الفارغة من الراديو، أو التواجد في جلسات النميمة والزيارات غير الاجتماعية، أنطوي على نفسي وأشعر بالتعب من الغربة. أشتاق لأيام الصبا، يوم كان لضيعتي الجميلة، وجه تسبح على تقاطيعه كل آيات الطفولة والبراءة.

أيام كان التخلف واقعا، والتطور حلما بعيدا يداعب خيالي، يومها كان الانسان بسيطا مثل طفل الحكاية الذي أكلت العصافير فتافيت الخبز التي تركها خلفه لترشده إلى طريق العودة.

أحن للبدائية. إلى الصوت الحي في القرية وهو خارج من أعماقها مغنيا أعذب المواويل والميجانا. أشتاق الى الصدق، إلى البساطة وإلى المعاني التي محاها تيار التطور والعولمة. أشعر بالغربة في هذا الزمن وأرفض زمني وحاضري الذي جعل من كل طائفة وحارة في لبنان الصغير الجميل، ترفع علمها الخاص وتنعم بكل مظاهر الاستقلال والانفصال.

وأحزن على قريتي التي غيرت وجهها البريء الجميل عمليات التجميل القبيحة. أحزن على شعرها الأسود يئن تحت مقصات وصبغات الكوافير. أحزن على ضيعتي التي غيرت كحل عينيها العربي وصارت رموشها مستعمرة غريبة يعيث فيها كل أنواع الماسكارا الاصطناعية.

أفتقد أبواب البيوت العتيقة والطرقات الضيقة التي تكونت كل حبة تراب منها على حكاية من حكايات الحب والانتماء. أين الحارات والأزقة الضيقة والمنازل التي يتلصص فيها الجيران على بعضهم ويثرثرون عن حياتهم وموتهم وفرحهم وتعاستهم.

أغمض عيني وفي الحلم أدخل حارتنا القديمة، أدخلها وأجد أن جدرانها لم تعد تردد ضحكات الطفولة. ألملم وأجمع ما أستطيع من أجزاء عمر مضى وشتات نفس مبعثرة. أنظر إلى الأرض التي عانقت أقدامنا كل شيء فيها. لا أجدها. لقد أصبحت طرقات مزفتة ونهبا لعجلات السيارات الغليظة ولم يعد أحد يمشي.

يرتفع بارومتر الحزن في صدري، وأطلب من أذني أن ترجع الى الزمن الذي كنا فيه نغني من القلب وليس من ميكروفونات ومكبرات الحناجر. أحاول أن أرى نفسي وأهلي وجيراني. لا أستطيع. أنظر إلى المدى وأرى بيوتا ولا أرى الناس. أرى ضياعي وضياع أولادي وأولاد أولادي. تتراءى لي هناك مدينة كانت يوما قرية صغيرة. صارت البيوت البسيطة قصورا وفيلات ذات ألوان غريبة وأبوب مقفلة وحولها أسوار حديدية غليظة.

أضع المنظار المقرب على عيوني الدامعة وأعاود البحث. أحاول أن أتبين وجه البلدة الصغيرة وحاراتها المتناثرة وملامحها. أحاول ولكني أجد الفراغ والوحشة الذي يخفي خلفه دماء الوجه الطفولي المذبوح، ذلك الوجه البريء الذي كان يوما ما وجه قريتي.

يبدو أني أضعت الدرب، فأنا هنا في ديربورن. وضيعتي هناك في جنوب لبنان. لم تعد ضيعة. أعاود قراءة شريط الأخبار أسفل الشاشة. ضاعت القدس ونأت بعيدا. لم تعد عربية. ضاعت الخرطوم وضاعت بغداد وتونس وطرابلس الغرب وعدن الجنة المفقودة، والبقية سوف تلحق بها. كلها ضاعت ولكن كيف ضاعت لست أدري.

لماذا يكون الحاضر أسوأ من الماضي؟ إذا انهارت دمشق وضاعت واختطفتها أيادي السوء الحمقاء مثلما اختطفت القاهرة.. فماذا سيبقى لنا؟

بعد خمسين سنة، سوف تكتب حفيدتي: كانت جدتي تحدثني عن قريتها الجميلة المفقودة وسوف تقرأ في كتب التاريخ أسماء مدن كانت عواصم لبلدان عربية ضيعها أصحابها كما أضاعوا الأندلس والقدس من قبل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Amer-H
صديق فيروزي متميز جدا
صديق فيروزي متميز جدا
Amer-H


علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 9804
الإقامة : Sweden
العـمل : IT-computer
المزاج : Good
السٌّمعَة : 316
التسجيل : 09/02/2007

أنا عندي حنين.. بس بعرف لمين! Empty
مُساهمةموضوع: رد: أنا عندي حنين.. بس بعرف لمين!   أنا عندي حنين.. بس بعرف لمين! Emptyالخميس يناير 19, 2012 6:17 pm

شكرا أخ جورج ...
المقال روعة وشكرا للكاتبة..
لقد قرأت المقال وسردت صامتا هناك في أروقة حارتنا القديمة ..
حيث كان ناقوس كنيسة المعلم الأول صموئيل الطويل يقرع ونذهب لنتجمع في تلك القاعة الواسعة لبنية الطين والطلاء ..
وشردت وأنا أتأمل كيف أن الحنين يرتبط فينا كإرتباط القهوة العربية بالهيل ودقة المهباج ...
دارت الذكريات في مخليتي لأرسم صور الحارة وأتأمل منظر التنور ورغيف الخبز الساخن والدبس والمكدوس وأقراص الشنكليش ...
إن العراقة التي فينا تجعلنا نرى أن شفة الماء التي كنا نشربها من الدلو الذي للتو كان خارجا من عمق البئر أطيب من كل المشروبات الفاخرة ...
دارت الصور في مخليتي وأنا أرى جدران اللبن والسقوف الطينية والأعشاب الناعمة التي تنمو عليها ..
والمحرجلانة فوق السقوف تتحرج ...نظرت يمينا ويسارا لأرى نفسي وكأني طفل صغير يمسك الكرة بيده
ويهرول إلى جورة الكشك ليلاقي الأحبة هناك ..
وعندما نتعب قليلا نذهب لجلب كم طاب تين من الجورة الثانية ...
إن ذاكرتنا تدور للتتنزه بين الكروم وأشجار التين ..وكيف العصافير الأزهر والشحرور وأم الحن والدوري ..
كلهم يقفون على شجرة التين وينقرون بمنقايرهم العسل من تلك الطيبان ...وتذكرت أيضا الخيمة العوزلية ونسميات الهواء العلية التي من كل جهة ..
ودارت بفكري الصور لأرى مجموعة من الشباب والبنات يتدرجون على الكورنيش الشرقي ...
وتذكرت كيف كنا نلم العازر ونحمل العازر الذي رسمه جوزيف الطويل ...جنمع البيض ونتقاسم ماجمعناه ونقدم مافيه نصيب للكنيسة ..
يقولون أن الذكريات ناقوس يدق في عالم النسيان ..ولكن تلك الصور لن تنسى من مخليتنا ..
لأنها هي الصور الحقيقية لمرحلة الطفولة والشباب التي عشناها ..
كم كانت جميلة تلك البيادر ..وتجمع الشباب هناك في لعبة البيور والدحرة و الكرة وشد الحبل وغيرها ...
هذه هي بعض الصور من ألاف السور التي مازالت في ذكرياتنا عن تلك القرية الوديعة والبسيطة والمزنرة بالكروم واللوز من الجهات الأربعة ...
والتي كانت كلمة صباح الخير ياجار ..وتفضلوا الدار داركم ..ومرحبا ..بتسوا مليون هاي الأميركاني وبليون البنجور الفرنسي ..
فياريت أحصل على كأس ماء واحد
من جب جعبر أو جب حمزة لأبعث بدلا منه صهريج كوكا كولا ...

أنا عندي حنين.. بس بعرف لمين! 219497

_________________
أنا عندي حنين.. بس بعرف لمين! 2-1410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com/contact.forum
وردية السطاح

وردية السطاح


الجنس : انثى
المشاركات : 92
العـمر : 39
الإقامة : المانية
العـمل : ربت منزل
المزاج : تمام
السٌّمعَة : 3
التسجيل : 18/05/2011

أنا عندي حنين.. بس بعرف لمين! Empty
مُساهمةموضوع: رد: أنا عندي حنين.. بس بعرف لمين!   أنا عندي حنين.. بس بعرف لمين! Emptyالسبت يناير 21, 2012 8:17 pm

عندما أشاهد نشرات الأخبار والبرامج التافهة على قنوات التلفزيون، أو عندما أسمع برامج الدعايات الفارغة من الراديو، أو التواجد في جلسات النميمة والزيارات غير الاجتماعية، أنطوي على نفسي وأشعر بالتعب من الغربة. أشتاق لأيام الصبا، يوم كان لضيعتي الجميلة، وجه تسبح على تقاطيعه كل آيات الطفولة والبراءة.

أيام كان التخلف واقعا، والتطور حلما بعيدا يداعب خيالي، يومها كان الانسان بسيطا مثل طفل الحكاية الذي أكلت العصافير فتافيت الخبز التي تركها خلفه لترشده إلى طريق العودة

شكرا أخ جورج المقال كثير جميل وبتوقع كلشي عايش بالغربة بيحس نفس لاحساس نشالله منرجع ع بلادنا وتكون بخير ونلتقي باهلينا واحبابنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أنا عندي حنين.. بس بعرف لمين!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فيروز
» الشاعر خليل روكز أبو روكز
» فيروزيات أغاني وكلمات وذكريات وصور
» أصدقاء المرحومة المطربة وردة الجزائرية
» همسات حنين

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: 000{ القسم العام }000 :: أصدقاء الحوارات والكتابات الحرة-
انتقل الى: