مهداة من السيدة فيروز للمناضلة جميلة بوحيرد رسالة إلى جميلة كلمات وألحان الأخوين رحباني
جميلة، صديقتي جميلة، تحية إليكِ حيث أنتِ في السجن في العذاب حيث أنتِ تحية إليك يا جميلة، من ضيعتي أغنية جميلة وخلف بيتي لوزة تزهر وقمر أخضر وموجة رمليّة من شطّنا تّبحر تحية إليك يا جميلة ، يا وردة الجزائر الجميلة قصتك الأحب من طفولة تزرع وجه الشمس بالبطولة هناك في الجزائر معابر الزيتون في صمتها ينبت ثائرون ويحلمون بالعدل والسلام والزيتون وفي حنين البال تزهر دنية حلوة الظلال وساحة للشمس والأطفال هناك في الجزائر حيت التراب ثائر متى متى الصباح والبشائر صديقتي جميلة، لفتتكِ النحيلة تلفح كالإعصار كالبطولة وفي جميع المدن القصية، وفي القرى الصديقة الفتية يندفع الهدير في الشوارع، تلتمع الفؤوس في المزارع، تلوّح الأعلام تحية إليك للحرية، تحية لكل شعب صالح يطمح بالحياة والسلام تلوّح الأعلام، تلوّح الأعلام
جميلة بوحريد هي مجاهدة جزائرية من أكبر المناضلات الائي ساهمنة بشكل مباشر في الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي لها، في منتصف القرن الماضي. حياتها : كانت البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها فقد أنجبت والدتها 7 شبان، واصلت تعليمها المدرسي ومن ثم التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل فقد كانت تهوى تصميم الأزياء. مارست الرقص الكلاسيكي وكانت بارعة في ركوب الخيل إلى أن اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954 حيث انضمت إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسي وهي في العشرين من عمرها ثم التحقت بصفوف الفدائيين وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل في طريق الاستعمار الفرنسي، ونظراً لبطولاتها أصبحت المطاردة رقم 1. تم القبض عليها عام 1957 عندما سقطت على الأرض تنزف دماً بعد إصابتها برصاصة في الكتف وألقي القبض عليها وبدأت رحلتها القاسية من التعذيب وجملتها الشهيرة التي قالتها آنذاك" أعرف أنكم سوف تحكمون علي بالإعدام لكن لا تنسوا إنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة". بعد 3 سنوات من السجن تم ترحيلها إلى فرنسا وقضت هناك مدة ثلاث سنوات ليطلق سراحها مع بقية الزملاء عام 1962.
كان الطلاب الجزائريون يرددون في طابور الصباح فرنسا أُمُنا لكنها كانت تصرخ وتقول: الجزائر أًمُنا، فأخرجها ناظر المدرسة الفرنسي من طابور الصباح وعاقبها عقاباً شديداً لكنها لم تتراجع وفي هذه اللحظات ولدت لديها الميول النضالية. إنضمت بعد ذلك الي جبهة التحرير الجزائرية للنضال ضد الاستعمار الفرنسي ونتيجة لبطولاتها أصبحت الأولى على قائمة المطاردين حتى أصيبت برصاصة عام 1957 وألقي القبض عليها.
من داخل المستشفى بدأ الفرنسيون بتعذيب المناضلة، وتعرضت للصعق الكهربائي لمدة ثلاثة أيام كي تعترف على زملائها، لكنها تحملت هذا التعذيب، وكانت تغيب عن الوعي وحين تفيق تقول الجزائر أُمُنا. حين فشل المعذِّبون في انتزاع أي اعتراف منها، تقررت محاكمتها صورياً وصدر بحقها حكماً بالإعدام عام 1957، وتحدد يوم 7 مارس1958 لتنفيذ الحكم، لكن العالم كله ثار واجتمعت لجنة حقوق الإنسانبالأمم المتحدة، بعد أن تلقت الملايين من برقيات الاستنكار من كل أنحاء العالم. تأجل تنفيذ الحكم، ثم عُدّل إلى السجن مدى الحياة، وبعد تحرير الجزائر، خرجت جميلة بوحيرد من السجن، وتزوجت محاميها الفرنسي...