في نهائي دوري أبطال أوروبا 2010 /2011 ..
وغدا السبت وعلى ملعب ويمبلي سيلتقي برشلونة الاسباني ومانشستر يونايتيد الإنكليزي في المباراة النهائية ..
وعندما ستطأ أقدام لاعبي مانشستر يونايتد وبرشلونة أرض استاد ويمبلي ، ستنعش هذه المباراة ذكريات مثيرة ورائعة
في نفوس اللاعبين الباقين من فريق مانشستر يونايتد الفائز باللقب عام 1968 على استاد ويمبلي أيضا.
وبعد عشر سنوات من حادث سقوط طائرة مانشستر يونايتد فوق مدينة ميونيخ عام 1958 والذي أودى بحياة 23 شخصا منهم ثمانية
من لاعبي الفريق، نجح الشياطين الحمر في إحراز لقب دوري الأبطال بالفوز 4/1 على بنفيكا البرتغالي
بعد وقت إضافي في المباراة النهائية على استاد ويمبلي.
وكتب استاد ويمبلي اسمه بحروف من ذهب في تاريخ بطولة دوري الأبطال بعدما فاز ميلان الإيطالي على بنفيكا البرتغالي 2/1
في أول مباراة نهائية للبطولة عام 1963 .
وكان نجم كرة القدم الإيطالي الشهير تشيزاري مالديني، والد النجم المعتزل البارز باولو مالديني، قائدا لفريق ميلان
في ذلك الوقت بينما ضم فريق بنفيكا وقتها الأسطورة البرتغالي إيزيبيو.
وكان هذا النهائي هو الأول من بين أربع مباريات نهائية للبطولة أقيمت على استاد ويمبلي "القديم" بينما سيكون النهائي السبت هو الأول على استاد ويمبلي "الجديد".
وظل إيزيبيو في صفوف بنفيكا بعد ذلك حتى مني بالهزيمة الثانية في النهائي على يد مانشستر يونايتد في عام 1968
على نفس الاستاد وذلك من خلال الأهداف التي سجلها بوبي تشارلتون وجورج بيست وبرايان كيد في الوقت الإضافي للمباراة.
ومن المقرر أن يحضر تشارلتون وكيد في المدرجات خلال المباراة النهائية للبطولة بعد غد السبت على استاد ويمبلي الجديد ليشاهدا اللقاء.
ويأمل تشارلتون وكيد أن يتحقق أملهما في فوز مانشستر يونايتد باللقب الرابع له في دوري الأبطال.
ورغم التغيير الذي يشهده ويمبلي عما كان خلال مسيرة تشارلتون كلاعب، حيث أعيد بناء الاستاد في 2007، ما زال تشارلتون عاشقا لهذا المكان.
وقال تشارلتون :"أعتقد أنه كان ملعبا ساحرا. سافرت في كل مكان بالعالم ولم ألعب في أي مكان وأشعر بالراحة والسعادة مثلما كان شعوري على استاد ويمبلي".
وأضاف :"اعتدت أن أرى ويمبلي المكان المناسب لإقامة المباريات الكبيرة، ولم أغير شعوري بهذا الشأن. اللاعبون يعشقون اللعب في ويمبلي.
إنك تهرول على أرض الملعب والكرة تنطلق بانسيابية.. أتذكر دائما بطولة كأس العالم "1966 بإنجلترا"
والعديد من المباريات النهائية وفوز برشلونة بلقب دوري الأبطال".
وحقق برشلونة اللقب من قبل على استاد ويمبلي "القديم" أيضا في عام 1992 عندما قاد المدرب الهولندي القدير يوهان كرويف فريق برشلونة
الذي اشتهر وقتها بـ"فريق الأحلام" إلى المباراة النهائية للبطولة في العاصمة البريطانية لندن وحقق الفوز على سامبدوريا الإيطالي
الذي تألق في صفوفه النجم الإيطالي جانلوكا فيالي المدير الفني السابق لتشيلسي الإنجليزي
ومواطنه روبرتو مانشيني المدير الفني الحالي لمانشستر سيتي الإنجليزي.
وفاز فريق الأحلام على سامبدوريا في النهائي بهدف نظيف سجله النجم الهولندي السابق رونالد كومان من ضربة حرة لتتعادل
كفة برشلونة ومانشستر يونايتد على استاد ويمبلي "القديم" حيث أحرز كل منهما اللقب مرة واحدة على هذا الاستاد في انتظار
ما ستسفر عنه مباراة الفريقين بعد غد السبت على الاستاد الجديد لويمبلي في أول نهائي للبطولة بهذا الملعب بعد إعادة تشييده.
وضم برشلونة في صفوفه وقتها "عام 1992" اللاعب الأسباني جوسيب جوارديولا المدير الفني الحالي لفريق برشلونة.
وكان جوارديولا وقتها هو القلب النابض لخط وسط برشلونة ويأمل حاليا في الفوز بلقب البطولة كمدير فني لبرشلونة
وذلك ليكون اللقب الثاني له في البطولة في غضون ثلاث سنوات بالإضافة إلى استعادة ذكريات الفوز باللقب على استاد
ويمبلي بعدما ذاق طعم الانتصار على هذا الملعب في عام 1992 كلاعب.
وأشار جوارديولا إلى عودته لخوض النهائي على استاد ويمبلي بعد الفوز على ريال مدريد في المربع الذهبي قائلا "كرة القدم تعود لموطنها".
وأضاف :"أتذكر أننا تعرضنا لكثير من الضغوط في عام 1992 ولكننا حولنا الضغوط إلى آمال وحماس..
لم أكن خائفا ولكنني شعرت بالقلق. تحملنا جميعا الضغوط لإدراكنا أن الفريق لم يفز بمباراة نهائية من قبل".
وفي عام 1971، قاد كرويف كلاعب فريق أياكس الهولندي إلى التغلب على باناثينايكوس اليوناني 2/صفر في المباراة النهائية
على استاد ويمبلي أيضا بينما تغلب ليفربول الإنجليزي على بروج البلجيكي 1/صفر في نهائي البطولة عام 1978
في ويمبلي أيضا ليكون اللقب الثاني من بين خمسة ألقاب أحرزها ليفربول في البطولة حتى الآن..
جوارديولا المتألق يتحدى الثعلب العجوزولن تكون المباراة النهائية مجرد مواجهة بين اثنين من بين أكثر الفرق جاذبية في أوروبا ولكنها ستكون أيضا مواجهة ذات طابع خاص
بين أثنين من أبرع وأذكى المدربين إن لم يكونا الأذكى على الإطلاق.
ويرتدي سير أليكس فيرجسون المدير الفني الاسكتلندي لفريق مانشستر يونايتد عباءة الأستاذ الكبير والقدير
بعدما أجاد على مدار سنوات طويلة في القيام بدوره من خلال قيادة الشياطين الحمر إلى العديد من الألقاب محليا وأوروبيا وعالميا.
وفي المقابل، نجح المدرب جوسيب جوارديولا في عبور مرحلة الطالب أو التلميذ النجيب في مدرسة التدريب
وأصبح من العلامات المميزة في هذا المجال على مدار السنوات الثلاث الماضية ليصبح بمثابة التحدي الكبير لفيرجسون خاصة
وأن جوارديولا يتميز بأفكاره الجديدة وذهنه الحاضر.
واصطدم المدربان من قبل في نهائي البطولة نفسها وتغلب جوارديولا على الفارق الكبير في السن والخبرة ليقود برشلونة
إلى الفوز بلقب البطولة بعد التغلب على مانشستر يونايتد وفيرجسون 2/صفر في نهائي البطولة عام 2009 بالعاصمة الإيطالية روما.
وقبل عامين فقط كان جوارديولا في الثامنة والثلاثين من عمره ولكنه نجح في التغلب على فارق الثلاثين عاما التي تفصله
عن الثعلب العجوز فيرجسون من خلال تغيير طفيف في مراكز لاعبيه بتبديل مركزي نجمي الهجوم الكاميروني صامويل إيتو
رأس حربة الفريق والأرجنتيني ليونيل ميسي الذي يميل للعب دائما كساعد هجوم في الناحية اليمنى من الملعب.
وارتبك دفاع مانشستر وفشل في التعامل مع هذا التغيير غير المتوقع لينجح كل من إيتو وميسي في هز الشباك ويتوج برشلونة باللقب.
والآن، ما زال الفارق بين المدربين بالطبع ثلاثين عاما ولكن المؤكد أيضا أن خبرة جوارديولا أصبحت أكبر
وأنها تطورت ربما بشكل أكبر من التغير في خبرة فيرجسون.
وعلى مدار العامين الأخيرين بعد الهزيمة التي مني بها في نهائي 2009، نجح فيرجسون في بث الشباب والحيوية
في صفوف الفريق من خلال تجديد دماء مانشستر يونايتد بلاعبين شبان مثل فابيو ورافاييل ودارون جيبسون وأنطونيو فالنسيا.
ونتيجة لهذا التطوير والتحديث، يمتلك فيرجسون حاليا العديد من البدائل والاختيارات المتاحة أمامه
مما يجعله قادرا على الدفع في هذه المباراة النهائية بعد غد السبت بتشكيل رائع.
وفي المقابل، لا يمتلك جوارديولا نفس العدد الهائل من البدائل حيث يعاني من صغر حجم فريقه من الناحية العددية للاعبين
كما تحوم الشكوك حول قدرة مدافعيه المخضرمين كارلوس بويول والفرنسي إيريك أبيدال في المشاركة بهذا النهائي المثير على استاد ويمبلي.
وينتظر ألا يشهد التشكيل الأساسي لبرشلونة أي مفاجآت لتكون المفاجأة الوحيدة المتوقعة من جوارديولا
في كيفية التعامل مع المباراة والخطة التي سيعتمدها في هذا اللقاء الصعب.
وفي ظل الفارق الكبير في السن بين المدربين جوارديولا وفيرجسون، يبدو الاحترام المتبادل واضحا وراسخا بينهما.
وعندما سئل في الأسبوع الماضي عن فيرجسون، قال جوارديولا :"إنه أحد أفضل المدربين على الإطلاق وإنجازاته واضحة أمام الجميع".
وفي المقابل، قال فيرجسون إن جوارديولا "مدرب بارز بالفعل". والحقيقة أن العديد من التقارير الإعلامية أشارت
إلى الإعجاب الشديد لدى فيرجسون بالمدرب الأسباني المتألق جوارديولا لدرجة أنه رشح جوارديولا لخلافته
في تدريب مانشستر يونايتد بعد اعتزاله "فيرجسون" التدريب.
وأوضح فيرجسون، الذي يحتفل بعيد ميلاده السبعين في كانون أول/ديسمبر المقبل، أنه ما زال مستمرا في تدريب مانشستر .
وإذا نجح مانشستر يونايتد في التغلب على برشلونة بعد غد السبت، سيمنح الفريق مدربه القدير فيرجسون اللقب الثالث له
في البطولة القارية رفيعة المستوى حيث سبق له قيادة الشياطين الحمر للفوز باللقب في عامي 1999 و2008 .
ويستطيع فيرجسون بذلك حجز مكان له في قائمة أعظم المدربين بهذه البطولة إلى جوار مدربين رائعين مثل مات بوسبي وبيل شانكلي وبون بايسلي
وبراين كلوج وهيلينيو هيريرا ورينوس ميتشلز وأريجو ساكي.
وإلى جانب اللقبين السابقين في دوري الأبطال، قاد فيرجسون مانشستر يونايتد للفوز بلقب الدوري الإنجليزي 12 مرة في غضون 25 عاما
تولى فيها تدريب الفريق منذ عام 1986 علما بأن رصيد مانشستر الإجمالي من الألقاب في الدوري الإنجليزي
على مدار تاريخه هو 19 لقبا حيث انفرد بالرقم القياسي بعدد مرات الفوز بالبطولة بفارق لقب واحد فقط أمام ليفربول.
ومقارنة بفيرجسون، يصبح جوارديولا مجرد مدرب ناضج ولكن سجله مع برشلونة يضعه ضمن قائمة العظماء أيضا في عالم التدريب.
وفي غضون ثلاث سنوات فقط تولى فيها تدريب برشلونة، قاد جوارديولا الفريق إلى تسعة ألقاب بارزة منها ثلاثة ألقاب
في الدوري الأسباني ولقب في دوري الأبطال الأوروبي لينال إشادة عالمية هائلة بهذا السجل الرائع
حيث يطلق الجميع على برشلونة حاليا "فريق بيب" في إشارة إلى جوسيب جوارديولا.
ويأمل جوارديولا في قيادة فريقه إلى الفوز باللقب العاشر بعد غد السبت على استاد ويمبلي
لكنه يعلم تماما أن رغبته تناقض أفكار ورغبات الثعلب العجوز فيرجسون.
جوارديولا يصف فيرجسون بالـ"أسطورة" أكد جوسيب جوارديولا، المدير الفني لفريق برشلونة الأسباني، أن سير أليكس فيرجسون،
المدير الفني لمانشستر يونايتد بطل الدوري الإنجليزي،
أحد أساطير كرة القدم، ولكنه يود أن يتعرف عليه عن قرب مرة أخرى.
ويلتقي برشلونة مع مانشستر في نهائي دوري أبطال أوروبا بعد غد السبت على استاد ويمبلي، بعد أن فاز النادي الكتالوني
على مانشستر بهدفي صامويل إيتو وليونيل ميسي في نهائي البطولة عام 2009 في روما.
وأوضح جوارديولا للموقع الرسمي للاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا": "لسوء الحظ لا أعرف سير أليكس جيدا على المستوى الشخصي،
ولكننا التقينا بضعة مرات، مازالت بعيدا عن مقارنتي بفيرجسون، ولكن من الممكن أن تقارن بين فلسفة سير أليكس وفلسفة يوهان كرويف".
.............
وإن غدا لناظره قريب