أعلن الفنان الإيطالي الشهير كيليني عن وصول قطعة رخام ضخمة فيها عيب، وضعها في ميدان فلورانس. سمع عنها كثير من الفنانين، فجاءوا إليها، وكانوا ينظرون إليها ويتركونها فإنها لا تصلح لشيء... كان المارة من الإيطاليين ينظرون إلى قطعة الرخام باشمئزاز، وطالب البعض بسحبها من الميدان، لأنها تشوه جمال الميدان. فجأة جاء رجل وصنع سورا حول هذه القطعة، كما أقام مظلة، وبقى هذا المنظر لمدة عامين، والكل لا يعرف ما وراء السور..!
بعد عامين نزع السور ومعه المظلة، وكانت المفاجأة هي ظهور تمثال داود النبي للفنان العظيم مايكل أنجلو Michelangelo! إنه الشخص الوحيد الذي استطاع أن يُخرج من قطعة الرخام هذه تمثالاً يُعتبر قطعة فنية عالمية نادرة!
كثيرا ما تنظر إلى نفسك ككتلة من الطين، فتقول مع الرسول بولس: "ليس فيّ أي في جسدي شيء صالح" إن كنت كتلة طين، فإن الله يحيطك بسور الجسد، ويظلل عليك بمظلة مؤقتة، لكنه حتما تمتد يد الخالق لتُخرج من هذه الكتلة لا تمثالا لداود النبي، بل أيقونة حية لابن داود السيد المسيح، يشتهي الملائكة أن يتطلعوا إليك إنهم يرون مجد ابنه الملك في داخلك.
لتمتد يدك أيها الفنان الأعظم، تحول كتلة الطين إلى قطعة فنية سماوية، تُخرج من التراب سماء، وتُقيم من قبري ملكوتك المُفرح!
منقول