نحن نعلم أن الحياة العاطفية بدأت عند الانسان منذ وجود أدم اوحواء ..وبدأت المشاكل العائلية من عهد هابيل وقابيل ...وبما أن العلاقة العاطفية هي ركن العلاقة الزوجية الأول منذ القديم وإلى الأن وهو له التأثير الأكبر في أستمرار وأستقرار الحياة ، فضلاً عن الدور الهام في الأستمتاع بتلك الحياة كما له الأثر الأكبر في السعادة الزوجية .فلابد من طرح سؤال كبير جدا وهو كيف يحب كل من الرجل والمرأة..الرجل هو رجل والمرأة هي مرأة ولكن الذي يلعب الدور الأكبر في التشابة أو الأختلاف فيما بينهما هو التركيب الهرموني لكل منهما والذي يلعب دور كبير في أرتفاع وأنخفاض الحالة النفسية لكل منهما .
وفي كافة الأحوال من الصعب أن نجد تشبيها حقيقيا للجوانب النفسية للمرأة أو للرجل ،فالكثير يشبه الحالة النفسية للمرأة بأمواج البحر تعلو وتنخفض والويل إذا أصبحت تسونامي ...
ومنهم من يشبها بالجبال المرتفة عندما تكون في قمة رومانسيتها ويمكن أن تساعد من حولها ...وبالبئر العميق عندما تكون المرأة في حالة أنخفاض المشاعر .وهنا تحتاج إلى مساعدة عاجلة من أجل الخروج من قاع البئر وهذا يقع بالدرجة الأولى على عاتق زوجها في الأسرة ومن ثم على عاتق من حولها .
إذن فالنزول إلى البئر هو أمر طبيعي كتبدل حالة الطقس والموج ، وهي فرصة للرجل أن يقف بجوار أمرأته ويظهر لها الدعم والتأييد والمحبة والمشاعر الفياضة أتجاهها.
أما بالنسبة للرجل فإن حالته النفسية تعكس أمور كثير في تركيبته الأقل تعقيدا من المرأة ...
فهو غالبا عندما يشعر بضيق نفساني أو أنزعاج فإنه لا يتكلم أبدًا عما يشغل باله، وبدلاً من أن يدخل أحدًا في مشكلاته فإنه يلزم الصمت ويعتزل الناس ليفكر في حل مناسب لهذه المشكلاته، وعندما يجد الحل فإنه يخرج من عزلته وهو أكثر سعادة وبهجة.
وإذا لم يعثر على الحلول المناسبة، فإنه يحاول أن يقوم ببعض الأعمال التي يمكن أن تنسيه مؤقتًا هذه المشكلات ، كقراءة صحيفة أو اللعب أو غير ذلك. وعلى المرأة أن تفهم أن أي ابتعاد للرجل عنها ليس دليلاً على عدم الحب والرعاية، بل يمكن أن يكون أمراً آخر.
وفي كثير من الحالات تفاجىء المرأة عندما تلاحظ أن زوجها يبتعد قليلاً رغم قناعتها بمحبته وتقديره لها، والذي يجب أن تعلمه المرأة أن الرجل لا يقرر ذلك عمدًا وعن تخطيط ، وإنما هي صفة تلازمه .
ـ الرجل والمرأة بحاجة لعاطفة :
لابد أن يعرف الرجل والمرأة أن الحاجات العاطفية لكل منهما تختلف عن الآخر، فمن الخطأ أن يقدم الرجل الحب والعاطفة للمرأة على الطريقة التي يفضلها هو لا على الطريقة التي تفضلها هي أو العكس. فلكل منهما طريقته الخاصة. فالرجل مثلاً يحتاج إلى الحب الذي يحمل معه الثقة به وقبوله كما هو، والحب الذي يعبر عن تقدير جهوده وما يقدمه. بينما تحتاج المرأة إلى الحب يحمل معه رعايتها وأنه يستمع إليها، وأن مشاعرها تفهم وتقدر وتحترم.
وهنا لابد من ذكر بعض النقاط الأساسية في العلاقة بينهما ..
ـ ثقة المرأة بالرجل ورعاية الرجل للمرأة:
فعندما تثق المرأة في قدرة زوجها، فإنه يصبح أكثر رغبة في رعايتها وخدمتها. وكذلك عندما يقوم الرجل برعاية زوجته فإنها تصبح أكثر قدرة على الثقة العميقة به وبإمكاناته.
ـ قبول المرأة للرجل وتفهم الرجل للمرأة:
يحتاج الرجل أن يشعر بأن زوجته تتقبله كما هو، دون أن تحاول تغييره، وتترك له أمر تحسين نفسه إذا احتاج لذلك. وتحتاج المرأة أن تشعر بأن زوجها يستمع إليها ويفهمها، ويصغي إليها وإلى مشاعرها وعواطفها، وهناك دورة لكل من قبول المرأة للرجل وتفهم الرجل للمرأة، فكلما تقبلت المرأة زوجها، كلما كان أقدر على الاستماع إليها وتفهمها، وكلما استمع إليها أكثر، كلما زاد تقبلها له ..
ـ تقدير المرأة للرجل وأحترام الرجل للمرأة:
يحتاج الرجل أن يشعر أن زوجته تقدر ما يبذله من أجلها وما يقدمه لإسعادها. بينما تحتاج المرأة أن تدرك أن زوجها يحترمها عندما يعطي أهمية أولى لمشاعرها وحاجاتها ورغباتها وأمانيها وذلك من خلال تذكر المناسبات الهامة لها، القيام بالأعمال المادية والمعنوية التي تظهر أهتمامه بها كالهدية أو باقة الورد أو ماشابه ذلك في المناسبات الخاصة والعامة .
ـ إعجاب المرأة بالرجل وتفاني الرجل للمرأة:
يحتاج الرجل إلى الشعور بأن زوجته معجبة به، وعندما يشعر الرجل بإعجاب زوجته به، فإن هذا يدفعه للتفاني أكثر في خدمتها ورعايتها.
بينما تحتاج المرأة للشعور بأن زوجها يتفانى في خدمتها ويسخر نفسه لرعايتها، وحمايتها، وسيزداد إعجاب المرأة بزوجها عندما تشعر بأنها رقم واحد في حياته.
ـ تشجيع المرأة للرجل وطمأنة الرجل للمرأة:
يحتاج الرجل إلى تشجيع المرأة ، وهذا التشجيع يعطي الدافع القوي للبذل والعطاء أكثر. بينما تحتاج المرأة إلى استمرار طمأنة الرجل لها، ويكون ذلك من خلال إظهار رعايته وتفهمه وأحترامه لها، وإقراره لمشاعرها وتفانيه في حبها ورعايتها...
حتى وأخيرا وحتى تعلو شأن العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة ضمن نطاق الأسرة لابد لكل منهما أن يدخل في سباق لإظهار أحترامه ومحبته للأخر من أجل تقوية الرابطة العاطفية وأفضل مقياس في ذلك تبيان عدد أكبر من النقاط التي يحصلها كل منهما في سبيل ترقية العلاقة العاطفية .
ومن المهم أن يفهم كل من الرجل والمرأة كيف يحسب كل منهما النقاط للآخر، فالرجل عادة يتصور أنه سيحقق نقاطًا أكثر ويزداد تقدير شريكة حياته له إذا قدم لها شيئًا كبيرًا، كأن يشتري لها سوارًا من ذهب أو يوفر مصروفات المدرسة لأبنائه. والمرأة تحسب النقاط على نحو مختلف، إذ لا أهمية لديها لحجم هدايا الحب ، فكل هدية تساوي نقطة واحة ، فالطريقة التي تحسب بها المرأة النقاط ليست مجرد عملية تفضيلية ولكنها أحتياج حقيقي لكي تشعر بالحب في علاقتها.
إذن لا شيء أهم من المشاعر بالنسبة للمرأة ، وأي رجل يريد إسعاد زوجته ، يجب أن يعرف كيف يدير مشاعرها لابل أن يعرف كيف يطور هذه المشاعر لكي تتطور العلاقة الأسرية من أجل مصلحة الجميع في الأسرة .
................
أرجو أن ينال إعجابكم
_________________