ا
“الشيشة” (الارجيلة) أكثر ضرراً من السجائر وأشد فتكاً بصحة الشباب
ضواء العالم - كشفت دراسة كندية جديدة ان تدخين الشيشة (النارجيلة) يشهد انتشاراً واسعاً خصوصاً بين أوساط الشباب.
وأوضحت ان الشيشة تنتشر في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وأجزاء من آسيا, بل ان مقاهي الشيشة بدأت تطل برأسها في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان الغربية في السنوات الأخيرة, كما ترى بعض الدراسات ان الشيشة أصبحت شعبية في أوساط طلاب الجامعات.
نشرت الدراسة الجديدة في المجلة العلمية »طب الأطفال« ووجد فيها الباحثون الكنديون ان من بين 871 مقيماً في مدينة مونتريال بكندا, تتراوح أعمارهم بين 18 و24 اعتادوا تدخين الشيشة في العام المنصرم.
وقد تضاعفت النسبة بذلك ثلاث مرات مقارنة ببحث مسحي استقصائي سابق للكنديين البالغين في الفئة العمرية نفسها.
وتتشابه نتائج هذه الدراسة أيضاً مع بعض الدراسات التي تمت أخيراً في الولايات المتحدة واستراليا وأوروبا, حيث أظهرت دراسة أجريت في العام 2008 على طلاب الجامعة في الولايات المتحدة على سبيل المثال, ان نصف الطلاب تقريباً استخدموا الشيشة بينما 20 في المئة فعلوا ذلك في الشهر الماضي.
وبينت ان معظم الذين انجذبوا إلى تدخين الشيشة تتراوح أعمارهم بين 18 – 20 سنة ومن المتحدثين باللغة الإنكليزية ومن الشباب الذي يتحدر من أسر غنية.
تقول الدكتورة جنيفر أولغلين من جامعة مونتريال والمشرفة على الدراسة: يحتمل ان تمثل مجموعة المستخدمين للشيشة طائفة من الشبان المتميزين ولديهم وقت فراغ, وتتوافر لهم الموارد, والفرص لتدخين الشيشة, كما كان هؤلاء الشباب هم الأرجح في مجال تدخين السجائر مقارنة بغير المدخنين للشيشة وكذلك في شرب الخمور, أو تعاطي المخدرات خصوصاً الماريغوانا (الحشيش) وثلاثة أرباع مدخني الشيشة ذكروا أنهم قد دخنوا الماريغوانا العام الماضي مقابل 35 في المئة فقط من غير المستعملين للشيشة.
وفقاً لأولغين كثير من مستعملي الشيشة ينظرون – خطأ – لهذه العادة على انها الطريق المأمون للتدخين, تقول جنيفر: انتشار الشيشة قد يعود في جزء منه إلى الفكرة القائلة بأنها أكثر أماناً من تدخين السجائر, لكن تدخين الشيشة يعني النيكوتين وثاني أكسيد الكربون والمواد المسرطنة, كما تحتوي على كميات أكبر من القطران والمعادن الثقيلة إذا قارناها بالسجائر.
وبينت دراسات سابقة ان تدخين الشيشة يزيد معدلات ضربات القلب ويرفع ضغط الدم, ويتلف وظائف الرئة, برغم عدم الوضوح -حتى الآن- لكيفية تأثير هذه العادة على المخاطر بعيدة المدى لتكوين أمراض القلب والسرطان.
ورغم عدم معرفة الوقع المحتمل على الصحة العامة جراء تدخين الشيشة إلا أن أولغلين هي وفريقها كتبوا: »نحن بحاجة إلى المزيد من المراقبة العميقة للاستخدام الظاهري المتزايد للشيشة, ونحن أيضاً بحاجة إلى جهود أكبر لدحض الأفكار الخطأ والتصورات المضللة بأن الشيشة آمنة وأخف ضرراً من تدخين السجائر.