الإنسان يتصور أنه أكثر حرية من غيره
أكدت دراسة أن المرء بطبعه يعتقد أنه حر الإرادة أكثر من غيره من الناس.
وبحسب الدراسة، يعتقد كل إنسان أن توقع مستقبله أصعب من التنبؤ بمستقبل الآخرين ويرى أن عدد الخيارات التي يمكن التنبؤ بها لمستقبله
أكثر من الخيارات الخاصة بمستقبل الآخرين، مما يجعله أقل قدرة على الاختيار بين هذه الاحتمالات لكثرتها.
كما ذكرت أن الإنسان يعتقد أن نواياه وأمانيه هي التي تصنع سلوكه بشكل رئيسي.
غير أن الباحثين لم يجيبوا في دراستهم التي نشروا نتائجها في مجلة "بروسيدنجز" التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم عن السؤال
بشأن ما إذا كان الإنسان يمتلك إرادة حرة في الاصل،
ولكنهم أكدوا أن إدراك الإرادة الحرة يختلف باختلاف ما إذا كان الإنسان يحكم على مستقبله الشخصي أو مستقبل الآخرين.
قام الباحثان اميلي برونين و ماثيو كوجلر، من جامعة برينستون، خلال التجربة الأولى بإعطاء 50 طالبا استمارات استبيان وطلبوا من بعضهم أن يجيبوا
عن أسئلة عن مدى قدرتهم على التنبؤ بأحداث خاصة بمستقبلهم ومن البعض الآخر الإجابة عن أسئلة عن أحداث خاصة بمستقبل آخرين
كانوا يعيشون معهم في سكن طلابي، على سبيل المثال.
كان من بين الأسئلة، على سبيل المثال، واحد عما إذا كان الطالب قد توقع أنه سيلتحق بجامعة برينستون.
وذكر الطلاب تنبؤاتهم على شكل مؤشر من سبع مراحل يبدأ من مرحلة "لم يكن متوقعا أبدا" وينتهي بمرحلة "كان متوقعا تماما".
تبين من خلال الاستبيان أن الطلاب الذين شملهم الاستطلاع أكدوا أن قدرتهم على التنبؤ بأحداث خاصة في حياتهم كان أقل من تنبؤهم بأحداث خاصة بالطلاب
الذين كانوا يسكنون معهم في غرفة واحدة.
وانطبق ذلك من ناحية المبدأ على أحداث ماضية وأحداث مستقبلة على السواء.
وفي استطلاع ثان، أجري بين موظفي أحد المطاعم، تبين أن المشاركين في الاستطلاع كانوا يرون خيارات واحتمالات لحياتهم أكثر من الاحتمالات
التي رجحوها بالنسبة لزملائهم في العمل حيث توقع المشاركون في الاستطلاع أن يظل زملاؤهم في نفس المكان ونفس العمل خلال عشر سنوات
في حين أنهم تنبؤوا بحدوث تغيرات في حياتهم الشخضية.
تنبأ المشاركون في الاستطلاع، ليس فقط بالتعرض لأحداث سعيدة، بل أيضا لأحداث سيئة. ورأوا أن قدرهم "ليس محددا سلفا".
وفي تجربة ثالثة، أوضح الباحثون أن المشاركين في التجربة يعتقدون أن رغباتهم ونواياهم الداخلية بالدرجة الأولى هي التي توجه تصرفهم،
في حين أن الآخرين الذين يسكنون معهم تحركهم ظروف خارجية و سماتهم الشخصية غير القابلة للتغيير تماما.
ومن الأسباب التي رجحها الباحثون وراء هذا التباين، ميل الإنسان لمراقبة ذاته. فبينما يعرف الإنسان مشاعره ودوافعه وأفكاره جيدا،
فإن الكثير من ذلك يظل غامضا للآخرين مما يجعلهم يجدون صعوبة في الوصول لأسباب اتخاذ الإنسان قرار أو آخر.
كما رجح الباحثون أن تتفاوت قدرة الإنسان على حكمه على مدى حرية إرادة الآخرين كلما زاد معرفة ببواطن نفوس هؤلاء.
وأكدوا رغبتهم في معرفة ما إذا كان شعور الإنسان بحريته يتغير مع تقدم سنه.
_________________